يستخدم ما يُقدَّر بحوالي 5.8 مليارات من الأشخاص منتجات حرجية غير خشبية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 2.77 مليار مستخدم ريفي في بلدان الجنوب.44 ويستخدم حوالي 50 في المائة من سكان العالم الأنواع البرية (يصل إجمالي عدد الأنواع المستخدمة إلى مقدار 000 50 نوع)، ويعتمد 70 في المائة من فقراء العالم على الأنواع البرية للحصول على الغذاء والدواء والطاقة والدخل وغيرها من الاستخدامات.45 وتؤدي النساء دورًا حاسمًا في إنتاج المنتجات الحرجية غير الخشبية، خاصة في أفريقيا وآسيا بحكم أنهن يمتلكن أساسًا المعارف التقليدية، ويجمعن النباتات البرية الصالحة للأكل، ويتاجرن بالمنتجات الحرجية غير الخشبية على نطاق صغير (من المرجح أن يمتلك الرجال وأن يديروا أعمالًا تجارية أكبر). وبالإضافة إلى المتطلبات المادية، فإن الأعراف الاجتماعية المحلية والمخاوف المتعلقة بالسلامة الشخصية والمسؤوليات المنزلية قد تحد من فرص المرأة في تطوير المنتجات الحرجية غير الخشبية.46
وتكتسي العديد من المنتجات الحرجية غير الخشبية قيمة كبيرة. ففي الهند، تدعم المنتجات الحرجية غير الخشبية سبل عيش حوالي 275 مليون شخص، إذ تؤمّن المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية من خلالها ما يصل إلى 40 في المائة من دخلها؛47 وفي أوروبا، تُقدَّر قيمة المنتجات الحرجية غير الخشبية (انظر التعريف الوارد في الحاشية)، بما في ذلك في الأسواق الرسمية وغير الرسمية وللاستهلاك الذاتي، بنحو 23.3 مليار يورو سنويًا.48 وفي ملاوي، أشار تحليل حديث يستند إلى دراسة استقصائية وطنية إلى أن 22 في المائة من السكان يستهلكون الخضروات الورقية الخضراء البرية، ما يساهم في تلبية التوصيات اليومية لاستهلاك الفاكهة والخضروات.49 وتعتبر اللحوم البرية غذاءً تقليديًا للعديد من الذين يعيشون من الصيد البري وجمع الثمار من الشعوب الأصلية. وفي الآونة الأخيرة، قُدرّ استهلاك اللحوم البرية في 62 مركزًا حضريًا في ولاية أمازوناس البرازيلية بنحو 691 10 طنًا سنويًا؛ وتضاهي القيمة النقدية لهذا الاستهلاك (35.1 مليون دولار أمريكي) إنتاج الأسماك والأخشاب في المنطقة.50 وزادت مبيعات اللحوم البرية في إكيتو (في منطقة الأمازون في بيرو) بمعدل 6.4 طن سنويًا على مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية، تماشيًا مع النمو السكاني في المناطق الحضرية.51 وغالبًا ما تكون الأسماك الداخلية، سواء أتم جمعها مباشرة من قبل الأسر أم من خلال مصايد الأسماك الداخلية التجارية، منتجات حرجية نظرًا إلى اعتمادها الكبير على نوعية تدفقات المياه العذبة وكميتها وتواترها من غابات المرتفعات والغابات الواقعة على ضفاف الأنهار وغابات السهول الفيضية، بالإضافة إلى الموائل التي تخلقها هذه الغابات والتدفقات. وتشير التقديرات إلى أن مصايد الأسماك الداخلية العالمية قد ساهمت بنحو 11.4 مليون طن من الأسماك في عام 2021. 52
ويبيّن الشكل 3 الاتجاهات السائدة في إنتاج خمسة منتجات حرجية غير خشبية على الصعيد العالمي، على النحو الوارد في قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في المنظمة. وبشكل عام، شهد الإنتاج اتجاهًا تصاعديًا في العقدين الماضيين.
الشكل 3الاتجاهات في حجم إنتاج خمسة منتجات حرجية غير خشبية، الفترة 2022-2000

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. المحاصيل والمنتجات الحيوانية. في: قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في المنظمة. روما. [تم الاطلاع عليه في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023]. https://www.fao.org/faostat/ar/#data/QCL. الترخيص: CC-BY-4.0
وتتوافر بيانات جديدة (اعتبارًا من عام 2022) عن حبوب الصنوبر وفطر الغابات والكمأة، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى الجهود التي تبذلها المنظمة لوضع قوانين تجارية جديدة للمنتجات الحرجية غير الخشبية (الشكل 4). وأصبح من الممكن الآن (اعتبارًا من عام 2022) أيضًا مراقبة تجارة لحاء الخوخ (البرقورق) الأفريقي «Prunus africana» (الذي تفيد التقارير بأن له خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات ومضادة للفيروسات في الدراسات الحية والمختبرية53)، والتي حظيت باهتمام كبير بسبب المخاوف بشأن استدامة التجارة.
الشكل 4الصادرات العالمية من الصنوبر والفطر الحرجي والكمأة، عام 2022

وتسلّط الزيادة الأخيرة في توافر البيانات المتعلقة بالمنتجات الحرجية غير الخشبية الضوء على مجموعة من الموارد الحرجية التي كان يُنظر إليها ذات يوم على أنها ذات قيمة سوقية ضئيلة وتقتصر أساسًا على استخدام الكفاف من طرف الأشخاص الذين يعيشون في الغابات أو بالقرب منها. ومن الواضح بشكل متزايد أن العديد من المنتجات الحرجية غير الخشبية لها قيمة سوقية كبيرة بالنسبة إلى الكمية المنتجة، وغالبًا ما تكون مماثلة لتلك الخاصة بالمنتجات الخشبية ومكمّلة لها.ن وهناك حاجة إلى مواصلة تحسين الممارسات الإحصائية ورصد المنتجات الحرجية غير الخشبية لتحسين وضع السياسات والبرامج القائمة على الأدلة التي يمكن أن تطلق العنان لإمكانات هذه الموارد بشكل كامل، بما في ذلك في سياق الاقتصاد الحيوي.