المعونة الغذائية الدولية هي تقديم سلع غذائية من بلد لبلد آخر، بدون مقابل أو بشروط ميسرة جداً، لمساعدة البلد المتلقي على تلبية احتياجاته الغذائية. وعموماً، تأخذ المعونة الغذائية ثلاثة أشكال هي:
وحيثما لا تكون المعونة على شكل منحة خالصة ولكن بدرجات متفاوتة من الشروط المُيَسرة، يمكن أن يحدث خلط بينها وبين بعض المعاملات التجارية الأخرى التي تكون أيضاً بشروط مُيَسرة.
والأمر الذي تهتم به هذه الورقة هو المعونة الغذائية التي تُقدم في سياق اتفاقية الزراعة التي عقدتها منظمة التجارة العالمية. وهي تناقش الضوابط الدولية المفروضة على المعونة الغذائية وعلى المعاملات الدولية الأخرى التي لا تكون تجارية تماماً في طبيعتها وعلاقة هذه المعاملات الأخيرة بالمعونة الغذائية. وتمضي الورقة بعد ذلك لتناقش تأثير المعونة الغذائية على الإصلاحات الممكنة في سياق المفاوضات التي تجريها منظمة التجارة العالمية بشأن الزراعة.
ترجع أصول المعونة الغذائية، كشكل من أشكال المساعدات التي تقدم للبلدان النامية، إلى أوائل خمسينات القرن العشرين عندما ظهرت في الولايات المتحدة فوائض هيكلية من منتجات الحبوب. وهكذا، كانت المعونة الغذائية تُقدم في صورة عينية، أي على شكل سلع غذائية يتم تدبيرها من أسواق البلدان المانحة أو من الأسواق الدولية وشحنها بدون مقابل للبلدان المتلقية. وبالتالي، كانت المعونة الغذائية التي تُقدم على هذا النحو تمثل عنصراً إضافياً قوياً في هذا النوع من المساعدات، بمعنى أنها كانت تؤدي إلى زيادة في مجموع المعونات المقدمة ما كان لها أن تتأتى في حالة عدم وجود فوائض غذائية.
وقد ظل جانب كبير من المعونة الغذائية يرتبط بتصريف الفوائض أثناء ثمانينات وتسعينات القرن العشرين. ومع ذلك، فعندما ضعفت الضغوط المرتبطة بتصريف الفوائض وأصبحت برامج المعونة الغذائية التي تقدمها البلدان المانحة أكثر استجابة لاحتياجات البلدان المتلقية، بدأت تظهر بالتدريج أشكال أخرى من المعونة الغذائية. وكان من بين هذه الأشكال المعاملات الثلاثية، التي يتم فيها شراء الأغذية من إحدى البلدان النامية الأخرى وشحنها إلى البلد المستفيد، والمشتريات المحلية، التي تقوم فيها الجهة المانحة بشراء السلع الغذائية في البلد المستفيد نفسه (لاستخدامها عادة في الأغراض الإنسانية أو الإنمائية).
فهل حدث تحول عن مفهوم تصريف الفوائض، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الآثار التي ترتبت على هذا التحول؟ في الحقيقة، لم تعد المعونة الغذائية، إلى حد بعيد، تندرج ضمن عملية تصريف الفوائض، وأصبحت الآن بالنسبة لكثير من الجهات المانحة جزءاً رئيسياً عن ميزانية المساعدات الإنمائية العامة؛ حيث تستند القرارات الخاصة بحجم المعونة الغذائية على حاجة البلدان المتلقية لمثل هذه المساعدات وعلى اعتبارات أخرى تتعلق بمدى فعاليتها مقارنة بأشكال المساعدات الأخرى، أي هل سيكون الدولار الذي يُنفق على المعونة الغذائية أكثر جدوى من الدولار الذي يُنفق على أشكال المساعدات الأخرى؟ وهذا المنهاج ينم أيضاً عن أن أي زيادة في بند المعونة الغذائية في الميزانية سيقابله نقص في البند المخصص لشكل آخر من أشكال المساعدات. وبمعنى آخر، لم تعد المعونة الغذائية تمثل عنصراً إضافياً.
ومن ناحية أخرى، فبالنسبة للجهات المانحة التي مازالت تربط بين المعونة الغذائية وتصريف الفوائض، مازالت المعونة الغذائية تمثل عنصراً إضافياً من نوع ما. فإذا انخفضت معوناتها الغذائية فإن ذلك لا يعني تلقائياً ارتفاع المساعدات الإنمائية الأخرى بنفس القدر. وبمعنى آخر، إن تكلفة استمرار الربط بين المعونة الغذائية وتصريف الفوائض ربما يعوضها العنصر الإضافي الذي تمثله المعونات الغذائية المقدمة.
ولكن ما هو حجم هذا العنصر الإضافي؟ يمكن القول، من قبيل التبسيط، إن الحد الأدنى من الالتزامات بموجب اتفاقية المعونة الغذائية لا علاقة له بتصريف الفوائض، ولكن المعونة الغذائية التي يتم تقديمها بما يتجاوز هذا المستوى يمكن أن تكون مرتبطة، بدرجة ما، بمدى وفرة الفوائض في البلدان المانحة. ومع ذلك، فنتيجة لبرنامج الإصلاح في الزراعة، انخفضت المخزونات الحكومية من الفوائض الغذائية انخفاضاً كبيراً في البلدان المانحة وبالتالي فمن المتوقع أن يضعف الربط بين المعونة الغذائية وتصريف الفوائض.
مبادئ منظمة الأغذية والزراعة الخاصة بتصريف الفوائض. مع ظهور فوائض غذائية متزايدة في أوائل خمسينات القرن العشرين، جرت مشاورات حكومية دولية حول تأثير المعونة الغذائية على التجارة وعلى الإنتاج الزراعي في البلدان المتلقية، وأسفرت هذه المشاورات عن اعتماد مبادئ تصريف الفوائض التي وضعتها منظمة الأغذية والزراعة وتشكيل اللجنة الاستشارية الفرعية لتصريف الفوائض في 1954(41). وتمثل مبادئ تصريف الفوائض مدونة للسلوك بالنسبة للحكومات في ما يتعلق بتقديم المعونة الغذائية. وهي تتوخى، في الأساس، التأكيد على أن تؤدي السلع الغذائية والسلع الزراعية الأخرى التي يتم تصديرها بشروط ميسرة إلى زيادة في الاستهلاك في البلدان المتلقية ولا تحل محل الواردات التجارية المعتادة، والتأكيد بالمثل على أن لا يكون في ذلك ما يُثبط الإنتاج المحلي أو التأثير عليه بشكل سيئ. وعلى الرغم من أن هذه المبادئ لا تمثل صكاً مُلزِماً، فإنها تمثل التزاماً من جانب البلدان الموقعة عليها. وهي تساعد الحكومات على التركيز على مسئولياتها كأطراف في معاملات تتم بشروط مُيسرة وعلى تجنب أي صعوبات أو خلافات محتملة.
ومما يحمي مصالح البلدان المتلقية وجود تأكيد على أهمية زيادة الاستهلاك وليس الحد من الإمدادات. ومن ناحية أخرى، فإن مبادئ تصريف الفوائض تضمن أيضاً مصالح البلدان المصدرة عن طريق التعهد بأن لا يؤدي تصريف الفوائض إلى تأثيرات ضارة على الأنماط المعتادة للإنتاج والتجارة الدولية، وتعهد البلدان المتلقية بعدم إعادة بيع أو إعادة شحن السلع التي تحصل عليها بشروط مُيسرة، وكذلك عن طريق إدخال مفهوم "الاستهلاك الإضافي" الذي تم تعريفه على أنه الاستهلاك الذي ما كان له أن يتأتى بدون المعاملات القائمة على شروط ميسرة. وآلية ضمان "الاستهلاك الإضافي" هي "شروط التسويق المعتادة"، وهي المفهوم الذي اعتمدته منظمة الأغذية والزراعة في 1970: على شكل التزام من جانب البلدان المتلقية بالإبقاء على المستوى المعتاد من الواردات التجارية من السلع المعنية، بالإضافة إلى السلع التي تحصل عليها بموجب المعاملات المُيسرة. وقد أصبح هذا النص من العناصر الأساسية في اتفاقيات المساعدات الغذائية، مع استثناءات قليلة تبعاً لنوع المساعدات الغذائية المقدَّمة.
وتراقب اللجنة الاستشارية الفرعية لتصريف الفوائض، ومقرها واشنطن، مدى التقيد بالمبادئ عن طريق استعراض المعاملات الخاصة بالسلع التي تقدم في إطار المساعدات، ويكون ذلك عادة قبل التوقيع على اتفاقية المساعدات وشحن السلع. وعلى الرغم من أن هذه اللجنة تركز في عملها على مصالح البلدان المصدرة، فإنها تولي اهتماماً أيضاً لمصالح البلدان المتلقية، إذ تقوم مبادئ تصريف الفوائض على أن السلع يمكن أن تستخدم في تشجيع التنمية الاقتصادية، وتوزيع لأغراض الرعاية الاجتماعية الخاصة وللإغاثة في حالات الطوارئ. وعموماً، تمثل اللجنة الاستشارية الفرعية لتصريف الفوائض محفلاً لدراسة أي صعوبات قد تنشأ في ضوء هذه المبادئ. وقد تعهدت 41 دولة من الدول الأعضاء في منظمة الأغذية والزراعة بالالتزام بهذه المبادئ. وتحتفظ اللجنة بسجل لمعاملات المعونة الغذائية المحتملة التي تكون الجهات المانحة قد أبلغت عن تعهدات بشأنها. وكانت آخر مرة تمت فيها مراجعة هذا السجل في سنة 1997، لتنسيقه مع اتفاقية الزراعة (أنظر الملحق الأول).
برنامج الأغذية العالمي. في الأصل، كانت الولايات المتحدة هي الدولة الرئيسية التي تقدم المعونة الغذائية، بيد أن دولاً أخرى بدأت تحذو حذوها بالتدريج، وخصوصاً في سياق المساعدات الإنمائية الرسمية. وقد ساعد ذلك على قيام برنامج الأغذية العالمي في 1961، الذي كان الغرض منه هو توسيع قاعدة موارد المعونة الغذائية وإيجاد أساس متعدد الأطراف لتوجيه هذه المساعدات. ويعد برنامج الأغذية العالمي في الوقت الحاضر أكبر وكالة متعددة الأطراف لتقديم المعونة الغذائية.
اتفاقية المعونة الغذائية. أدى توقيع اتفاقية المعونة الغذائية في 1967 إلى زيادة تعزيز الأساس المؤسسي للمعونة الغذائية في سياق اتفاقية الحبوب الدولية. وقد تم تمديدأو تجديد اتفاقية المعونة الغذائية عدة مرات منذ ذلك الحين، وبدأ تنفيذ الاتفاقية الحالية في 1999، ومن المقرر لها أن تنتهي في 30 يونيو/حزيران 2002. وقد تعهدت الجهات المانحة، بموجب اتفاقية المعونة الغذائية بتوفير الحد الأدنى من المعونة الغذائية في شكل أطنان من المساعدات الغذائية (بما يعادلها من القمح). ويبلغ الحد الأدنى الحالي نحو 5 ملايين طن، مقابل 4,3 مليون طن في 1968-1980، ونحو 7,6 مليون طن في1980-1986، ونحو 7,5 مليون طن في 1986-1995، ونحو 5,3 مليون طن في 1995-1999.
والأحكام الرئيسية في اتفاقية المعونة الغذائية لعام 1999 واردة في المواد الثامنة والتاسعة والعاشرة، التي تتناول البلدان المستحقة للمعونة، والاحتياجات، وأشكال المعونة وشروطها، على التوالي (أنظر الملحق 2).
تعد المعونة الغذائية، ودعم الصادرات والتسهيلات الائتمانية التصديرية هي الطرائق الثلاث لتعديل الشروط المعتادة التي تتم بموجبها تجارة المنتجات الزراعية. والمادتان الرئيسيتان المتصلتان بذلك في اتفاقية الزراعة التي عقدتها منظمة التجارة العالمية هما المادتان التاسعة والعاشرة(42). وتتضمن المادة 9، الالتزامات الخاصة بالدعم المالي للصادرات، قائمة بأنواع دعم الصادرات التي تخضع لالتزامات الخفض، كما تحدد آليات التزامات الخفض والاستثناءات التي تطبق على البلدان النامية الأعضاء. أما المادة 10، الحيلولة دون التهرب من الالتزامات المتعلقة بالدعم المالي للصادرات، (أي أشكال الدعم التي تغطيها المادة 9)، فتتضمن الأحكام التالية:
ويمكن عموماً تجميع المعاملات الدولية التي تتم على المنتجات الزراعية ضمن أربع فئات، هي:
(1) معاملات بشروط تجارية؛
(2) معاملات تستفيد من دعم الصادرات؛
(3) معاملات تستفيد من التسهيلات الائتمانية التصديرية المدعومة رسمياً؛
(4) والمعونة الغذائية. ويمكن وصف المعاملات المشار إليها في الفئتين (2) و (4) بأنهما من المعاملات غير التجارية تماماً، لأنها تخضع للقواعد والمبادئ المنصوص عليها في المادة 9 والمادة 10 من اتفاقية الزراعة(43).
ولكن ما هو الفرق بين هذه الأشكال الثلاثة من المعاملات غير التجارية تماماً؟
أولاً، من حيث التحويلات المالية التي تنطوي عليها هذه المعاملات (التكاليف التي تتحملها ميزانيات حكومات البلدان المصدرة)، يُعد أهم عنصر هو الدعم المالي للصادرات، حيث يبلغ الحد الأقصى الذي حددته منظمة التجارة العالمية بموجب جولة أوروغواي في الوقت الحاضر 14 مليار دولار (بعد أن كان 21 مليار دولار في فترة الأساس)، على الرغم من أن هذا المبلغ لا يستخدم بالكامل في الوقت الحاضر. والعنصر التالي في الأهمية هو المعونة الغذائية. وتبلغ قيمة المعونة الغذائية، من الحبوب وغيرها، نحو 2,5 مليار دولار. وأخيراً، فإن عنصر الدعم الذي تمثله التسهيلات الائتمانية التصديرية بلغ نحو 300 مليون دولار في 1998، حسب تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (تقابله معاملات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 7,9 مليار دولار) (أنظر الملحق الثالث، الجدول 1 والجدول 2). ومن الواضح أن هذه القِيم قد تختلف اختلافاً كبيراً من سنة لأخرى نظراً لاختلاف الكميات والتغيرات التي تطرأ على الأسعار العالمية. وأكثر العناصر عرضة للتغير من حيث القيمة هو دعم الصادرات والتسهيلات الائتمانية التصديرية، حيث يميل هذان العنصران إلى الارتفاع عندما تكون أسعار السوق منخفضة وإلى الانخفاض عندما تكون أسعار السوق مرتفعة. ومن ناحية أخرى، فإن قيمة المعونة الغذائية لا تتغير كثيراً في الوقت الحاضر لأن معظم الجهات المانحة تحدد معوناتها الغذائية بقيمتها النقدية. ومع ذلك، فمن النتائج التي تترتب على ذلك أن حجم المعونة الغذائية قد تطرأ عليه تغيرات كبيرة، حيث يرتفع عندما تكون الأسعار منخفضة وينخفض عندما تكون الأسعار مرتفعة (أنظر الملحق الثالث، الجدول 3 والجدول 4). وهذا التناسب العكسي بين المعونة الغذائية والأسعار ليس في صالح البلدان المتلقية لهذا النوع من المساعدات.
وثمة مقارنة أخرى من حيث درجة التيسيرات التي تمثلها المعاملات غير التجارية تماماً بالنسبة للبلدان المتلقية (وهذا يختلف عن التكلفة التي تتحملها ميزانيات للبلدان المصدرة). فهنا تأتي المعونة الغذائية في المقدمة، حيث تبلغ القيمة الإجمالية للمعونة الغذائية نحو 2,5 مليار دولار على شكل منح. وللأسف، فمن الصعب أن نحدد بشكل مسبق المنافع التي تعود على البلدان المستوردة من النوعين الآخرين من المعاملات، إذ يعتمد الجانب الأكبر على كيفية تنفيذهما في مجال التطبيق. ففي حالة دعم الصادرات (الذي يمثل أعلى تكلفة تتحملها ميزانيات البلدان المصدرة، كما سبق التنويه) يحصل عليه المنتجون/المصدرون في البلدان المصدرة نفسها في بعض أهم البلدان التي تدعم صادراتها على الجانب الأكبر من الدعم، لتعويض الفرق بين الأسعار في السوق العالمية والأسعار في السوق المحلية. ومع ذلك، ففي حالات أخرى ينتقل جزء من الدعم إلى البلد المتلقي في شكل أسعار منخفضة و/أو شروط أفضل، تبعاً لكيفية إدارة الدعم. وعلى سبيل المثال، ففي حالة الحبوب، بذلت منظمة الأغذية والزراعة محاولة لتقدير جانب الدعم الذي انتقل إلى البلدان المستفيدة في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، حينما كان دعم الصادرات في ذروته. وأشارت التقديرات إلى أن إجمالي التحويلات التي من المحتمل أن تكون قد انتقلت إلى جميع البلدان المتلقية للمعونة من الولايات المتحدة بموجب البرنامج الأمريكي لتعزيز الصادرات لا يمكن أن يكون قد تجاوز مليار دولار في أي سنة من السنوات، وأن متوسطه بلغ نحو 590 مليون في السنة في الفترة 1985-1995. وعلى الرغم من عدم إجراء تقديرات مماثلة بالنسبة للتسهيلات الائتمانية التصديرية، لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون قيمتها بالنسبة للبلدان المتلقية أكبر من عنصر دعم الصادرات في هذه المعاملات، وهو العنصر الذي بلغ نحو 300 مليون دولار في 1998(44)، حسب تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما سبق التنويه.
وأخيراً، يمكن أيضاً إجراء مقارنة أخرى بين أشكال المعاملات غير التجارية تماماً، من حيث تأثيراتها على تشويه الإنتاج والتجارة. وهنا، يمكن النظر إلى نوعين من التأثير: حدوث تشوهات في السوق، وانخفاض الأسعار في السوق. ويقول البعض إن أهم التأثيرات من حيث تشويه السوق يكون من جراء دعم الصادرات. ومع ذلك، يقول آخرون إن التسهيلات الائتمانية التصديرية تُحدِث أيضاً مشكلة كبيرة، خصوصاً لأنها ليس لها حد أقصى كما هو الحال بالنسبة لدعم الصادرات، كما أنها لم تخضع بعد لأي ضوابط تتسم بالشفافية. وكلا النوعين من المعاملات يمكن أن يكون لهما تأثيرات من حيث تشويه التجارة بمعنى أن البلدان التي تقدم الدعم ما كانت تستطيع تصدير مثل هذه الكميات بدون مساعدات حكومية. وبالتالي، فإنها تستطيع إزاحة صادرات البلدان المنافسة لها التي لا تقدم دعماً لصادراتها، كما أن ذلك يمكن أن يؤدي أيضاً إلى انخفاض الأسعار في الأسواق. وبالإضافة إلى ذلك، فإن دعم الصادرات والتسهيلات الائتمانية التصديرية يمكن أيضاً أن تثبط جهود الإنتاج في البلدان المتلقية لو أنها أدت إلى زيادة شديدة في الواردات تتجاوز كثيراً المستوى المعتاد لواردات هذه البلدان وتكون بأسعار لا قِبل للمنتجين المحليين بمنافستها.
وعلى النقيض من التسهيلات الائتمانية التصديرية ودعم الصادرات، تعد المعونة الغذائية أقل أشكال المعاملات غير التجارية تماماً تشويهاً للأسواق إذا أحسِن استخدماها، وخصوصاً لأن جانباً كبيراً منها يستخدم في حالات الطوارئ (تبلغ نسبته في الوقت الحاضر نحو 50 في المائة فضلاً عن أنها في تصاعد) وفي مشروعات التدخل لتحسين مستوى التغذية (نحو 25 في المائة). وشأنها شأن المعونة الغذائية التي تُقدم في حالات الطوارئ، لا يمكن القول إن مشروعات التغذية تؤدي إلى تشويه التجارة لأنها تمثل عادة استهلاكاً إضافياً للسكان الذين تعد قوتهم الشرائية ضعيفة جداً أو لا يتمتعون بقوة شرائية على الإطلاق. وتمثل النسبة المتبقية من المعونة الغذائية - وهي 25 في المائة - برنامج المعونة الذي يمكن أن يؤدي إلى تثبيط الإنتاج المحلي، وهنا ينبغي توخي اليقظة في العملية الاستشارية التي تجري في اللجنة الاستشارية الفرعية لتصريف الفوائض لضمان عدم تعرض الإنتاج أو التجارة لآثار ضارة.
منذ بداية نفاذ اتفاقية الزراعة، وقعت ثلاثة تطورات ذات تأثير على مستقبل المعونة الغذائية، هي:
وهذه التطورات لها تأثير على مستقبل المعونة الغذائية وغيرها من المعاملات غير التجارية تماماً. وكما جاء في المناقشة السابقة، توجد عدة طرق للربط بين دعم الصادرات، والتسهيلات الائتمانية التصديرية والمعونة الغذائية، ومن المتوقع أن تتناول المفاوضات المقبلة هذه الروابط(45). وفي هذا السياق، قد ينشأ عدد من القضايا، منها ما يلي:
المادة 7: البلدان المستحقة للمعونة
المادة 8: الاحتياجات
المادة 9: أشكال المعونة وشروطها
1995 | 1996 | 1997 | 1998 | المجموع | |
قيمة التسهيلات الائتمانية التصديرية | (مليون دولار أمريكي) | ||||
أستراليا | 1106 | 2014 | 2130 | 1553 | 6803 |
كندا | 570 | 697 | 1239 | 1108 | 3613 |
الاتحاد الأوروبي(1) | 985 | 989 | 1151 | 1254 | 4379 |
النمسا | 10 | 9 | 11 | 11 | 40 |
بلجيكا | 83 | 121 | 133 | 153 | 491 |
فنلندا | 6 | 5 | 11 | 11 | 32 |
فرنسا | 0 | 153 | 293 | 330 | 776 |
ألمانيا | 21 | 2 | 1 | 0 | 25 |
اليونان | 1 | 1 | 3 | 4 | 8 |
هولندا | 392 | 341 | 361 | 411 | 1506 |
البرتغال | 6 | 4 | 0 | 0 | 10 |
أسبانيا | 467 | 353 | 338 | 334 | 1491 |
المجر | 0 | 38 | 12 | 19 | 68 |
جمهورية كوريا | 0 | 33 | 46 | 46 | 126 |
النرويج | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 |
الولايات المتحدة | 2843 | 3188 | 2845 | 3929 | 12806 |
المجموع | 5504 | 6959 | 7423 | 7910 | 27796 |
مجموع الصادرات الزراعية | (مليون دولار أمريكي) | ||||
أستراليا | 10526 | 11325 | 12583 | 10501 | 44936 |
كندا | 14866 | 16664 | 18153 | 17555 | 67237 |
الاتحاد الأوروبي(1) | 57272 | 58348 | 59934 | 57028 | 23582 |
المجر | 2922 | 2768 | 2881 | 2788 | 11 359 |
جمهورية كوريا | 3198 | 3268 | 3179 | 2875 | 12 519 |
النرويج | 3544 | 3875 | 3857 | 4086 | 15361 |
الولايات المتحدة | 60996 | 65 531 | 61413 | 57395 | 245334 |
المجموع | 153323 | 161778 | 161999 | 152228 | 629329 |
نسبة التسهيلات الائتمانية إلى مجموع قيمة الصادرات | 1995 | 1996 | 1997 | 1998 | المجموع |
(نسبة مئوية) | |||||
أستراليا | 10,5 | 17,8 | 16,9 | 14,8 | 15,1 |
كندا | 3,8 | 4,2 | 6,8 | 6,3 | 5,4 |
الاتحاد الأوروبي(1) | 1,7 | 1,7 | 1,9 | 2,2 | 1,9 |
المجر | 0,0 | 1,4 | 0,4 | 0,7 | 0,6 |
جمهورية كوريا | 0,0 | 1,0 | 1,5 | 1,6 | 1,0 |
النرويج | 0,0 | 0,0 | 0,0 | 0,0 | 0,0 |
الولايات المتحدة | 4,7 | 4,9 | 4,6 | 6,8 | 5,2 |
المجموع | 3,6 | 4,3 | 4,6 | 5,2 | 4,4 |
ملحوظة: البيانات الخاصة بالتسهيلات الائتمانية التصديرية مستقاة من استقصاءات سرية أجراها المشاركون في ترتيبات التسهيلات الائتمانية التصديرية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. والمجاميع الدالة على قيمة الصادرات مأخوذة من إحصاءات التجارة الخارجية.
(1) لا تشمل التجارة والتسهيلات الائتمانية التصديرية المتصلة بها فيما بين أعضاء الاتحاد الأوروبي.
المصدر: OECD, (2001), An Analysis of Officially Supported Export Credits in Agriculture, Paris.
تقديرات عنصر الدعم | ||||||
بداية السنة | نهاية السنة | متوسط 1998 | ||||
المبلغ | النسبة | المبلغ | النسبة | المبلغ | النسبة | |
(مليون دولار) | % | (مليون دولار) | % | (مليون دولار) | % | |
أستراليا | 1,6 | 0,1 | 8,7 | 0,6 | 5,1 | 0,3 |
النمسا | 0,0 | 0,0 | 0,1 | 1,2 | 0,1 | 0,6 |
بلجيكا | 0,2 | 0,1 | 1,5 | 1,0 | 0,9 | 0,6 |
كـندا | 8,3 | 0,7 | 19,0 | 1,7 | 13,6 | 1,2 |
فنلندا * † | 0,1 | 0,3 | 0,2 | 0,9 | 0,2 | 0,6 |
فرنسا | 8,2 | 2,5 | 16,7 | 5,1 | 12,4 | 3,8 |
ألمانيا* | 0,0 | 0,7 | 0,0 | 1,3 | 0,0 | 1,0 |
اليونان* | 0,0 | -0,4 | 0,0 | 0,4 | 0,0 | 0,0 |
جمهورية كوريا | 0,1 | 0,1 | 0,2 | 0,3 | 0,1 | 0,2 |
هولندا | 2,2 | 0,5 | 4,8 | 1,2 | 3,5 | 0,8 |
النرويج † | 0,0 | 2,8 | 0,0 | 4,7 | 0,0 | 3,8 |
أسبانيا* | 4,6 | 0,6 | 8,8 | 1,1 | 6,7 | 0,8 |
الولايات المتحدة | 119,2 | 4,9 | 324,9 | 8,3 | 258,0 | 6,6 |
المجموع | 216,3 | 2,6 | 384,8 | 4,6 | 300,5 | 3,6 |
ملحوظة: لمعرفة الطريقة المتبعة في إعداد هذه التقديرات، أنظر المصدر. لم يكن من الممكن إجراء حسابات بالنسبة للمجر لعدم توافر معلومات كافية.
* للحيلولة دون حدوث تحيز بالزيادة في تقديم البيانات، تتضمن الحسابات التسهيلات الائتمانية التصديرية فيما بين أعضاء الاتحاد الأوروبي.
† البينات الخاصة بالرسوم غير متوافرة، وبالتالي، ينبغي تفسير التقديرات على أنها تمثل الحد الأقصى، قبل طرح الرسوم.
المصدر :OECD (2001), An Analysis of Officially Supported Export Credits in Agriculture, OECD, Paris.
الجهة المانحة | 1995/1996 | 1996/1997 | 1997/1998 | 1998/1999 | 1999/2000 | 2000/2001(تقديرات) |
(بآلاف الأطنان، بما يعادلها من الغلال(1) ) | ||||||
أستراليا | 181 | 170 | 296 | 267 | 264 | 240 |
كنـدا | 436 | 373 | 384 | 332 | 421 | 192 |
الصـين | 1 | 171 | 122 | 170 | 215 | 416 |
المجموعة الأوروبية | 2488 | 1948 | 1756 | 2573 | 2297 | 1528 |
ومنـها: | ||||||
على مستوى المجموعة | 1731 | 1099 | 890 | 1557 | 1387 | 707 |
على المستوى الثنائي | 757 | 849 | 865 | 1016 | 910 | 820 |
النمسا | 13 | 12 | 9 | 1 | 9 | 7 |
بلجيكا | 25 | 46 | 31 | 58 | 23 | 24 |
الدانمرك | 25 | 73 | 61 | 82 | 85 | 79 |
فنلندا | 2 | 4 | 1 | 6 | 10 | 6 |
فرنسا | 188 | 207 | 209 | 93 | 180 | 184 |
ألمانيا | 202 | 211 | 220 | 199 | 187 | 162 |
اليونان | 25 | 25 | 15 | 4 | 12 | 0 |
أيرلندا | 5 | 6 | 10 | 4 | 9 | 12 |
إيطاليا | 86 | 84 | 75 | 134 | 160 | 77 |
لكسمبرغ | 2 | 2 | 8 | 4 | 4 | 2 |
هولندا | 90 | 92 | 92 | 70 | 95 | 105 |
أسبانيا | 4 | 0 | 3 | 38 | 21 | 10 |
السويد | 76 | 42 | 71 | 110 | 50 | 61 |
المملكة المتحدة | 105 | 103 | 141 | 214 | 66 | 91 |
الهـند | 8 | 7 | 11 | 25 | 4 | 0 |
اليابان | 821 | 292 | 356 | 1149 | 331 | 720 |
النرويج | 14 | 32 | 45 | 65 | 63 | 58 |
سويسرا | 35 | 43 | 42 | 37 | 47 | 25 |
الولايات المتحدة | 3037 | 2273 | 2787 | 6403 | 7247 | 4697 |
مشتريات برنامج الأغذية العالمي | 0 | 17 | 11 | 3 | 38 | 65 |
جهات مانحة أخرى | 285 | 212 | 286 | 179 | 232 | 75 |
مجموع الشحنات | 7397 | 5605 | 6241 | 11250 | 11168 | 8464 |
بحسب نوع الحبوب: | ||||||
قمح | 4847 | 3621 | 4102 | 7624 | 7874 | 5239 |
أرز | 1135 | 649 | 723 | 1697 | 991 | 1326 |
حبوب خشنة | 1414 | 1335 | 1416 | 1929 | 2303 | 1899 |
بحسب الأقاليم: | ||||||
أفريقيا | 2526 | 2061 | 2281 | 2581 | 2955 | 3051 |
آسيا | 3911 | 2526 | 3132 | 5365 | 4227 | 4357 |
أمريكا اللاتينية والكاريبي | 602 | 611 | 553 | 984 | 827 | 690 |
مناطق أخرى | 358 | 407 | 275 | 2320 | 3159 | 367 |
بحسب مجموعات البلدان الخاصة(2): | ||||||
بلدان العجز الغذائي منخفضة الدخل (82 بلداً) | 6400 | 4691 | 5480 | 8404 | 7561 | 7399 |
البلدان الأقل نمواً (49 بلداً) | 3313 | 2699 | 2863 | 4006 | 4139 | 3568 |
البلدان النامية المستورة الصافية للغذاء 21 بلداً) | 645 | 503 | 631 | 780 | 773 | 1149 |
المعونات الموجهة على أساس متعدد الأطراف(3) | 2317 | 2325 | 2214 | 3373 | 3233 | 3268 |
(31) | (41) | (35) | (30) | (29) | (39) |
(1) للتعبير عن المعونة الغذائية من الحبوب بما يعادلها من الغلال، يحسب القمح، والأرز والحبوب الخشنة على أساس المثل؛ واستخدمت معاملات التحويل المناسبة بالنسبة لمنتجات الحبوب.
(2) يمكن أن يندرج بلد ما تحت أكثر من مجموعة خاصة من البلدان.
(3) الأرقام الموضوعة بين قوسين تمثل المعونات التي تم توجهها على أساس متعدد الأطراف كنسبة مئوية من مجموع شحنات المعونة.
المصدر: برنامج الأغذية العالمي. البيانات عن السنوات المحصولية التي تنتهي في شهر يونيو/حزيران.
الشكل 1: الرسوم الإضافية في حالة التدابير الوقائية الخاصة القائمة على الأسعار
المنتجات | 1995 | 1996 | 1997 | 1998 | 1999 | 2000 |
(بآلاف الأطنان) | ||||||
برغل | 226,1 | 153,6 | 121,5 | 226,7 | 212,3 | 145,7 |
خلطات غذائية | 326,5 | 417,4 | 393,4 | 486,9 | 505,7 | 318,7 |
ألبان مجففة منزوعة الدسم | 54,6 | 25,9 | 17,3 | 24,9 | 55,2 | 41,5 |
بقول | 729,5 | 508,2 | 405,5 | 433,8 | 1 178,0 | 586,3 |
فواكه مجففة | 1,9 | 6,7 | 2,6 | 0,2 | 2,4 | 1,9 |
لحوم ومنتجاتها | 6,6 | 8,0 | 8,6 | 4,2 | 234,5 | 25,0 |
زيوت نباتية | 315,5 | 285,4 | 286,3 | 355,0 | 319,3 | 376,8 |
أسماك ومنتجاتها | 19,0 | 15,9 | 14,5 | 10,2 | 16,0 | 7,6 |
شحوم غذائية | 3,5 | 9,0 | 4,3 | 6,9 | 1,0 | 1,8 |
سكر | 83,1 | 49,3 | 49,2 | 26,7 | 32,0 | 48,7 |
مسلي | 1,8 | 1,1 | 0,4 | 0,2 | 0,2 | 0,2 |
المجموع | 1260,8 | 987,1 | 894,8 | 914,7 | 1904,5 | 1 182,6 |
المصدر: برنامج الأغذية العالمي.
1990 | 1991 | 1992 | 1993 | 1994 | 1995 | 1996 | 1997 | 1998 | 1999 | 2000 (1) | |
من البلدان المانحة | 177 | 188 | 189 | 173 | 137 | 134 | 234 | 168 | 428 | 518 | 76 |
من برنامج الأغذية العالمي | 38 | 41 | 26 | 12 | 15 | 13 | 39 | 18 | 0 | 0 | 0 |
من البلدان المتلقية الأطراف في: | |||||||||||
بلاغات ثنائية | 63 | 70 | 74 | 78 | 67 | 58 | 62 | 68 | 58 | 137 | 58 |
نوع المعاملات (جميع السلع): (2) | |||||||||||
النوع 1 | 103 | 147 | 167 | 160 | 101 | 72 | 145 | 95 | 71 | 179 | 56 |
النوعان 1 و 2 | 55 | 17 | 4 | 36 | 9 | 6 | 9 | 8 | 199 | 207 | 1 |
النوع 2 | 103 | 140 | 90 | 128 | 77 | 48 | 37 | 23 | 53 | 25 | 16 |
النوع 3 | - | - | - | - | - | - | - | - | - | - | - |
النوع 4 | 13 | 35 | 24 | 43 | 24 | 23 | 31 | 15 | 14 | 17 | - |
النوعان 3 و 4 | - | - | - | - | - | - | - | - | - | - | - |
النوع 5 | - | 20 | 19 | 5 | 4 | 5 | 7 | 3 | 11 | 2 | - |
النوعان 1 و 6 | - | - | - | - | - | - | - | - | - | - | |
النوع 6 | 26 | 78 | 69 | 56 | 76 | 44 | 35 | 18 | 40 | 66 | - |
النوع 9 | - | - | - | - | - | - | - | - | 1 | - | - |
النوع 10 | 51 | 23 | 43 | 46 | 38 | 33 | 19 | 22 | 39 | 22 | 3 |
النوع 13 | - | - | 2 | - | - | - | - | - | - | - | - |
جميع المعاملات | 351 | 460 | 418 | 474 | 329 | 231 | 283 | 184 | 428 | 518 | 76 |
عدد البلدان المانحة | 10 | 11 | 9 | 11 | 11 | 10 | 11 | 10 | 11 | 8 | 6 |
مدير، قسم تجارة وأسواق السلع الزراعية،منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، باريس
لقد طُلِب مني عرض بعض الأعمال التي نقوم بها في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فيما يتعلق بدعم الصادرات والتسهيلات الائتمانية التصديرية بصفة خاصة، وصلة ذلك بالمعونة الغذائية. إن لدينا أربع دراسات تتضمن تحليل آثارها على الأسواق العالمية في سياق ما يمكن أن يحدث في المستقبل. كما أجريت دراسات على التسهيلات الائتمانية التصديرية المدعومة رسمياً، أي التسهيلات الائتمانية التصديرية التي تحصل على دعم بشكل ما من الحكومات، وليس التسهيلات التي تكون بترتيب من القطاع الخاص. ونحن في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نحاول تحديد تأثير التسهيلات الائتمانية التصديرية في الأسواق وتقدير درجة ما يترتب عليها من تخفيض في التكاليف التي يتحملها المستوردون.
ففيما يتعلق بدعم الصادرات حسب التعريف المبين في المادة 9 من اتفاقية الزراعة، أود أن أوضح أنه طبقاً للبيانات التي تتضمنها البلاغات، تُقدم بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الجانب الأكبر من هذا الدعم، وتستأثر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالجانب الأكبر منه (نحو 90 في المائة). ويتوقف تأثير هذا الدعم إلى حد كبير على حجمه النسبي. وعلى سبيل المثال، فإذا نظرنا إلى الأسواق الداخلية في الاتحاد الأوروبي – حيث يكون دعم الصادرات كبيراً جداً – لوجدنا أن الدعم له تأثير كبير. أما في الأسواق العالمية فإن تأثيره يكون ضئيلاً في الواقع ويرتبط بالمقادير التي تشملها المبادلات التجارية عموماً، مع وجود بعض الاستثناءات، مثل منتجات الألبان. ومع ذلك، ففي سياق التقرير المنوه عنه، نظرنا إلى المستقبل متوسط الأجل. وفي هذا السياق، لم يتبين لنا أن من المحتمل أن يكون تأثير دعم الصادرات كبيراً جداً، مع وجود بعض الاستثناءات هنا أيضاً مثل منتجات الألبان، لوجود افتراض بأن الأسعار العالمية سوف ترتفع وكذلك للجوء كثير من البلدان إلى وقف دعم الصادرات من جانب واحد، وهذا هو ما يحدث بالفعل. وعلى الرغم من أننا لم نُجر أي مقارنات صريحة بالمعونة الغذائية فقد كان بوسعنا أن نستخلص بعض التأثيرات على البلدان الأخرى. فمن الجائز أن يكون التأثير في المدى القريب إيجابياً على البلدان المستوردة للأغذية، وسلبياً على البلدان المصدرة للأغذية التي يكون عليها أن تتنافس مع البلدان الأخرى التي تدعم صادراتها. وأود أن أوضح أيضاً أن التأثيرات طويلة الأجل من الممكن، كما تتوقعون، أن تكون سلبية جداً من حيث أنها لا تشجع على الاستثمار، مثلاً، أو تعطل التنمية.
