البند 2-3 من جدول الأعمال | CRD 77 |
المنتدى العالمي الثاني للمسؤولين عن سلامة الأغذية المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية
مركز مؤتمرات الأمم المتحدة، بانكوك، تايلند، 12-14/10/2004
(إعداد الولايات المتحدة الأميركية)
عادة ما يُنْظَر للبيئة على أنها منشأ العديد من مخاطر الأغذية الكيماوية، مثل المعادن الثقيلة والملوثات العضوية الدائمة. ولكن أصبح من الواضح بصورة متزايدة أن الكائنات الدقيقة الجديدة المسببة للأمراض إنما تنشأ من جراء العوامل المسببة للضغط البيئي من ممارسات إنتاج الأغذية. كما يمكن عزو المخاطر المتزايدة للكائنات المجهرية المسببة للأمراض إلى تلوث إمدادات المياه الزراعية من جراء المخلفات البشرية والحيوانية، واستخدام روث الحيوانات كسماد، ممارسات الصحة والنظافة لدى العمال الزراعيين، وحركة الأغذية العالمية. وحين يتم تصدير منتجات الفاكهة والخضروات الطازجة من المزارع في كل أرجاء العالم إلى موائد الدول المستوردة، فإن مسؤولية وكالات الصحة العامة المحلية تتغير كي تتكيف مع سوقنا العالمية. يوجد طلب متزايد من الدول النامية على المساعدات التقنية فيما يتعلق بالممارسات الجديدة لإنتاج وإدارة المزارع، وتكنولوجيات التصنيع والمعالجة الجيدة. وكان قد طُلِب من الدول المتقدمة الأعضاء في منظمة التجارة العالمية أن تقدم المزيد من التدريب فيما يتعلق بالصحة والصحة النباتية حيث أن سلامة الأغذية قد أصبحت أساسية وضرورية للتجارة الناجحة.
إن أحد الأمثلة على المخاطر الناشئة هو المرض الذي ينتقل عن طريق الأغذية المصاحب لاستهلاك الفواكه والخضروات الطازجة. فالفواكه والخضروات الطازجة هي مكون من مكونات نظام الغذاء الصحي، ويمكن أن تلعب دوراً حيوياً في إدارة الوزن، الذي هو أولوية أولى بالنسبة للصحة العامة. وحيث أن معظم هذه الفواكه والخضروات تنمو في البيئة الطبيعية، فهي معرضة للإصابة بالتلوث من مسببات الأمراض. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه غالباً ما يتم استهلاك الفواكه والخضروات وهي نيئة بدون أي نوع من التدخل للتحكم في مسببات الأمراض أو التخلص منها.
ومن جانبها اقترحت إدارة الأغذية والأدوية التابعة لوزارة الصحة والخدمات البشرية (HHS/FDA) خطة عمل لتقليل الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية التي تصاحب استهلاك الفواكه والخضروات الطازجة. والأهداف الأربعة لهذه الخطة هي: منع تلوث الفواكه والخضروات الطازجة؛ تقليل الأثر على الصحة العامة إلى الحد الأدنى عند حدوث هذا النوع من التلوث؛ تحسين الاتصال مع المنتجين والمجهزين والمستهلكين؛ وتسهيل الأبحاث المتعلقة بالفواكه والخضروات الطازجة.
وللمساعدة في منع تلوث الفواكه والخضروات الطازجة، قامت HHS/FDA بنشر الدليل الطوعي لتقليل مخاطر سلامة الأغذية الميكروبية للفواكه والخضروات الطازجة وغير هذا من مواد الإرشاد الأخرى، كما قامت بتنظيم برنامج تدريب المدرب على ممارسات الزراعة الجيدة، وذلك بالتعاون مع شريكها، وهو المعهد المشترك لسلامة الأغذية والتغذية التطبيقية (JIFSAN) في جامعة ميريلاند.
