- ➔ ارتفعت أسعار الأغذية طوال عامي 2023 و2024، مما دفع متوسط كلفة النمط الغذائي الصحّي على المستوى العالمي نحو الارتفاع إلى 4.46 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية للفرد في اليوم، مقابل 4.30 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2023 و4.01 دولار على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2022.
- ➔ على الرغم من ارتفاع أسعار الأغذية في عام 2024، انخفض عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في العالم من 2.76 مليار شخص في عام 2019 إلى 2.60 مليار شخص في عام 2024، مدفوعًا بالتعافي الاقتصادي من الجائحة الذي كان، على الرغم من ذلك، متفاوتًا بين الأقاليم ومجموعات البلدان المصنفة بحسب مستوى الدخل.
- ➔ شهدت السنوات الأخيرة انخفاضًا في نسبة وعدد الأشخاص غير القادرين على تحمل كلفة نمط غذائي صحي انخفاضًا كبيرًا في آسيا، وانخفاضًا طفيفًا في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وأمريكا الشمالية وأوروبا وأوسيانيا. ومن ناحية أخرى، ارتفعت النسبة في أفريقيا من 64.1 في المائة في عام 2019 إلى 66.6 في المائة في عام 2014، أي ما يعادل زيادةً في العدد من 864 مليون شخص إلى مليار (1) شخص.
- ➔ تبدو التفاوتات في وتيرة التعافي أكثر وضوحًا بين مجموعات البلدان المصنفة بحسب مستوى الدخل. فقد سُجّلت زيادة مطّردة في عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في البلدان المنخفضة الدخل منذ عام 2017، في حين أنه انخفض في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل منذ عام 2020. وفي البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، انخفض العدد في الفترة بين عامي 2020 و2024، ولكن هذا التحسن يرجع بشكل أساسي إلى الانخفاض الكبير في عدم القدرة على تحمّل الكلفة في الهند.
من الضروري رصد القدرة الاقتصادية على الحصول على نمط غذائي صحّي لتوجيه السياسات التي تهدف إلى تحسين الأمن الغذائي والنتائج التغذوية، وبالتالي المساهمة في تحقيق المقصدين 1 و2 للهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة. ويحتوي النمط الغذائي الصحّي على حبوب كاملة، وبقول، وجوزيات، ووفرة متنوعة من الفواكه والخضروات، ويمكنه أن يحتوي على كميات معتدلة من البيض والألبان والدجاج والسمك، وكميات صغيرة من اللحوم الحمراء.9 ويمكن أن يختلف النمط الغذائي الصحّي اختلافًا كبيرًا بين الأقاليم، ولكن لديه أربع سمات مشتركة. فهو متنوع، إذ يتكوّن من مجموعة من الأغذية والمجموعات الغذائية؛ ويحتوي على قدر كافٍ من المغذيات الأساسية والمركبات النشطة بيولوجيًا المهمة للصحة؛ ويحقق التوازن بين المغذيات الدقيقة (البروتينات والكربوهيدرات والدهون)؛ ويحتوي على كميات معتدلة من المكوّنات الغذائية المضرّة بالصحة في حال الإفراط في استهلاكها.10 ويشكل اتباع نمط غذائي صحّي طَوال دورة الحياة أمرًا أساسيًا للوقاية من سوء التغذية بجميع أشكاله، بما في ذلك التقزم والهزال لدى الأطفال، والنقص في المغذيات الدقيقة، والوزن الزائد أو السمنة. كما أنه يساعد على الحد من خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية على غرار أمراض شرايين القلب، وداء السكري، وبعض أنواع السرطان.11
وتمثل كلفة النمط الغذائي الصحّي في كل بلد تقديرًا للحد الأدنى من كلفة الحصول على النمط الغذائي الصحّي الذي يُعرّف بأنه نمط غذائي يتكوّن من مجموعة غذائية متاحة محليًا وتلبّي الاحتياجات من الطاقة ومعظم المغذيات.
وبعد دراسة متأنية للجزء المطلوب من الدخل للسلع والخدمات غير الغذائية الأساسية، تُقارن كلفة النمط الغذائي الصحّي بتوزيع الدخل القومي لتقدير معدّل انتشار عدم القدرة على تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي. وهما يعتبران بمثابة مقياسين لنسبة السكان وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل حتى أقلّ الخيارات كلفة لنمط غذائي صحّي في كل بلد. ويعمل كل من معدّل انتشار عدم القدرة على تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي كمؤشرين حاسمين لرصد عجز النظم الزراعية والغذائية عن تقديم نمط غذائي صحّي يُعتبر أقلّ كلفة ومتاحًا للجميع، بالنظر إلى المستويات الحالية من عدم المساواة في الدخل في البلدان.
