المعلومات المتعلقة بالمناطق الحرجية وطريقة تغيرها مع مرور الوقت هي معلومات ضرورية لقياس التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف والغايات المتفق عليها بشكل مشترك، بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة. وترِد الغابات في أهداف التنمية المستدامة نظرًا إلى مساهماتها الكبيرة في العديد من خدمات النظم الإيكولوجية.
وتعكس التغيرات في مساحة الغابات بمرور الوقت التغيرات في الطلب على الأراضي من أجل الغابات وغيرها من استخدامات الأراضي، غير أن هذا المعيار في حد ذاته غير كافٍ لوصف وشرح الديناميكيات المعقدة لاستخدام الأراضي. وثمة حاجة إلى معلومات إضافية لفهم مساحات الغابات المفقودة بسبب التحول إلى استخدامات أخرى للأراضي والمساحة المكتسبة بسبب التوسع الطبيعي والتشجير. ويقدم هذا الفصل نظرةً ثاقبةً على هذه الديناميكيات، إذ يعرض تقديرات بشأن إزالة الغابات والتغير الصافي في مساحة الغابات على الصعيدين الإقليمي والعالمي (الإطار 3). وبالإضافة إلى ذلك، يتيح بيانات عن فئتين غير حِرْجِيتين، هما "الأراضي الحرجية الأخرى" و"الأراضي الأخرى ذات الغطاء الحرجي" (انظر منظمة الأغذية والزراعة، 2023ب للاطلاع على التعاريف الخاصة بهذين المصطلحين وسائر المصطلحات المستخدمة في هذا المطبوع)، وكلتاهما موارد هامة في بلدان كثيرة.
إزالة الغابات هي تحويل الغابات إلى استخدامات أخرى للأراضي، مثل الزراعة والبنية التحتية؛ وبالتالي، فإن إزالة الغابات تنقص من مساحتها. ويمكن أن تزداد المنطقة الحرجية أيضًا عندما تُزرع الأشجار على أرضٍ لم تكن تشكل غابات سابقًا ("التشجير") وعندما تتوسع الغابات من خلال التعاقب الطبيعي على أرضٍ كانت تُستخدم لأغراضٍ مختلفة ("التوسع الطبيعي للغابات").
ويُحتسب التغير الصافي في مساحة الغابات على أنه الفرق بين المساحة التي أزيلت منها الغابات في فترة معينة ومساحة التوسع في الغابات. واعتمادًا على ما إذا كان توسع الغابات أو إزالة الغابات يمثل المساحة الأكبر، يمكن أن يكون التغير الصافي في مساحة الغابات إيجابيًا، مما يعني تسجيل مكاسب إجمالية في المنطقة الحرجية خلال هذه الفترة، أو أن يكون التغيير الصافي سلبيًا، مما يعني تسجيل خسارة إجمالية في مساحة الغابات.
وبالتالي، فإنّ التغير الصافي في المنطقة الحرجية وإزالة الغابات ليسا بالضرورة متماثلين. فالتغير الصافي في مساحة الغابات هو نتيجة لجميع الخسائر والمكاسب ولا تراعي إزالة الغابات سوى الأراضي الحرجية التي حُوِّلت إلى استخدامات أخرى للأراضي. وفي ما يتعلق بتقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025، تم احتساب التغير الصافي في مساحة الغابات على أنه الفرق في المنطقة الحرجية بين نقطتين زمنيتين.
تلقى تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025 بيانات عن (أو، في ما يتعلق بالدراسات النظرية، أُجريت تقديرات، بالاستناد إلى المعلومات المتاحة، بشأن) مساحة الغابات في عام 2025 لما يبلغ 236 بلدًا ومنطقةً شملها التقييم.
وتُقدر مساحة الغابات في العالم في عام 2025 بـحدود 4.14 مليار هكتار، ما يمثل 32 في المائة من إجمالي مساحة اليابسة. وتعادل هذه المساحة 0.50 هكتارًا من الغابات للفرد الواحد،6 مع أن الغابات غير موزَّعة بالتساوي بين سكان العالم أو من الناحية الجغرافية. وتقع خمسة وأربعون في المائة من غابات العالم في المجال الاستوائي، تليها المناطق الشمالية (28 في المائة) والمناطق المعتدلة (17 في المائة) وشبه الاستوائية (11 في المائة) (الشكل 2). ويبيّن الجدول 2 توزيع الأراضي الحرجية على الصعيدين الإقليمي والإقليمي الفرعي. وتستحوذ أوروبا على 25 في المائة من الأراضي الحرجية في العالم، تليها أمريكا الجنوبية (20 في المائة)، وأمريكا الشمالية والوسطى (19 في المائة)، وأفريقيا (16 في المائة)، وآسيا (15 في المائة)، وأوقيانوسيا (4 في المائة). ويبين الشكل 3 مساحة الغابات كنسبة من إجمالي مساحة الأراضي بحسب الأقاليم، ويبين الشكل 4 ذلك أيضًا بحسب البلدان والمناطق.
ملاحظة: راجع إخلاء المسؤولية في الصفحة ii لمعرفة الأسماء والحدود المستخدمة في هذه الخريطة. تشير النسب المئوية في وسيلة الإيضاح إلى نسبة المساحة الكلية للغابات ضمن كل نطاق مناخي.
المصادر: New York, USA, United Nations. Bourgoin, C., Ameztoy, I., Verhegghen, A., Desclée, B., Carboni, S., Bastin, J., Beuchle, R., et al. 2024. Mapping global forest cover of the year 2020 to support the EU regulation on deforestation-free supply chains. JRC136960. Luxembourg, Publications Office of the European Union and the Joint Research Centre of the European Commission. https://data.europa.eu/doi/10.2760/262532. FAO. 2012. Global ecological zones for FAO forest reporting: 2010 update. Rome. https://openknowledge.fao.org/handle/20.500.14283/ap861e
وأكثر من نصف مساحة الغابات في العالم (54 في المائة) موجودة في خمسة بلدان فقط (بالترتيب التنازلي)- الاتحاد الروسي والبرازيل وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والصين (فهي أيضًا أكبر خمسة بلدان في العالم من حيث المساحة، وإن لم يكن بالترتيب نفسه7). وتضمّ البلدان العشرة ذات مساحة الغابات الأكبر حوالي الثلثين (66 في المائة) من الإجمالي العالمي (الجدول 3). وأفادت سبعة بلدان ومناطق- جزر فوكلاند (مالفيناس)8 وجبل طارق والكرسي الرسولي وموناكو وناورو وجزر سفالبارد وجان مايين وتوكيلاو- عن عدم وجود غابات فيها على الإطلاق، وتشكل الغابات أقل من 10 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي في 49 بلدًا ومنطقةً أخرى. ويبيّن الجدول 4 البلدان والمناطق العشرة الرئيسية من حيث مساحة الغابات كنسبة مئوية من إجمالي مساحة اليابسة؛ وتبلغ النسبة فيها 90 في المائة أو أعلى في سبعة بلدان ومناطق.
في ما يتعلق بهذا التقرير، جرى تحليل اتجاهات مساحة الغابات على مدى 35 عامًا ضمن ثلاث فترات زمنية: 1990-2000 و2000-2015 و2015-2025. وكانت تقديرات مساحة الغابات متاحةً لست سنوات لتقييم الموارد الحرجية في العالم (أي 1990 و2000 و2010 و2015 و2020 و2025) لكل البلدان والمناطق البالغ عددها 236 بلدًا ومنطقةً (يظهر الجدول 5 القيم الخاصة بهذه السنين بحسب الإقليم/الإقليم الفرعي). وقد انخفضت مساحة الغابات العالمية بنحو 203 مليون هكتار (مساحة تقارب مساحة المكسيك) بين عامَي 1990 و2025. وعلى النحو الموضح في الجدول 8، انخفض معدل الخسارة الصافية للغابات على مستوى العالم، من 10.7 مليون هكتار سنويًا في الفترة 1990-2000 إلى 3.68 مليون هكتار سنويًا في الفترة 2000-2015، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الزيادات الكبيرة في مساحة الغابات في كندا والصين والاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية. وارتفع المعدل السنوي لصافي الخسارة الحرجية في الفترة 2015-2025، ليبلغ 4.12 مليون هكتار، بسبب انخفاض معدل زيادة الغابات (أي التشجير والتوسع الطبيعي للغابات). ففي الصين، على سبيل المثال، انخفض صافي زيادة الغابات من 2.22 مليون هكتار سنويًا في الفترة 2000-2015 إلى 1.69 مليون هكتار سنويًا في الفترة 2015-2025؛ وفي كندا، انخفض صافي مكاسب الغابات من 000 513 هكتار سنويًا في الفترة 2000-2015 إلى 500 82 هكتار سنويًا في الفترة 2015-2025. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح صافي زيادة الغابات البالغ 000 437 هكتار سنويًا في الفترة 2000-2015 خسارةً صافيةً في مساحة الغابات تبلغ 000 120 هكتار سنويًا في العقد الأخير. ويبيّن الشكل 5 التغير الصافي السنوي في مساحة الغابات بحسب البلدان والمناطق في الفترة 1990-2025.
ملاحظة: راجع إخلاء المسؤولية في الصفحة ii لمعرفة الأسماء والحدود المستخدمة في هذه الخريطة. يمثل الخط المتقطع خط المراقبة تقريبا في جامو وكشمير المتفق عليه بين الهند وباكستان. ولم يتفق الطرفان بعد على الوضع النهائي لجامو وكشمير. لم تتقرر بعد الحدود النهائية بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان. لم يتقرر بعد الوضع النهائي لمنطقة أبيي.
ملاحظة: راجع إخلاء المسؤولية في الصفحة ii لمعرفة الأسماء والحدود المستخدمة في هذه الخريطة. يمثل الخط المتقطع خط المراقبة تقريبا في جامو وكشمير المتفق عليه بين الهند وباكستان. ولم يتفق الطرفان بعد على الوضع النهائي لجامو وكشمير. لم تتقرر بعد الحدود النهائية بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان. لم يتقرر بعد الوضع النهائي لمنطقة أبيي.
ومن بين الأقاليم المذكورة (الجدول 6؛ الشكل 6)، سجلت أمريكا الجنوبية أعلى معدل سنوي لصافي خسارة الغابات في الفترة 2015-2025، إذ بلغت 4.10 مليون هكتار، بانخفاض طفيف عن المعدل المُسجَّل في الفترة 2000-2015 (4.36 مليون هكتار في السنة) وبانخفاض كبير عما سُجِّل في الفترة 1990-2000 (7.34 مليون هكتار في السنة). وأفادت جميع البلدان في أمريكا الجنوبية عن تسجيل انخفاض في مساحة الغابات منذ عام 1990 باستثناء شيلي وأوروغواي، حيث زادت مساحة الغابات بمقدار 1.35 مليون هكتار و1.14 مليون هكتار، على التوالي، بين عامَي 1990 و2025 (مع أن شيلي أبلغت عن انخفاض في مساحة الغابات بين عامَي 2015 و2025 بمعدل 520 5 هكتارًا سنويًا). وأشارت البرازيل إلى تراجع كبير في معدل صافي خسارة الغابات، من 5.77 مليون هكتار في الفترة 1990-2000 إلى 3.01 مليون هكتار في الفترة 2000-2015 و2.94 مليون هكتار في الفترة 2015-2025. وأفادت جميع بلدان الإقليم التي أبلغت عن انخفاض في مساحة الغابات منذ عام 1990 بانخفاض معدلات الخسارة الصافية في الفترة 2015-2025 مقارنةً بالفترة 1990-2000، باستثناء غيانا وسورينام. وفي غيانا، زاد معدل صافي خسارة مساحة الغابات بأكثر من الضعف، من 790 3 هكتارًا سنويًا في الفترة 1990-2000 إلى 420 8 هكتارًا سنويًا في الفترة 2015-2025. وأبلغت سورينام عن زيادة صافية في مساحة الغابات تبلغ 370 5 هكتارًا سنويًا في الفترة 1990-2000 وخسارة صافية في مساحة الغابات بما مقداره 400 16 هكتار في السنة في الفترة 2015-2025.
وكانت أعلى ثاني خسارة صافية في مساحة الغابات في الفترة 2015-2025 في أفريقيا، حيث استأثرت أفريقيا الشرقية والجنوبية وأفريقيا الغربية والوسطى بمعظم هذه الخسارة. وبلغ صافي الخسارة السنوية في أفريقيا 3.28 مليون هكتار في الفترة 1990-2000، و3.63 مليون هكتار في الفترة 2000-2015، و2.96 مليون هكتار سنويًا في الفترة 2015-2025. ويُعزى الانخفاض في صافي فقدان الغابات في أفريقيا في العقد الأخير بشكل رئيسي إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث انخفض صافي خسارة الغابات بنحو 0.5 مليون هكتار في السنة في الفترة 2015-2025 مقارنةً بالفترة 2000-2015.
وانخفضت مساحة الغابات في أمريكا الشمالية والوسطى بمقدار 000 336 هكتار سنويًا في الفترة 1990-2000، وزاد بمقدار 000 714 هكتار في السنة في الفترة 2000-2015 وانخفض مرةً أخرى في الفترة 2015-2025 بمقدار 000 260 هكتار في السنة. وأبلغت الولايات المتحدة الأمريكية عن زيادة صافية في الغابات بلغت 000 430 هكتار سنويًا في الفترة 2000-2015 وخسارة صافية بلغت 000 120 هكتار في السنة في الفترة 2015-2025. وأفادت كندا عن تراجع في الزيادة السنوية الصافية في مساحة الغابات من 000 513 هكتار في الفترة 2000-2015 إلى 500 82 هكتار في العقد الأخير.
وفي منطقة البحر الكاريبي، زادت مساحة الغابات بمقدار 500 55 هكتار سنويًا في الفترة 1990-2000، و200 64 هكتار سنويًا في الفترة 2000-2015، و200 14 هكتار سنويًا في الفترة 2015-2025.
ومن بين سائر الأقاليم، حققت آسيا أعلى زيادة سنوية صافية في مساحة الغابات في الفترة 2015-2025، بلغت 1.62 مليون هكتار. ومع ذلك، كانت هذه المساحة أقل بكثير من صافي الزيادة السنوية في الإقليم خلال الفترة 2000-2015، إذ بلغت 2.40 مليون هكتار. ومن الأقاليم الفرعية في آسيا، لم تُسجِّل سوى جنوب وجنوب شرق آسيا خسارةً صافيةً في مساحة الغابات في الفترة 2015-2025. ولكن حتى في هذا الإقليم الفرعي، لم تبلغ الخسارة سوى حوالي عُشر مما سُجِّل في الفترة 1990-2000. ويمكن أن يُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى إندونيسيا، التي شهدت خسارةً صافيةً بلغت 2.44 مليون هكتار سنويًا في الفترة 1990-2000 ولكنها حققت مكاسب صافية بلغت 100 94 هكتار في العقد الأخير.
وفي آسيا الغربية والوسطى، تضاعفت تقريبًا الزيادة السنوية الصافية في مساحة الغابات بين الفترتين 1990-2000 و2015-2025، من 500 92 هكتار إلى 000 181 هكتار.
وسُجِّلت زيادة صافية إجمالية في مساحة الغابات في أوروبا، مع ارتفاع المعدل السنوي من 000 820 هكتار في الفترة 1990-2000 إلى 1.24 مليون هكتار في الفترة 2000-2015 و1.44 مليون هكتار في الفترة 2015-2025. وتُعزى الزيادة بشكل رئيسي إلى التغيرات في مساحة الغابات التي أفاد بها الاتحاد الروسي، حيث زادت مكاسب صافي مساحة الغابات من 400 80 هكتار سنويًا في الفترة 1990-2000 إلى 000 717 هكتار سنويًا في الفترة 2000-2015 و000 942 هكتار سنويًا في الفترة 2015-2025.
ومن شأن الزيادة الصافية في مساحة الغابات في أوقيانوسيا البالغة 000 140 هكتار سنويًا في الفترة 2015-2025 أن عكست الاتجاه السلبي في الإقليم خلال العقود السابقة. ويجسد هذا الأمر بشكل أساسي التغيرات التي أفادت بها أستراليا، حيث سُجِّلت خسائر سنوية صافية في الغابات بلغت 000 167 هكتار في الفترة 1990-2000 و700 26 هكتار في الفترة 2000-2015 ولكن زيادة سنوية صافية بلغت 000 105 هكتار في 2015-2025. وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت في هذا الاتجاه الزيادة الصافية في مساحة الغابات التي أبلغت عنها نيوزيلندا، وانخفاض معدل صافي خسارة الغابات الذي أفادت به بابوا غينيا الجديدة.
ويبين الجدول 7 البلدان العشرة الرئيسية في جميع أنحاء العالم من حيث متوسط الخسارة السنوية الصافية في مساحة الغابات بين عامَي 2015 و2025، ويبين الجدول 8 البلدان العشرة الرئيسية من حيث متوسط الزيادة السنوية الصافية في مساحة الغابات في الفترة نفسها.
بالنظر إلى أن المعلومات المتعلقة بصافي التغير في مساحة الغابات غير كافية لوصف مدى تعقيد ديناميكيات استخدام الأراضي، التُمس من البلدان تقديم تقديرات عن توسع الغابات (التشجير والتوسع الطبيعي للغابات) وإزالة الغابات من أجل تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025. وأتاحت البيانات المجمعة تقدير معدل إزالة الغابات على المستويين الإقليمي والعالمي وبحسب المجال المناخي في الفترة 1990-2025.
ووقعت خسائر تُقدَّر بنحو 489 مليون هكتار من الغابات بسبب إزالة الغابات بين عامَي 1990 و2025، على الرغم من تباطؤ المعدل خلال هذه الفترة. وبلغ المعدل السنوي لإزالة الغابات 17.6 مليون هكتار في الفترة 1990-2000، و13.6 مليون هكتار في الفترة 2000-2015، و10.9 مليون هكتار في الفترة 2015-2025 (الشكل 7).
وشهدت المنطقة الاستوائية معظم عمليات إزالة الغابات (88 في المائة) بين عامَي 1990 و2025 رغم تراجع المعدل السنوي لإزالة الغابات هناك من 15.9 مليون هكتار في الفترة 1990-2000، إلى 11.9 مليون هكتار في الفترة 2000-2015، ثم إلى 9.42 مليون هكتار في الفترة 2015-2025 (الجدول 9). وانخفض المعدل السنوي لإزالة الغابات في المنطقة شبه الاستوائية، من 1.09 مليون هكتار في الفترة 1990-2000 إلى 0.73 مليون هكتار في الفترة 2015-2025، ولكنه زاد قليلًا في المنطقتَين المعتدلة والشمالية.
وشهدت أمريكا الجنوبية أعلى معدل سنوي لإزالة الغابات في الفترة 2015-2025، إذ بلغ 4.22 مليون هكتار، وهو ما يمثل انخفاضًا بنحو 50 في المائة عن المعدل المُسجَّل في المنطقة في الفترة 1990-2000 (8.24 مليون هكتار) (الجدول 10). وفي أفريقيا، انخفض معدل إزالة الغابات البالغ 4.08 مليون هكتار في الفترة 2000-2015 (ما يعكس بشكل رئيسي الاتجاهات في أفريقيا الشرقية والجنوبية وفي أفريقيا الغربية والوسطى) إلى 3.45 مليون هكتار سنويًا في الفترة 2015-2025. وكانت أفريقيا وأوروبا الإقليمين الوحيدين اللذين ارتفع فيهما معدل إزالة الغابات في الفترتين 1990-2000 و2000-2015 (من 3.62 مليون هكتار سنويًا إلى 4.08 مليون هكتار سنويًا في أفريقيا، ومن 000 126 هكتار سنويًا إلى 000 160 هكتار سنويًا في أوروبا)، على الرغم من انخفاض المعدلات في كلا الإقليمين في الفترة 2015-2025 (ليبلغ 3.45 مليون هكتار سنويًا في أفريقيا، و000 145 هكتار سنويًا في أوروبا).
ومع أن الإبلاغ عن إزالة الغابات والتشجير والتوسع الطبيعي للغابات في تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025 قد تحسَّن مقارنةً بعمليات التقييم السابقة، لا تزال هناك فجوات وأوجه قصور كبيرة لأن العديد من البلدان والمناطق لا تجمع بيانات عن هذه المعلمات. ولذلك، ينبغي النظر بحذر في التقديرات بشأن ديناميكيات تغير مساحة الغابات الواردة في تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025.
تشمل فئة "الأراضي الأخرى ذات الغطاء الحرجي" المناطق الموجودة في المناظر الطبيعية الريفية والمناطق الحضرية التي تستوفي المعايير الأخرى لتعريف الغابات في المنظمة. وتجري الإفادة عن هذه الفئة نظرًا إلى أهميتها في توفير السلع والخدمات. وهي تتوزع على أربع فئات فرعية: (1) الأشجار في المناطق الحضرية؛ (2) وبساتين الأشجار؛ (3) والنخيل؛ (4) والحراجة الزراعية.
ويبين الجدول 11 المساحات المقدرة في كل فئة من هذه الفئات الفرعية، بحسب الإقليم والإقليم الفرعي. ولم تُبلِّغ جميع البلدان والمناطق عن جميع الفئات الفرعية الأربع، والتغطية الإجمالية للإبلاغ منخفضة للغاية. ولذلك، ينبغي النظر في التقديرات المقدمة هنا بحذر.
وأبلغ واحد وتسعون بلدًا ومنطقةً عن إجمالي مساحة الأراضي الخاضعة للحراجة الزراعية التي بلغت 55.4 مليون هكتار في عام 2025. وتقع غالبية هذه المنطقة (39.3 مليون هكتار) في آسيا، ومعظمها في جنوب وجنوب شرق آسيا، وتشكل الهند وإندونيسيا ما يقرب من 100 في المائة من المجموع الإقليمي و70 في المائة من المجموع العالمي.
وعمومًا، هناك ما يقدر بنحو 12.8 مليون هكتار من أشجار النخيل على مستوى العالم، وفقًا لما أفاد به 125 بلدًا ومنطقةً. ومن بين الأقاليم، تقع أكبر مساحة (8.10 مليون هكتار) في آسيا، معظمها في جنوب وجنوب شرق آسيا، وتمثل ماليزيا وتايلند 87 في المائة من المجموع الإقليمي و55 في المائة من المجموع العالمي.
وأبلغ مائة وأحد عشر بلدًا ومنطقةً عن مساحة إجمالية لبساتين الأشجار تبلغ 32.1 مليون هكتار، معظمها في آسيا (12.1 مليون هكتار) وأوروبا (8.44 مليون هكتار) وأفريقيا (7.32 مليون هكتار).
وأبلغ واحد وستون بلدًا ومنطقةً عن وجود أشجار في المناطق الحضرية، بمساحة إجمالية تبلغ 26.9 مليون هكتار، منها أكثر من 70 في المائة (19.5 مليون هكتار) في أمريكا الشمالية والوسطى.
ويبيّن الشكل 8، على المستوى العالمي، الاتجاهات في مساحة الأراضي الأخرى ذات الغطاء الحرجي بين عامَي 1990 و2025.
إنّ بيانات الاتجاهات المذكورة هنا تستند إلى البلدان التي أبلغت عن سلاسل زمنية كاملة لكل فئة على حدة. ولذلك، فإن المجاميع الإقليمية أقل من تلك المعروضة أعلاه.
وأبلغ سبعة وستون بلدًا ومنطقةً عن بيانات خاصة باتجاهات الحراجة الزراعية، مع زيادة مساحة الأراضي الخاضعة لهذا الاستخدام من الأراضي بما يبلغ 5.27 مليون هكتار بين عامَي 1990 و2025؛ وسُجِّلت زيادات في جميع الأقاليم باستثناء أمريكا الشمالية والوسطى وأفريقيا حيث انخفضت هذه المساحة، وأوقيانوسيا حيث لم يطرأ تغير يُذكر. وعلى الصعيد العالمي، سُجِّلت أكبر زيادة في مساحة الحراجة الزراعية في الفترة 1990-2000، ولا سيما في جنوب وجنوب شرق آسيا، حيث أفادت إندونيسيا عن مساحة حراجة زراعية بلغت 22.0 مليون هكتار في عام 1990 و25.7 مليون هكتار في عام 2000.
واستند تحليل اتجاهات أشجار النخيل إلى البيانات الصادرة عن 111 بلدًا أو منطقةً. وتضاعفت مساحة غابات أشجار النخيل بين عامَي 1990 و2025، إذ زادت بمعدل 000 153 هكتار سنويًا خلال هذه الفترة. وسُجِّلت الزيادات في جميع الأقاليم، مع أن آسيا استأثرت بأكثر من 80 في المائة من الزيادة العالمية.
وأبلغ خمسة وثمانون بلدًا ومنطقةً عن الاتجاهات في مساحة بساتين الأشجار، التي زادت على النطاق العالمي بمقدار 8.08 مليون هكتار بين عامَي 1990 و2025. وساهمت آسيا بجزء كبير من هذا الوضع، إذ أفادت الصين أن مساحة بساتين الأشجار لديها زادت بأكثر من الضعف بين عامَي 1990 و2000 قبل أن تستقر بعد ذلك. وزادت هذه المساحة أيضًا في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، لكنها انخفضت في أوروبا وأمريكا الشمالية والوسطى وفي أوقيانوسيا.
وأفاد تسعة وأربعون بلدًا عن مساحة الأشجار في المناطق الحضرية في تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025. وعلى الصعيد العالمي، زادت المساحة بمقدار 8.94 مليون هكتار بين عامَي 1990 و2025 بمعدل 000 255 هكتار سنويًا. ولوحظت زيادات في جميع المناطق باستثناء أوقيانوسيا، حيث كانت المساحة ثابتةً خلال هذه الفترة. وسُجِّلت أكبر زيادة في أمريكا الشمالية والوسطى، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
تلقى تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025 معلومات عن مساحة "الأراضي الحرجية الأخرى" في عام 2025 من جميع البلدان والمناطق البالغ عددها 236 بلدًا ومنطقةً. وتُقدَّر مساحة الأراضي الحرجية الأخرى في جميع أنحاء العالم بنحو 1.09 مليار هكتار، أي 8 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي (الجدول 12). وتمتلك أفريقيا أكبر مساحة من الأراضي الحرجية الأخرى (482 مليون هكتار)، تليها آسيا (181 مليون هكتار)، وأمريكا الجنوبية (175 مليون هكتار)، وأوروبا (125 مليون هكتار)، وأمريكا الشمالية والوسطى (85.0 مليون هكتار) وأوقيانوسيا (43.5 مليون هكتار). ويبين الجدول 13 البلدان العشرة الرئيسية من حيث الأراضي الحرجية الأخرى، خمسة بلدان منها (أستراليا والبرازيل والصين وبيرو والاتحاد الروسي) تحتل أيضًا المراكز العشرة الأولى من حيث مساحة الغابات.
انخفضت، في جميع أنحاء العالم، مساحة الأراضي الحرجية الأخرى بمقدار 23.5 مليون هكتار بين عامَي 1990 و2025. وبلغ متوسط معدل الانخفاض 1.71 مليون هكتار سنويًا في الفترة 1990-2000 و1.39 مليون هكتار سنويًا في الفترة 2015-2025 (الجدول 14). وسُجِّلت زيادة سنوية بلغت 000 496 هكتار في الفترة 2000-2015، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى البيانات التي أفاد عنها الاتحاد الروسي؛ ويمكن أن يُعزى هذا الأمر في أغلب الأحيان إلى التغيير في منهجية جمع البيانات وليس إلى الزيادة الفعلية في مساحة الأراضي الحرجية الأخرى.
وفي أمريكا الجنوبية، تباطأ معدل انخفاض مساحة الأراضي الحرجية الأخرى بشكل ملحوظ في الفترة 2015-2025، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الزيادة في الأراضي التي أبلغت عنها كولومبيا وانخفاض الخسارة التي أبلغت عنها البرازيل. وسُجِّل انخفاض كبير في الأراضي الحرجية الأخرى في الإقليمين الفرعيين لأفريقيا الغربية والوسطى وأفريقيا الشرقية والجنوبية بين عامَي 1990 و2025، مدفوعًا بشكل رئيسي بالخسائر في تشاد (أفريقيا الغربية والوسطى) ومدغشقر (أفريقيا الشرقية والجنوبية). وخلافًا لذلك، سُجِّلت مكاسب طفيفة في الأراضي الحرجية الأخرى في أفريقيا الشمالية خلال هذه الفترة.
وينبغي النظر في الاتجاهات السائدة في مساحة الأراضي الحرجية الأخرى بحذر لأن بلدانًا كثيرة تواجه تحديات في رصد هذا المعيار الذي يرتبط إلى حد كبير بوجود صعوبات في قياس الغطاء الحرجي المظلي في حدود تتراوح بين 5 و10 في المائة. ولذلك، غالبًا ما تكون البيانات الموثوقة عن مساحة الأراضي الحرجية الأخرى غير متاحة.