الغوط هي واحات فريدة من نوعها تقع في ولاية الوادي جنوب شرقي الجزائر. ومنذ القرن الخامس عشر، تزرع المجتمعات المحلية الصوفية نخيل التمر من خلال التحكم في رياح الصحراء. وباستخدام أوراق النخيل كمصدات للرياح، يفتعل المزارعون منخفضًا في الكثبان بعمق حوالي عشرة أمتار. وتُزرع أشجار النخيل مباشرة فوق منسوب المياه حيث يكون لها نفاذ مباشر ومستمر إلى موارد المياه الجوفية الشحيحة.
الغوط رمز للاستقرار بالنسبة إلينا، فهو جزء من حياتنا وتراثنا، والحفاظ عليه واجبنا لأنه ينقل رسالة من الأجداد إلى الأبناء حول تحدي الطبيعة الصعبة
السيّد تومي مسعود مزارع في منطقة الكتف، أميه ونسة. الواديجعلت المجتمعات الصحراوية الزراعة ممكنة من دون الري أو استهلاك الطاقة من خلال إنشاء واحات خضراء على مساحات شاسعة من الرمال. وتمثلّ الغوط مصدرًا فريدًا وقيِّمًا لسبل عيش المزارعين الذين يعيشون بعيدًا عن المناطق الحضرية. وهم أيضًا مصدر إلهام من حيث الابتكار التقني من أجل مواجهة التصحّر وتغيّر المناخ.
الغوط هي موطن لتنوع غني من الحياة البرية، فضلاً عن التنوع البيولوجي الزراعي المزروع. ولطالما اختار المزارعون الذين يواجهون المناخ الصعب أصنافًا من نخيل التمور متكيفة مع الظروف المحلية. ويعتمد حفظ أصناف نخيل التمور هذه على معارف الأجداد حول كيفية إدارتها وتخصيبها وإكثارها وحصادها. ويُزرع اليوم 26 صنفًا من نخيل التمور في الغوط، وكلها معروفة بمذاقها الرائع. وبفضل المناخ المحلي الناجم عن الواحات، من الممكن أيضًا زراعة الخضار والحبوب الأخرى وتربية المواشي الصغيرة.
منذ تعيين نظام واحات الغوط في ولاية الوادي موقعًا من مواقع نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في عام 2011:
يُعتبر نظام واحات الغوط في ولاية الوادي رمزًا لتحدي الفلاح الصوفي الذي استطاع التكيّف مع الطبيعة القاسية وتحويل رمال الصحراء إلى جنة خضراء. (بالنسبة إلى) باحث أكاديمي، فإن نظام الغوط كنز متجدد، وهو كتاب مفتوح عن الطبيعة يحفظ ويوثق تقاليد أسلافنا وعاداتهم وعبقريتهم. ويجب أن نتعلم العديد من الدروس المستقاة من أسلافنا الذين استقروا في واحة صوف لكي نتمكن من العبور إلى المستقبل بأمان بحسب أسس التنمية المستدامة
السيّد بشير خزاني باحث أكاديمي، كلية العلوم الطبيعية والحياة، جامعة الواديالشرق الأدنى وشمال إفريقيا | نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية | منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة