IFADUNICEFWFPWHO
info
close
كينيا خضراوات طازجة للبيع في سوق الخضراوات في ليمورو – معالجة الأسباب الجذرية للهجرة من خلال تهيئة فرص عمل في أنشطة الأعمال الزراعية.
FAO/Luis Tato©

حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2023

الفصل 2 الأمن الغذائي والتغذية في العالم

يُقدم التقييم العالمي لحالة الأمن الغذائي والتغذية في عام 2022 الوارد في هذه الطبعة من التقرير لمحة سريعة عن العالم الذي لا يزال يتعافى من جائحة عالمية ويواجه الآن عواقب الحرب في أوكرانيا التي زادت من اختلال أسواق الغذاء والطاقة. وكان أثر جائحة كوفيد-19 على الأرواح وسُبل المعيشة مدمرًا، إذ أدى إلى ركود اقتصادي عالمي أنهى ثلاثة عقود من التقدم العالمي في الحد من الفقر، مما ساهم في زيادة تُقدَّر بنحو 90 مليون شخص يواجهون الجوع في عام واحد فقط (من عام 2019 إلى عام 2020). وشهد عام 2021 تعافيًا جزئيًا من الانكماش الناجم عن الجائحة الذي تفاوت بشدة عبر البلدان وداخلها؛ وكانت وتيرة التعافي أبطأ بكثير في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، ولا تزال الشرائح السكانية المحرومة في كل مكان تكافح من أجل التعافي من خسائر الدخل التي تكبدتها خلال ذروة الجائحة في العام السابق. وساهم ذلك في زيادة أخرى بلغت نحو 38 مليون شخص في العدد التقديري للأشخاص الذين واجهوا الجوع في عام 2021. وفي فبراير/شباط 2022، وبينما كانت الجائحة تضع أوزارها، اندلعت الحرب في أوكرانيا بين اثنين من المنتجين الرئيسيين للسلع الزراعية في العالم، مما تسبب في صدمات في أسواق السلع والطاقة أضعفت التعافي وزادت من عدم اليقين.1

ويأتي هذا التقييم لحالة الأمن الغذائي والتغذية في عام 2022 في سياق يستمر فيه التعافي البطيء وغير المتكافئ من الجائحة والتداعيات العالمية للحرب في أوكرانيا. ولكن هذه العلامات المشجعة على التعافي الاقتصادي من الجائحة وتوقعات تراجع الفقر والجوع قوضها الارتفاع في أسعار الأغذية والمدخلات الزراعية والطاقة.

ويُقدم هذا الفصل تحديثًا سنويًا عن التقييم العالمي للأمن الغذائي والتغذية حتى عام 2022، وتقريرًا عن التقدم المحرز نحو تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة، مع التركيز بصفة خاصة على المقصدين 2-1 و2-2: القضاء على الجوع وكفالة حصول الجميع على ما يكفيهم من الغذاء المأمون والمغذي طوال العام؛ وإنهاء جميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030.

ويقدم القسم 2–1 تقييمًا للتقدم المحرز نحو تحقيق مقاصد الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالجوع وانعدام الأمن الغذائي. ويشمل تحديثات عالمية وإقليمية وإقليمية فرعية لمؤشري المقصد 2-1: معدل انتشار النقص التغذوي ومعدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل والشديد بالاستناد إلى مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي المنقح حتى عام 2022 على أساس أحدث البيانات المتاحة لمنظمة الأغذية والزراعة وقت كتابة هذا التقرير. ويتضمن أيضًا توقعات محدثة لما قد يكون عليه معدل انتشار النقص التغذوي في عام 2030. وترد مقارنة لحالة انعدام الأمن الغذائي للرجال والنساء، وكذلك، لأول مرة، نظرة على الاختلافات بين سكان المناطق الريفية وشبه الحضرية والحضرية من حيث انعدام الأمن الغذائي.

