الفصل الثاني المقصد الثاني لهدف التنمية المستدامة الثاني: القضاء على جميع أشكال سوء التغذية

إلى جانب الأمن الغذائي، تعد التغذية أيضاًً عنصراًً أساسياًً في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وفي هذا السياق، يقدم هذا التقرير تقييماًً للمستويات والاتجاهات الإقليمية لستة أهداف عالمية للتغذية أقرتها جمعية الصحة العالمية في عام 2012 ومن المقرر تحقيقها بحلول عام 2025، والتي اقترحت منظمة الصحة العالمية فيما بعد أهدافاًً موسعة لها لعام 2030 بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). كما تم اختيار أربعة من المؤشرات الستة لرصد التقدم المحرز نحوتحقيق المقصد الثاني لهدف التنمية المستدامة الثاني، وهي مستويات انتشار التقزم والهزال وزيادة الوزن لدى الأطفال دون سن 5 سنوات، وفقر الدم لدى النساء اللائي تتراوح أعمارهن من 15 إلى 49 عاماًً. بالإضافة إلى ذلك، يتناول هذا التقرير هدف جمعية الصحة العالمية الرامي إلى وقف ارتفاع معدلات السمنة لدى البالغين، والذي تم اعتماده بوصفه جزءاًً من خطة العمل العالمية للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها في عام 2013 (FAO, 2022a).

يغطي هذا القسم أربعة مؤشرات عالمية للتغذية: التقزم والهزال وزيادة الوزن لدى الأطفال دون سن الخامسة، وفقر الدم لدى النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماًً.

.1.2 انتشار التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة

التقزم هوانخفاض الطول بالنسبة للعمر. وهونتيجة لنقص التغذية المزمن أوالمتكرر، والذي يرتبط عادة بالفقر وسوء صحة الأم وتغذيتها، والأمراض المتكررة و/أوضعف التغذية والرعاية في بداية الحياة. يمنع التقزم الأطفال من تحقيق إمكاناتهم البدنية والمعرفية. والعواقب المترتبة على تقزم الأطفال هي عواقب مباشرة وطويلة الأجل، وتشمل زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات، وضعف نموالطفل وقدرته على التعلم، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى والأمراض غير السارية. علاوة على ذلك، فإن الأطفال الذين يعانون من التقزم والذين عانوا من زيادة سريعة في الوزن بعد عامين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بزيادة الوزن أوالسمنة في وقت لاحق من الحياة (,2014c De Sanctis et al., 2021; WHO).

الشكل 10.

انتشار التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة في البلدان العربية حسب التصنيف الفرعي

المصدر: - UNICEF, WHO & World Bank. 2023. UNICEF-WHO-World Bank: Joint child malnutrition estimates Levels and trends (2023 edition). [Cited 24 April 2023]. https://data.unicef.org/resources/jme-report-2023
تحميل: https://doi.org/10.4060/CC8039EN-fig10
الجدول 7.

انتشار التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة (نسبة مئوية)

2000200520102012201520202022
العالم33.031.127.926.324.622.722.3
الدول العربية28.027.125.123.722.120.519.9
البلدان منخفضة الدخل39.939.836.735.133.731.630.5
البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا24.421.920.719.718.116.616.0
البلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا24.524.220.919.016.513.812.8
البلدان مرتفعة الدخل10.810.310.310.210.410.910.8
أقل البلدان العربية نمواً43.542.739.337.435.232.331.2
البلدان التي تشهد نزاعات36.836.633.531.629.827.526.5
البلدان التي لا تشهد نزاعات21.519.518.517.616.315.214.7
المصدر: - UNICEF, WHO & World Bank. 2023. UNICEF-WHO-World Bank: Joint child malnutrition estimates Levels and trends (2023 edition). [Cited 24 April 2023]. https://data.unicef.org/resources/jme-report-2023

بلغ معدل انتشار التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة 19.9 في المائة في المنطقة في عام 2022، أي أقل بنسبة 10.8 في المائة (2.4 نقطة مئوية) من المتوسط العالمي البالغ 22.3 في المائة (الشكل 10 والجدول 7). على الصعيد العالمي وبين الدول العربية، تكون معدلات انتشار التقزم في البلدان الغنية أقل منها في البلدان الفقيرة (Gatti et al., 2023). علاوة على ذلك، غالباًً ما ينحدر الأطفال الذين يعانون من التقزم من أسر فقيرة تقيم في المناطق الريفية ولم تتلقى أمهاتهم تعليماًً رسمياًً (منظمة الأغذية والزراعة وآخرون، 2022). وفي المنطقة العربية، سجلت أقل البلدان العربية نمواً (31.2 في المائة)، والبلدان منخفضة الدخل (30.5 في المائة)، والبلدان التي تعاني من نزاعات (26.5 في المائة) أعلى مستوى لانتشار التقزم والذي كان أعلى من المتوسط الإقليمي البالغ 19.9 في المائة. وسُُجِِلََت أعلى معدلات انتشار التقزم (الشكل 11) في عام 2022 في بلدان تعاني من نزاعات، مثل ليبيا (52.2 في المائة)، والسودان (36.0 في المائة)، واليمن (35.1 في المائة)، والجمهورية العربية السورية (25.4 في المائة). وكان المعدل بالنسبة لمجموعات البلدان الأخرى على النحوالتالي: البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (16.0 في المائة)، والبلدان التي لا تشهد نزاعات (14.7 في المائة)، والبلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا (12.8 في المائة). وكانت مستويات تقزم الأطفال في البلدان ذات الدخل المرتفع (10.8 في المائة) أقل من متوسط الدول العربية. وسُُجِِلََ أدنى معدل لانتشار تقزم الأطفال في كل من قطر (4.8 في المائة) والبحرين (5 في المائة) والأردن (6.6 في المائة).

أحرِِزََ تقدم كبير في الحد من انتشار التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم وفي المنطقة بين عامي 2000 و2022 كما يوضح الشكل 10 والجدول 6. ففي تلك الفترة، انخفض معدل انتشار التقزم بنحوالثلث (10.7 نقطة مئوية) على مستوى العالم و8.1 نقطة مئوية في الدول العربية، إلا أن الانخفاض أصبح أبطأ في الآونة الأخيرة. وانخفض معدل انتشار التقزم بوتيرة أسرع في البلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا، حيث انخفض إلى النصف تقريباًً. وفي البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا والبلدان التي لا تعاني من نزاعات، انخفض التقزم أيضاًً بشكل أسرع من المتوسط الإقليمي. وفي أقل البلدان العربية نمواً والبلدان التي تعاني من نزاعات، انخفض مستوى التقزم أيضاًً بوتيرة أبطئ من المتوسط الإقليمي. وفي البلدان مرتفعة الدخل، ظل التقزم عند مستوى منخفض يبلغ حوالي 10.8 في المائة خلال الفترة 2000–2022.

الشكل 11.

انتشار التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة في البلدان العربية حسب الدولة والتصنيف الفرعي

المصدر: - UNICEF, WHO & World Bank. 2023. UNICEF-WHO-World Bank: Joint child malnutrition estimates Levels and trends (2023 edition). [Cited 24 April 2023]. https://data.unicef.org/resources/jme-report-2023
تحميل: https://doi.org/10.4060/CC8039EN-fig11

ويبين الشكل 11 أيضاًً اتجاهات انتشار التقزم بين الأطفال دون سن 5 سنوات حسب البلد والمجموعات الفرعية بين عامي 2000 و2022. ويتضح تحقيق انخفاضات كبيرة في معدلات انتشار تقزم الأطفال في كافة مجموعات الدخل. على سبيل المثال، انخفض معدل انتشار التقزم بأكثر من النصف في كل من الجزائر والبحرين وجزر القمر ولبنان والعراق وقطر. وعلى النقيض من ذلك، زاد معدل انتشار التقزم خلال هذه الفترة بمقدار الضعف تقريباًً في الكويت، وأكثر من الضعف في ليبيا.

وفي ضوء هذه الأرقام، فإن المنطقة ما تزال بعيدة عن المسار المطلوب لتحقيق المؤشر الأول المدرج تحت المقصد الثاني لهدف التنمية المستدامة الثاني (WHO, 2014b) وهوالحد من انتشار التقزم بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2025 (عن مستويات عام 2012). فقد تراجعت نسبة الانخفاض في معدل انتشار التقزم بين الأطفال ب 16.0 في المائة بين عامي 2012 و2022، من 23.7 في المائة إلى 19.9 في المائة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المكاسب التي تحققت في الحد من انتشار تقزم الأطفال بنسبة الثلث تقريباًً (28.9 في المائة) في العقدين الماضيين (2000–2022) أصبحت الآن مهددة بسبب الأزمات الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ والنزاعات والتداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد -19، والحرب في أوكرانيا، إلى جانب تعمق حال عدم المساواة. ويتواصل ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية في المنطقة في عام 2023 نتيجة الأحداث في عام 2022 عندما وصلت أسعار المواد الغذائية العالمية إلى مستويات قياسية مما أدى إلى انخفاض قيمة العديد من العملات المحلية وزيادة الأسعار. 7 وبالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يؤثر على الفقراء أكثر من غيرهم وذلك لأنهم ينفقون جزءاًً أكبر من دخلهم على الغذاء. ووفقاًً لبعض الدراسات، هناك علاقة مباشرة بين ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة خطر التقزم عند الأطفال دون سن الخامسة. 8 ومن ثم، فمن المتوقع أن تؤدي الزيادة في أسعار المواد الغذائية في المنطقة إلى إبطاء التراجع الحاصل في معدل انتشار التقزم لدى الأطفال أوحتى وقفه كلياًً. على سبيل المثال، تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن الزيادة في أسعار المواد الغذائية بين مارس/ آذار ويونيو/حزيران 2022 ربما تسببت في إصابة ما بين 200 ألف إلى 285 ألف مولود جديد بالتقزم (Gatti et al., 2023). 7 كان معدل التضخم 8.8 في المائة في 2022 و6.6 في المائة في 2023 (صندوق النقد الدولي، 2023) 8 وفقاًً لولدمايكل وآخرون (2022)، يؤدي ارتفاع معدل تضخم أسعار الغذاء من شهر لآخر بمقدار نقطة مئوية واحدة أثناء وجود الإنسان في الرحم إلى زيادة خطر الإصابة بالتقزم بين الأطفال دون سن 5 سنوات بمقدار 0.0046 نقطة احتمالية.

في عام 2012، اعتمدت منظمة الصحة العالمية قراراًً بشأن تغذية الأمهات والرضع والأطفال الصغار يتضمن هدفاًً عالمياًً يتمثل في خفض عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من التقزم بنسبة 40 في المائة حتى عام 2025 (WHO, 2012). وعليه، فإن استمرار تضخم أسعار المواد الغذائية وانخفاض الدخل يجعل نجاح المنطقة في تحقيق هذا الهدف أمراًً بعيد المنال.