وبهدف تقليل خطر الفواكه والخضروات الملوثة على الصحة العامة، فإن HHS/FDA تقوم بتوسيع المراقبة بحثاً عن مسببات الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية في الفواكه والخضروات الطازجة (ولا سيما الفواكه والخضروات "عالية الخطورة" التي صاحبت الأوبئة السابقة)، مع تحسين الأساليب لكشف مسببات الأمراض في بنود الفواكه والخضروات، وزيادة سرعة ودقة عمليات تتبع تسلسل الأمراض حتى منشأها، ومتابعة كل الأجزاء في سلسلة إنتاج الفواكه والخضروات الطازجة. وقد قامت HHS/FDA ومراكز رقابة ومنع الأمراض، التابعة أيضاً لوزارة الصحة والخدمات البشرية (HHS/CDC)، ووزارة الزراعة الأميركية (USDA) بتطوير روابط أوثق مع كل الوكالات المحلية التي تجري التحقيقات في أوبئة الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية بغرض تعزيز الإبلاغ عن هذه الأمراض والاستجابة لها. وكانت مراقبة الصحة العامة قد عُزِزَت بصورة كبيرة بواسطة الشبكة القومية للتصنيف الفرعي الجزيئي للمسببات البكترية للأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية، التي تسمى PulseNet، التي تم تطويرها وتنسيقها من قبل HHS/CDC. حيث يتم توليد البيانات في معامل الصحة العامة والمعامل التنظيمية باستخدام أحدث تكنولوجيات المعامل، ثم يتم تجميعها بداخل نظام PulseNet الذي يعجل بمقارنة مسببات الأمراض حتى يتم اكتشاف مجموعات العدوى ذات الصلة بصورة سريعة. كما تقوم دول ومنظمات دولية أخرى، مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة بين الدول الأميركية، تقوم هي الأخرى بتطوير ومؤازرة قدرات شبكة PulseNet حول العالم.
يمكن تحديد المسببات الجديدة للأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية وظهور المسببات المعروفة لتلك الأمراض في ناقلات الأغذية الجديدة يمكن تحديدها بسرعة عن طريق التحقيق في أوبئة الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية. كما أن التحقيق الدقيق في وباء ما، بما في ذلك تتبع حركة الأغذية من المزرعة حتى المائدة وإعادة بناء وسيلة التلوث، له أهمية قصوى في دفع جدول أعمال سلامة الأغذية إلى الأمام عند ظهور مخاطر جديدة. وتقوم HHS/CDC بالتشاور بصورة منتظمة مع الإدارات الصحية في الولايات، وتدشن تحقيقات ميدانية طارئة لمساعدتها في الأوبئة الضخمة أو المعقدة أو الاستثنائية، وتنسق الجهود لتحسين عملية كشف الأوبئة وطرق التحقيقات.
ولتحسين عملية الاتصالات، فقد قامت HHS/FDA بوضع بروتوكول لضمان إخطار المستهلكين بسرعة بأي أوبئة واسعة الانتشار التي يحتاجون اتخاذ إجراء ما بشأنها. كما توجد آلية للإبلاغ الفوري بين وكالات سلامة الأغذية الفدرالية والمحلية ووكالات سلامة الأغذية في الولايات والحكومات الأجنبية والقطاع الخاص. وقد أصبح المستهلكون أكثر وعياً بالمخاطر وأساليب التناول الآمنة من خلال الحملات الإعلامية مثل حملة "حارب البكتريا!" (Fight BAC!)، التي نظمتها HHS/FDA، HHS/CDC ووكالة FSIS، ومن خلال تطوير مواقع صديقة للمستهلك على شبكة الإنترنت. ويتم تقديم النصائح في التعامل مع سلع بعينها لشركات خدمات الأغذية ومحلات التجزئة.
ولتسهيل الأبحاث، قامت HHS/FDA بتوضيح مجالات محددة تثير القلق بشأن الفواكه والخضروات الطازجة وآليات التلوث لتركيز الأبحاث على النقاط التي ستقدم عندها أكبر الإسهامات في تقليل المخاطر على الصحة العامة. كما يقوم علماء HHS/FDA بتطوير بروتوكولات لأخذ العينات وأساليب تحليلية للكشف السريع للأمراض واتخاذ القرارات بصددها. وأخيرا، فإن HHS/FDA توفر موارد الأبحاث من خلال جهود تعاونية بين الوكالات المحلية والمكاتب في الولايات والمحليات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص.
إن أحد أكبر المخاطر المباشرة على الصحة العامة يأتي من الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية التي تسببها مسببات الأمراض في بيئة إنتاج الأغذية الطازجة. ويتطلب تقليل الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية المصاحبة لاستهلاك الفواكه والخضروات الطازجة يتطلب جهوداً تعاونية يبذلها المسؤولين الفدراليين عن الصحة العامة مثل إدارة الأغذية والأدوية الأميركية وشركاء سلامة الأغذية مثل مراكز رقابة ومنع الأمراض، وكلاهما تابعتان لوزارة الصحة والخدمات البشرية؛ ووكالة سلامة وفحص الأغذية ووكالة فحص صحة النبات والحيوان، وكلاهما تابعتان لوزارة الزراعة الأميركية؛ والوكالات النظيرة في الدول الأخرى والولايات والمدن؛ وصناعة الأغذية؛ والمؤسسات الأكاديمية والمستهلكين.