وفيما يتعلق بالتسهيلات الائتمانية التصديرية المدعومة رسمياً، والتسهيلات الائتمانية التصديرية عموماً، أود أن أوضح في البداية أن هناك مفاوضات تجري بشأن التسهيلات الائتمانية التصديرية بمساعدة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومع ذلك فإنها لا تتصل اتصالاً مباشراً بما نحن بصدده. ونحن لا نتلقى كثيراً من المشورة في سياق هذه المفاوضات بطبيعة الحال، كما لا نستطيع الحصول على البيانات السرية اللازمة لإجراء التحليلات، وإن لم يكن ذلك يمثل جزءاً رئيسياً من المفاوضات. والذي نحاول عمله هو أن نحلل كيف تؤثر التسهيلات الائتمانية التصديرية على الأسواق، ومدى ضخامتها، وكيف تؤثر على القرارات التي يتخذها المستوردون. وتقوم التحليلات التي نجريها على بيانات الدراسات الاستقصائية التي أجريت عن الفترة 1995-1998، التي شهدت بطبيعة الحال بعض المؤثرات غير المألوفة مثل الأزمة المالية. ومع ذلك، فاستناداً إلى هذه البيانات وغيرها من المصادر، تبين لنا أن التسهيلات الائتمانية التصديرية تُستخدم في تسهيل نحو 5 في المائة من تجارة البلدان التي تقدم هذه التسهيلات. وبالنسبة لبعض البلدان، أسفر ذلك عن انخفاض في التكاليف التي يتحملها المستوردون بالنسبة للواردات التي يمكن الحصول عليها من السوق الخاصة. أي أن التكاليف التي تحملها المستوردون كانت أقل عندما كانت وارداتهم من جهات تعرض تسهيلات ائتمانية تصديرية. وقد بلغ الانخفاض في التكاليف التي تحملتها هذه البلدان نحو 3 أو 4 في المائة في المتوسط، وكانت نسبة الانخفاض تتراوح بين صفر في المائة (أي بدون انخفاض في التكاليف) و 6,6 في المائة. وكانت الولايات المتحدة على رأس البلدان التي تترتب على الاستيراد منها أكبر نسبة من الانخفاض في التكاليف. وبمعنى آخر، ساعدت التسهيلات الائتمانية التصديرية في الولايات المتحدة على خفض تكاليف المستوردين بنسبة 6,6 في المائة في المتوسط. ونظراً لضخامة البرنامج الأمريكي للتسهيلات الائتمانية التصديرية، كانت الولايات المتحدة مسئولة عن نحو 88 في المائة من مجموع الانخفاض في التكاليف المرتبطة بالتسهيلات الائتمانية التصديرية. وفيما يتعلق بالجهات التي تحصل على هذه التسهيلات – وهذه من النقاط الأخرى التي تدارسناها – تبين أن نحو 60 في المائة البلدان التي تحصل عليها هي في الواقع من البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولم تحصل البلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء خلال الفترة التي شملتها الدراسة إلاّ على أقل من 10 في المائة من التسهيلات الائتمانية التصديرية. ولم تحصل البلدان الأقل نمواً على شيء تقريباً – فقد كان كل ما حصلت عليه هو جزء من واحد في المائة. وكل ذلك فيما يتصل بالتسهيلات الائتمانية التصديرية الخاصة بالمنتجات الزراعية. وفي سياق عنصر الاستهلاك الإضافي، وهو المصطلح الذي عرّفه لنا بانيوس كوناندرياس بكل جلاء، لم نتوصل إلى كثير من القرائن التي تعزز القول بأن التسهيلات الائتمانية التصديرية تخلق عنصراً إضافياً في مجال الاستهلاك، وقد أوضحتُ أسباب ذلك بالفعل. وأول هذه الأسباب، أن متوسط نسب الدعم أو الانخفاض في التكاليف منخفض جداً. فإذا كان متوسط الانخفاض في التكاليف لا يتعدى 2 أو 3 في المائة، فمن الصعب أن نتبين كيف يساعد ذلك أي بلد يكون في حاجة إلى استيراد الغذاء في ظل صعوبات مالية. والسبب الثاني هو، كما سبق لي أن أشرت، أن ما يقرب من ثلثي التسهيلات الائتمانية التصديرية كان من نصيب البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهي بلدان لا نعتقد أنها تواجه صعوبات مالية أو تعتمد على الواردات الغذائية. واستناداً إلى هذه النتائج التي توجد عليها قرائن عملية، تبين لنا أن من الصعب أن نقف إلى جانب من يقولون بأن التسهيلات الائتمانية التصديرية يقترن بها استهلاك إضافي.
وبطبيعة الحال، تؤدي التسهيلات الائتمانية التصديرية إلى تشويه الأسواق العالمية رغم ضآلتها النسبية مقارنة بمستوى الالتزامات وكميات السلع التي يشملها التبادل التجاري. وينبغي التأكيد على أنه قد يكون من بين المنافع المترتبة على خفض التسهيلات الائتمانية التصديرية أو إلغاءها على أساس متعدد الأطراف أن ذلك سيؤدي إلى جعل وقف العمل بها من جانب واحد أمراً دائماً. إننا نجد أنها تقلل من التكاليف التي يتحملها المستوردون في بعض البلدان، وبالتالي فإنها تؤدي إلى تشويه التجارة. ومع ذلك، يبدو أن إجمالي التسهيلات الائتمانية متواضع مقارنة بالأسواق، كما ينبغي التسليم بأنه لا توجد في الوقت الحاضر ضوابط متعددة الأطراف تحكم استخدامها. وبالتالي، ليست هناك حدود لمقدار التوسع فيها في المستقبل. وفي سياق المعونة الغذائية، أستطيع أن أقول إن التسهيلات الائتمانية التصديرية ودعم الصادرات لم يوضعا لمعالجة المشكلات التي تحاول المعونة الغذائية التغلب عليها، كما لم يكن ذلك هو المقصود منهما. فالتسهيلات الائتمانية التصديرية ترتبط بالاهتمامات الخاصة بالسياسات الداخلية وليس باحتياجات البلدان المتلقية. ومن ناحية أخرى، فإن التسهيلات الائتمانية التصديرية، كما تدل القرائن، لا تستهدف في المعتاد البلدان التي هي في أشد الحاجة إليها، وهي البلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء والبلدان الأقل نمواً، كما أن التخفيضات التي تتيحها ليست بالضخامة التي تجعل منها بديلاً فعالاً للمعونة الغذائية، أو آلية بديلة لها.
وأود أن أختتم تعليقي بالملاحظة التالية. لقد كثر الحديث عن مستويات التيسيرات التي توفرها المعونة الغذائية. وعلى الرغم من أن النسب المئوية التي ناقشتها مستمدة من صيغ مماثلة، فإن هذه النسب تبدو مختلفة بعض الشيء عندما يُنظر إليها من منظور المستورد. فهناك اختلاف واضح بين نسبة الدعم أو الانخفاض الضئيل في التكاليف التي يتحملها المستورد والمتطلبات الخاصة بالتيسيرات التي تنطوي عليها المعونة الغذائية، والتي تبلغ نحو 80 في المائة، حتى وإن لم يكن من الممكن المقارنة بينهما تماماً.
40 أعِدت هذه الورقة للعرض على اجتماع المائدة المستديرة الذي عقدته منظمة الأغذية والزراعة في جنيف بشأن بعض القضايا، وخصوصاً المعونة الغذائية، في سياق مفاوضات منظمة التجارة العالمية الخاصة بالزراعة، في 30 نوفمبر/تشرين الثاني2001.
41 للاطلاع على مزيد من التفاصيل، أنظر:
42 يُشار إلى المعونة الغذائية أيضاً في القرار الخاص بالآثار السلبية المحتملة لبرنامج الإصلاح على البلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء <(الفقرة 3):
"وبناء عليه، يوافق الوزراء على إنشاء آليات مناسبة تضمن أن لا تترتب على تنفيذ النتائج التي أسفرت عنها جولة أوروغواي بشأن التجارة في المنتجات الزراعية تأثيرات سيئة بالنسبة لتوافر المعونة الغذائية بالمستوى الكافي لمواصلة تقديم المساعدات التي تلبي الاحتياجات الغذائية للبلدان النامية، وخصوصاً البلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستورة الصافية للغذاء. وتحقيقاً لهذه الغاية، يوافق الوزراء على:
- قيام لجنة المعونة الغذائية، المُشكلة بموجب اتفاقية المعونة الغذائية لعام 1986، باستعراض مستوى المعونة الغذائية المقررة، من حين لآخر، والشروع في إجراء مفاوضات في المحفل المناسب لتحديد مستوى الالتزامات الكافية للمعونة الغذائية لتلبية الاحتياجات المشروعة للبلدان النامية أثناء تنفيذ برنامج الإصلاح؛
- اعتماد مبادئ توجيهية لضمان توفير نسبة متزايدة من المواد الغذائية الأساسية للبلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء على شكل منح خالصة و/أو بشروط مُيسرة ملائمة بما يتفق مع المادة الرابعة من اتفاقية المعونة الغذائية لعام 1986؛
- إعطاء المراعاة الكاملة، في سياق برامجها الخاصة بالمعونة، لطلبات توفير المساعدات المالية والتقنية للبلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستورة الصافية للغذاء من أجل تحسين إنتاجيتها الزراعية ومرافق البينة الأساسية الزراعية."
43 على الرغم من أن الكثير من الحكومات يرى أن الدعم الضمني الذي تقدمه المؤسسات التجارية التابعة للدولة ينبغي اعتباره أيضاً ضمن قضايا التهرب، ففي نطاق هذه الورقة، يبدو أن مثل هذه المعاملات تندرج ضمن واحدة من الفئات الأربع المنوه عنها فيما سبق وأنها لا تمثل فئة قائمة بذاتها. ولا توجد بيانات شاملة عن قيمة الدعم الضمني الذي تنطوي عليه هذه المعاملات.
44 من الآثار التي تترتب على هذا المقارنة بالنسبة للبلدان النامية في مجال السياسات أنها عندما تأخذ في الاعتبار المنافع المحتملة لكل شكل من أشكال المعاملات غير التجارية تماماً يكون لديها أساس أفضل لتحديد مواقفها في المفاوضات متعددة الأطراف بشأن مدى الرغبة في إجراء هذه المعاملات.
45 لزراعة. فمن الناحية النظرية، لا تعد بعض المعاملات المدرجة في سجل المعاملات من قبيل المنح على الإطلاق. وعلى سبيل المثال، فهي تتضمن مبيعات بتسهيلات ائتمانية عندما تكون فترة السداد قصيرة ولا تتجاوز ثلاث سنوات (الفئة 10) أو قروضاً تمولها الحكومة لتوريد سلع زراعية يمكن سدادها في صورة عينية (الفئة 9). ويمكن أن تكون التيسيرات التي تقوم عليها مثل هذه المعاملات أقل من التيسيرات التي تقوم عليها أنواع أخرى من دعم الصادرات أو التسهيلات الائتمانية التصديرية.
46 ينبغي للجهات المانحة أن تراعي أن الفئات 3، و 11، و 12 و 13 تُعد من قبيل معاملات البيع المشروطة وأنها تخضع لأحكام المادة 10(4)(أ) من اتفاقية الزراعة التي تنص على ما يلي: "تلتزم البلدان الأعضاء المانحة للمعونات الغذائية الدولية بضمان (أ) أن لا يتم ربط تقديم المعونات الغذائية الدولية بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالصادرات التجارية من المنتجات الزراعية إلى البلدان المتلقية لتلك المعونات."
47 باستثناء برنامج الأغذية العالمي الذي تشمله الفئة 6.
48 أعرب ممثل الهـند عن تحفظ موقف حكومته إزاء إدراج هذا البند.