- ➔ تشير التقديرات إلى أن 149 مليون طفل (22 في المائة) ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات على نطاق العالم في عام 2020 كانوا مصابين بالتقزم، وأن 45 مليونًا (6.7 في المائة) كانوا مصابين بالهزال، وأن 39 مليونًا (5.7 في المائة) كانوا يعانون من الوزن الزائد. وأُحرز تقدم في تحقيق مقاصد عام 2030 المتعلقة بالتقزم، بينما استمرتدهورها بما يتعلق بالوزن الزائد لدى الأطفال.
- ➔ يعيش الأطفال الذين يعانون من التقزم، على الأرجح، في البلدان المنخفضة الدخل أو المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (89 في المائة من العبء العالمي في عام 2020)، ويقيمون في المناطق الريفية ولديهم أمهات لم يحصلن على تعليم رسمي. وتشهد حوالي 30 في المائة من البلدان التي تمثل كل إقليم فرعي في أفريقيا الشمالية وأوسيانيا والبحر الكاريبي زيادة في انتشار التقزم، وبالتالي فهي لا تحرز تقدمًا نحو تحقيق المقصد المستهدف لعام 2030 المتمثل في خفض عدد الأطفال الذين يعانون من التقزم بنسبة 50 في المائة.
- ➔ يعيش الأطفال الذين يعانون من الهزال، على الأرجح، في البلدان المنخفضة الدخل أو البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (93 في المائة من العبء العالمي) ويقيمون في أسر معيشية أكثر فقرًا. ولا تزال مستويات الهزال أعلى من المقصد المستهدف لعام 2030، وهو أقل من 3 في المائة في العديد من البلدان، لا سيما في آسيا الجنوبية وجنوب شرق آسيا.
- ➔ يعيش الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد، على الأرجح، في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا أو الشريحة العليا (77 في المائة من العبء العالمي في عام 2020)، ويقيمون في أسر أكثر ثراءً ولديهم أمهات حاصلات على تعليم ثانوي على الأقل. وفي ما يتعلق بالتقدم نحو المقصد المستهدف لعام 2030 البالغ أقل من 3 في المائة، فإن أكثر من نصف البلدان التي تم تحليلها في أفريقيا الغربية وآسيا الجنوبية أحرز تقدمًا بنسبة 75 في المائة على الأقل، بينما يتزايد انتشار الوزن الزائد في غالبية البلدان التي تم تحليلها في أفريقيا الجنوبية، وأوسيانيا، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي.
- ➔ عالميًا، سجل الوزن المنخفض عند الولادة، على نطاق العالم، انخفاضًا من 17.5 في المائة في عام 2000 إلى 14.6 في المائة في عام 2015، فضلًا عن إحراز تقدم في معظم الأقاليم. ومع ذلك، تشكّل فجوات البيانات تحديًا أمام الرصد العالمي لهذا المؤشر، ذلك أنه لا يتم وزن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أطفال حديثي الولادة في العالم عند الولادة.
- ➔ تحقق تقدم مطرد في الرضاعة الطبيعية الخالصة، إذ تلقى 43.8 في المائة من الرُضع الذين يقل عمرهم عن 6 أشهر رضاعة طبيعية خالصة على مستوى العالم في عام 2020، مقابل 37.1 في المائة في عام 2012. ويعيش، على الأرجح، الرضع الذين يتلقون رضاعة طبيعية خالصة في البلدان المنخفضة الدخل أو البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (84 في المائة من العدد العالمي للرضع الذين تلقوا رضاعة طبيعية خالصة في عام 2020)، في المناطق الريفية والأسر الأكثر فقرًا، ولم تحصل أمهاتهم على أي تعليم رسمي، ويُرجح أن يكونوا من الإناث. وحقّقت معظم الأقاليم ما بين 25 و50 في المائة من التقدم المطلوب للوصول إلى المقصد المستهدف لعام 2030 بشأن الرضاعة الطبيعية الخالصة، وهو 70 في المائة على الأقل.
- ➔ تأثرت امرأة واحدة تقريبًا من بين كل ثلاث نساء ممن تراوحت أعمارهن بين 15 و49 عامًا (29.9 في المائة) على نطاق العالم في عام 2019 بفقر الدم، من دون تحقيق أي تقدم، بل وربما مع تراجع طفيف منذ عام 2012 (28.5 في المائة). ويعني ذلك أن 571 مليونًا من النساء كنّ مصابات بفقر الدم في جميع أنحاء العالم، وأنهن كنّ يعشن على الأرجح في المناطق الريفية وفي أسر معيشية أكثر فقرًا، ولم يتلقيْن أي تعليم رسمي. كما أن التقدم نحو تحقيق المقصد المستهدف لعام 2030 المتمثل في خفض فقر الدم بنسبة 30 في المائة يزداد سوءًا في الغالبية العظمى من البلدان في جميع الأقاليم تقريبًا، ولا سيما في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا وأوسيانيا وجنوب شرق آسيا.
- ➔ تتّجه السمنة لدى البالغين نحو الازدياد في جميع الأقاليم بعد أن ارتفعت معدلاتها على نطاق العالم من 11.8 في المائة في عام 2012 إلى 13.1 في المائة في عام 2016 – وهي آخر سنة تتاح بيانات عنها. ويعيش البالغون المصابون بالسمنة، على الأرجح، في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا أو البلدان المرتفعة الدخل (73 من العبء العالمي في عام 2016)؛ ومعدل انتشار السمنة بين النساء أعلى منه بين الرجال. وتقيم النساء المصابات بالسمنة، على الأرجح، في المناطق الحضرية وفي الأسر المعيشية الأكثر ثراءً. وهناك حاجة إلى جهود أكثر كفاءة لعكس هذا الاتجاه.
- ➔ يهدد استمرار جائحة كوفيد–19 وحالات الطوارئ الأخرى مثل الحرب في أوكرانيا التقدم نحو إنهاء جميع أشكال سوء التغذية. وقد يزيد عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، وخاصة النساء والأطفال، ويعيق التقدم في تحقيق مقاصد التغذية العالمية لعام 2030. ويتطلب ذلك مضافرة الجهود من أجل التخفيف من الآثار على سوء التغذية.
وتشكل التغذية محور خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويقيّم هذا التقرير المستويات والاتجاهات العالمية والإقليمية لمقاصد التغذية العالمية السبعة. وتشمل هذه المقاصد غايات التغذية الست التي أقرّتها جمعية الصحة العالمية في عام 2012 ويُتوخى تحقيقها بحلول عام 2025، والتي اقترحت بشأنها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة في وقت لاحق مقاصد موسّعة22 لعام 2030. وتم أيضًا اختيار أربعة من أصل ستة مؤشرات لرصد التقدم المحرز نحو تحقيق المقصد 2–2 لأهداف التنمية المستدامة، أي التقزم والهزال والوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة وفقر الدم لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا.23 ويتجسّد الهدف السابع في وقف زيادة السمنة لدى البالغين، الذي اعتمدته جمعية الصحة العالمية كجزء من «خطة العمل العالمية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها» في عام 2013. 24
ويتضمن هذا الإصدار عنصرًا جديدًا لم يوجد في التقارير السابقة وهو توفير وصف أكثر تفصيلًا للفئات السكانية الأكثر تضرّرًا من سوء التغذية. ويُصنّف العبء العالمي لسوء التغذية بحسب فئات الدخل في البنك الدولي. وإضافة إلى ذلك، يفحص تحليل انعدام المساواة التفاوتات بين أماكن الإقامة الحضرية والريفية، وثروة الأسرة المعيشية، وتعليم الأمهات والنساء، ونوع الجنس. وبهذه الطريقة، يكشف هذا التقرير عن أوجه انعدام المساواة الموجودة داخل البلدان والمجموعات الاجتماعية الديموغرافية وفي ما بينها. وتهدف هذه التحليلات والتصنيفات إلى إلقاء الضوء على السؤال التالي: ما هي الفئات السكانية الأكثر تضررًا من سوء التغذية؟ وهذا جانب رئيسي تسترشد به التدخلات التي تستهدف أوجه انعدام المساواة التي يبدو أنها مستمرة في وجه السياسات والبرامج غير الفعالة أو الأصغر من أن تواجه التحدي.
وسيُعرض التقدم المحرز نحو تحقيق مقاصد عام 2030 من خلال النظر في ملخص التقدم الذي أحرزته البلدان أو الأقاليم، التي يشار إليها في ما بعد بكلمة «البلدان»، والتي تتوفر بشأنها تقديرات ضمن الأقاليم والأقاليم الفرعية حتى آخر عام.
ولا تفسّر تقديرات معدل الانتشار والأرقام المطلقة لمؤشرات التغذية السبعة الواردة أدناه أثر جائحة كوفيد–19 تفسيرًا كاملًا بسبب التحديات في تحديث مؤشرات التغذية. وتستند هذه التقديرات في المقام الأول إلى البيانات التي تم جمعها قبل عام 2020، حيث لم يكن جمع بيانات طول الطفل ووزنه على مستوى الأسرة المعيشية محدودًا في عام 2020 فحسب، بل أيضًا في عام 2021 بسبب القيود المفروضة على الحركة ومسافة التباعد الجسدية من أجل احتواء انتشار الجائحة. وحتى في حالة جمع بيانات التغذية خلال هذا الوقت، فإن تقييم الأثر الكامل غير ممكن بالنسبة إلى العديد من النتائج. ولهذا السبب نفسه، لم يتم تحديث تقديرات التقزم والهزال والوزن الزائد لدى الأطفال وفقر الدم لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا منذ آخر إصدار من هذا التقرير، نظرًا إلى أن البيانات المتاحة خلال هذه الفترة لا توفّر تغطية إقليمية وعالمية كافية، وبالتالي ستكون النتائج مضلّلة. وتم تحديث تقديرات الرضاعة الطبيعية الخالصة فقط. ومع ذلك، تتجلّى البيانات الحديثة المستمدة من 32 دراسة استقصائية وطنية للتغذية أُجريت منذ عام 2019، بما في ذلك 16 دراسة أُجريت بين عامي 2020 و2021، في التحليل الوصفي لأثر أوجه انعدام المساواة في سوء التغذية الذي يرد لاحقًا في هذا القسم، مع الأخذ بعين الاعتبار الإقامة الحضرية والريفية وثراء الأسرة المعيشية ومستوى تعليم الأم ونوع الجنس.
الاتجاهات العالمية
يلخّص الشكل 11 اتجاهات معدل الانتشار والأرقام المطلقة لمؤشرات التغذية السبعة. وأظهر آخر تقدير للوزن المنخفض عن الولادة أن 14.6 في المائة من الأطفال حديثي الولادة (20.5 ملايين) وُلدوا بوزن منخفض عند الولادة (أقل من
500 2 غرام) في عام 2015، أي بانخفاض طفيف بلغ 17.5 في المائة (22.9 ملايين) مقارنة بعام 2000. وتزيد احتمالات تعرض الأطفال الرضع الذين يقل وزنهم عند الولادة عن 500 2 للوفاة بمقدار 20 مرة بمقارنة بمن يكون وزنهم مناسبًا عند الولادة،25 ويواجه الذين يبقون على قيد الحياة عواقب طويلة الأمد، بما في ذلك زيادة خطر التقزم وانخفاض معدل الذكاء وزيادة احتمال الإصابة بالسمنة ومرض السكري لدى البالغين.26 وستصدر التقديرات المحدّثة للوزن المنخفض عند الولادة في وقت لاحق من هذا العام (2022).
الشكل 11الاتجاهات العالمية في معدل الانتشار والأرقام المطلقة تشير إلى أن معدلات الوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة وفقر الدم لدى النساء والسمنة لدى البالغين آخذة في الازدياد، بينما تحسّن باطراد منذ عام 2000 معدل الوزن المنخفض عند الولادة والتقزم لدى الأطفال دون الخامسة من العمر والرضاعة الطبيعية الخالصة

المصادر: تستند البيانات الخاصة بالتقزم والهزال والوزن الزائد إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير/البنك الدولي. 2021. UNICEF, WHO, World Bank Group Joint Child Malnutrition Estimates, April 2021 Edition. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. https://data.unicef.org/topic/nutrition، وwww.who.int/data/gho/data/themes/topics/joint-child-malnutrition-estimates-unicef-who-wb، وhttps://data.worldbank.org؛ وتستند البيانات الخاصة بالرضاعة الطبيعية الخالصة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة. 2021. تغذية الرُضع والأطفال الصغار: الرضاعة الطبيعية الخالصة. في: UNICEF Data: Monitoring the Situation of Children and Women. https://data.unicef.org/topic/nutrition/infant-and-young-child-feeding؛ وتستند البيانات الخاصة بفقر الدم إلى منظمة الصحة العالمية. 2021. المرصد الصحي العالمي. في: منظمة الصحة العالمية. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. http://apps.who.int/gho/data/node.imr.PREVANEMIA?lang=en؛ وتستند البيانات الخاصة بسمنة البالغين إلى منظمة الصحة العالمية. 2017. المرصد الصحي العالمي. في: منظمة الصحة العالمية. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. http://apps.who.int/gho/data/node.main.A900A?lang=en؛ وتستند البيانات الخاصة بالوزن المنخفض عند الولادة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية. 2019. UNICEF-WHO Low Birthweight Estimates: levels and trends 2000–2015. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. data.unicef.org/resources/low-birthweight-report-2019.
وتتسم ممارسات الرضاعة الطبيعية المـُثلى، بما فيها الرضاعة الطبيعية الخالصة في الأشهر الستة الأولى من الحياة، بأهمية حاسمة لبقاء الأطفال على قيد الحياة وتعزيز الصحة والنمو الإدراكي. وعلى مستوى العالم، ازداد معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة لدى الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر من 37.1 في المائة (49.9 ملايين) في عام 2012 إلى 43.8 في المائة (59.4 ملايين) في عام 2020. ومع ذلك، فإن أكثر من نصف مجمل الرُضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر على نطاق العالم لم يحصلوا على المنافع الوقائية التي توفّرها الرضاعة الطبيعية الخالصة. وهناك قدر من القلق من أن المفاهيم الخاطئة القائلة بإمكانية انتقال كوفيد–19 عن طريق حليب الأم قد أثّرت على ممارسات الرضاعة الطبيعية، لكن التأثير الكامل على الاتجاهات لا يزال غير واضح.27
ويعتبر التقزّم، وهي حالة يعاني فيها الشخص من قصر شديد في القامة بالنسبة إلى عمره، مؤشرًا على العديد من آثار النقص التغذوي ويحدث بسبب مزيج من العوامل التغذوية وغيرها من العوامل التي تقوّض في الوقت ذاته النمو البدني والإدراكي للأطفال ويزيد من مخاطر الوفاة من حالات العدوى الشائعة. ويمكن أيضًا للتقزّم وغيره من أشكال النقص التغذوي في سنّ مبكرة من الحياة أن يعرّض الأطفال للإصابة بالوزن الزائد والأمراض غير المعدية في المراحل اللاحقة من الحياة.3 وعلى مستوى العالم، تراجعت معدلات انتشار التقزم لدى الأطفال دون الخامسة من العمر بشكل مطرد من نسبة تُقدّر بنحو 33.1 في المائة (201.6 ملايين) في عام 2000 إلى 22.0 في المائة (149.2 مليون) في عام 2022.
وأما هزال الأطفال، فهو حالة تُهدد الحياة يُسببها عدم تناول مغذّيات كافية، وسوء امتصاص المغذّيات، و/أو المرض المتكرّر أو لفترات طويلة. ويعاني الأطفال المصابون بالهزال من النحول الخطير المصحوب بضعف في المناعة وازدياد التعرض لخطر الوفاة.28 وقد بلغ معدل انتشار الهزال بين الأطفال دون الخامسة من العمر 6.7 في المائة (45.4 ملايين) في عام 2022، وهذه نسبة تزيد بأكثر من الضعف عن المقصد العالمي لعام 2030 المحدد بأقل من 3 في المائة. والهزال حالة حادة يمكن أن تتغيّر بسرعة وتتأثر بالعوامل الموسمية في العديد من السياقات. وهذا يصعّب مع مرور الوقت عرض الاتجاهات الموثوقة وتفسيرها. ولهذا السبب، تُعرض في هذا التقرير أحدث التقديرات المتاحة فقط.
ويواجه الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة آثارًا صحية فورية وربما طويلة الأمد. وتشمل الآثار الفورية صعوبات في التنفس وزيادة خطر الإصابة بكسور وارتفاع ضغط الدم وظهور علامات مبكرة لأمراض القلب ومقاومة الأنسولين والآثار النفسية.29 وعلى المدى الطويل، يتعرّض الأطفال لخطر كبير للإصابة بالأمراض غير المعدية في المراحل اللاحقة من الحياة. وما فتئ مستوى الوزن الزائد يزداد ارتفاعًا في العديد من البلدان، وقد تسارع بسبب زيادة المستويات غير الكافية للنشاط البدني وتناول الأغذية عالية التجهيز التي تحتوي على كميات عالية من الطاقة والدهون والسكريات الحرة و/أو الملح.30 وعالميًا، ازداد معدل انتشار الوزن الزائد لدى الأطفال دون الخامسة من العمر بنسبة طفيفة من 5.4 في المائة (33.3 ملايين) في عام 2000 إلى 5.7 في المائة (38.9 ملايين) في عام 2020. ولُوحظت اتجاهات صاعدة في حوالي نصف البلدان على نطاق العالم، على الرغم من أنها ليست ذات دلالة إحصائية كبيرة. وبناءً على ذلك، ونظرًا إلى المخاطر المصاحبة، ينبغي تفسير ذلك باهتمام.
وأشار معدل انتشار فقر الدم لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا، الذي قُدّر بنسبة 31.2 في المائة عام 2000، إلى هبوط طفيف حتى عام 2012 تقريبًا، ولكنه ارتفع بعد ذلك مرة أخرى ليصل إلى 29.9 في المائة في عام 2019. وفي الوقت نفسه، ارتفع العدد المطلق للنساء المصابات بفقر الدم باطراد من 493 مليونًا في عام 2000 إلى 570.8 ملايين في عام 2019، وهو مّا يؤثر على معدلات اعتلال الصحة والوفاة لدى الإناث، وقد تكون له نتائج ضارة على الحمل والمواليد الجُدد.31
وازدادت معدلات السمنة بمقدار الضعف تقريبًا بالقيمة المطلقة في العالم من 8.7 في المائة (343.1 مليون) في عام 2000 إلى 13.1 في المائة (675.7 ملايين) في عام 2016. ومن المقرّر أن تصدر التقديرات العالمية المحدّثة قبل نهاية عام 2022. ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كانت ستُتاح بيانات كافية لتعكس كيفية تأثير جائحة كوفيد–19 على هذه النتيجة. ومن الممكن أن تكون القيود المفروضة على الحركة لاحتواء انتشار الفيروس قد أدّت إلى زيادة الخمول البدني وأنماط السلوك التي تقل فيها الحركة، وربما أسفر ذلك كله، إلى جانب تحوّل الممارسات الغذائية نحو عادات الأكل غير الصحية، إلى زيادة مؤشر كتلة الجسم لدى البالغين على مستوى العالم.32
ويختلف العبء العالمي لسوء التغذية باختلاف فئات البلدان المصنفة بحسب الدخل،33 ومع مرور الوقت في بعض الحالات. ويعتمد العبء بحسب فئة الدخل على معدل انتشار النتيجة التغذوية وكذلك على تعداد السكان في فئة الدخل تلك؛ وبالتالي، فإن كلا الجانبين أساسيان لتفسير التباينات. وعلى الرغم من أن تصنيف مجموعة الدخل في بلد معين يمكن أن يتغيّر مع مرور الوقت، فإن التحليل المعروض هنا يأخذ بعين الاعتبار توزيع العبء بناءً على التصنيف الأخير، بالنظر إلى التحولات التي حدثت عبر البلدان بالنسبة إلى مجموعة الدخل المندرجة تحتها حاليًا.
ويعرض الشكل 12 توزيع العبء العالمي لمؤشرات التغذية السبعة بحسب فئة الدخل. وبالنسبة إلى كل مؤشر، يُعرض التوزيع في عام 2012 وفي العام الذي تتوفر بشأنه أحدث البيانات من أجل إظهار التغييرات مع مرور الوقت.
الشكل 12البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا تتحمل العبء الأكبر من حالات التقزم والهزال والوزن المنخفض عند الولادة وفقر الدم، بينما تتحمل البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل العبء الأكبر من حالات السمنة

المصادر: تستند البيانات الخاصة بالتقزم والهزال والوزن الزائد إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير/البنك الدولي. 2021. UNICEF, WHO, World Bank Group Joint Child Malnutrition Estimates, April 2021 Edition. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. https://data.unicef.org/topic/nutrition، وwww.who.int/data/gho/data/themes/topics/joint-child-malnutrition-estimates-unicef-who-wb، وhttps://data.worldbank.org؛ وتستند البيانات الخاصة بالرضاعة الطبيعية الخالصة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة. 2021. تغذية الرُضع والأطفال الصغار: الرضاعة الطبيعية الخالصة. في: UNICEF Data: Monitoring the Situation of Children and Women. https://data.unicef.org/topic/nutrition/infant-and-young-child-feeding؛ وتستند البيانات الخاصة بفقر الدم إلى منظمة الصحة العالمية. 2021. المرصد الصحي العالمي. في: منظمة الصحة العالمية. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. http://apps.who.int/gho/data/node.imr.PREVANEMIA?lang=en؛ وتستند البيانات الخاصة بسمنة البالغين إلى منظمة الصحة العالمية. 2017. المرصد الصحي العالمي. في: منظمة الصحة العالمية. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. http://apps.who.int/gho/data/node.main.A900A?lang=en؛ وتستند البيانات الخاصة بالوزن المنخفض عند الولادة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية. 2019. UNICEF-WHO Low Birthweight Estimates: levels and trends 2000–2015. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. data.unicef.org/resources/low-birthweight-report-2019.
وتحمّلت البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا معًا وطأة الوزن المنخفض عند الولادة لدى المواليد الجدد في عامي 2012 و2015 على السواء (83 في المائة من العبء العالمي في عام 2020). وإجمالًا، ظل توزيع العبء مماثلًا بين هذين العامين.
وعلى الصعيد العالمي، يعيش معظم الأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية خالصة في البلدان المنخفضة الدخل أو في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، مع زيادة الحصة المشتركة من العدد العالمي من 78 في المائة في عام 2012 إلى 84 في المائة في عام 2020. ومع ذلك، لم تكن هناك بيانات كافية لفحص حصة الرُضع الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية الخالصة في البلدان المرتفعة الدخل، وبالتالي فإن هذه فئة غير واردة في الشكل 12 لهذا المؤشر.
وتحوّل جزء من عبء التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة من البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا إلى البلدان المنخفضة الدخل بين عامي 2012 و2020؛ أي من 21 في المائة إلى 24 في المائة في عام 2020. وبشكل عام، من المرجح أن يقيم الأطفال الذين يعانون من التقزم في البلدان المنخفضة الدخل أو البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا.
وتتحمّل البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا العبء الأكبر من الهزال لدى الأطفال دون سن الخامسة بنسبة إجمالية تبلغ 93 في المائة من الأطفال الذين يعانون من الهزال في العالم.
وظل توزيع عبء الوزن الزائد عبر فئات الدخل في صفوف الأطفال دون سن الخامسة دون تغيير بين عامي 2012 و2020، مع وجود عدد مماثل من الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا.
ولم تحدث تحوّلات كبيرة في توزيع العبء العالمي لفقر الدم لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا بين عامي 2012 و2019 عبر فئات الدخل. وفي عام 2019، كانت 74 في المائة من النساء اللاتي يعانين من فقر الدم تقمن في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، بينما تعيش امرأة واحدة من كل خمس نساء في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا.
وظل توزيع العبء العالمي للسمنة بين البالغين عبر مجموعات البلدان المصنفة بحسب الدخل دون تغيير يُذكر بين عامي 2012 و2016، إذ كانت النسبة الأكبر (73 في المائة) تعيش في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل.
ويسلّط هذا التحليل الضوء على أن البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا تتحمّل مجتمعة العبء الأكبر من المواليد الجدد الذين يعانون من الوزن المنخفض عند الولادة، والأطفال المصابين بالتقزم والهزال، والنساء المصابات بفقر الدم، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن نسبة أكبر من سكان العالم تعيش في هذه البلدان.
الآثار المحتملة للأزمات الحالية على التغذية العالمية
من المرجّح أن تتأثر الاتجاهات العالمية بالأزمات الأخيرة والمستمرة، وخاصة تلك التي لها آثار عالمية. وعلى الرغم من أن آثار جائحة كوفيد–19 على سوء التغذية لم تتكشّف بعد بالكامل، إمّا بسبب قلة البيانات أو الأثر الطويل الأمد على بعض النتائج التغذوية، فمن المتوقع حدوث آثار سلبية على مختلف أشكال سوء التغذية على المستوى العالمي. وفي الآونة الأخيرة، يمكن للحرب في أوكرانيا أن يؤثّر على سوء التغذية على نطاق عالمي.34
وعلى الرغم من عدم اليقين بشأن أثر كوفيد–19 على التغذية العالمية، أُجريت بعض عمليات المحاكاة بناءً على سيناريوهات مختلفة من أجل تقييم أثر الجائحة على سوء تغذية الأطفال باستخدام مجموعة محدودة من المتغيّرات المشتركة والتقديرات المستندة إلى البيانات التاريخية.35 وقدّم إصدار عام 2021 من هذا التقرير بعض التوقّعات المستندة إلى عمليات المحاكاة هذه بشأن تقزم الأطفال والهزال.15 وأظهر التقرير أن ما بين 11.2 و16.3 مليون طفل إضافي دون سن الخامسة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل قد يتأثرون بالهزال في الفترة من 2020 إلى 2022 نتيجة لجائحة كوفيد–19، مقارنة بسيناريو لم تحدث فيه الجائحة. وبالنسبة إلى تقزّم الأطفال، أشارت التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 3.4 و4.5 مليون طفل قد يصابون بالتقزّم في عام 2022 بسبب آثار جائحة كوفيد–19.
وفي الآونة الأخيرة، قام فريق أساسي مرن معني برصد التغذية مشترك بين اليونيسف والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة الصحة العالمية بوضع إطار تحليلي شامل36 يركّز على مسارات الصحة العامة التي تربط الجائحة بنتائج التغذية المتعلّقة بغايات التغذية الست التي أقرّتها جمعية الصحة العالمية. وأُعدّ إطار العمل حول خمس فئات من العوامل ذات الصلة بتقاطع جائحة كوفيد–19 والتغذية: (1) المحدّدات التمكينية، (2) والمحدّدات الأساسية، (3) والمحدّدات المباشرة، (4) والنتائج، (5) والآثار. وتشمل كل فئة من المحدّدات موضوعًا عامًا يحتوي على فئات فرعية مختلفة. وتشمل المحدّدات التمكينية فئات فرعية للحوكمة والموارد والسياق الاجتماعي والثقافي؛ وتشمل المحدّدات الأساسية فئات فرعية للأغذية والصحة والحماية الاجتماعية والتعليم والمياه والصرف الصحي، بينما تشمل المحدّدات المباشرة عشر فئات فرعية للحالة السلوكية والتغذوية. ويمكّن محور الإطار من اليمين إلى اليسار المستخدمين من تحديد العديد من مسارات الصحة العامة المحدّدة بحسب السياق، واستكشافها وتقييمها والنظر في انعدام المساواة على جميع المستويات.