وتقوم منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع البنك الدولي، برصد هذين المؤشرين بطريقة منهجية ونشر السلسلة الزمنية في قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في منظمة الأغذية والزراعة. ولأول مرّة في هذا التقرير، يتم الإبلاغ عن المؤشرات حتى عام واحد قبل النشر، بينما كان يتم الإبلاغ عن البيانات في الطبعات السابقة حتى عامين اثنين قبل النشر. وأمكن تحقيق هذا التحسن بفضل توافر البيانات عن عام 2024 بشأن معاملات تحويل تعادل القوة الشرائية، ومؤشرات أسعار الاستهلاك للأغذية، وتوزيعات الدخل التي يستخدمها البنك الدولي للتنبؤ الآني بالفقر، في الوقت المناسب.
وتم إدخال تحديثين اثنين مهمين في طبعة هذه السنة من التقرير لحساب مؤشر كلفة النمط الغذائي الصحّي ومؤشر القدرة على تحمّل الكلفة ذي الصلة (انظر الملحق 1-باء).
فأولًا، تم إدراج البيانات المتاحة حديثًا عن الإنفاق الاستهلاكي للأسر المعيشية في الهند في منصة البنك الدولي للفقر وعدم المساواة لتحديث عمليات توزيع الدخل. ونتيجة لذلك، جرى تنقيح مؤشرات القدرة على تحمّل الكلفة الخاصة بالهند عبر السلسلة الزمنية بكاملها حتى عام 2017، ما أدى إلى تنقيح إلى الأسفل لمعدل انتشار عدم القدرة على تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل هذه الكلفة. وأدى ذلك بدوره إلى تنقيح إلى الأسفل على المستوى العالمي.
وثانيًا، تستخدم حسابات هذه السنة معاملات تحويل محدّثة لتعادل القوة الشرائية من جولة عام 2021 لبرنامج المقارنات الدولية. وفي حين جرى في طبعة السنة الماضية من هذا التقرير تحديث بيانات مؤشر كلفة النمط الغذائي الصحّي باستخدام أسعار الأغذية المستمدة من برنامج المقارنات الدولية لعام 2021، واصلت الطبعة الحالية الاعتماد على معاملات تحويل تعادل القوة الشرائية المستمدة من جولة عام 2017 لبرنامج المقارنات الدولية. وسمح اعتماد بيانات برنامج المقارنات الدولية لعام 2021 هذه السنة، بتجميع معاملات التحويل المحدّثة لتعادل القوة الشرائية التي حلّت محل السلسلة القديمة، الأمر الذي أدى إلى تحسين دقة تقديرات القدرة على تحمّل الكلفة.
1.2.2 كلفة النمط الغذائي الصحّي
واصلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعها في عام 2024، ما أدى إلى ارتفاع متوسط كلفة النمط الغذائي الصحّي على مستوى العالم وفي جميع الأقاليم. وارتفع مؤشر كلفة النمط الغذائي الصحّي في جميع أنحاء العالم منذ عام 2017 (وهو العام الأول الذي نشرت فيه المنظمة التقديرات) ليبلغ 4.46 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية للفرد الواحد في اليوم في المتوسط في عام 2024 (الجدول 2-5). وبما أن تقرير السنة الماضية عرض النتائج حتى عام 2022، تجدر الإشارة إلى أن كلفة النمط الغذائي الصحّي سجّلت زيادة ملحوظة في الفترة بين عامي 2022 و2023 ولكن بوتيرة أبطأ من الفترة بين عامي 2021 و2022 عندما سُجِّلت زيادة حادة. وعلى المستوى العالمي، ارتفع مؤشر كلفة النمط الغذائي الصحّي بنسبة 7.2 في المائة في عام 2023 وبنسبة معتدلة أكثر قدرها 3.7 في المائة في عام 2024 بعد الزيادة الحادة بنسبة 11.4 في المائة في الفترة بين عامي 2021 و2022.
الجدول 2-5متوسط كلفة نمط غذائي صحّي، 2024-2019

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2025. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في منظمة الأغذية والزراعة: كلفة النمط الغذائي الصحي والقدرة على تحملها. [تمّ الاطلاع على الموقع في 28 يوليو/تموز 2025]. https://www.fao.org/faostat/ar/#data/CAHD. الترخيص: CC-BY-4.0.
وتظهر مقارنة كلفة النمط الغذائي الصحّي بين الأقاليم في عام 2024 أن هذه الكلفة بلغت أعلى مستوى لها في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (5.16 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في المتوسط) حيث زادت بنسبة 7.6 في المائة في الفترة بين عامي 2022 و2023 ومن ثم بنسبة 3.8 في المائة في الفترة بين عامي 2023 و2024. وفي آسيا، ارتفع متوسط كلفة النمط الغذائي الصحّي من 4.09 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2022 إلى 4.43 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2024، مع تسجيل آسيا الشرقية أعلى متوسط لكلفة النمط الغذائي الصحّي في الإقليم (5.95 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية)، يليها جنوب شرق آسيا (4.63 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية). وشهدت أفريقيا زيادة بنسبة 7.5 في المائة في كلفة النمط الغذائي الصحّي، وذلك من 3.89 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2022 إلى 4.18 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2023، وشهدت أفريقيا الشمالية الزيادة الأكبر وقدرها 13 في المائة، تلتها أفريقيا الجنوبية (7.8 في المائة) وأفريقيا الشرقية (7.7 في المائة). واستمر هذا الاتجاه التصاعدي في أفريقيا في الفترة بين عامي 2023 و2024 حيث زادت كلفة النمط الغذائي الصحّي بنسبة 5.5 في المائة لتبلغ 4.41 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في المتوسط – ما يمثل الزيادة السنوية الأهم في جميع أقاليم العالم خلال هذه الفترة. وسُجِّلت الزيادة الأكبر في عام 2024 في أفريقيا الشرقية (7.2 في المائة)، تلتها أفريقيا الشمالية (5.5 في المائة).
وبالمقارنة مع الأقاليم الأخرى، شهدت أمريكا الشمالية وأوروبا زيادة معتدلة في متوسط كلفة النمط الغذائي الصحّي خلال جائحة كوفيد-19 (من 2.96 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2019 إلى 3.14 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2021)، ومن ثم زيادة كبيرة بنسبة 14 في المائة في الفترة بين عامي 2021 و2022، تلتها زيادة بنسبة 8.9 في المائة في الفترة بين عامي 2022 و2023. وشهد الوضع تحسّنًا طفيفًا بين عامي 2023 و2024، حيث زادت كلفة النمط الغذائي الصحّي بنسبة 3.1 في المائة لتبلغ 4.02 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية. وفي أوسيانيا، ارتفعت كلفة النمط الغذائي الصحّي من 3.75 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2023 إلى 3.86 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في عام 2024.
وعند تقسيم البلدان بحسب مجموعات الدخل، يتبيّن أن البلدان المتوسطة الدخل من الشريحتين العليا والدنيا سجلت أعلى متوسط كلفة للنمط الغذائي الصحّي في عام 2024 وقدره 4.83 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية و4.48 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية في اليوم، على التوالي. وتبعتها البلدان المنخفضة الدخل بمتوسط 4.41 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية، ومن ثم البلدان المرتفعة الدخل بمتوسط 4.22 دولارًا على أساس تعادل القوة الشرائية. وفي البلدان المنخفضة الدخل، زاد متوسط كلفة النمط الغذائي الصحّي بنسبة 7 في المائة في الفترة بين عامي 2023 و2024، بعد زيادة كبيرة بنسبة 7.6 في المائة في الفترة بين عامي 2022 و2023 – وهي الزيادة الأكبر بين مختلف مجموعات الدخل.
2.2.2 معدّل انتشار وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي
تشير التقديرات الجديدة لمعدل انتشار عدم القدرة على تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل هذه الكلفة في العالم إلى استمرار الاتجاه التنازلي الذي ساد بعد عام 2020 على الرغم من ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الفترة بين عامي 2023 و2024. ويرجع السبب في ذلك إلى حد كبير إلى مسار النمو الاقتصادي منذ تفشي الجائحة. إضافة إلى ذلك، ساهم تحديث بيانات الدخل الخاصة بالهند بعد توافر بيانات الدراسة الاستقصائية الرسيمة الجديدة لاستهلاك الأسر المعيشية، في انخفاض العدد التقديري للأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في العالم في عام 2024.
وعلى نطاق العالم، كان ما يُقدّر بنحو 31.9 في المائة من السكان (2.60 مليار شخص) غير قادرين على تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في عام 2024، مقارنةً بنسبة 33.5 في المائة (2.68 مليار شخص) المسجلة في عام 2022، أي ما يعادل انخفاضًا قدره 80 مليون شخص في غضون عامين (الشكل 2-7 والجدول 2-6). وبعد انخفاض عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بمقدار 172 مليون شخص، وذلك من 2.93 مليار شخص في عام 2017 إلى 2.76 مليار شخص في عام 2019، ارتفع عددهم ليصل إلى 2.91 مليار شخص في عام 2020 بالتزامن مع جائحة كوفيد - 19. وأعقب هذا الارتفاع انخفاض حاد في عام 2021 (2.75 مليار شخص) واتجاه نحو الهبوط المستمر لمدة ثلاثة أعوام في معدّل انتشار وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي (الشكل 2-7).
الشكل 2-7 نسبة السكان وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحي في العالم تراجعت خلال الفترة بين عامي 2020 و2022

الجدول 2-6نسبة السكان وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي، 2019–2024

ومع ذلك، كان التعافي متفاوتًا بين الأقاليم. ففي السنوات الأخيرة، انخفضت عدم القدرة على تحمل الكلفة بشكل كبير في آسيا، وبشكل طفيف فقط في السنوات الأخيرة، ولم تتغير كثيرًا في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وأمريكا الشمالية وأوروبا وأوسيانيا. وفي المقابل، زاد العجز عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بدرجة كبيرة في أفريقيا. وعجز ثلثا السكان في أفريقيا عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في عام 2024 – أي أكثر من ضعف النسبة العالمية البالغة 31.9 في المائة. وكانت النسب المئوية في آسيا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي أقل بقليل من المتوسط العالمي (28.1 و27.4 في المائة على التوالي)، في حين كان النمط الغذائي الصحّي بعيد المنال بالنسبة إلى 19.6 في المائة من السكان في أوسيانيا و5.0 في المائة من السكان في أمريكا الشمالية (الجدول 2-6).
وفي أفريقيا، ارتفع عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي إلى 008.9 1 ملايين في عام 2024، وذلك بزيادة قدرها 71.2 مليون شخص بالمقارنة مع عام 2022، و144.9 ملايين شخص بالمقارنة مع عام 2019. وشهدت أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تدهورًا كبيرًا بين عامي 2022 و2024، حيث ارتفع عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بمقدار 43.3 ملايين شخص ليصل إلى 896.5 ملايين شخص. وكانت غالبية الأشخاص الذين يفتقرون إلى القدرة الاقتصادية على الحصول على نمط غذائي صحّي في عام 2024 تعيش في أفريقيا الشرقية (365.5 ملايين شخص) وأفريقيا الغربية (319.6 ملايين شخص). وشهد هذان الإقليمان مجتمعين زيادة قدرها 31.7 ملايين شخص في عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في الفترة بين عامي 2022 و2024. وسجلت أفريقيا الشمالية انخفاضًا في العدد خلال الفترة بين عامي 2019 و2022 (من 94.6 ملايين شخص إلى 84.5 ملايين شخص)، تلا ذلك ارتفاع طفيف في عامي 2023 و2024. وعلى الرغم من أن أفريقيا الشمالية سجلت أدنى معدّل انتشار في الإقليم في عام 2024 (41.3 في المائة)، ارتفع عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بمقدار 27.9 ملايين شخص في الفترة بين عامي 2022 و2024. وشهدت أفريقيا الوسطى أيضًا زيادة كبيرة (10 ملايين شخص) في الفترة نفسها، بينما سجلت أفريقيا الجنوبية أقل زيادة في الإقليم (1.6 ملايين شخص).
وفي آسيا، كان النمط الغذائي الصحّي بعيد المنال بالنسبة إلى 1.35 مليار شخص في عام 2024 بعد أربعة أعوام متتالية من التحسّن؛ وتحسّنت القدرة على تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بعد الذروة التي بلغتها في عام 2020، حيث انخفض عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل الكلفة بمقدار 291.6 ملايين شخص في عام 2024 مقارنةً بعام 2019. وسجلت آسيا الجنوبية انخفاضًا في هذا العدد للعام الرابع على التوالي، حيث انخفض عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بمقدار 206.4 ملايين شخص في عام 2024 مقارنةً بعام 2020، ما عوّض تمامًا عن الزيادة المسجلة في أعقاب جائحة كوفيد- 19 في عام 2020، وترجع هذه النتيجة بمعظمها إلى الهند. وبعد التحسّن الكبير الذي شهدته آسيا الشرقية في عام 2021 (انخفض عدد الأشخاص بمقدار 126 مليون شخص)، استمر تعافيها حتى عام 2024، حيث انخفض عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بمقدار 47.6 ملايين شخص مقارنةً بعام 2022. وشهد جنوب شرق آسيا تحسنًا أيضًا بين عامي 2022 و2024، حيث انخفض عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بمقدار 16.7 ملايين شخص، تليه آسيا الوسطى حيث انخفض العدد بمقدار 1.5 ملايين شخص. وكانت آسيا الغربية الإقليم الفرعي الوحيد الذي شهد زيادة في عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي – بمقدار 6.5 ملايين شخص – خلال هذه الفترة.
وفي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ارتفع عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بمقدار 7.9 ملايين شخص في الفترة بين عامي 2020 و2021، ولكن قوبل هذا الارتفاع بتحسّن بمقدار 15.4 ملايين شخص في الفترة بين عامي 2021 و2022. وبلغ العدد الإجمالي للأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي 181.9 ملايين شخص في عام 2024 – بزيادة قدرها 1.6 ملايين شخص مقارنةً بعام 2019 بسبب نمو العدد الإجمالي للسكان – في حين سُجّل انخفاض طفيف في معدّل انتشار عدم القدرة على تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي، وهو ما يشير إلى بعض التقدم. وفي أمريكا الجنوبية، ظهرت بوادر انخفاض طفيف في عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في الفترة بين عامي 2022 و2024، في حين شهدت منطقة البحر الكاريبي زيادة طفيفة في هذا العدد.
وفي أمريكا الشمالية وأوروبا، انخفض عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي من 69.6 ملايين شخص في عام 2019 إلى 56.2 مليون شخص في عام 2024، أي ما يعادل انخفاضًا بمقدار 13.7 ملايين شخص. وشهدت أمريكا الشمالية انخفاضًا طفيفًا في معدّل انتشار عدم القدرة على تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي، وذلك من 4.5 في المائة في عام 2022 إلى 4.3 في المائة في عام 2024. وشهدت أوروبا انخفاضًا مماثلًا أيضًا، وذلك من 5.6 في المائة في عام 2022 إلى 5.3 في المائة في عام 2024، أي ما يعادل انخفاضًا في عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي بمقدار 2.6 ملايين شخص. وكان هذا التغيير مدفوعًا في المقام الأول بالتحسينات التي تحققت في أوروبا الشرقية.
وشهدت أوسيانيا زيادة من 7.8 ملايين شخص في عام 2019 إلى 10 ملايين شخص في عام 2021، ومن ثم انخفاضًا إلى 9 ملايين شخص بحلول عام 2023 من دون تغيير في عام 2024.
ويتجلى التعافي غير المتكافئ بصورة أكبر عبر مجموعات البلدان المصنفة بحسب مستوى الدخل (الجدول 2-6 والشكل 2-8). وكان مسار التعافي أبطأ في البلدان المنخفضة الدخل التي شهدت زيادة مطّردة في عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي منذ عام 2017 (العام الأول الذي نشرت فيه المنظمة التقديرات). وفي عام 2024، كان النمط الغذائي الصحّي بعيد المنال بالنسبة إلى 544.7 ملايين شخص في البلدان المنخفضة الدخل، أي ما يعادل 72 في المائة من السكان. وأدى توقف النمو الاقتصادي في السنوات الأخيرة، بالاقتران مع الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، إلى الحد كثيرًا من قدرة الأشخاص على تحمّل كلفة الأغذية المغذية، ولا سيّما في البلدان المنخفضة الدخل، وهذا موضوع يتم التعمق فيه في الفصل الثالث من هذا التقرير.
الشكل 2-8 هناك اتجاه تصاعدي في عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، باستثناء الهند

ومن جهة أخرى، انخفض معدّل انتشار وعدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل منذ عام 2020. أما في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، فقد انخفض عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي في الفترة بين عامي 2020 و2024، ولكنّ هذا التحسين يرجع بشكل أساسي إلى الانخفاض الكبير في مستويات عدم القدرة على تحمّل الكلفة في الهند. ويُظهر استبعاد الهند من المجموعة أن عدد الأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي زاد بالفعل في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا من 791 مليون شخص في عام 2019 إلى 869 مليون شخص في عام 2024 الشكل 2-8).
وتشكل القدرة الاقتصادية على الحصول على الغذاء بُعدًا أساسيًا من أبعاد الأمن الغذائي. فالأشخاص العاجزين عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي، ولو كان أقل كلفة، هم على الأرجح يعانون من درجة ما من درجات انعدام الأمن الغذائي، مما قد ينعكس سلبًا على جودة نمطهم الغذائي. ويؤدي في المقابل النمط الغذائي غير الملائم دورًا حاسمًا في تشكيل النتائج التغذوية، وهذه مسألة سيتم استكشافها في القسم التالي.