ويُقدم القسم 2–2 تقديرات محدثة لمؤشرات كلفة النمط الغذائي الصحي والقدرة على تحملها. وتوفِّر هذه المؤشرات أدلة بشأن إمكانية حصول الناس اقتصاديًا على أغذية متنوعة ومغذية، وهو أحد الجوانب الحاسمة الأهمية لتحقيق أنماط غذائية صحية. وتتضمن طبعة هذا العام من التقرير تحديثات لمؤشرات الكلفة والقدرة على تحملها حتى عام 2021. ويحول نقص البيانات الحديثة عن توزيعات الدخل، وتعادل القوة الشرائية، وتفاصيل عن أسعار الأغذية على المستوى القطري، دون تقديم تحديث حتى عام 2022.

ويُقدم القسم 2–3 تقييمًا لحالة التغذية والتقدم المحرز نحو تحقيق مقاصد التغذية العالمية التي حددتها جمعية الصحة العالمية في عام 2012 وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 (المقصد 2-2 لأهداف التنمية المستدامة). وترد تحديثات لخمسة من مقاصد التغذية: الوزن المنخفض عند الولادة، والرضاعة الطبيعية الخالصة، والتقزم، والهزال، والوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة.

2–1 مؤشرات الأمن الغذائي – آخر التحديثات والتقدم المحرز نحو القضاء على الجوع وضمان الأمن الغذائي

الرسائل الرئيسية
  • لم تطرأ تغييرات نسبية على الجوع العالمي، الذي يُقاس بمعدل انتشار النقص التغذوي (المؤشر 2-1-1 لأهداف التنمية المستدامة) في الفترة من 2021 إلى 2022، ولكنه لا يزال أعلى بكثير من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19، مما أثر على نحو 9.2 في المائة من سكان العالم في عام 2022 مقابل 7.9 في المائة في عام 2019.
  • تُشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 691 و783 مليون شخص في العالم واجهوا الجوع في عام 2022. وإذا أخذنا في الاعتبار متوسط التقديرات (نحو 735 مليونًا)، يكون 122 مليون شخص قد واجهوا الجوع في عام 2022 مقارنة بعام 2019، قبل الجائحة.
  • تباطأ في عام 2022 التعافي الاقتصادي من الجائحة الذي لوحظ في عام 2021. وأدى ارتفاع أسعار الأغذية والمدخلات الزراعية والطاقة الذي تفاقم بسبب أثر الحرب في أوكرانيا، إلى تقويض تعافي فرص العمل والدخل للأشخاص الأكثر ضعفًا، مما حال دون حدوث انخفاض في معدلات الجوع.
  • يخفي عدم حدوث تغيير نسبي في الجوع في الفترة بين عامي 2021 و2022 على الصعيد العالمي اختلافات كبيرة على المستويين الإقليمي ودون الإقليمي. وبينما أُحرز تقدم نحو الحد من الجوع في آسيا وفي أمريكا اللاتينية، لا يزال الجوع آخذًا في الازدياد في آسيا الغربية ومنطقة البحر الكاريبي وجميع الأقاليم الفرعية في أفريقيا.
  • ارتفع معدل انتشار النقص التغذوي في أفريقيا من 19.4 في المائة في عام 2021 إلى 19.7 في المائة في عام 2022، مدفوعًا في معظمه بالزيادات في أفريقيا الشمالية والجنوبية. وازداد عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع في أفريقيا بنحو 11 مليون شخص منذ عام 2021، وبأكثر من 57 مليون شخص منذ تفشي الجائحة.
  • انخفض معدل انتشار النقص التغذوي في آسيا من 8.8 في المائة في عام 2021 إلى 8.5 في المائة في عام 2022 – بانخفاض قدره أكثر من 12 مليون شخص، معظمهم في آسيا الجنوبية. ومع ذلك، لا يزال هذا العدد يزيد بنحو 58 مليونًا على مستويات ما قبل الجائحة. وشهدت كل منطقة من الأقاليم الفرعية، تحسينات، باستثناء آسيا الغربية، حيث ارتفع معدل انتشار النقص التغذوي من 10.2 في المائة في عام 2021 إلى 10.8 في المائة في عام 2022.
  • شهد أيضًا إقليم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تحولًا، إذ انخفض معدل انتشار النقص التغذوي من 7 في المائة في عام 2021 إلى 6.5 في المائة في عام 2022 - أي بانخفاض قدره 2.4 ملايين في عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع، ولكنه لا يزال يزيد بمقدار 7.2 مليون عن عام 2019. وكان الانخفاض مدفوعًا بأمريكا الجنوبية، ويخفي زيادة ملحوظة في منطقة البحر الكاريبي، من 14.7 في المائة في عام 2021 إلى 16.3 في المائة في عام 2022.
  • تعاني من الجوع في أفريقيا نسبة من السكان أكبر بكثير من المناطق الأخرى في العالم – ما يقرب من 20 في المائة مقابل 8.5 في المائة في آسيا، و6.5 في المائة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، و7 في المائة في أوسيانيا.
  • من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 600 مليون شخص من نقص تغذوي مزمن في عام 2030، ويُشير ذلك إلى التحديات الهائلة التي تعيق تحقيق مقصد التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع. ويزيد ذلك بنحو 119 مليونًا مما في سيناريو لم تحدث فيه الجائحة ولا الحرب في أوكرانيا، وبنحو 23 مليونًا مما لو لم تحدث الحرب في أوكرانيا. ومن المتوقع أن يتحقق معظم التقدم في آسيا، بينما تُشير التوقعات إلى عدم تحقيق أي تقدم في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ومن المتوقع أن يزداد الجوع بصورة كبيرة في أفريقيا بحلول عام 2030.
  • في أعقاب الزيادة الحادة من عام 2019 إلى عام 2020، ظل معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد على الصعيد العالمي (المؤشر 2-1-2 لأهداف التنمية المستدامة) دون تغيير للعام الثاني على التوالي، ولكنه لا يزال أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة التي بلغت 25.3 في المائة. وكان نحو 29.6 في المائة من سكان العالم – 2.4 مليارات شخص – يعانون من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في عام 2022، بزيادة قدرها 391 مليون شخص عن عام 2019.
  • تراجع معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي الشديد على الصعيد العالمي بنسبة طفيفة من 11.7 في المائة عام 2021 إلى 11.3 في المائة في عام 2022، أي ما يعادل انخفاضًا بنحو 27 مليون شخص. ولكن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد لا يزال نحو 900 مليون شخص في عام 2022، ويزيد ذلك بمقدار 180 مليونًا عن عام 2019.
  • ارتفع معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بنسبة طفيفة في أفريقيا وفي أمريكا الشمالية وأوروبا، وتراجع بنسبة لا تكاد تُذكر في آسيا في الفترة بين عامي 2021 و2022. أما الإقليم الوحيد الذي يظهر تقدمًا مشجعًا فهو أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الذي انخفض فيه معدل انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد من 40.3 في المائة في عام 2021 إلى 37.5 في المائة في عام 2022، أي ما يعادل انخفاضًا قدره 16.5 ملايين شخص في عام واحد، معظمهم في أمريكا الجنوبية.
  • تكشف مقارنة انعدام الأمن الغذائي بين سكان المناطق الريفية وشبه الحضرية والحضرية عن أن انعدام الأمن الغذائي العالمي، عند هذين المستويين من الشدة، أقل في المناطق الحضرية. وأثر انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد على 33.3 في المائة من البالغين في المناطق الريفية في عام 2022 مقابل 28.8 في المائة في المناطق شبه الحضرية، و26 في المائة في المناطق الحضرية.
  • يؤثر انعدام الأمن الغذائي على النساء أكثر من الرجال في كل إقليم من أقاليم العالم. ومع ذلك، ضاقت الفجوة بين الجنسين من حيث انعدام الأمن الغذائي على الصعيد العالمي، واتسعت الفجوة في أعقاب جائحة كوفيد-19، من 3.8 نقاط مئوية في عام 2021 إلى 2.4 نقطة مئوية في عام 2022، مما يشير إلى أن الآثار غير المتناسبة للجائحة على انعدام الأمن الغذائي للنساء قد باتت أقل حدة على الصعيد العالمي وفي بعض الأقاليم. وتقلصت الفجوة بين الجنسين، ولا سيما في آسيا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ولكنها اتسعت في أفريقيا وأمريكا الشمالية وأوروبا.

