تتكون المجموعات لتحقيق العديد من الأهداف والتي تختلف باختلاف دوافع أعضاء كل مجموعة. فقد تتكون مجموعة لأداء عمل معين أو للتنسيق بين أعضاء المجموعة في بعض الأمور التي تهمهم أو لممارسة أي نشاط اجتماعي، ثقافي أو ديني. والشائع في البرامج والمشروعات التنموية هو تكوين مجموعات لأغراض استثمارية حيث يتم تكوين المجموعة في الأساس على خلفية فكرة مشروع استثماري معين أو الرغبة في الحصول على مشروع استثماري معا . فالمجموعة الاستثمارية هي مجموعة من الأفراد تقوم بتشغيل مشروعٍ ما ذاتياً، أي تتعاون فيما بينها للقيام بالمشروع وتشغيله من مواردها الذاتية أو من خلال الحصول على قروض من مصادر أخرى، وتهدف المجموعة من خلال ذلك الى تحسين المستوى المعيشي لأعضائها وترسيخ مبدأ التعاون والتكافل الاجتماعي.
تكوين المجموعة فقط لا يعني قدرتها على العمل بنجاح و تحقيق الإستمرارية، إذ يتطلب الأمر بناء المجموعة بالشكل المناسب لتحقيق ذلك.هناك مجموعة من العناصر لبناء مجموعات للأغراض المختلفة -خاصةً الاستثمارية منها- وذلك على النحوالتالي:
هي الإشراف ومتابعة أنشطة المجموعة، هذه المهام يقوم بها عضو أوعدد محدود من الأعضاء الذين يتم إختيارهم وقبولهم بواسطة بقية الأعضاء بشكل واعي ومدروس.
كيف يمكن إيجاد القادة؟ بعض الناس قادة بالفطرة، البعض الآخر يملكون مهارات تظل حبيسة لأنه لم تُتح لهم الفرصة لاستخدامها أو تطويرها، فعن طريق العمل التشاركي الجماعي والنقاشات المستمرة قد يظهر بعض الأعضاء مهارتهم القيادية الخفيّة، هذه المهارات يمكن تحسينها من خلال التدريب.
القيادة التشاركية هي التي تشجع كل الأعضاء على المشاركة بفاعلية في كل أمور المجموعة بإخطارهم بالمعلومات، تفويضهم للمهام و بإشراكهم في مناقشات مفتوحة. القيادة التشاركية تعني:
يجب تقسيم الأدوار والمهام بين اعضاء المجموعة بما يتناسب مع المؤهلات التي يتمتع بها كل عضو والمهام المطلوبة، فمن الممكن مثلاً أن يتم ذلك على النحو التالي:
أحياناً ـ وبحسب طبيعة نشاط المجموعة ـ قد يتطلّب الأمر إنشاء مناصب أخرى لإدارة المجموعة مثل :
مع تحديد مهام وطبيعة عمل كل مسؤول على حده.
هي كل ما يساهم به أعضاء المجموعة من جهد أو مال أو وقت أو موارد / مدخلات من أجل نجاح واستمرار المشروع / النشاط أو المجموعة . ولمساهمات الأعضاء أهمية في عمل ونشاط المجموعة فهي:
وهناك ثلاثة أنواع من مساهمات الأعضاء هي:
هذه المساهمات تُحَدَّدْ عند تفكير المجموعة في إقامة مشروع استثماري حيث يُطلب من كل عضو من أعضاء المجموعة المساهمة بنسبة معينة من تكاليف المشروع، وهي إما أن تكون مالاً أو عيناً أو جهداً.
أحياناً تلتزم بعض المجموعات بدفع مبالغ محددة بشكل دوري ( يومي / أسبوعي / شهري / فصلي) ويعتبر ذلك أحد التزامات الأعضاء في المجموعة والذي يعتبر عدم الإيفاء به سبباً في فصل العضو من المجموعة. هذه الاشتراكات عادةً ما تُوَجَّه لتغطية تكاليف تسيير أعمال المجموعة أو الأمور لطارئة (مرض، سلفة للأعضاء، مبلغ إسعافي للمشروع، وغيرها).