وتحاول دراستا الحالة القطريتان توضيح المسارات المحتملة الخاصة بالسياق لتأثير الجائحة على سوء تغذية لدى الأطفال، وتحديدًا في تشاد بسبب الهزال، وفي بيرو بسبب الوزن الزائد (الإطار 4). وعلى الرغم من أن البيانات التي تتيح تقديم دليل على هذا الأثر محدودة للغاية، فإن العملية مفيدة من أجل استكشاف المسارات المختلفة التي يمكن أن تؤثر من خلالها جائحة كوفيد–19 على التغذية.
الإطار 4دراسة حالة عن كوفيد–19: أمثلة قطرية على أثر الجائحة على هزال الأطفال وزيادة وزنهم من خلال مسارات محددة السياق
استنادًا إلى الإطار التحليلي الشامل للفريق الأساسي المرن المعني برصد التغذية، تتّبع دراسات الحالة أدناه المسارات المحتملة التي تربط بين محدّدات وعوامل متعدّدة قد تؤثّر على الهزال والوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة. ومع ذلك، ينبغي توخي الحذر في تفسير الآثار المحتملة بسبب الفجوات في المعلومات الناتجة عن الإجراءات الصارمة التي تنفّذها البلدان من أجل احتواء الجائحة.
مسار الهزال الأطفال – مثال
بدأت تشاد* في تنفيذ تدابير كوفيد–19 في مارس/آذار 2020، إضافة إلى تطبيق إجراءات صارمة من أبريل/نيسان إلى مايو/أيار 2020 (مؤشر الصرامة = 88.9**). وفي مايو/أيار ويونيو/حزيران 2020، أبلغت 58 في المائة من المجتمعات عن تدهور في قدرتها على تلبية الاحتياجات الأساسية – وأبلغت 11 في المائة من الأسر المعيشية عن فقدان الدخل، ولم تتمكن 13 في المائة من الأسر المعيشية من أداء الأنشطة الزراعية بسبب تدابير كوفيد–37.19 وفي الوقت نفسه، أثّرت الزيادة في أسعار المواد الغذائية الرئيسية على 68.7 في المائة من الأسر المعيشية، واعتمد كثير منها على استراتيجيات التأقلم بما في ذلك خفض استهلاك الأغذية (35 في المائة)، والاعتماد على المدّخرات (22 في المائة)، وبيع الأصول (13.8 في المائة)، أو الاعتماد على أغذية أقل تفضيلًا (10.8 في المائة).37، 38 وأشارت التقديرات إلى أن 2.4 مليون شخص كانوا يعانون من نقص الاستهلاك الغذائي في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 39.2020 وانخفضت معدّلات الرضاعة الطبيعية الخالصة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر من 16.4 في المائة (2020) إلى 11.4 في المائة (2021)، متأثّرة ربما بالخوف من انتقال فيروس كورونا–سارس–2 من الأم إلى الطفل.40 ولم تتمكّن العديد من الأسر المعيشية من الحصول على العلاج الطبي اللازم في عام 2020 بسبب نقص الأموال والخوف من انتقال العدوى ونقص العاملين الصحيين.37، 40 وقد جرى توسيع نطاق برامج علاج الهزال في أواخر عام 2020 مع زيادة بنسبة تراوحت بين 10 و24 في المائة في حالات القبول التي لُوحظت خلال الفترة من الربع الأول في عام 2020 إلى الربع الأول من عام 2021، ومن المحتمل أن يخفّف ذلك من حدوث أثر أكبر على هزال الأطفال في تشاد.41 ومع ذلك، يبدو أن الهزال لدى الأطفال دون سن الخامسة على المستوى الوطني يتجه نحو الانخفاض من 13.5 (فترة الثقة بنسبة 95 في المائة؛ 12.6–14.5) في المائة في عام 2018 إلى 12.0 (فترة الثقة بنسبة 95 في المائة؛ 11.3–12.7) في المائة في عام 2019 إلى 9.5 (فترة الثقة بنسبة 95 في المائة؛ 8.9–10.1) في المائة في عام 2020 قبل انعكاس هذا الاتجاه وزيادته بدرجة طفيفة إلى 10.2 (فاصل الثقة بنسبة 95 في المائة؛ 9.5–10.8) في المائة في عام 42.2021 ومن المرجّح أن يكون الانخفاض الملحوظ في الهزال في عام 2020 قد تأثر بالجهود المبذولة للتخفيف من أثر كوفيد–19، بالإضافة إلى جمع البيانات خارج موسم الجفاف (على عكس الدراسات الاستقصائية الأخرى). ومع ذلك، قد يشير الانعكاس الملحوظ في اتجاه الهبوط في عام 2021 إلى تدهور البيئة المرتبطة بالتغذية.
مسار الوزن الزائد لدى الأطفال – مثال
نفذّت بيرو بعض أكثر تدابير كوفيد–19 صرامة في أمريكا اللاتينية، وقد كان أشدها صرامة في الفترة من مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول 2020 (مؤشر الصرامة = 96.3). ولم تُخفّف بشكل كبير حتى ديسمبر/كانون الأول 2020 (مؤشر الصرامة = 59.3). وأدّت هذه التدابير إلى زيادة عمليات شراء الأغذية عبر الإنترنت وخدمات توصيل الأغذية المغلفة مسبقًا، إضافة إلى زيادة التعرض لتسويق الأغذية عالية التجهيز. وكثيرًا ما يحتوي هذا التحوّل في أنماط الاستهلاك، لا سيما نحو زيادة الاعتماد على النظم الغذائية غير الصحية، على الأغذية المجهزة العالية الطاقة والدهون والسكريات الحرّة والملح. ويؤثّر هذا سلبًا على كمية الأنماط الغذائية في بيرو وجودتها وتنوّعها. وفي الوقت ذاته، ربما تكون الإجراءات الصارمة قد ساهمت في تقليل النشاط البدني وزيادة ممارسات أنماط الحياة القليلة الحركة، بما في ذلك قضاء وقت مفرط في مشاهدة شاشات الهاتف المحمول والحاسوب والتلفاز. وعلى المستوى الوطني، ارتفعت معدلات الوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة من 8.1 (فاصل الثقة بنسبة 95 في المائة؛ 7.6–8.6) في المائة في عام 2019 إلى 10.6 (فاصل الثقة بنسبة 95 في المائة؛ 9.8–11.5) في المائة في 42.2020
- في عام 2020، صنّف البنك الدولي تشاد كبلد من بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، لكن جائحة كوفيد–19 أدّت إلى مفاقمة الوضع كما يتضح من المعهد الوطني للإحصاءات والدراسات الاقتصادية والديموغرافية، والدراسات الوطنية التي أجراها البنك الدولي للآثار الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كوفيد–19 على مستوى الأسرة المعيشية. ** مؤشر الصرامة المستمد من أداة أكسفورد لتتبع الاستجابات الحكومية لجائحة كوفيد–19 (OxCGRT). ومؤشر الصرامة هو مقياس مركّب يعتمد على متوسط الدرجات الذي يشمل تسعة مؤشرات استجابة (أي إغلاق المدارس، وإغلاق أماكن العمل، وإلغاء الأحداث العامة، والقيود المفروضة على التجمّعات العامة، وإغلاق وسائل النقل العام، ومتطلبات البقاء في المنزل، والحملات الإعلامية العامة، والقيود المفروضة على التنقلات الداخلية، والضوابط المفروضة على السفر الدولي) يُعاد قياسها من قيمة 0 إلى 100 (100 = الأكثر صرامة).
وتهدد الحرب الدائرة في أوكرانيا بزيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، وخاصة النساء والأطفال على مستوى العالم. ويرتبط هذا النزاع ارتباطًا جوهريًا بالأثر على الإمدادات الغذائية العالمية والجوع، كما هو مذكور في القسم 2–1 (الإطار 3). ويهدف مقال نُشر مؤخرًا في مجلة Nature إلى زيادة الوعي بهذه المخاطر المحتملة ويوجّه دعوة عالمية لاتخاذ إجراءات عاجلة.34 ويرد ملخص لهذا العمل في الإطار 5.
الإطار 5تهدد الحرب في أوكرانيا بزيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، وخاصة النساء والأطفال على مستوى العالم
الاتحاد الروسي وأوكرانيا من بين أهم منتجي المنتجات والمدخلات الزراعية الرئيسية (الأسمدة والنفط الخام). واتجاهات الحرب في أوكرانيا غير مؤكّدة، لكن تهديده للأمن الغذائي العالمي يظهر للعلن بسرعة. ومن المتوقع أن يزداد عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، وخاصة النساء والأطفال، بشكل حاد إذا لم تُبذل جهود متضافرة للتخفيف من آثار النزاع على سوء التغذية. ويوضح تعليق حديث نُشر في مجلة Nature المخاطر المحتملة ويتضمن أيضًا قائمة بالإجراءات العاجلة للتخفيف من آثاره.34 ويرد وصفها أدناه.
المخاطر المحتملة الناجمة عن الأزمة:
- الآثار المباشرة على الأمن الغذائي وجودة الأنماط الغذائية من خلال زيادة أسعار الأغذية وانخفاض توافر الأغذية والحصول عليها.
- والحد من وصول المساعدات والخدمات الإنسانية للوقاية من سوء التغذية الحاد وعلاجه.
- وإعادة تخصيص ميزانيات التغذية للأولويات الأخرى.
الدعوة إلى اتخاذ ستة إجراءات عاجلة لضمان حصول النساء والأطفال على خدمات التغذية والأغذية المأمونة والمغذّية:
- دعم الدعوة إلى التقليل إلى أدنى حد من القيود المفروضة على تجارة الأغذية والأسمدة العالمية، والاضطرابات في سلاسل الإمدادات، للتخفيف من أزمة أسعار الأغذية.
- وحماية وصول الفئات الأكثر ضعفًا إلى الأغذية المغذيّة من خلال تدابير شبكات الأمان الاجتماعي المراعية للتغذية.
- وحشد الموارد اللازمة للمساعدة الإنسانية.
- ومتابعة التزامات التمويل المنبثقة عن مؤتمر قمة طوكيو للتغذية من أجل النمو بهدف توسيع نطاق خدمات التغذية لصالح الفقراء.
- وحماية ميزانيات التغذية ومواصلة خدمات التدخلات التغذوية المثبتة للنساء والأطفال.
- والاستثمار في بيانات التغذية الموحّدة المناسبة التوقيت من أجل توجيه السياسات والتمويل.
ويمكن أن يطول أمد تأثير هذه الأزمة، مما سيؤثر على جيل من النساء والأطفال المعرضين بالفعل لسوء التغذية – إضافة إلى ما يترتب على ذلك من آثار على رأس المال البشري للمجتمعات والدول تمتد على عدة أجيال.
تسليط الضوء على أوجه انعدام المساواة
في هذا القسم، نستكشف ستة مؤشرات للتغذية من خلال منظور أوجه انعدام المساواة. وهذه إضافة مهمة لأن الأنماط العالمية والإقليمية لسوء التغذية يمكن أن تخفي التباينات الموجودة داخل البلدان وفي ما بينها، بما في ذلك الخصائص مثل الإقامة في المناطق الحضرية والريفية، وثراء الأسرة المعيشية، ومستوى التعليم ونوع الجنس. وفي تحليل بشأن انعدام المساواة، هذه هي المجموعات السكانية التي يجرى تحليلها بصورة شائعة من أجل إجراء مقارنات بين البلدان والمناطق، نظرًا إلى ارتباطها القوي بنتائج التغذية. وتساعد نتائج هذه التحليلات في تحديد الفئات السكانية الأكثر ضعفًا، والمساهمة في الأدلة التي يمكن أن تساعد في صنع القرار والعمل الفعال من خلال الاستهداف المناسب وتصميم السياسات والبرامج. ويمكن لأصحاب المصلحة بعد ذلك معالجة هذه الفجوات الهامة بين المجموعات السكانية لضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب.
ويرد في الشكل 13 تحليل لانعدام المساواة وفقًا للإقامة في المناطق الحضرية والريفية وثراء الأسرة المعيشية ومستوى التعليم ونوع الجنس كما هو مطبق على مؤشرات التغذية الستة باستخدام مخططات نقطية. وتصوّر المخططات النقطية متوسط معدلات الانتشار للمجموعات السكانية الفرعية ضمن كل فئة من أبعاد انعدام المساواة المعنية (أي نوع الإقامة والثراء وتعليم الأم ونوع الجنس). وتسمح هذه المخططات النقطية بإتاحة التفسير البصري لمستويات الانتشار والمسافة بين المجموعات، التي تمثل انعدام المساواة المطلقة. وأُجري هذا التحليل عبر التصنيف الإقليمي للأمم المتحدة بناءً على توافر البيانات للبلدان داخل كل إقليم. وطُبّق التحليل غير المرجح باستخدام أحدث البيانات المتاحة من الدراسات الاستقصائية الوطنية بين عامي 2015 و2021. وترد قائمة البلدان المساهمة في كل إقليم في الملحق 2 جيم، الجدول ألف 2–3. وعلى الرغم من القيود المتعلقة بنقص البيانات في العديد من البلدان، كما هو موضح في الشكل، يعرض تحليل انعدام المساواة هذا معلومات مهمة تهدف إلى الإجابة على السؤال التالي: «من هي الفئة الأكثر تضررًا من سوء التغذية؟»
الشكل 13تحليلات انعدام المساواة التي تستخدم أحدث البيانات المتاحة لكل بلد (من 2015 إلى 2021) تشير إلى أن الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من التقزم يقيمون على الأرجح في بيئات ريفية، وفي أسر معيشية أكثر فقرًا، وأمهاتهم لم يتلقين أي تعليم رسمي، وهم على الأرجح من الذكور، في حين أن السمنة بين النساء أكثر شيوعًا في المناطق الحضرية والأسر الأكثر ثراءً

المصادر: تستند البيانات الخاصة بالتقزم والهزال والوزن الزائد إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير/البنك الدولي. 2021. UNICEF, WHO, World Bank Group Joint Child Malnutrition Estimates, April 2021 Edition. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. https://data.unicef.org/topic/nutrition، وwww.who.int/data/gho/data/themes/topics/joint-child-malnutrition-estimates-unicef-who-wb، وhttps://data.worldbank.org؛ وتستند البيانات الخاصة بالرضاعة الطبيعية الخالصة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة. 2021. تغذية الرُضع والأطفال الصغار: الرضاعة الطبيعية الخالصة. في: UNICEF Data: Monitoring the Situation of Children and Women. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. https://data.unicef.org/topic/nutrition/infant-and-young-child-feeding؛ وأعدت التقديرات بشأن فقر الدم والسمنة لدى النساء من قبل المركز الدولي للإنصاف في مجال الصحة، بيلوتاس، البرازيل، استنادًا إلى الدراسات الاستقصائية الديمغرافية والصحية (انظر الرابط التالي: https://equidade.org).
ولا تُعرض تحليلات انعدام المساواة في ما يخص الوزن المنخفض عند الولادة في هذا القسم بسبب قلة البيانات. وبشكل عام، لا تُوزن نسبة كبيرة من الرضع عند الولادة، وهناك تفاوتات بين الأقاليم. وفي عام 2020، على سبيل المثال، لم يُوزن أكثر من ربع الرضع (27.2 في المائة) على مستوى العالم، في حين أن 61.9 في المائة من بيانات الوزن المنخفض عند الولادة كانت مفقودة في أفريقيا الغربية مقارنة بنسبة 1.4 في المائة فقط في أوروبا.42 وعلاوة على ذلك، فإن تقديرات الوزن المنخفض عند الولادة المصنّفة بحسب الخصائص الأساسية مثل الثراء وتعليم الأمهات ونوع الجنس ليست متاحة حاليًا في قواعد البيانات العالمية. ويُعزى ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك التباينات في توافر البيانات بين المجموعات وجودتها. وعلى سبيل المثال، في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، في معظم الحالات، تُرجح نسبة أقل بكثير من الرضع عند الولادة في الخُمس الأشد فقرًا، وغالبًا ما تُسجل بيانات الوزن عند الولادة بمضاعفات تبلغ 100 غرام و500 غرام (كومة بيانات)، ممّا يؤدي إلى تقديرات أقل موثوقية وربما إلى مقارنات متحيّزة ومضلّلة بين هذه المجموعات. وأخيرًا، ثمة حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم ما إذا كان الحد الفاصل الحالي غير المخصص لنوع الجنس بالنسبة إلى الوزن المنخفض عند الولادة (أقل من 500 2 غرام) سيؤدي إلى تحيّز نتائج تحليلات بشأن انعدام المساواة بين الجنسين.
وترتفع نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، المستفيدين من الرضاعة الطبيعية الخالصة، في المناطق الريفية عبر معظم الأقاليم، باستثناء أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا، حيث تكون هذه الممارسة أكثر شيوعًا في المناطق الحضرية. وتميل هذه النسبة أيضًا إلى الارتفاع لدى الأطفال الذين تلقّت أمهاتهم تعليمًا أقل، خاصة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. وعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية الخالصة كانت أعلى بشكل عام بين الأسر المعيشية في الشرائح الخُمسية الأقل ثراءً، بلغ معدل الانتشار بين شريحتي الثراء الخُمسيتين الثانية والخامسة أعلى مستوياته في أوسيانيا باستثناء أستراليا ونيوزيلندا (المشار إليهما في ما يلي باسم « أوسيانيا»). وتفتقر أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا أيضًا إلى نمط واضح. وكان عدد الفتيات اللاتي يرضعن حليب الأم أكثر بقليل من الفتيان في معظم الأقاليم. وبشكل عام، من المرجح أن الرضع دون سن ستة أشهر، الذين يستفيدون من الرضاعة الطبيعية الخالصة، يقيمون في مناطق ريفية وأسر معيشيى أكثر فقرًا، ولديهم أمهات لم يتلقين أي تعليم رسمي، ومن الإناث. (الشكل 13 ألف).