تمثل تقديرات عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع في العالم دائمًا أفضل التقديرات الممكنة بالنظر إلى المعلومات المتاحة. وعطلت جائحة كوفيد-19 الأنشطة العادية المرتبطة بجمع البيانات في عامي 2020 و2021، مما أضاف تحديات أمام تقييم حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم، وأدى إلى مزيد من عدم اليقين بشان التقديرات. وفي حين أن التأثيرات الرئيسية للجائحة قد انحسرت، وبدأت أنشطة جمع البيانات في العودة إلى طبيعتها، لم يكن إبلاغ البلدان عن البيانات قد عاد إلى سرعته الكاملة بحلول عام 2022. وترد بالتالي تقديرات معدل انتشار النقص التغذوي في العالم (المؤشر 2-1-1 لأهداف التنمية المستدامة) كنطاقات تبدأ في عام 2020 لتُعبِّر عن عدم اليقين الإضافي الذي نشأ منذ تفشي الجائحة.

وكما هو الحال دائمًا، تُستمد تقديرات معدل انتشار النقص التغذوي للسنة الأخيرة (2022) من خلال التنبؤ الآني بقيم البارامترات الثلاثة المطلوبة باستخدام أحدث المعلومات المتاحة لمنظمة الأغذية والزراعة في ما يتعلق بالإمدادات الغذائية، وبالاستناد إلى افتراضات معقولة بشأن مدى عدم المساواة في الحصول على الغذاء (الملحق 2، القسم ألف).

وتسترشد تقييمات انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد استنادًا إلى مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي (المؤشر 2-1-2 لأهداف التنمية المستدامة) بالتقديرات الرسمية المقدمة من البلدان، حيثما وجدت، وبتقديرات منظمة الأغذية والزراعة المستندة إلى البيانات التي تجمعها سنويًا من خلال مقدمي خدمات جمع البيانات في أكثر من 140 من البلدان المختلفة (انظر الملحق 1 باء).

المؤشر 2-1-1 لأهداف التنمية المستدامة معدل انتشار النقص التغذوي

يكشف تقييم الجوع العالمي في عام 2022، الذي يقاس بمعدل انتشار النقص التغذوي (المؤشر 2-1-1 لأهداف التنمية المستدامة) عن أنه ظل أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة. وبلغت نسبة سكان العالم الذين كانوا يواجهون الجوع في عام 2022 نحو 9.2 في المائة مقابل 7.9 في المائة في عام 2019 (الشكل 1). وبعد الزيادة الحادة في انتشار النقص التغذوي في عام 2020 في خضم الجائحة العالمية وارتفاعه بوتيرة أبطأ في عام 2021 إلى 9.3 في المائة، توقفت الزيادة في الفترة بين عامي 2021 و2022، مما يعطي بعض الأمل في إمكانية حدوث تحول.ب

الشكل 1 الجوع العالمي لم تطرأ عليه تغييرات تُذكر في الفترة من 2021 إلى 2022، ولكنه لا يزال أعلى من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
ملاحظات: تستند التوقعات إلى التنبؤات الآنية لعام 2022 موضحة بخطوط متقطعة. وتُظهر الأشرطة الحدود الدنيا والعليا للنطاق التقديري.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

وتشير التقديرات إلى أن الجوع أثر على ما تراوح بين 691 و783 مليون شخص في العالم في عام 2022. وبالنظر إلى النطاقات المتوسطة المتوقعة (نحو 735 مليون شخص في عام 2022)، واجه 122 مليون شخص إضافي الجوع في عام 2022 مقارنة بعام 2019، قبل الجائحة.

ويخفي الافتقار النسبي إلى أي تغييرات في الجوع على الصعيد العالمي في الفترة من عام 2021 إلى عام 2022 اختلافات كبيرة على المستوى الإقليمي (الجدول 1، والجدول 2، والشكل 2). ولا يزال العديد من الأماكن في العالم يواجه أزمات غذائية خطيرة (الإطار 1). ويزداد الجوع في أفريقيا منذ عام 2010، وصاحبت ذلك زيادة حادة في جميع الأقاليم الفرعية في عام 2020، وأعقبتها زيادة طفيفة في عام 2021. وفي عام 2022، استمر انتشار النقص التغذوي في أفريقيا في الارتفاع من 19.4 في المائة في عام 2021 إلى 19.7 في المائة - أي ما يعادل زيادة قدرها 11 مليون شخص في سنة واحدة وما يقرب من 57 مليونًا منذ تفشي الجائحة. وعلاوة على ذلك، ازداد الجوع في جميع الأقاليم الفرعية في أفريقيا في عام 2022. وارتفع معدل انتشار النقص التغذوي في أفريقيا الشمالية من 6.9 إلى 7.5 في المائة، أي ما يعادل زيادة قدرها مليوني (2) شخص إضافي كانوا يواجهون الجوع في عام 2022. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ارتفعت معدلات الجوع من 22.2 إلى 22.5 في المائة، وهو ما يُترجم إلى زيادة في عدد الأشخاص بنحو 9 ملايين شخص مقارنة بعام 2021. وسُجلت أكبر زيادة في معدل انتشار النقص التغذوي في أفريقيا الجنوبية، إذ بلغت 1.1 نقطة مئوية، تليها أفريقيا الوسطى التي بلغت الزيادة فيها 0.6 نقاط مئوية. وسُجلت زيادات هامشية بلغت 0.1 نقطة مئوية في أفريقيا الغربية والشرقية في الفترة بين عامي 2021 و2022. ومن حيث عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع، تعادل الزيادات في النقاط المئوية نحو مليون شخص إضافي في أفريقيا الجنوبية، وزيادة قدرها 3 ملايين شخص في أفريقيا الوسطى وأيضًا في أفريقيا الشرقية، وزيادة قدرها مليوني (2) شخص في أفريقيا الغربية. وبلغ معدل انتشار النقص التغذوي أو عدد الأشخاص الذين يعانون من النقص التغذوي في جميع الأقاليم الفرعية في أفريقيا مستويات أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة.

الجدول 1 انتشار النقص التغذوي، 2005–2022

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
ملاحظات: * تستند القيم المتوقعة إلى النطاقات المتوسطة المتوقعة. انظر النطاقات الكاملة لقيم الأعوام 2020 و2021 و2022 في الملحق 2. وللاطلاع على التركيبة القطرية لكل مجموع إقليمي/إقليمي فرعي، يمكن الرجوع إلى الملاحظات المتعلقة بالأقاليم الجغرافية في الجداول الإحصائية الواردة في نهاية التقرير.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

الجدول 2 عدد الأشخاص الذين يعانون من النقص التغذوي، 2022−2005

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
ملاحظات: * تستند القيم المتوقعة إلى النطاقات المتوسطة المتوقعة. انظر النطاقات الكاملة لقيم الأعوام 2020 و2021 و2022 في الملحق 2. قيم لم يبلغ عنها لأن معدل الانتشار يقل عن 2.5 في المائة. ويمكن أن تختلف المجاميع الإقليمية عن مجموع الأقاليم الفرعية بسبب التقريب والقيم التي لم يتم الإبلاغ عنها. وللاطلاع على التركيبة القطرية الإقليمية/دون الإقليمية، يمكن الرجوع إلى الملاحظات المتعلقة بالأقاليم الجغرافية في الجداول الإحصائية الواردة في نهاية التقرير.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

الشكل 2 معظم الأقاليم الفرعية في آسيا وأمريكا اللاتينية حققت تقدمًا في الحد من الجوع، ولكن الجوع لا يزال في ازدياد في آسيا الغربية والبحر الكاريبي وجميع الأقاليم الفرعية في أفريقيا

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
ملاحظات: لا يظهر إقليم آسيا الشرقية لأن معدل انتشار النقص التغذوي كان باستمرار أقل من 2.5 في المائة منذ عام 2010. * تستند القيم إلى النطاقات المتوسطة المتوقعة. انظر النطاقات الكاملة للأعوام 2020 و2021 و2022 في الملحق 2.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

الإطار 1كيف تتوافق الأدلة المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي المزمن مع الأدلة المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي الحاد في البلدان التي تعاني من أزمات غذائية؟

تشير الأدلة الواردة في هذا التقرير إلى أنه على الرغم من عدم حدوث تغييرات في معدل انتشار النقص التغذوي على الصعيد العالمي من عام 2021 إلى عام 2022، يزداد الجوع في أنحاء كثيرة من العالم. وكانت الآثار السلبية على الأمن الغذائي التي نتجت عن الحرب في أوكرانيا (والنزاعات الأخرى)، وارتفاع أسعار الأغذية، والظواهر الجوية القصوى، أكثر قوة في بعض الأماكن منها في أماكن أخرى. وفي ضوء ذلك، تؤكد الطبعة الأخيرة من التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية2 هذه الاستنتاجات.