وهناك نوعين من المدخرات :
مدخرات المجموعة :
وهي عبارة عن أرباح جزء من المشروعات التي تنفذها المجموعة ككل ، ويتم ادخاره لتوسيع الأنشطة أو كاحتياطي.
مدخرات الأعضاء :
حيث أنه قد يكون لبعض الأعضاء فائض موارد يرغبون في حفظها إلى حين الحاجة إليها وهذه تُحفظ وتُسجّل باسم العضو المُدَّخِر ، وتُردُّ إليه متى ما طلب ذلك. أحياناً قد يتم استخدام هذه المدخرات في تمويل استثمارات المجموعة مع إعطاء عائد معين كمرابحة للعضو المُدَّخر بحسب نسبة مدَّخراته في رأس مال المشروع .
حفظ السجلات هو توثيق المعلومات المتعلقة بالمجموعة من أجل الرجوع إليها مستقبلاً. تحفظ السجلات بشكل مبسط يفهمها كل الأعضاء. عندما يتم تمليك كل المعلومات للأعضاء فانهم يكونون أقدر على اتخاذ القرارات السليمة.
السجلات تحفظ بواسطة شخص يتم الإتفاق عليه من قبل المجموعة و يجب مراجعتها من آنٍٍ لآخر بواسطة كل الأعضاء في الاجتماعات وذلك لمعرفة المشاكل التي واجهتها المجموعة والتقدم الذي تم إحرازه في اتجاه تحقيق أهداف المجموعة. يفضل أن يكون هناك ملف أو سجل واحد على الأقل تحفظ المجموعة فيه وثائقها بحيث تكتب المعلومات بشكل مبسط يفهمها جميع الأعضاء.
لائحة تنظيم عمل المجموعة عبارة عن اتفاقية مكتوبة يتم فيها توضيح حقوق والتزامات كل عضو وكذلك تقسيم المهام والأدوار بين أفراد المجموعة، اللائحة يتم إعدادها بواسطة الأعضاء، ولا يمكن تعديلها إلا بإتفاقهم ليس هناك نمطاً محدداً للائحة تنظيم العمل للمجموعات ولكن يجب أن يتم إعدادها خطوة بخطوة وذلك من خلال المناقشات بين أعضاء المجموعة، وعادةً ما يتم إعداد المسودة الأولى عندما يتم إنشاء وتكوين المجموعة، ويمكن إضافة وتعديل القوانين متى ما طرأت أمور جديدة. والقائمة التالية تضم الموضوعات التي يمكن مناقشتها مع أعضاء المجموعة لعمل اللائحة:
# |
الموضوع |
الأشياء التي تتم مناقشتها |
1 |
إسم المجموعة وأهدافها |
يحدد إسم للمجموعة وتكتب الأهداف واضحة ومحددة. |
2 |
العضوية |
الأسماء/المؤهلات/العمر/الحالة الاجتماعية/… |
3 |
مهام أعضاء المجموعة |
المناصب/مهام أعضاء المجموعة ومسئولياتهم/فترة تغيير المناصب . |
4 |
جدولة الاٍجتماعات |
المكان/الزمان/اليوم/عدد الأعضاء اللازم لاتخاذ القرارات/تسجيل المتغيبين. |
5 |
المساهمات |
المساهمات الدورية/أقساط الدفع/متى تدفع؟/إلى من تدفع؟ الغرض من المساهمات؟ |
6 |
إجراءات تنظيمية لأعضاء المجموعة |
ماذا يتم القيام به عندما لا يقوم العضو بأداء مهامه على الوجه المطلوب/الغياب عن الاجتماعات/التأخير/الأعذار المقبولة/قيمة الغرامات/متى تدفع/ماذا يتم في حالة عدم دفع الغرامات/ماذا يتم في حالة عدم دفع المساهمات /ماذا يحدث في حالة الخسارة / فقدان الأموال؟ |
7 |
حفظ السجلات |
ماذا يتم تسجيله/من الذي يقوم بذلك/ كيف تحفظ السجلات؟ |
8 |
المدخرات |
الغرض/أين تحفظ/كيف يتم الإدخار/ما مقدار الإدخار؟ |
9 |
الفوائد/ الأرباح |
إستخداماتها/طريقة تقسيم الأرباح والفوائد/متى ومن يقوم بها/ماذا يحدث عند الوفاة أو الخروج أو التغيب أو عدم القيام بالعمل المطلوب من العضو. |
اللائحة أعلاه موضوعة بشكل عام، لكن يمكن إجراء التغييرات عليها وذلك حسب نوع المشروع الاستثماري وحجم المجموعة الاستثمارية ويفضل دائماً أن تكون اللائحة بسيطة ومفهومة لكل الأعضاء.