وفي معظم الأقاليم المعروضة، بلغ معدّل انتشار التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة أعلى نسبة في المناطق السكنية الريفية، باستثناء أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا. وهذا الاختلاف هو أكثر وضوحًا في أفريقيا. وقد كان أعلى معدل انتشار بين الأسر المعيشية من أدنى شريحة خُمسية للثراء. وفي أفريقيا، يُظهر الخُمس الأغنى معدّل انتشار أقل بكثير مقارنة بالشرائح الخمسية الأربع الأخرى. وفي المقابل، في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، يتخلف الخُمس الأفقر عن الركب مقارنة بالشرائح الخمسية الأربع الأخرى، ممّا يعني أنه يتعيّن أن تستهدف التدخلات هذه المجموعة الفرعية المحددة. وأظهرت التحليلات بحسب مستوى تعليم الأمهات نمطًا واضحًا في جميع الأقاليم، إذ كان انتشار التقزم أعلى ما يكون لدى الأطفال الذين لم تحصل أمهاتهم على تعليم رسمي، وأدنى ما يكون لدى الأطفال الذين تلقت أمهاتهم تعليمًا ثانويًا أو عاليًا. وقد كان الصبيان أكثر تأثرًا بالتقزم من الفتيات في معظم المناطق. وبشكل عام، من المرجح أن الأطفال الذين يعانون من التقزم دون سن الخامسة يقيمون في البيئات الريفية، وفي أسر معيشية أكثر فقرًا، ولديهم أمهات لم يتلقين أي تعليم رسمي، ومن الذكور.
ولا يختلف معدل انتشار الهزال بين الأطفال دون سن الخامسة اختلافًا كبيرًا بناءً على المناطق الحضرية أو الريفية أو ثراء الأسرة المعيشية أو نوع الجنس، باستثناء أوسيانيا حيث يكون أطفال الأمهات اللواتي لم يتلقين أي تعليم رسمي أكثر عرضة للهزال. وبشكل عام، قد يكون الأطفال الذين يعانون من الهزال دون سن الخامسة أكثر عرضة للعيش في أسرة معيشية أكثر فقرًا ولديهم أمهات لم يتلقين أي تعليم رسمي.
ولا تكشف مقارنات الوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة الذين يعيشون في المناطق الريفية مقابل المناطق الحضرية عن نمط واضح عبر الأقاليم، في حين أن معدل انتشار الوزن الزائد يبلغ مستويات أعلى في الأسر المعيشية الأكثر ثراء في معظم الأقاليم. ويبدو أن الأطفال الذين تلقت أمهاتهم على الأقل تعليمًا ثانويًا هم أكثر تضررًا من الوزن الزائد، باستثناء المناطق الأكثر تقدمًا – أي أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا – حيث يكون لدى الأطفال الذين لديهم أمهات تلقين تعليمًا ابتدائيًا فقط معدلات انتشار أعلى. وقد يتأثر الفتيان بزيادة الوزن أكثر من الفتيات. وبشكل عام، من المرجح أن يعيش الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من الوزن الزائد في أسر أكثر ثراءً ولديهم أمهات تلقين على الأقل تعليمًا ثانويًا.
ويختلف انتشار فقر الدم لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا بحسب مكان الإقامة باختلاف الإقليم. وفي أفريقيا، يرتفع معدل الانتشار بين النساء في المناطق الريفية، بينما في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، يبدو أنه أعلى لدى النساء في المناطق الحضرية. وترتبط الشرائح الخمسية الأقل ثراءً وعدم الحصول على تعليم أو تعليم ابتدائي فقط بفقر الدم في معظم الأقاليم. ومع ذلك، في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، كان أعلى معدل لانتشار فقر الدم لدى النساء الحاصلات على تعليم ثانوي أو عالٍ وبين أسر في الشرائح الخمسية الأكثر ثراء. وبشكل عام، من المرجح أن تقيم النساء المصابات بفقر الدم في البيئات الريفية، وفي أسر معيشية أكثر فقرًا، دون تلقي أي تعليم رسمي.
وعلى الصعيد العالمي، يرتفع متوسط مؤشر كتلة الجسم لدى البالغين في المناطق الحضرية مقارنة بالمناطق الريفية، وهو أعلى لدى النساء منه لدى الرجال.43 ويشير ذلك إلى أن التحضر قد يساهم في زيادة انتشار السمنة على مستوى العالم، إذ من المتوقع أن تزداد نسبة سكان العالم الذين يعيشون في المناطق الحضرية. ومن ناحية أخرى، هناك أدلة على أن انتشار السمنة قد ازداد بشكل أسرع في المناطق الريفية مقارنة بالمناطق الحضرية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى نقص الحصول على الأغذية الصحية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.44 ويعرض الشكل 13 باء نتائج تحليلات انعدام المساواة في انتشار السمنة بين النساء بشكل حصري بسبب نقص البيانات الأولية على المستوى الفردي للرجال الذين لديهم نفس التغطية، ممّا يسمح بإجراء تحليل مماثل. ومن بين 28 دراسة استقصائية ديموغرافية وصحية أُجريت منذ عام 2015 ومدرجة في هذا التحليل، جمعت 10 دراسات فقط بيانات القياسات البشرية للرجال (تبلغ نسبة توافر البيانات بين الرجال مقارنة بالنساء حوالي 4:1). وبناءً على هذا التحليل، يعاني عدد أكبر من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا من السمنة في المناطق الحضرية، مقارنة بالمناطق الريفية عبر الأقاليم. وتختلف العلاقة بين مستوى التعليم والسمنة اختلافًا كبيرًا، حيث سجلت النساء اللاتي لم يتلقين تعليمًا رسميًا أعلى معدل لانتشار السمنة في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا، بينما في أفريقيا، حصلت النساء المصابات بالسمنة على تعليم ثانوي أو عالٍ. وفي معظم الأقاليم، سجلت السمنة مستويات أعلى بين النساء المنحدرات من أسر أكثر ثراء. وبشكل عام، من المرجح أن تقيم النساء المصابات بالسمنة في المناطق الحضرية وفي أسر معيشية أكثر ثراءً.
وأُجري تحليل فرعي باستخدام 10 دراسات استقصائية ديموغرافية وصحية باستخدام بيانات للرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عامًا، وأبرز اختلافات جوهرية في معدل انتشار السمنة بين الرجال والنساء. ومن بين البلدان العشرة الواقعة بشكل أساسي في أفريقيا وآسيا،ه بلغ متوسط معدل انتشار السمنة 13.8 في المائة بين النساء و4.9 في المائة بين الرجال. وكان معدل انتشار السمنة أعلى بين النساء في جميع البلدان، بغض النظر عن البيئة الحضرية أو الريفية أو الشريحة الخمسية لثراء الأسرة المعيشية.
وتواجه العديد من الأقاليم والبلدان بشكل متزايد أشكالًا متعدّدة من سوء التغذية في آنٍ واحد على مستوى السكان والأسر المعيشية والأفراد،45 ويمكن أن يرتبط هذا العبء المزدوج لسوء التغذية بأوجه انعدام المساواة المبيّنة أعلاه. وعلى سبيل المثال، أظهرت نتائج أحد التحليلات الحديثة في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا أن العبء المزدوج لسوء التغذية على مستوى الأسرة المعيشية (في هذه الحالة، زيادة وزن الأم مع تقزّم الطفل) كان أعلى بين الأسر المعيشية الأكثر ثراءً في البلدان الفقيرة، بينما في البلدان الغنية، كان الخطر أكبر بين الأسر المعيشية الأكثر فقرًا.46 وستكون الإجراءات الفعالة ذات المهام المزدوجة لمعالجة هذه الأعباء هي تلك الخاصة بالسياق، والتي تستهدف المجموعات السكانية الفرعية الأكثر تضررًا.
وباختصار، يكشف هذا الضوء المسلط على التفاوتات أن الأطفال في المناطق الريفية والأسر الفقيرة أكثر عرضة للتقزم والهزال، في حين أن الفتيان قد يكونون أكثر تأثرًا بالتقزم. ويتعرض الأطفال والبالغون، ولا سيما النساء، في المناطق الحضرية والأسر الأيسر حالًا لخطر الوزن الزائد والسمنة، على التوالي. ويتلقى الرُضع في المناطق الريفية وفي الأسر المعيشية الأفقر الذين لم تحصل أمهاتهم على أي قسط من التعليم الرسمي والرضيعات على الأرجح رضاعة طبيعية. وتتعرّض النساء اللواتي لم يحصلن على أي تعليم رسمي بصورة أكبر للإصابة بفقر الدم، ويتعرض أطفالهن للإصابة بالتقزم والهزال. والهدف من هذه التحليلات هو تسليط الضوء على العرقلة التي يتعرض لها التقدم العالمي بسبب التحديات الخاصة لدى مختلف المجموعات. ويمكن لأصحاب المصلحة بعد ذلك تحديد المزيد من أوجه انعدام المساواة السياقية من أجل إعادة تصميم وتوجيه السياسات والبرامج الوطنية التي تهدف إلى الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا. وستكون معالجة أوجه انعدام المساواة ضرورية من أجل تحقيق مقاصد عام 2030.
التقدم المحرز نحو وضع نهاية لجميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030
يعرض هذا القسم من التقرير تقييمًا للتقدم المحرز نحو تحقيق مقاصد التغذية العالمية لعام 2030. وعلى غرار التوقعات الخاصة بالجوع، تتّصف التقديرات المتعلقة بمستويات سوء التغذية نحو تحقيق أهداف عام 2030 بمستوى عالٍ من عدم اليقين. واستُخدم نفس النهج المطبق في الإصدارين الأخيرين من هذا التقرير من أجل تقييم التقدم المحرز في المؤشرات التغذوية، الذي يستند إلى معدل التغيير الملحوظ من الاتجاهات قبل وقوع الجائحة. ومن ثم، فإن هذا التحليل لا يعكس الأثر المحتمل لكوفيد–19 على سوء التغذية، الذي من المحتمل أن يؤثر على تقييم التقدم نحو تحقيق مقاصد عام 2030، كما هو موضح بالفعل من خلال عمليات الإسقاط في إصدار عام 2021 من هذا التقرير الذي يوضح الآثار المحتملة لجائحة كوفيد–19 على التقزم والهزال.15
التقدم العالمي
يلخص الشكل 14 التقدم العالمي نحو كل مقصد من مقاصد التغذية السبعة لعام 2030. وعلى الرغم من أن معدل الانتشار في عام 2015 البالغ 14.6 في المائة بين الرضع الذين يعانون من الوزن المنخفض عند الولادة لم يكن بعيدًا عن نسبة 14.1 في المائة المطلوبة للمضي في المسار الصحيح نحو تحقيق مقصد عام 2030 المتمثل في تحقيق انخفاض بنسبة 30 في المائة منذ سنة خط الأساس المحددة بعام 2012، فإن البيانات المتاحة تعاني من القيود التي نوقشت من قبل في هذا الفصل. وثمة حاجة إلى إدخال تحسينات على جودة البيانات الخاصة بالوزن المنخفض عند الولادة وعلى التمثيل من أجل تقييم شدة المشكلة وحجمها بشكل موثوق.
الشكل 14بلوغ المقاصد العالمية الخاصة بالتغذية لعام 2030 سيتطلب جهودًا هائلة. ولم يطرأ تحسن ملحوظ إلا على الرضاعة الطبيعية الخالصة للرُضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر (37.1 إلى 43.8 في المائة) والتقزم لدى الأطفال دون الخامسة من العمر (26.2 إلى 22.0 في المائة) منذ عام 2012، غير أنّ هذه المؤشرات ستتطلّب تسريع وتيرة التقدم لتحقيق مقاصد عام 2030

المصادر: تستند البيانات الخاصة بالتقزم والهزال والوزن الزائد إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير/البنك الدولي. 2021. UNICEF, WHO, World Bank Group Joint Child Malnutrition Estimates, April 2021 Edition. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. https://data.unicef.org/topic/nutrition، وwww.who.int/data/gho/data/themes/topics/joint-child-malnutrition-estimates-unicef-who-wb، وhttps://data.worldbank.org؛ وتستند البيانات الخاصة بالرضاعة الطبيعية الخالصة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة. 2021. تغذية الرُضع والأطفال الصغار: الرضاعة الطبيعية الخالصة. في: UNICEF Data: Monitoring the Situation of Children and Women. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. https://data.unicef.org/topic/nutrition/infant-and-young-child-feeding؛ وتستند البيانات الخاصة بفقر الدم إلى منظمة الصحة العالمية. 2021. المرصد الصحي العالمي. في: منظمة الصحة العالمية. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. http://apps.who.int/gho/data/node.imr.PREVANEMIA?lang=en؛ وتستند البيانات الخاصة بسمنة البالغين إلى منظمة الصحة العالمية. 2017. المرصد الصحي العالمي. في: منظمة الصحة العالمية. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. http://apps.who.int/gho/data/node.main.A900A?lang=en؛ وتستند البيانات الخاصة بالوزن المنخفض عند الولادة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية. 2019. UNICEF-WHO Low Birthweight Estimates: levels and trends 2000–2015. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. data.unicef.org/resources/low-birthweight-report-2019.
وزادت نسبة الأطفال دون سن ستة أشهر الذين يحصلون على رضاعة طبيعية خالصة من 37.1 في المائة في عام 2012 إلى 43.8 في المائة في عام 2020؛ ومع ذلك، فإن هذا أقل بكثير من نسبة 54.7 في المائة التي من شأنها أن تشير إلى أن العالم يسير على المسار الصحيح لتحقيق مقصد عام 2030 المتمثل في تحقيق نسبة 70 في المائة على الأقل على مستوى العالم. وسيتطلّب تحقيق هذا المقصد استثمارات في تدخلات فعالة ومحدّدة السياق تعزّز الاعتماد والتنفيذ المستدامين للرضاعة الطبيعية الخالصة. وهناك حاجة ماسة إلى سَنِّ المدونة الدولية لتسويق بدائل حليب الأم وإنفاذها، وإضفاء الطابع المؤسسي على مبادرة المستشفيات الملائمة للأطفال، وتوسيع نطاق المشورة بشأن الرضاعة الطبيعية قبل الولادة وبعدها.
وعلى الرغم من انخفاض معدل التقزم لدى الأطفال دون سن الخامسة من 26.2 في المائة في عام 2012 إلى 22.0 في المائة في عام 2020، فقد تعين تخفيضه إلى 19.1 في المائة في عام 2020 ليكون على المسار الصحيح من أجل الوصول إلى انخفاض بنسبة 50 في المائة في عدد الأطفال الذين يعانون من التقزم بحلول عام 2030، وهو ما يعني انتشار بنسبة 12.8 في المائة. وستكون هناك حاجة إلى استثمارات أكبر في كل من الإجراءات الخاصة بالتغذية والمراعية لها لضمان اتخاذ خطوات أكبر في الحد من التقزم.
وقُدر معدل انتشار الهزال بين الأطفال دون سن الخامسة بنحو 6.7 في المائة في عام 2020، أي أكثر من ضعف هدف 2030 المحدد بأقل من 3 في المائة. ويشير هذا التقدير إلى أنه يتعيّن زيادة الاستثمارات في الوقاية من الهزال والكشف المبكر عنه ومعالجته بشكل كبير.
وفي حين أن مقصد 2030 يدعو إلى خفض كبير في الوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة إلى 3 في المائة فقط، فقد زاد الانتشار قليلًا من 5.6 في المائة في عام 2012 إلى 5.7 في المائة في عام 2020، وإن كان ذلك دون أهمية إحصائية. وستكون هناك حاجة إلى عكس هذا الاتجاه من أجل تحقيق مقصد 2030. وكما هو الحال بالنسبة إلى السمنة لدى جميع الفئات العمرية، سيتطلّب ذلك زيادة الاستثمارات في التدخلات الفعّالة لتحسين النمط الغذائي والتغذية، إضافة إلى عوامل نمط الحياة الأخرى مثل النشاط البدني.
وارتفع معدل انتشار فقر الدم لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا من 28.5 في المائة في عام 2012 إلى 29.9 في المائة في عام 2019. وبالتالي، فإن العالم يبتعد أكثر عن تحقيق مقصد عام 2030 المتمثل في خفض عدد النساء المصابات بفقر الدم بنسبة 50 في المائة، وهو ما يعني معدل انتشار بنسبة 14.3 في المائة. وسيتطلّب عكس هذا الاتجاه نهجًا متكاملًا متعدّد القطاعات من أجل تحديد جميع أسباب فقر الدم وعوامل خطره لدى النساء ومعالجتها، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر تلك المتعلقة بسوء الحالة التغذوية، والأمراض النسائية، والملاريا والالتهابات الطفيلية الأخرى، والوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض. وهناك حاجة إلى زيادة الوعي والدعم على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية من أجل تيسير هذه النُهج الشاملة، على عكس التدخلات المعزولة التي قد لا يكون لها أثر كافٍ على الاتجاهات.
واستمرت السمنة لدى البالغين في الارتفاع من 11.8 في المائة في عام 2012 إلى 13.1 في المائة في عام 2016. وسيتعيّن عكس هذا الاتجاه من أجل العودة إلى معدل انتشار السمنة بنسبة 11.8 في المائة في عام 2012، بما يتماشى مع مقصد عام 2025 لوقف ارتفاع السمنة. وإضافة إلى تحسين النمط الغذائي والتغذية، ستكون هناك حاجة إلى استثمارات لدعم إجراءات الصحة العامة التي تعزّز أنماط الحياة الصحية.
التقدم الإقليمي
قورن التقدم الذي تحقق منذ سنة خط الأساس المحددة بعام 2012 حتى آخر سنة تتوافر لها تقديرات بالتقدم المطلوب عن طريق استخدام متوسط المعدل السنوي للانخفاض،47، و وذلك بالنسبة إلى البلدان التي لديها بيانات كافية وملخّصة داخل الأقاليم التي تنتمي إليها (الشكل 15). ويُعد هذا المستوى من التقسيم مفيدًا لإظهار أن البلدان في وضع مختلف من التقدم داخل الأقاليم، إذ يمكننا في كل إقليم وفي كل إقليم فرعي أن نرى نسبة البلدان المعنية في كل فئة التي تشير إلى التقدم المحرز: <75 في المائة، ومن 50 إلى 74.9 في المائة، ومن 25 إلى 49.9 في المائة، ومن صفر إلى 24.9 في المائة، أو أسوأ.ز ومع ذلك، ينبغي تفسير التقديرات الإقليمية بحذر لأن الحسابات لا تشمل جميع البلدان (انظر الملحق 2 دال).
الشكل 15التقدم الإقليمي نحو تحقيق مقاصد التغذية يشير إلى تفاقم فقر الدم لدى النساء والوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة، بينما تحقق أقاليم كثيرة تقدمًا في الحد من الهزال والتقزم لدى الأطفال دون سن الخامسة

المصادر: تستند البيانات الخاصة بالتقزم والهزال والوزن الزائد إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير/البنك الدولي. 2021. UNICEF, WHO, World Bank Group Joint Child Malnutrition Estimates, April 2021 Edition. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. https://data.unicef.org/topic/nutrition، وwww.who.int/data/gho/data/themes/topics/joint-child-malnutrition-estimates-unicef-who-wb، وhttps://data.worldbank.org؛ وتستند البيانات الخاصة بالرضاعة الطبيعية الخالصة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة. 2021. تغذية الرُضع والأطفال الصغار: الرضاعة الطبيعية الخالصة. في: UNICEF Data: Monitoring the Situation of Children and Women. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. https://data.unicef.org/topic/nutrition/infant-and-young-child-feeding؛ وتستند البيانات الخاصة بفقر الدم إلى منظمة الصحة العالمية. 2021. المرصد الصحي العالمي. في: منظمة الصحة العالمية. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. http://apps.who.int/gho/data/node.imr.PREVANEMIA?lang=en؛ وتستند البيانات الخاصة بسمنة البالغين إلى منظمة الصحة العالمية. 2017. المرصد الصحي العالمي. في: منظمة الصحة العالمية. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. http://apps.who.int/gho/data/node.main.A900A?lang=en؛ وتستند البيانات الخاصة بالوزن المنخفض عند الولادة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية. 2019. UNICEF-WHO Low Birthweight Estimates: levels and trends 2000–2015. جنيف، سويسرا. ورد ذكره في 2 مايو/أيار 2022. data.unicef.org/resources/low-birthweight-report-2019.
وحقّقت الغالبية العظمى من البلدان في معظم الأقاليم تقدّمًا متواضعًا (0–24.9 في المائة من التقدم المطلوب) نحو تحقيق هدف خفض معدل انتشار الوزن المنخفض عند الولادة بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030 لدى المواليد الجدد. وفي المقابل، يعاني تقريبًا نصف البلدان التي تمثل أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا من وضع آخذ في التدهور.
وأُحرز تقدم ملحوظ نحو زيادة النسبة المئوية للرضع دون سن ستة أشهر الذين يحصلون على رضاعة طبيعية خالصة. وفي غالبية الأقاليم، يقع ما بين 20 و70 في المائة من البلدان في فئة النسبة «أكثر من أو يساوي 75 في المائة»، أي الوصول إلى 75 في المائة على الأقل من إجمالي التقدم المطلوب. وفي المقابل، يزداد الوضع سوءًا في أوسيانيا باستثناء أستراليا ونيوزيلندا، تليها أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي وآسيا الوسطى وآسيا الشرقية.
وتحرز غالبية الأقاليم تقدمًا في الحد من التقزم لدى الأطفال دون سن الخامسة. ويلاحظ التقدم في آسيا الوسطى وآسيا الشرقية وأمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الجنوبية، حيث حققت أكثر من 50 في المائة من البلدان المدرجة في هذا التحليل ما لا يقل عن 50 في المائة من التقدم المطلوب لتحقيق مقصد عام 2030. ومع ذلك، يزداد الوضع سوءًا في نحو 30 في المائة من البلدان في شمال أفريقيا وأوسيانيا والبحر الكاريبي، وتشهد هذه البلدان زيادة في معدل انتشار التقزم.
وحقّقت جميع البلدان التي تمثل أفريقيا الشمالية وأفريقيا الجنوبية وآسيا الشرقية وأمريكا الوسطى وأوسيانيا وأمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا تقدّمًا بنسبة 75 في المائة على الأقل في الحد من انتشار الهزال لتحقيق مقصد عام 2030. ومع ذلك، يعاني حوالي نصف البلدان التي تمثل آسيا الجنوبية وجنوب شرق آسيا من تدهور الوضع.
ويختلف التقدم المحرز في خفض معدل انتشار الوزن الزائد من أجل تحقيق مقصد عام 2030 باختلاف الإقليم، إذ حقق أكثر من نصف البلدان التي تمثل أفريقيا الغربية وآسيا الجنوبية تقدمًا بنسبة 75 في المائة على الأقل. وفي المقابل، يتفاقم الوزن الزائد بشكل ملحوظ بين معظم البلدان التي تمثل أفريقيا الجنوبية وأوسيانيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي.
ويتفاقم التقدم المحرز نحو تحقيق مقصد 2030 الخاص بفقر الدم في الغالبية العظمى من البلدان في جميع الأقاليم تقريبًا، لا سيما في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا وأوسيانيا وجنوب شرق آسيا. وفي الوقت نفسه، حققت جميع البلدان التسعة التي تمثل أفريقيا الوسطى في هذا التحليل ما يصل إلى 25 في المائة من التقدم المطلوب.
ولم يُعرض في هذا الشكل التقدم المحرز في الحد من ارتفاع معدلات السمنة لدى البالغين، إذ يزداد الوضع سوءًا في جميع البلدان التي تتوفر فيها البيانات. ولم يُحرز أي تقدم.
وباختصار، على الرغم من إحراز تقدم في بعض الأقاليم، فإن سوء التغذية لا يزال مستشريًا بأشكال عديدة في جميع المناطق وقد يكون في الواقع أسوأ مما توحي به هذه النتائج، ذلك أن أثر جائحة كوفيد–19 على النتائج التغذوية لم يتكشف تمامًا بعد، ولم يُكشف بعد عن الأثر الكامل. وسيتطلّب بلوغ مقاصد التغذية العالمية لعام 2030 جهودًا هائلة لمواجهة الانتكاسات العالمية الشديدة. ويتعيّن عكس الاتجاهات العالمية لفقر الدم لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا والوزن الزائد لدى الأطفال والسمنة لدى البالغين بشكل خاص من أجل بلوغ التقدم المطلوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعُقد حدثان رفيعا المستوى في عام 2021 من أجل النهوض بجدول الأعمال العالمي للتغذية، قمة الأمم المتحدة بشأن النُظم الغذائية، ومؤتمر قمة طوكيو للتغذية من أجل النمو. وكانت كلتا القمتين بمثابة لحظة عالمية تحفيزية لتحويل النُظم الزراعية والغذائية بهدف توفير أنماط غذائية صحية للجميع على نحو مستدام وشامل.
وتشمل النتائج الرئيسية لمؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النُظم الغذائية مسارات النظم الغذائية الوطنية التي طوّرها أكثر من 100 بلد وتذكر بالتفصيل خارطة طريق للعمل التحويلي، والتي ردّد فيها العديد من الدول الأعضاء الأولوية الأولى المتمثّلة في الحاجة إلى تقديم أنماط غذائية صحية مستمدة من نظم زراعية وغذائية مستدامة.48 ويدعم ذلك أيضًا ائتلافات العمل مثل تلك التي تركّز على الأنماط الغذائية الصحية المستمدة من نظم زراعية وغذائية مستدامة والأغذية الزرقاء والوجبات المدرسية، التي توحد الجهات الفاعلة العالمية والبلدان وراء رؤى مشتركة.
وفضلًا عن ذلك، تدعم نتائج مؤتمر قمة طوكيو للتغذية من أجل النمو هذا الإجراء من خلال التعهدات بتعزيز الالتزامات السياسية والمالية التي تعالج دوافع النظم الغذائية والصحية ونظم الحماية الاجتماعية من أجل تمكين وجود أنماط غذائية صحية وإنهاء سوء التغذية بجميع أشكاله.49 ويتناول أكثر من نصف التعهدات البالغ عددها 396 تعهدًا، التي قدّمها 181 من أصحاب المصلحة في 78 بلدًا، موضوع الأغذية (63 في المائة). وتعترف الالتزامات بالحاجة إلى سياسات متماسكة متعدّدة القطاعات، تربط بين القطاعين الغذائي والصحي، وإلى زيادة الإجراءات والاستثمار، لكي تدعم النظم الزراعية والغذائية التحوّل إلى الأنماط الغذائية التي تفيد التغذية وصحة الإنسان والبيئة. وقد كان دمج التغذية في التغطية الصحية الشاملة أحد الركائز، إذ التزمت حكومات البلدان وأصحاب المصلحة المتعددون باتخاذ إجراءات تهدف إلى تعزيز النظم الصحية بهدف توفير خدمات تغذية عالية الجودة وميسورة الكلفة.
والآن، من المهم أن تفي الدول الأعضاء بالتزاماتها المتعلقة بالتغذية التي تعهّدت بها في مؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النُظم الغذائية ومؤتمر قمة طوكيو للتغذية من أجل النمو لعام 2021 من خلال تكثيف جهودها وتوسيع نطاق أنشطتها، بحسب الاقتضاء، في إطار برنامج العمل الخاص بعقد التغذية.50