info
close
Products such as this cellulose nanofibril computer chip could herald an era of biodegradable electronics.
© Yei Hwan Jung

الإدارة المستدامة للغابات

حماية التراث الطبيعي من أجل مستقبل أكثر اخضرارًا

من الممكن أن يؤدي وقف إزالة الغابات إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحوالي 11 بالمائة سنويًا ، فضلًا عن حماية جزءٍ كبير من التنوّع البيولوجي البرّي الموجود على كوكب الأرض وتوفير خدمات نظم إيكولوجية بالغة الأهمية.

تُخزّن النظم الإيكولوجية المعرّضة لخطر إزالة الغابات وتدهورها، مثل الأراضي الخثيّة وغابات المانغروف والغابات المعمّرة والمستنقعات، ما لا يقلّ عن 260 جيغا طن من "الكربون غير القابل للاسترداد". وما لم تُتّخذ تدابير إضافية، سيُفقد ما يقدر بنحو 289 مليون هكتار من الغابات الاستوائية بين عامي 2016 و2050، ما يؤدي إلى إطلاق 169 جيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

ولكنّ دور الغابات لا يقتصر على كونها بالوعات أساسية للكربون: فهي تساعد أيضًا المجتمعات الريفية على التكيّف مع آثار تغيّر المناخ، بما في ذلك توفير سبل العيش لأكثر من 1.6 مليارات شخص. وتوفر الغابات إذا تمت حمايتها وإدارتها وإعادة تأهيلها بشكل مستدام مجموعة من الفوائد على صعيد التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية الأخرى. ولذا فإنّ وقف إزالة الغابات وزيادة الغطاء الحرجي يُعتبران من الحلول الفعالة من حيث التكلفة للتخفيف من آثار تغيّر المناخ.

النظم الوطنية لرصد الغابات

ساعدت منظمة الأغذية والزراعة أكثر من 50 بلدًا في وضع نظم وطنية لرصد الغابات بغية جمع المعلومات القيّمة والموثوقة بشأن الغابات. وتُنتج عادة النظم الوطنية لرصد الغابات بيانات تسمح بقياس تدفقات الكربون في الغابات والإبلاغ عنها والتحقق منها، وهي معلومات مهمة للمشاركة في المبادرة المعززة لخفض الانبعاثات الناتجة من إزالة الغابات وتدهورها في البلدان النامية.

الغابات والشعوب الأصلية

تؤدي الشعوب الأصلية والغابات الموجودة في أراضي أجدادها دورًا لا غنى عنه في العمل المناخي. وفي غابات أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وحدها، تحتوي أراضي الشعوب الأصلية على 14 في المائة من الكربون المخزّن في الغابات الاستوائية في جميع أنحاء العالم.

وفي الماضي، عانت الغابات التي تواجدت فيها الشعوب الأصلية، من ظاهرتي إزالة الغابات وتدهورها أقل بكثير من الغابات الأخرى، إلّا أنّ هذا الوضع يتغير بسرعة.

وفي عام 2015، وضعت منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع مجموعة ممثلي الشعوب الأصلية من المناطق الاجتماعية والثقافية السبع في العالم، خارطة طريق للعمل مع الشعوب الأصلية. وكان الهدف من ذلك تعزيز الاعتراف بنظمها الغذائية والمعرفية كعوامل قد تُحدث تغييرًا جذريًا على صعيد تحقيق الاستدامة.

وخلال المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيّر المناخ الذي عُقد في غلاسكو في عام 2021، تعهدت 141 حكومة بوقف فقدان الغابات وتدهور الأراضي وعكس مسارهما بحلول عام 2030 عن طريق طريق الإعلان الصادر عن قادة غلاسكو بشأن الغابات واستخدام الأراضي.

وتمّ التعهد بتقديم أكثر من 20 مليار دولار أمريكي لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك تقديم 1.7 مليارات دولار أمريكي بين عامي 2021 و2025 للنهوض بحقوق المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية في حيازة الغابات.

وعُزّزت هذه الأهداف من خلال إطلاق "شراكة قادة الغابات والمناخ" في المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيّر المناخ من أجل ضمان الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في غلاسكو، والرامية إلى وقف فقدان الغابات وتدهور الأراضي وعكس مسارهما بحلول عام 2030. وتتماشى هذه الشراكة الطوعية التي تضم 26 بلدًا بشكل كامل مع عمل المنظمة في مجال الغابات والشراكة التعاونية في مجال الغابات.

back to top