يتغير دور الممارس التنموي بعد إنشاء المجموعات من مبادر ومشارك فاعل إلى مساعد أو ناصح، لإرشاد المجموعة إلى الاعتماد على الذات والاستمرارية وتصبح الزيارات غير منتظمة ومتباعدة لمتابعة التقدم الذي تحققه المجموعة ولمناقشة مشاكل وموضوعات جديدة والتأكد من أنها قد وصلت إلى مرحلة الاعتماد على الذات وذلك من خلال:
في مرحلة الاعتماد على الذات، على الممارس التنموي المساعدة في تقوية ثقة أعضاء المجموعة بأنفسهم وتوضيح معارفهم ومهاراتهم والجوانب الإيجابية لمجموعتهم أو مشروعهم وكذلك معرفة نقاط ضعفهم.
عندما تصل المجموعة إلى مرحلة لا تحتاج فيها إلى ممارس تنموي لمساعدتها وتعتمد على مواردها البشرية والمالية في حل أمورها الداخلية وتسيير عملها وحل مشاكلها، فإنه يمكن القول أن المجموعة هي مجموعة عون ذاتي. من حيث الاعتماد على الذات بشرياً، يتحقق ذلك من خلال بناء قدرات أعضاء المجموعة الإدارية والفنية عبر التدريب بكافة أنواعه .
يمكن تقسيم التدريب الذي تحتاجه المجموعة إلى قسمين رئيسيين :
ويختص بتمليك أعضاء المجموعة المهارات اللازمة للقيام بالأعمال الفنية المطلوبة للمشروع الاستثماري أو تمليكهم مهارات أخرى تزيد من فرص حصولهم على وظائف أو أعمال مُدرَّة للدخل .
فيما يتعلق بالتدريب التنموي فإن الممارس التنموي يمكن أن يقوم بدور المدرب بالمشاركة لأعضاء المجموعة، حيث يتبع أساليب التدريب بالمشاركة وليس الأساليب التقليدية ـ من محاضرات وتلقين . تشمل هذه الأساليب (العصف الذهني / الحالات الدراسية / لعب الأدوار / العرض الإيضاحي / مجموعات المناقشة)
أما في التدريب المهني فيقتصر دور الممارس التنموي في مساعدة المجموعة على تحديد احتياجاتها التدريبية في الجوانب المهنية ومساعدتهم في الوصول إلى الأفراد أو المؤسسات التي يمكن أن توفر لهم هذا التدريب . وبمعنى آخر فإن دور الممارس التنموي في التدريب المهني يقتصر على الجانب التنسيقي فقط .
عندما يصبح النشاط الأساسي للمجموعة مدرّاً للربح ، قد ترغب المجموعة الدخول في نشاط آخر، أو التوسع في نشاطها أو الإدّخار في صندوق المجتمع. لا شك أنّ نموذج المجموعة الناجحة سوف يشجع أفراد آخرين من المجتمع على تكوين مجموعات أخرى، كذلك قبول الرجال تكوين مجاميع مختلطة (رجال ونساء) أو قد تعِّبر النساء عن رغبتهن في تكوين مجاميع خاصة بهن.
على الممارس التنموي تشجيع مجموعات العون الذاتي على الاتصال وتكوين علاقات مع المجموعات الأخرى من أجل:
أثبتت التجارب أن عملية بناء مجموعات مستدامة يتطلب وقتاً طويلاً حيث يلعب الممارس التنموي دوراً حيوياً في المراحل الأولى، وبعد فترة من الزمن يتحسن أداء المجموعة وتبدأ في الأعتماد على ذاتها، لذا فعلى الممارس التنموي معرفة اللحظة التي تصل فيها المجموعة إلى النضج وعدم احتياجها لخدماته، وهناك مؤشرات يمكن استخدامها للقياس: