تتعرض الغابات للعديد من الاضطرابات التي من شأنها أن تؤثر سلبًا في سلامتها وحيويتها وأن تقلّل من قدرتها على توفير مجموعة كاملة من السلع وخدمات النظام الإيكولوجي وأن تتسبب في تلف الأشجار. ولإعداد تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025، طُلب من البلدان والمناطق الإبلاغ عن مساحة الغابات المتضررة سنويًا في الفترة 2000-2023، وقد جرى تعريف الضرر بأنه أي عامل حيوي أو غير حيوي يؤثر سلبًا في حيوية الغابات وإنتاجيتها ولا يَنتج مباشرةً عن الأنشطة البشرية. وقد طُلب من البلدان والمناطق تحديدًا الإبلاغ عن مساحة الغابات المتضررة جراء الحشرات والأمراض (الناجمة عن الجراثيم أو الفطريات أو البلازما النباتية أو الفيروسات)، والظواهر المناخية الحادة (مثل الثلوج والعواصف والجفاف)، وغيرها من الاضطرابات (التي تتكوّن بصورة رئيسية من أي مزيج من العوامل الحيوية، وغير الحيوية، والداخلية، والحيوية/البشرية المنشأ). ويظهر الإبلاغ عن مختلف فئات الأضرار السبب الرئيسي للضرر؛ وبالتالي فإن المساحات المُبلَّغ عنها تكون حصريةً. وفي سنوات محددة، تم الإبلاغ فقط عن المساحة الإضافية من الغابات المتضررة في تلك السنة (وليس عن المجموع التراكمي).

وفي بعض الأقاليم، كان الإبلاغ ناقصًا إلى حد كبير في ما يخص فئات الأضرار (فعلى سبيل المثال، تضمنت بعض التقارير بيانات عن فئة واحدة من الاضطرابات دون سواها) والسنوات التي شملها الإبلاغ. ولضمان أن يستند التحليل إلى أكثر البيانات تمثيلًا، تم اختيار سنة 2020 لتكون السنة المرجعية لتقييم الوضع الحالي للضرر، واستخدمت الفترة 2002-2020 لتحليل الاتجاه السائد. وقد تعذّر، بسبب تفاوت البيانات، تقدير إجمالي مساحة الغابات المتضررة بفعل الاضطرابات في العالم.

وبالإضافة إلى فئات الأضرار المذكورة أعلاه، يتضمن هذا الفصل تحليلات بشأن حرائق البراري (ولا سيّما إجمالي مساحة الأراضي ومساحة الغابات المتضررة بفعل الحرائق) وتدهور الغابات.


الحشرات

الحالة الراهنة

أبلغ 60 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل 49 في المائة من مساحة الغابات في العالم، عن مساحة الغابات المتضررة جراء الحشرات في عام 2020. وقد بلغت المساحة الإجمالية المتضررة 31.4 مليون هكتار، أي ما يمثّل زهاء 2 في المائة من إجمالي مساحة الغابات في البلدان والمناطق المُبلِّغة (الجدول 81). وكانت تقارير أمريكا الشمالية والوسطى الأكثر شمولًا (98 في المائة من مساحة الغابات في الإقليم)، تلتها أوروبا (96 في المائة) وآسيا (47 في المائة). وكان الإبلاغ متدنيًا للغاية في أفريقيا وأوقيانوسيا وأمريكا الجنوبية. وكانت أمريكا الشمالية والوسطى تعدّ الإقليم الذي يضمّ أكبر مساحة من الغابات المتضررة جراء الحشرات في عام 2020، حيث بلغت المساحة 21.2 مليون هكتار، تلتها آسيا، حيث بلغت المساحة 8.40 مليون هكتار. وفي كلا الإقليمين، كان حوالي 3 في المائة من إجمالي مساحة الغابات في البلدان المُبلِّغة متضررًا جراء الحشرات.

الجدول 81. مساحة الغابات المتضررة جراء الحشرات، بحسب الأقاليم، 2020
  • Download:
  • CSV

وأفادت كندا عن نسبة كبيرة من مساحة الغابات المتضررة جراء الحشرات في أمريكا الشمالية والوسطى، أي ما يوازي 17.8 مليون هكتار (84 في المائة من إجمالي مساحة الإقليم). ويشير التقرير القطري الذي أعدّته كندا إلى أنه يتم تحديد مواقع تعرية الأشجار بناءً على أنواع الحشرات، وقد تتضرر مساحة معينة من أكثر من نوع واحد من الحشرات في الوقت عينه؛ لذا قد يكون هناك إحصاء مزدوج أو ثلاثي للمساحات المتضررة من أكثر من نوع واحد، مما يؤدي إلى المبالغة في تقدير المساحة الإجمالية المتضررة. وأفادت الولايات المتحدة الأمريكية عن تضرر مساحة صغيرة للغاية من الغابات جراء الحشرات في عام 2020 (مقارنةً بالسنوات السابقة واللاحقة) وأشارت إلى أن هذا الانخفاض يُعزى بالدرجة الأولى إلى النقص في بيانات القياس وقد لا يعكس الاتجاهات الخاصة بالأضرار التي تلحق بالغابات. ونتيجةً لذلك، ينبغي النظر بحذر إلى المساحة المقدّرة للغابات المتضررة جراء الحشرات في أمريكا الشمالية والوسطى.

وقُدّرت مساحة الغابات المتضررة جراء الحشرات في أوروبا في عام 2020 بنحو 1.77 مليون هكتار، أي ما يمثّل 0.2 في المائة من مساحة الغابات في البلدان والمناطق المُبلِّغة.


الاتجاهات

نظرًا إلى قّلة الإبلاغ والتمثيل المحدود للعيّنة، يستند تحليل الاتجاهات الوارد هنا إلى بيانات سنوية للفترة 2002-2020 (الفترة التي توافرت عنها معظم البيانات). وأبلغ 45 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل 47 في المائة من مساحة الغابات في العالم، عن بيانات متسلسلة زمنيًا كاملة بشأن مساحة الغابات المتضررة سنويًا جراء الحشرات خلال هذه الفترة.

وبلغ متوسط المساحة المتضررة سنويًا جراء الحشرات خلال هذه الفترة 34.1 مليون هكتار (الجدول 82). وبلغت أدنى مساحة متضررة في أي سنة ما 25.4 مليون هكتار في عام 2011، في حين بلغت أكبر مساحة متضررة 43.9 مليون هكتار في عام 2019.

الجدول 82. مساحة الغابات المتضررة جراء الحشرات سنويًا، بحسب الأقاليم، 2002-2020
  • Download:
  • CSV

وخلال الفترة الخاضعة للتحليل، سُجّلت أعلى مستويات الإبلاغ في أمريكا الشمالية والوسطى (حيث بلغت نسبة البلدان والمناطق المُبلِّغة 98 في المائة من إجمالي مساحة الغابات في الإقليم)، تلتها أوروبا (88 في المائة) وآسيا (46 في المائة). في حين سُجّلت في أوقيانوسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية أدنى مستويات الإبلاغ، بمقدار 1 في المائة تقريبًا أو أقل من مساحة الغابات الإجمالية الممثّلة في تلك الأقاليم.

ومن بين الأقاليم الثلاثة التي قدّمت التقارير الأكثر شمولًا، كان هناك تباين كبير في المساحة المتضررة جراء الحشرات في أوروبا، حيث بلغ متوسط المساحة المتضررة سنويًا 000 816 هكتار، لكنها تراوحت بين 000 479 هكتار في عام 2008 و1.43 مليون هكتار في عام 2004 (ويُعزى ذلك بصورة رئيسية إلى البيانات التي أفادت عنها ألمانيا وهنغاريا والاتحاد الروسي). وفي أمريكا الشمالية والوسطى، بلغ متوسط المساحة المتضررة جراء الحشرات في هذه الفترة 24.5 مليون هكتار سنويًا، فيما بلغ المتوسط في آسيا 8.54 مليون هكتار سنويًا.


الأمراض

الحالة الراهنة

أبلغ 47 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل 38 في المائة من إجمالي مساحة الغابات، عن بيانات بشأن مساحة الغابات المتضررة جراء الأمراض في عام 2020. وبلغت المساحة الإجمالية المتضررة 6.13 مليون هكتار، أي ما يمثّل 0.4 في المائة من مساحة الغابات في البلدان والمناطق المُبلِّغة (الجدول 83). ومثّلت البلدان والمناطق المُبلِّغة عن هذا الجانب في أوروبا 93 في المائة من مساحة الغابات في الإقليم، تلتها أمريكا الشمالية والوسطى (49 في المائة) وآسيا (40 في المائة).

الجدول 83. مساحة الغابات المتضررة جراء الأمراض، بحسب الأقاليم، 2020
  • Download:
  • CSV

وضمّت آسيا، من بين سائر الأقاليم، أكبر مساحة من الغابات المتضررة جراء الأمراض في عام 2020، حيث بلغت 2.96 مليون هكتار، أي أكثر بقليل من 1 في المائة من مساحة الغابات في البلدان والأراضي المُبلِّغة في الإقليم. وضمّت الصين أكبر مساحة متضررة في آسيا، حيث أفادت عن تضرر 2.95 مليون هكتار من الغابات جراء الأمراض، خاصة تلك الناتجة عن الديدان الخيطية مثل دودة ذبول الصنوبر (Bursaphelenchus xylophilus) والفطريات مثل أنواع تبقّع أوراق الأشجار (Marssonina) (الإدارة الوطنية للغابات والمراعي، 2021).

أمّا ثاني أكبر مساحة من الغابات المتضررة جراء الأمراض في عام 2020 فكانت في أمريكا الشمالية والوسطى (2.04 مليون هكتار)، ومعظمها في الولايات المتحدة الأمريكية. ولم تُفِد كندا عن مساحة الغابات المتضررة جراء الأمراض: إذ يشير تقريرها القطري إلى أنه يصعب قياس هذا المعيار، خاصة بواسطة عمليات المسح الجوي. وأفادت كذلك كندا عن أنه، على الرغم من أن الأمراض التي تصيب الجذور تُعدّ من بين الأمراض الأكثر شيوعًا في غابات البلاد، إلا أنه يصعب اكتشاف أعراضها والأضرار التي تتسبب بها وقياسها.


الاتجاهات

أبلغ 35 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل 37 في المائة من مساحة الغابات عن بيانات متسلسلة زمنيًا كاملة بشأن مساحة الغابات المتضررة جراء الأمراض في الفترة 2002-2020. وسُجّلت أعلى مستويات الإبلاغ في هذه الفترة في أوروبا، إذ مثّلت البلدان والمناطق المُبلِّغة 88 في المائة من مساحة الغابات في الإقليم، تلتها أمريكا الشمالية والوسطى (49 في المائة) وآسيا (39 في المائة). في حين كان الإبلاغ متدنيًا في الأقاليم الأخرى.

وبلغ متوسط مساحة الغابات المتضررة جراء الأمراض في الفترة 2002-2020 في البلدان والمناطق المُبلِّغة 9.16 مليون هكتار، بحيث بلغت أدنى مساحة 3.61 مليون هكتار في عام 2002 وأكبر مساحة 15.8 مليون هكتار في عام 2019، وتُعزى هذه المساحة الكبيرة بصورة رئيسية إلى البيانات التي أفادت عنها الولايات المتحدة الأمريكية (الجدول 84).

الجدول 84. مساحة الغابات المتضررة سنويًا جراء الأمراض، بحسب الأقاليم، 2002–2020
  • Download:
  • CSV

ومن بين الأقاليم الثلاثة التي سجلّت أعلى مستويات من الإبلاغ، اتّسمت أمريكا الشمالية والوسطى بأكبر قدر من التباين في المساحة المتضررة جراء الأمراض، حيث بلغت أدنى مساحة 2.04 مليون هكتار في عام 2020 وأكبر مساحة 13.0 مليون هكتار في عام 2019؛ أمّا المتوسط فبلغ 7.42 مليون هكتار.


الظواهر المناخية الحادة

الحالة الراهنة

أبلغ 48 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل 33 في المائة من إجمالي مساحة الغابات، عن بيانات بشأن مساحة الغابات المتضررة جراء الظواهر المناخية الحادة في عام 2020. وبلغت المساحة الإجمالية المتضررة 3.49 مليون هكتار، أي ما يمثّل 0.3 في المائة من مساحة الغابات في البلدان والمناطق المُبلِّغة.

وقدّمت أوروبا التقارير الأكثر شمولًا بشأن مساحة الغابات المتضررة جراء الظواهر المناخية الحادة (97 في المائة من مساحة الغابات في الإقليم)، تلتها أمريكا الشمالية والوسطى (41 في المائة). في حين لم يتجاوز الإبلاغ نسبة 10 في المائة في الأقاليم الأخرى.

وأفادت أمريكا الشمالية والوسطى، من بين سائر الأقاليم، عن أكبر مساحة من الغابات المتضررة جراء الظواهر المناخية الحادة في عام 2020، بحيث بلغت 2.52 مليون هكتار (0.8 في المائة من مساحة الغابات في البلدان والمناطق المُبلِّغة في الإقليم)، ويُعزى ذلك بصورة رئيسية إلى البيانات التي أفادت عنها الولايات المتحدة الأمريكية. وضمّت أوروبا ثاني أكبر مساحة، بلغت 000 925 هكتار (0.1 في المائة) (الجدول 85)، ويُعزى ذلك بصورة رئيسية إلى البيانات التي أفادت عنها ألمانيا وإسبانيا. وأفادت ألمانيا أن تقدير مساحة الغابات المتضررة جراء الظواهر المناخية الحادة قد يكون أدنى مما هو عليه بالفعل حيث تم قياس بعض الأضرار بالأمتار المكّعبة، ولم يكن من الممكن تحويلها إلى المساحة المقابلة لها.

الجدول 85. مساحة الغابات المتضررة جراء الظواهر المناخية الحادة، بحسب الأقاليم، 2020
  • Download:
  • CSV

الاتجاهات

أبلغ 35 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل 30 في المائة من مساحة الغابات في العالم، عن بيانات سنوية بشأن مساحة الغابات المتضررة جراء الظواهر المناخية الحادة في الفترة 2002-2020. وسُجّلت أعلى مستويات الإبلاغ في أوروبا، إذ مثّلت البلدان والمناطق المُبلِّغة 88 في المائة من مساحة الغابات في الإقليم، تلتها أمريكا الشمالية والوسطى (40 في المائة). في حين لم يتجاوز الإبلاغ نسبة 10 في المائة في الأقاليم المتبقية.

وبلغ متوسط مساحة الغابات المتضررة جراء الظواهر المناخية الحادة في العالم خلال هذه الفترة 6.96 مليون هكتار، حيث بلغت أكبر مساحة 9.24 مليون هكتار في عام 2019 وأدنى مساحة 1.94 مليون هكتار في عام 2020 (الجدول 86).

الجدول 86. مساحة الغابات المتضررة جراء الظواهر المناخية الحادة، بحسب الأقاليم، 2002-2020
  • Download:
  • CSV

وشهدت المساحة المتضررة تباينًا ملحوظًا مع مرور الوقت. ففي أوروبا، بلغت أكبر مساحة سنوية 1.49 مليون هكتار في عام 2005 وأدنى مساحة 000 224 هكتار في عام 2004، في حين بلغ المتوسط 000 739 هكتار سنويًا. وتُعزى هذه المساحة الكبرى المسجّلة في عام 2005 بصورة رئيسية إلى البيانات التي أفادت عنها إيطاليا وإسبانيا. أمّا أمريكا الشمالية والوسطى، فقد سجّلت أكبر مساحة متضررة جراء الظواهر المناخية الحادة في عام 2019، وبلغت 8.06 مليون هكتار، ويُعزى ذلك بصورة رئيسية إلى البيانات التي أفادت عنها الولايات المتحدة الأمريكية.


الحرائق

تُستخدم الحرائق على نطاق واسع في مجال إدارة الأراضي، لكن عندما تخرج عن السيطرة قد تُخلّف آثارًا سلبيةً جسميةً على السكان والنظم الإيكولوجية والمناخ (منظمة الأغذية والزراعة، 2024أ). وتزداد شدّة الحرائق الهائلة وتواترها، بسبب تغيّر المناخ وتغيّر استخدام الأراضي بصورة خاصة، حتى في المناطق التي لم تتعرض للحرائق إلى حد كبير في وقت سابق (منظمة الأغذية والزراعة، 2024ب).

ولإعطاء لمحة عامة شاملة عن حجم الحرائق واتجاهاتها، قام تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025 بجمع معلومات عن مساحة الأراضي والغابات المتضررة سنويًا بفعل الحرائق في الفترة 2000-2023. لكنّ العديد من البلدان والمناطق لم تستطع توفير بيانات بشأن الحرائق أو أنها قدّمت سلاسل زمنية ناقصة توفّرت فيها بيانات لبعض السنوات دون سواها. وعلاوةً على ذلك، تتباين النُهج والنظم الوطنية المعتمدة لتسجيل الأراضي المتضررة جراء الحرائق والإبلاغ عنها على نحو كبير، مما يزيد من تعقيد عملية جمع البيانات على الصعيد العالمي. واستدعى تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025 بذل جهود لا يستهان بها (ما تزال مستمرةً) لتنسيق البيانات المتعلّقة بالحرائق وتحسينها (الإطار 5 والإطار 6).

الإطار 5. الإبلاغ عن حجم الحرائق الهائلة

في إطار الإبلاغ عن المساحة المتضررة جراء الحرائق لتقييم الموارد الحرجية في العالم، طُلب من المراسلين الوطنيين وأفرقتهم توثيق مصادر البيانات لكل سنة مُبلَّغ عنها ولكل متغيّر. واستُخدمت مدخلات البيانات هذه لتحليل البيانات الوصفية، الذي خلُص إلى أن الاستشعار عن بُعد هو مصدر البيانات الأكثر شيوعًا للإبلاغ عن مساحة الأراضي المتضررة، حيث مثّل 49 في المائة من مدخلات البيانات. أمّا ثاني أكثر مصدر للبيانات شيوعًا فكان استخدام السجلات والإحصاءات (45 في المائة)؛ واستندت نسبة 1 في المائة تقريبًا من البيانات إلى عمليات الجرد الوطنية للغابات؛ في حين اعتمدت النسبة المتبقية من البيانات على مصادر أخرى، مثل تقديرات الخبراء.

وكانت السجلات والإحصاءات (53 في المائة من مدخلات البيانات) أكثر المصادر شيوعًا للإبلاغ عن مساحة الغابات المتضررة جراء الحرائق، تليها التقديرات القائمة على الاستشعار عن بُعد (40 في المائة) وعمليات الجرد الوطنية للغابات (5 في المائة). ولم تُحدَّد مصادر بيانات معيّنة لهذا المعيار في ما يخصّ النسبة المتبقية.

وأبلغ ما مجموعه 134 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل 76 في المائة من مساحة الأراضي في العالم، عن مساحة الأراضي المتضررة جراء الحرائق ومساحة الغابات المتضررة جراء الحرائق لجميع الأعوام التي شملتها التقارير في الفترة 2007-2019. ومثّلت الغابات، من بين هذه البلدان والمناطق، في المتوسط نسبة 33 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي المتضررة جراء الحرائق.

وبصورة عامة، لم تكن المعلومات التي قدّمتها البلدان والمناطق لتقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025 شاملةً بما يكفي لاستنباط إحصاءات عالمية تمثيلية كاملة عن الحرائق. وثمة أسباب عدّة لذلك. فعدد من البلدان والمناطق الصغيرة معرّضة للحرائق على نحوٍ منخفضٍ أو غير معرّضة للحرائق، نظرًا إلى عوامل مثل استخدام الأراضي فيها وخصائصها الديمغرافية وأنواع نباتاتها ومناخها. وفي هذه البلدان والمناطق قد يصعب تبرير الجهد المبذول لجمع البيانات والإبلاغ عن الحرائق. أمّا بعض البلدان والمناطق الأخرى التي لم تُبلِّغ عن الحرائق لتقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025 فهي قاحلة أو شبه قاحلة، حيث قد تكون الحرائق نادرةً.

وقامت منظمة الأغذية والزراعة، إدراكًا منها لعدم توافر بيانات وطنية عن المساحات المتضررة جراء الحرائق لجميع البلدان، بإدراج مجموعة من الأدوات الجغرافية المكانية في منصة تقييم الموارد الحرجية في العالم. وتتيح هذه الأدوات للبلدان والمناطق الاطلاع على مجموعات البيانات الجغرافية المكانية العالمية الحالية والمستقبلية والمتاحة مجانًا ومعالجتها، بما في ذلك البيانات المتعلّقة بالمساحة المتضررة جراء الحرائق. وتتوفّر أيضًا بيانات عن المساحة المتضررة جراء الحرائق من إجمالي المساحة المحترقة سنويًا ومساحة الغابات المحترقة عبر بوابة إحصاءات نظام المعلومات العالمي بشأن الحرائق الهائلة* للفترة 2002-2019.

وإن توافر بيانات متسلسلة زمنيًا أكثر موثوقيةً عن مساحة الغابات المحترقة ضروريٌ من أجل فهم اتجاهات حرائق البراري والغابات على نحو أفضل. وقد تكون نظم رصد الأراضي المعرضة للحرائق نقطة انطلاق لإجراء تحاليل أعمق ولإتاحة الترابط المناسب مع مجموعات بيانات أخرى، مثل الغطاء الحرجي، مما يؤدي إلى تحقق قُطري من عمليات تقييم الموارد الحرجية المقبلة.

وللمساعدة في تنسيق عمليات الإبلاغ وتوحيدها، تتعاون المنظمة مع شركاء، من بينهم مركز البحوث المشتركة، من أجل استخراج بيانات عالمية أكثر اتّساقًا لدعم استراتيجيات عالمية وإقليمية ووطنية بشأن الإدارة المتكاملة للحرائق. ويتولّى المركز العالمي لإدارة الحرائق تنسيق هذا العمل (الإطار 6).

ملاحظة: * [ورد ذكره في 4 مارس/آذار 2025]. Global Wildfire Information System. 2025. Country profile. https://gwis.jrc.ec.europa.eu/apps/country.profile/

الإطار 6. المركز العالمي لإدارة الحرائق

أنشأ كلٌّ من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إدراكًا منهما لضرورة تقديم المزيد من الدعم التعاوني للبلدان في مجال الإدارة المتكاملة للحرائق، المركز العالمي لإدارة الحرائق ("مركز إدارة الحرائق")، إبّان الدورة الثامنة للمؤتمر الدولي عن حرائق البراري في مايو/أيار 2023. ويحشد مركز إدارة الحرائق شركاء رئيسيين بهدف تعزيز قدرات البلدان على تنفيذ إدارة متكاملة للحرائق وبالتالي التخفيف من الآثار السلبية للحرائق الهائلة على السكان والمساحات الطبيعية والتنوّع البيولوجي والاستقرار المناخي العالمي. ويقوم عمل مركز إدارة الحرائق على خمس ركائز متداخلة: (1) تبادل المعرفة والبيانات؛ (2) وبناء القدرات؛ (3) وبناء مجتمعات محلية قادرة على الصمود في مواجهة الحرائق الهائلة؛ (4) والتخفيف من خطر الحرائق والإنذار المبكر؛ (5) وصياغة سياسات الإدارة المتكاملة للحرائق وتنفيذها.

ويشمل عمل مركز إدارة الحرائق في ما يخصّ تبادل المعارف والبيانات تحديد المفاهيم الرئيسية للحرائق؛ وإصدار المطبوعات؛ وإسداء المشورة الفنية بشأن الإدارة المتكاملة للحرائق؛ وعقد حلقات عمل وفعاليات؛ وتيسير الاطلاع على مجموعات البيانات والمنتجات. ويقوم مركز إدارة الحرائق بحشد طاقات مجتمع الاستشعار عن بعد، ومزوّدي البيانات ومستخدميها، والباحثين، بغية توطيد التعاون العالمي وتحسين الإحصاءات والتحليلات الموثوقة المتعلّقة بالحرائق وتنسيقها على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية، وذلك من أجل الارتقاء بمستوى الإدارة المتكاملة للحرائق. وتشمل مجالات التركيز الرئيسية ما يلي:

  • ربط البيانات العالمية مع مجموعات البيانات الوطنية والإقليمية الأكثر تفصيلًا وتنقيحها. كيف يمكننا دمج مستويات مختلفة من المعلومات على نحو أفضل من أجل تحسين دقتها وسهولة استعمالها؟

  • التمييز بين البيانات المتعلّقة بالحرائق الهائلة والبيانات المتعلّقة بالحرائق المبرمجة والحرائق ذات البعد الثقافي/التقليدي. ما المنهجيات أو الممارسات التي يمكن أن تساعدنا في التمييز بينهما على نحو فعّال؟

  • جودة البيانات والتحقق منها. كيف يمكننا ضمان موثوقية بيانات رصد الأرض المتعلّقة بالحرائق، في ظل توافر عدد هائل من مجموعات البيانات؟

  • السياسات والحوكمة. ما الدور الذي يؤدّيه رصد الأرض في صياغة السياسات وأطر الحوكمة المتعلقة بالحرائق؟ هل من آليات واضحة لضمان أن تُفضي هذه البيانات إلى نتائج قابلة للتنفيذ؟

البيانات التي توافرت بشأن أستراليا كانت تتعلّق بمساحة الغابات المتضررة فحسب (وليس مساحة الأراضي المتضررة) في الفترة 2007-2021. وتجنبًا لسوء تفسير الاتجاهات الإقليمية والعالمية بسبب هذه العوامل، تقتصر تقديرات المساحة المتضررة جراء الحرائق والمبيّنة هنا على الفترة 2007-2019، باستخدام بيانات قدّمتها البلدان والمناطق التي أفادت عن سلاسل زمنية كاملة للأراضي المتضررة و/أو الغابات المتضررة على مدى الفترة بأكملها. وأُتيحت البيانات بشأن أستراليا بالنسبة إلى مساحة الغابات المتضررة فحسب (وليس مساحة الأراضي المتضررة) في الفترة 2007-2021. وبالتالي، استخدم التحليل مساحة الغابات المتضررة في أستراليا كبديل تحفّظي عن مساحة الأراضي المتضررة فيها لتقدير مساحة الأراضي المتضررة جراء الحرائق في أوقيانوسيا.

ولإعداد تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025، استُخدمت بيانات من 152 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل زهاء 90 في المائة من مساحة الأراضي في العالم، لتقدير مساحة الأراضي المتضررة جراء الحرائق في الفترة 2007-2019. وبلغ متوسط مساحة الأراضي المتضررة سنويًا 261 مليون هكتار. وسُجّلت أكبر مساحة في عام 2007 وبلغت 302 مليون هكتار، في حين سُجّلت أدنى مساحة في عام 2009 وبلغت 225 مليون هكتار (الشكل 45). وكان حوالي ثُلثي مساحة الأراضي المتضررة يقع في أفريقيا.

الشكل 45. إجمالي مساحة الأراضي المتضررة جراء الحرائق سنويًا، بحسب الأقاليم، 2007-2019
ملاحظة: * لم تقدّم أستراليا بيانات عن إجمالي مساحة الأراضي المتضررة جراء الحرائق. لذا، وعند استخلاص تقديرات أوقيانوسيا، استُخدمت مساحة الغابات المتضررة جراء الحرائق في أستراليا كبديل متحفّظ عن مساحة الأراضي المتضررة في هذا البلد.
  • Download:
  • CSV

ولتقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025، أبلغ 168 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل 86 في المائة من مساحة الغابات في العالم عن سلاسل زمنية كاملة لمساحة الغابات المتضررة جراء الحرائق في الفترة 2007-2019. وعلى مدى هذه الفترة، بلغ متوسط المساحة المتضررة جراء الحرائق سنويًا 127 مليون هكتار من الغابات؛ وسُجّلت أكبر مساحة متضررة في عام 2015 وبلغت 149 مليون هكتار (الشكل 46). وكان معظم (60 في المائة) مساحة الغابات المتضررة يقع في أفريقيا. وفي عام 2019، كان زهاء 79 في المائة من مساحة الغابات المتضررة جراء الحرائق يقع في المناطق شبه المدارية، و8 في المائة في المناطق الشمالية، و8 في المائة في المناطق المدارية، و6 في المائة في المناطق المعتدلة.

الشكل 46. مساحة الغابات المتضررة جراء الحرائق سنويًا، بحسب الأقاليم، 2007-2019
  • Download:
  • CSV

وخارج الفترة 2007-2019، أشارت البيانات المقدّمة لتقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025، إلى أن عام 2023 سجّل مستويات غير مسبوقة من حيث مساحة الغابات المتضررة جراء الحرائق في كندا بلغت 14.6 مليون هكتار (مما استدعى إجلاء ما يزيد على 000 232 شخص - Jain وآخرون، 2024). وخلال السنة نفسها، بلغت مساحة الغابات المتضررة جراء الحرائق في شيلي (000 288 هكتار) عشرة أضعاف متوسط المساحة الطويل الأجل (2000-2020)؛ وأفاد Jones وآخرون (2024) بأن 131 شخصًا لقوا حتفهم نتيجة هذه الحرائق. وأشار Jones وآخرون أيضًا (2024) إلى أن أكبر مساحة من الحرائق الهائلة شهدها الاتحاد الأوروبي كانت (في اليونان) في عام 2023، واندلعت أيضًا حرائق ضخمة في غرب حوض الأمازون والأجزاء الشمالية من أمريكا الجنوبية. وأفاد Kerber وAlkonis ‏(2025) بأن الحرائق الكارثية التي اندلعت في هاواي في عام 2023 أودت بحياة 102 شخصًا.


تدهور الغابات

يمثّل تدهور الغابات مصدر قلق عالمي يساهم مباشرةً في تغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي ويؤثّر على ملايين الأشخاص الذين يعوّلون على الغابات لكسب عيشهم. ومع تزايد التركيز على هذه المسألة، ازدادت الإشارة إلى مصطلح "تدهور الغابات" ومصطلحات أخرى مماثلة في الحوارات الدولية، ولا سيما في سياق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ.

وتنطوي الأدبيات العلمية والسياساتية على تعاريف متعددة لمصطلح "تدهور الغابات"، مما لا يعكس الاختلافات الفيزيائية الأحيائية بين أنواع الغابات فحسب، إنما أيضًا الاختلاف في التصوّر والأهداف والقيم. ولإضفاء الوضوح على المناقشات التي تتناول هذا الموضوع ولتيسير الإبلاغ عن تدهور الغابات في المستقبل، أوصت الأجهزة الرئاسية لمنظمة الأغذية والزراعة بأن "تقود المنظمة مناقشات مع الأعضاء وكذلك مع المنظمات الدولية المعنية، حسب الاقتضاء، لتعريف مصطلح "تدهور الغابات" في سياق عملية تقييم الموارد الحرجية في العالم". واستجابة لهذه التوصية، قام تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025 بجمع معلومات عن تدهور الغابات كجزءٍ من عملية الإبلاغ. وطُلب من البلدان والمناطق أن تقدم معلومات عن وجود تعاريف وطنية وخصائصها، وعن وجود نظم وأساليب رصد مستخدمة، وعن المساحة المقدّرة للغابات المتدهورة.

ووردت معلومات عن توافر تعاريف وطنية لتدهور الغابات من 214 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل أكثر من 99 في المائة من مساحة الغابات في العالم. وأبلغ 59 بلدًا ومنطقةً، أي ما يمثّل 37 في المائة من مساحة الغابات في العالم، عن اعتمادها تعاريف وطنية لتدهور الغابات. وضمّت أفريقيا أكبر نسبة من البلدان والمناطق التي تعتمد تعاريف وطنية رسمية (41 في المائة من البلدان والمناطق)، تلتها أمريكا الجنوبية (29 في المائة) وآسيا (27 في المائة) (الجدول 87). وأفاد سبعة عشر بلدًا ومنطقةً أخرى بأنه على الرغم من عدم توفّر تعاريف وطنية رسمية لتدهور الغابات في نظامها القانوني، غير أنها اعتمدت تعاريف قائمة استقتها من مصادر أخرى (15 بلدًا/منطقةً) أو وضعت مجموعة من المعايير التشغيلية (بلدَان/منطقتان) لأغراض الرصد.

الجدول 87. البلدان والمناطق التي تعتمد تعاريف وطنية رسمية لتدهور الغابات ومساحة الغابات فيها، 2025
  • Download:
  • CSV

وتُعطي التعاريف التي أفادت عنها البلدان والمناطق أفكارًا مفيدةً عن مجموعة المعايير المستخدمة لتعريف تدهور الغابات. وأتاح تحليل التعاريف الحرفية تصنيف هذه التعاريف ضمن مجموعتين رئيسيتين: إذ تصف المجموعة الأولى تدهور الغابات من خلال سرد أنواع الاضطرابات الحرجية التي تتسبب بذلك (مثل الغابات المتدهورة نتيجة الحِطابة غير القانونية، أو الحرائق المتكررة، أو ممارسات الإدارة غير المستدامة)، في حين تصف المجموعة الثانية (الأكبر) تدهور الغابات من خلال سرد آثار تلك الاضطرابات، على غرار التغيّرات في بنية الغابات، أو تراجع توفّر السلع والخدمات الحرجية، أو فقدان التنوع البيولوجي.

وتمّ تجميع قائمة المعايير المستخدمة في التعاريف الوطنية على نحوٍ منهجيّ بواسطة استبيان مغلق. وإن المعيار الأكثر شيوعًا هو "تغيّر بنية الغابات أو تراجع الغطاء الحرجي" الوارد في 68 في المائة من التعاريف المقدّمة البالغ عددها 74 تعريفًا (59 تعريفًا رسميًا و15 تعريفًا تشغيليًا)، يليه معيار "فقدان الكربون والكتلة الأحيائية ومخزون الأشجار الحية" (45 في المائة)، ومعيار "فقدان الإنتاجية والسلع الحرجية" (35 في المائة) (الشكل 47). وتتضمن نسبة 60 في المائة من التعاريف تقريبًا أكثر من معيار واحد.

الشكل 47. العناصر الأساسية الواردة في التعاريف المقدّمة بشأن تدهور الغابات والبالغ عددها 74 تعريفًا، وهي تضمّ 59 تعريفًا قانونيًا وطنيًا و15 تعريفًا تشغيليًا، 2025
  • Download:
  • CSV

وأشار حوالي ثلاثة أرباع البلدان والمناطق (57 من 76) التي قدّمت تعاريف بشأن تدهور الغابات أو مجموعة معايير لتقييم تدهور الغابات إلى أنها حاولت رصد مدى تدهورها. وتشمل أساليب الرصد الأكثر شيوعًا التقييم وتحديد المواقع القائم على الاستشعار عن بعد، وهو أسلوب مُستخدمٌ في 77 في المائة من هذه البلدان والمناطق، تليه عمليات الجرد والمشاهدات الميدانية (زهاء 60 في المائة) (الشكل 48) (طبّق أكثر من خمسين في المائة من البلدان والمناطق مجموعة من أساليب الرصد).

الشكل 48. الأساليب التي تطبّقها البلدان والمناطق لرصد تدهور الغابات
  • Download:
  • CSV

وسوف يسترشد فريق عمل تقوده منظمة الأغذية والزراعة - يضمّ أعضاء المنظمة، والمنظمة، وهيئات دولية أخرى، وخبراء آخرين - بالبيانات التي تمّ جمعها من أجل صياغة تعريف دولي لتدهور الغابات للدورات المقبلة لتقييم الموارد الحرجية في العالم.