«شيمبويه جو» هي قرية صغيرة لمجتمع «شاغا» المحلي وتقع على منحدرات جبل كليمنجارو. وقد مارس القرويون الحراجة الزراعية طوال قرون من الزمن في مناخ شبه استوائي.
وفي عام 2013، اقترحت حكومة جمهوريّة تنزانيا المتحدة موقع تراث الحراجة الزراعية «كيهامبا» في قرية «شيمبويه جو» بوصفه نظامًا من نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية على أمل إيجاد حلول مستدامة لتآكل الثقافة والغابات، وتحسين الفرص البيئية والاقتصادية.
وموقع تراث الحراجة الزراعية «كيهامبا» في قرية «شيمبويه جو» هو مثال على كيفية مساهمة التآزر بين الإنسان والحيوانات والغابات في تحقيق بيئة مستدامة، باستخدام نظام متكامل متعدد الطبقات من أجل المساعدة على التغلب على التحديات المتعلقة بعدم خصوبة التربة وندرة المياه.
وتتضمن الهيكلية النباتية لنظام «كيهامبا» (الحديقة المنزلية) أربع طبقات رئيسية. وتتألف الطبقة الأعلى من الأشجار المتقاربة، ما يتيح الظل والأدوية والأعلاف والفاكهة والحطب والأخشاب. وتُزرع أنواع مختلفة من الموز تحت الأشجار. وتنمو شُجيرات البنّ تحت الموز كما تنمو أنواع مختلفة من الخضار تحت البنّ. ويستخدم هذا النظام المتعدد الطبقات الأراضي المحدودة إلى أقصى حد ويتيح مجموعة كبيرة من الأطعمة المحلية والمحاصيل الريعية، مثل الموز والكسافا واليام والقلقاس والزنجبيل والأناناس على مدار السنة.
(قبل) استخدمنا... مبيدات قوية جدًا ولكن... (عندما بدأ) المشروع توقفنا عن القيام بذلك. وفي هذه القرية بأكملها، لا أحد يستخدم تلك المبيدات الصناعية، بل نستخدم المبيدات الطبيعية... (التي تعلّمنا عنها) من المشروع.
السيدة Candida منتجة بنّ وعضو مجلس القرية ورئيسة المنظمة النسائيةوتُروى «كيهامبا» عن طريق أخاديد تجمع الجريان السطحي والقنوات من الأنهار النابعة من الغابة الجبلية. وتتميز هذه الحدائق المنزلية بتنوعها البيولوجي الاستثنائي حيث هناك أكثر من 500 نوع نباتي مختلف، منها 400 نوع غير مزروع ولكن محفوظ في موئله الطبيعي. ويربي المزارعون حيوانات من قبيل الماشية والدجاج لتحسين الحالة التغذوية لأسرهم المعيشية وزيادة دخل المزرعة من خلال بيع الحليب والبيض والمنتجات الأخرى.
ويواجه هذا النظام التقليدي تهديدات خطيرة، بما في ذلك ندرة الأراضي بسبب النمو السكاني، وتزايد هجرة الشباب إلى الخارج التي تؤدي أيضًا إلى تعطيل عملية نقل المعارف من جيل إلى جيل، والتغييرات في العادات الغذائية والتغييرات في استخدام الأراضي وتجزئتها.
يتولى المجتمع المحلي مسؤولية كبيرة في رعاية أراضيه الزراعية. و«كيهامبا» أساسي بالنسبة إلى هوية شعب «شاغا» وثقافته؛ وهي محط تركيز الحياة الاجتماعية والاحتفالية. فالأشخاص يولدون ويكبرون ويتزوجون ويُدفنون في «كيهامبا».
النساء في مجتمعات «شاغا» هن العمود الفقري للزراعة المنزلية حسبما هو الحال في «كيهامبا».
السيدة Arpakwa M. Ole Sikorei عضو في الحماية المجتمعية والثقافةوتدير عادة الأسرة بأكملها «كيهامبا» مع توزيع واضح للعمل حيث يقلِّم الرجال أشجار البنّ، ويزيلون البراعم غير المرغوب فيها من نباتات الموز وينظفون قنوات المياه ويروون الحدائق، فيما تتولى النساء مسؤولية جمع الحطب وإزالة الأعشاب الضارة وعلف الماشية وتنظيف حظائر المواشي وحلبها. وتشكل النساء أكثر من 80 في المائة من العاملين في زراعة البنّ، خاصة خلال فترة الحصاد. ويؤدي رجال مختارون دور المشرفين على «كيهامبا». وتُنقل هذه المسؤولية إلى أبنائهم الذين يشاركون يوميًا في واجبات ذات الصلة، منذ صغر سنهم.
لمزيد من المعلومات: «كيهامبا»- الحدائق المنزلية لمجتمع «شاغا» المحلي على منحدرات جبل كليمنجارو.
منذ تعيين موقع تراث الزراعة الحراجية «كيهامبا» في قرية «شيمبويه جو» موقعًا من مواقع نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في عام 2013:
أفريقيا | نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية | منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة