الفصل الثاني المقصد الثاني لهدف التنمية المستدامة الثاني: القضاء على جميع أشكال سوء التغذية

.3.2 انتشار زيادة الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة

زيادة الوزن والسمنة هي تراكم غير طبيعي أ ومفرط للدهون قد يضر بالصحة طوال دورة الحياة. وفي هذا الصدد، ترتفع معدلات الوفيات بين الأشخاص البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة بسبب زيادة خطر الإصابة بالأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري. (WHO, 2021). وتعد زيادة الوزن والسمنة من المشكلات المعقدة ومتعددة الأوجه. وعلى الرغم من أن العوامل الوراثية يمكن أن تزيد من قابلية إصابة الفرد بزيادة الوزن، إلا أنها وحدها لا تفسر الزيادات الحاصلة في معدل الانتشار على مستوى السكان بمرور الوقت. ويعد النم وداخل الرحم وتغذية الرضع وعادات الأكل خلال مرحلة ما قبل المدرسة من العوامل المهمة في زيادة الوزن والسمنة خلال مرحلة البلوغ (WHO, 2014a ; منظمة الأغذية والزراعة وآخرون، 2019). عوامل الخطر الرئيسية الأخرى للإصابة بالسمنة وزيادة الوزن هي زيادة توفر وتناول الأطعمة الغنية بالطاقة والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون و/أ والسكريات، والممارسات الغذائية السيئة، وقلة الحركة البدنية (منظمة الأغذية والزراعة وآخرون، 2018).

الشكل 14.

انتشار زيادة الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة في البلدان العربية حسب التصنيف الفرعي

المصدر: - UNICEF, WHO & World Bank. 2023. UNICEF-WHO-World Bank: Joint child malnutrition estimates Levels and trends (2023 edition). [Cited 24 April 2023]. https://data.unicef.org/resources/jme-report-2023
تحميل: https://doi.org/10.4060/CC8039EN-fig14
الجدول 9.

انتشار زيادة الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة (نسبة مئوية)

2000200520102012201520202022
العالم5.35.65.55.55.55.65.6
الدول العربية8.810.510.410.09.69.49.5
البلدان منخفضة الدخل6.87.26.15.44.23.43.6
البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا11.513.913.813.413.313.914.4
البلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا8.211.111.410.79.78.98.7
البلدان مرتفعة الدخل3.95.67.78.59.59.99.5
أقل البلدان العربية نمواً4.24.02.82.52.32.32.4
البلدان التي تشهد نزاعات7.38.57.77.05.94.94.8
البلدان التي لا تشهد نزاعات10.012.212.512.312.312.913.4
المصدر: - UNICEF, WHO & World Bank. 2023. UNICEF-WHO-World Bank: Joint child malnutrition estimates Levels and trends (2023 edition). [Cited 24 April 2023]. https://data.unicef.org/resources/jme-report-2023

وفي عام 2022، كان معدل انتشار زيادة الوزن بين الأطفال دون سن 5 سنوات (الشكل 14 والجدول 9) في الدول العربية (9.5 في المائة) أعلى بنسبة 69.6 في المائة من المتوسط العالمي (5.6 في المائة). عالمياًً، غالباًً ما يعيش الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن في البلدان متوسطة الدخل من الشريحتين العليا والدنيا وينحدرون من أسر ميسورة الحال (منظمة الأغذية والزراعة وآخرون، 2022). وسُُجِِلََ أعلى معدل لانتشار زيادة الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة في البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (14.4 في المائة)، تليها البلدان مرتفعة الدخل (9.5 في المائة) ومجموعة البلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا (8.7 في المائة). وسُُجِِلََ أدنى معدل لانتشار زيادة الوزن بين الأطفال في أقل البلدان العربية نمواًً (2.4 في المائة) والبلدان منخفضة الدخل (3.6 في المائة). وكان معدل زيادة الوزن بين الأطفال في البلدان التي تشهد نزاعات (4.8 في المائة) أقل بنسبة 35.8 في المائة عنه في البلدان التي لا تشهد أي نزاعات (13.4 في المائة).

بين عامي 2000 و2022، زاد معدل انتشار زيادة الوزن بين الأطفال في الدول العربية (8.0 في المائة) مقارنة بالعالم (5.7 في المائة). وارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل ملحوظ بين عامي 2000 و2008 بنسبة 21.6 في المائة، ومنذ ذلك الحين انخفض بنسبة 11.2 في المائة حتى عام 2022 في الدول العربية. كما زادت معدلات انتشار زيادة الوزن بأكثر من الضعف (بنسبة 143.6 في المائة) بين البلدان ذات الدخل المرتفع بين عامي 2000 و2022.

هناك عدة تفسيرات لارتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة في معظم الدول العربية، بما في ذلك التغيرات في نمط الحياة التي أدت إلى تقليل مستويات النشاط البدني والتحول التغذوي الذي دفع الناس نح وتغيير الأنماط الغذائية وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالطاقة وقليلة المغذيات (FAO and IFPRI, 2020). والتحول الغذائي والتغذوي مدفوع بالتوسع الحضري السريع والتنمية الاقتصادية وأنماط استهلاك الأغذية التي تتسم جزئياًً بزيادة تناول الدهون والسكريات والأغذية المصنعة عالية الطاقة ومتدنية القيمة الغذائية.

الشكل 15.

انتشار زيادة الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة في البلدان العربية حسب الدولة والتصنيف الفرعي

المصدر: - UNICEF, WHO & World Bank. 2023. UNICEF-WHO-World Bank: Joint child malnutrition estimates Levels and trends (2023 edition). [Cited 24 April 2023]. https://data.unicef.org/resources/jme-report-2023
تحميل: https://doi.org/10.4060/CC8039EN-fig15

على مستوى الدول، سُُجلت أعلى نسبة انتشار لزيادة الوزن بين الأطفال (الشكل 15) في ليبيا (28.7 في المائة)، تليها تونس (19.0 في المائة)، ومصر (18.8 في المائة). ولكن ما ه وأكثر إثارة للقلق ه وأن معدل انتشار زيادة الوزن لدى الأطفال زاد بشكل حاد بين عامي 2022 و2000 في هذه البلدان بنسبة 77.2، و375، و55.4 في المائة على التوالي. ويمكن ملاحظة زيادة كبيرة بين عامي 2000 و2022 في عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن في عٌٌمان (+282.4 في المائة)، والمملكة العربية السعودية (+180.6 في المائة)، وجيبوتي (+166.7 في المائة). وفي عام 2022، كان أدنى معدل انتشار لزيادة الوزن في اليمن (1.7 في المائة)، وموريتانيا (2.0 في المائة)، والصومال (2.7 في المائة)، والسودان (2.7 في المائة). ومع ذلك، فإن معظم الدول العربية ما زالت بعيدة عن تحقيق هدف عام 2030 المتمثل في خفض معدل انتشار زيادة الوزن بين الأطفال إلى أقل من 3 في المائة.

كانت إمدادات الطاقة الغذائية المستمدة من الحبوب في المنطقة أعلى بكثير من المتوسط العالمي في الفترة 2010–2019، وكانت مرتفعة بشكل خاص في مصر والمغرب. ويأتي ثاني أعلى مصدر للطاقة الغذائية في المنطقة من السكر والعصائر والعسل، وه وأعلى بنسبة 31 في المائة من المتوسط العالمي في الفترة نفسها (منظمة الأغذية والزراعة وآخرون، 2023 ب). وقد يساهم ذلك أيضاًً في زيادة أعداد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة في الدول العربية.

علاوة على ذلك، هناك بيانات تشير إلى أن الإعانات الغذائية غير مصممة بطريقة تشجع على استهلاك الأطعمة المغذية، بل تدعم استهلاك الأغذية الأساسية، وهذا من شأنه أن يرفع مستويات انتشار السمنة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل (Abay et al., 2022). وفي البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، تستهدف تدابير ضبط الأسعار في السوق، مثل سياسات تحديد الأسعار وتثبيتها، بشكل كبير السلع الأساسية مثل القمح والذرة والأرز، وكذلك السكر. وعلى الرغم من أن هذه السياسات قد ساهمت في تحقيق الأمن الغذائي، إلا أنها لم تحفز إنتاج الأطعمة المغذية ولا تشجع على تبني أنماط غذائية صحية. وفي العديد من البلدان، أدت الإعانات المالية إلى زيادة توفر الأغذية الأساسية ومشتقاتها وخفض أسعارها، مما أدى إلى تثبيط وزيادة تكلفة استهلاك السلع غير المدعومة أ وتلك التي تتلقى إعانات بسيطة مثل الفاكهة والخضروات والبقول (منظمة الأغذية والزراعة وآخرون، 2022).

وفي الدول العربية، تم أيضاًً تنفيذ برامج إعانات زراعية وسياسات أمن غذائي كانت مصممة بشكل عام لدعم إنتاج الأغذية الأساسية، مثل الحبوب (FAO et al., 2023a). ووفقاًً للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية 2020، يمكن لبرامج دعم الغذاء في المنطقة العربية أن تتفاعل مع التحول التغذوي في المنطقة وما يرتبط به من ارتفاع في معدل انتشار زيادة الوزن. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك ارتباطاًً عكسياًً بين أسعار الأنماط الغذائية غير الصحية وزيادة الوزن من عدمها. على سبيل المثال، هناك بيانات تشير إلى أن برامج دعم الغذاء في مصر تؤدي إلى نتائج سلبية في مجال التغذية (سواء نقص التغذية أ وفرطها) لأنها تحفز الاستهلاك المفرط للأغذية الأساسية، مثل الخبز البلدي والأرز والسكر وزيت الطهي (Ecker وآخرون، 2016). ووجدت الدراسة الأخيرة أيضاًً أنه في المناطق الحضرية في مصر، يزداد احتمال زيادة الوزن والتقزم لدى الأطفال مع ارتفاع مستويات دعم الغذاء، وذلك في وقت تم فيه تثبيت أسعار الأغذية المدعومة من جهة وزادت فيه أسعار باقي المواد الغذائية في الأسواق بشكل سريع خصوصاًً خلال الأزمات الاقتصادية من جهة ثانية. ودفعت خسارة المداخيل الفعلية الأسر إلى تحويل نمطها الغذائي نح واستهلاك المزيد من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والفقيرة بالمغذيات الدقيقة. ومع بقاء أسعار المواد الغذائية في الأسواق المفتوحة مرتفعة، تميل الأسر إلى اتباع أنماط غذائية غير متوازنة.

وفقاًً للبنك الدولي (Gatti وآخرون، 2023)، هناك علاقة طردية بين مستوى النم ووقدرة الأطفال على التمتع بالحد الأدنى من التنوع الغذائي –– أي النسبة المئوية للأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراًً، الذين تناولوا خلال اليوم السابق أطعمة ومشروبات مما لا يقل عن خمس من أصل ثماني مجموعات غذائية محددة. 9 ووضعت دراسة لاحقة هذا الارتباط تحت الاختبار في 99 دولة، بما في ذلك سبع دول عربية. وكان أداء دولتين فقط (فلسطين وتونس) جيداًً من حيث نسبة الأطفال الذين وصلوا إلى الحد الأدنى من التنوع الغذائي، بينما كان أداء الدول الخمس الأخرى (الجزائر ومصر والعراق والأردن واليمن) أسوأ من الدول المماثلة لها من حيث مستوى الدخل في مناطق أخرى من العالم. وتؤكد هذه الاستنتاجات أن التحدي في المنطقة لا يقتصر على الأمن الغذائي وتناول ما يكفي من السعرات الحرارية فحسب، بل يشمل أيضاًً جودة النمط الغذائي والاستهلاك اليومي لمجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية. 9 المجموعات الغذائية الثماني المدرجة في مؤشر الحد الأدنى للتنوع الغذائي هي: حليب الثدي؛ والحبوب والخضروات الجذرية والدرنات؛ والبقوليات والمكسرات؛ ومنتجات الألبان (حليب الرضع، الحليب، الزبادي، الجبن)؛ واللحوم بأنواعها (اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن والكبد/ الأحشاء)؛ والبيض؛ والفواكه والخضروات الغنية بفيتامين أ؛ والفواكه والخضروات الأخرى.(WHO and UNICEF, 2021; WHO et al., 2008)