وضعت هذه الخطوط التوجيهية أثناء مشاورة فنية عن مؤشرات التنمية المستدامة في مصايد الأسماك البحرية الطبيعية نظمتها وزارة الزراعة ومصايد الأسماك والغابات في استراليا بتعاون وثيق مع منظمة الأغذية والزراعة، وعقدت في بريتون بيتش، سيدنى، استراليا خلال الفترة من 18 الى 22/1/1999. وقد حضر المشاورة 26 خبيرا من 13 بلدا شاركوا بصفتهم خبراء في مجموعة من النشاطات والتخصصات ذات الصلة بالتنمية المستدامة في قطاع مصايد الأسماك. وعقدت المشاورة بدعم مالي من وزارة الزراعة ومصايد الأسماك والغابات في استراليا من خلال صندوق بحوث الموارد السمكية بمساهمات من منظمة الأغذية والزراعة والمركز الدولي لادارة موارد الأحياء المائية الذي غطى تكاليف مشاركة خبرائه في هذه المشاورة.
وتولت وضع الخطوط التوجيهية مجموعات صياغة صغيرة (مجموعة لكل فصل) استنادا الى توافق الآراء الذى توصل اليه خلال الجلسات العامة للمشاورة بتنسيق من لجنة التوجيه والتحرير. كما وضعت المشاورة قائمة بتعاريف العمل وعدد من أمثلة المعايير والمؤشرات للأبعاد الاقتصادية والايكولوجية والاجتماعية والمؤسسية وللادارة في التنمية المستدامة. وليس المقصود من هذه الأمثلة أن تكون قوائم توجيهية، بل ينبغي استخدامها بالاقتران مع الخطوط التوجيهية للمساعدة في فهم عملية وضع نظام للمؤشرات فضلا عن التوصيف الأساسي لمجموعة مفيدة من المعايير والمؤشرات.
ولم يكن التفاعل داخل كل مجموعة من المجموعات متعددة التخصصات بالأمر السهل دائما. فقد كان هذا التفاعل يعكس الصعوبات التى يمكن أن يتوقعها المرء على المستوى القطرى أو الاقليمي لدى وضع نظام للمؤشرات نتيجة للحاجة الى أن يصل مختلف أصحاب الشأن في العملية الى تفهم مشترك، ووضع لغة مشتركة والاتفاق على نظام مشترك للعرض. كذلك أدت الحاجة الى تبسيط المناهج التقليدية وتوسيع نطاقها لتشمل عملية تقييم مصايد الأسماك ووضع النماذج ذات الصلة الى خلق المزيد من الصعوبات مما دفع المشاركين الى "اسقاط" بعض عناصر المشكلة التى يعالجونها عادة مع اضافة الأبعاد "المنسية" اللازمة للانتقال من اطار الادارة التقليدى لمصايد الأسماك (الذى يستند أساسا الى الاعتبارات التكنولوجية الحيوية) الى اطار أرحب لاستدامة مصايد الأسماك. ويمثل هذا النوع من الأطر جميع أبعاد مصايد الأسماك بالاضافة الى الأبعاد ذات الصلة ضمن السياق الاجتماعي والاقتصادي الأشمل الذى يعمل القطاع في اطاره.
واذا نفذت هذه الخطوط التوجيهية على المستويات المحلية والقطرية والدولية فسوف تشكل خطوة هامة نحو تحسين مساهمة مصايد الأسماك في التنمية المستدامة. غير أنه ينبغي دراسة هذه الخطوط باعتبارها المسودة الأولى لوثيقة ارشادية تحتاج الى تحسين بعدة أشكال. وعلى وجه الخصوص، قد يتعين مواءمة الوثيقة لتتوافق مع مختلف المستويات التى يمكن تنفيذها فيها، كما أنها تحتاج الى مجموعة أفضل ,وأكثر اكتمالا من الأوراق المنهجية تشير الى التقنيات التى يتفق عليها دوليا (أو أى مستوى آخر) اللازمة لوضع المؤشرات الرئيسية ونقاطها المرجعية المختلفة.
وعلاوة على هذه الخطوط، وضعت المشاورة مجموعة من الأوراق العلمية الأساسية تتصل جميعها بالموضوع بما في ذلك استعراض دقيق لقضية مؤشرات الاستدامة مع التركيز على انعكاساتها على قطاع مصايد الأسماك. وسوف يجرى استعراض هذه المساهمات من جانب بعض الخبراء النظراء واصدارها في سلسلة بحوث مصايد الأسماك البحرية التى هى عبارة عن دورية معترف بها دوليا مخصصة للموارد والمصايد البحرية.