ويمثل التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية وهذا التقرير جهدًا متعدد الشراكات يوفِّر تقييمات دولية للأمن الغذائي؛ ومع ذلك، يختلف التقريران من حيث أهدافهما ونطاقهما الجغرافي، ويعتمدان على بيانات ومنهجيات مختلفة. فمن ناحية، يهدف هذا التقرير إلى رصد انعدام الأمن الغذائي المزمن بانتظام في العالم بأسره، من خلال الإبلاغ عن المؤشرين 2-1-1 و2-1-2 لأهداف التنمية المستدامة. ويُعرَّف انعدام الأمن الغذائي المزمن بأنه حالة هيكلية طويلة الأجل من الحرمان الغذائي. ويقيس انتشار النقص التغذوي، على سبيل المثال، الجوع (النقص التغذوي المزمن) الذي يُعرَّف بأنه عدم القدرة الطويلة الأجل أو المستمرة على تلبية الحد الأدنى من متطلبات الطاقة الغذائية، وتُشير التقديرات إلى أنه يمثل، داخل بلد ما، جميع السكان. ومن ناحية أخرى، يُركز التقرير المتعلق بالأزمات الغذائية في العالم بشكل أضيق على انعدام الأمن الغذائي الحاد في البلدان التي تعاني من أزمات غذائية بغرض توجيه الاستجابة الإنسانية العاجلة. ويُشير انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى عدم القدرة على تلبية المتطلبات من الطاقة الغذائية على المدى القصير (وربما بصفة مؤقتة)، في سياق الأزمات المتفرقة التي يمكن أن تكون في بعض الأحيان ممتدة وتبلغ مستويات من الشدة تُهدد الأرواح أو سُبل المعيشة. وتعطي تقييمات انعدام الأمن الغذائي الأولوية لاستخدام التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي/الإطار المنسق، المطبق على مجموعة من البلدان المعرضة لحالات الأزمات الغذائية، ويمكن أن تكون بالتالي في حاجة إلى مساعدة إنسانية.* وهذه التقييمات ليست قياسات إحصائية، ولكنها نتاج عملية تقارب للأدلة التي توصل إليها فريق قطري من المحللين، استنادًا إلى أحدث المعلومات المتاحة المستمدة من مصادر مختلفة. وتُقدم داخل أي بلد تقديرات تقريبية لعدد الأشخاص الذين يواجهون حالات انعدام للأمن الغذائي الحاد تصل إلى مستويات الأزمة، وتُشير هذه التقديرات إلى السكان المحددين الذين يشملهم التحليل، وليس بالضرورة إلى جميع السكان على المستوى الوطني.

وبالنظر إلى هذه الاختلافات في المفاهيم والقياسات، لا يمكن إجراء مقارنة مباشرة للأرقام الواردة في التقريرين. ومع ذلك، لا يمثل انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن ظاهرتين منفصلتين. ويمكن أن تؤدي الصدمات المتكررة والأزمات المستمرة إلى حالات من انعدام الأمن الغذائي المزمن. ومن المتوقع بالتالي بعض التوافق، على الأقل في الاتجاهات، بين نتائج التقريرين.

ومن هذا المنطلق، يُشير التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2023 2 إلى زيادة بنحو 37 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 3 أو أعلى من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي/الإطار المنسق) في الفترة بين عامي 2021 و2022 في البلدان الثمانية والأربعين نفسها التي تناولها التحليل في كلتا السنتين.** ويعادل ذلك زيادة في انتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد من 21.8 في المائة إلى 22.5 في المائة من السكان الذين شملهم التحليل. ويُظهر تحليل الجوع (انتشار النقص التغذوي) الذي اقتصر على المجموعة نفسها المكونة من 48 بلدًا وتناولها تقرير الأزمات الغذائية، زيادة قدرها 14 مليونًا في عدد الأشخاص الذين يعانون من النقص التغذوي المزمن، أي ما يعادل زيادة في معدل انتشار النقص التغذوي من 20.8 إلى 21.3 في المائة من مجموع سكان هذه البلدان الثمانية والأربعين (الشكل ألف). ويكشف ذلك عن تقارب في تقييمات الاتجاهات، ويُشير إلى وجود أزمات غذائية مستمرة في كثير من أنحاء العالم، مما يؤكد الحاجة إلى بلورة فهم أفضل للصلة بين انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن، ولا سيما في البلدان التي تعاني من أزمات غذائية.

الشكل ألف تقديرات انعدام الأمن الغذائي الحاد الواردة في التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية وتقديرات النقص التغذوي المزمن المستندة إلى معدل انتشار النقص التغذوي في البلدان الثمانية والأربعين نفسها تُظهر اتجاهات مماثلة من عام 2021 إلى عام 2022

المصادر: شبكة معلومات الأمن الغذائي والشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية. 2023. التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية 2023. روما. www.fsinplatform.org/global-report-food-crises-2023 ؛ قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في منظمة الأغذية والزراعة: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS
المصادر: شبكة معلومات الأمن الغذائي والشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية. 2023. التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية 2023. روما. www.fsinplatform.org/global-report-food-crises-2023 ؛ قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في منظمة الأغذية والزراعة: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS

وتُشير تقديرات معدل انتشار النقص التغذوي في آسيا لعام 2022 إلى تحول في اتجاه الجوع الذي كان في ارتفاع في الإقليم منذ عام 2017. وتراجع معدل انتشار النقص التغذوي من 8.8 في المائة في عام 2021 إلى 8.5 في المائة في عام 2022 - أي ما يمثل انخفاضًا بأكثر من 12 مليون شخص معظمهم في آسيا الجنوبية. ومع ذلك، لا يزال هذا العدد يزيد بمقدار 58 مليونًا على مستويات ما قبل الجائحة. وشهد كل إقليم فرعي، باستثناء آسيا الغربية، تحولًا، وسُجل أكبر تحسن في آسيا الجنوبية، وهي الإقليم الفرعي الذي شهد أعلى معدل لانتشار النقص التغذوي (15.6 في المائة في عام 2022). وفي آسيا الغربية، واجه أكثر من مليوني شخص إضافي الجوع في عام 2022 مقارنة بعام 2021 أي ما يمثل زيادة قدرها 0.6 نقطة مئوية، من 10.2 إلى 10.8 في المائة.

وحدث أيضًا تحول في إقليم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، حيث انخفض معدل انتشار النقص التغذوي من 7 في المائة في عام 2021 إلى 6.5 في المائة في عام 2022 - ويمثل ذلك انخفاضًا بأكثر من 2.4 ملايين في عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع، وإن كان لا يزال أعلى بمقدار 7.2 مليون شخص مقارنة بعام 2019. وكانت هناك زيادة حادة في منطقة البحر الكاريبي دون الإقليمية، من 14.7 في المائة في عام 2021 إلى 16.3 في المائة في عام 2022. ومع ذلك، سُجلت تحسينات ملحوظة في إقليم أمريكا الجنوبية خلال الفترة نفسها، حيث تراجع معدل انتشار النقص التغذوي من 7 في المائة إلى 6.1 في المائة، أي ما يعادل 3.5 ملايين شخص، وإن كان لا يزال أعلى بما قدره 6 ملايين شخص عن مستويات عام 2019.

وتبلغ نسبة السكان الذين يواجهون الجوع في أفريقيا مستويات أعلى بكثير مما في سائر أقاليم العالم - 20 في المائة تقريبًا مقابل 8.5 في المائة في آسيا، و6.5 في المائة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، و7 في المائة في أوسيانيا (الجدول 1).

وفي حين أن تقديرات معدل الانتشار على المستوى الإقليمي تكشف عن حجم عبء الجوع في كل إقليم، فإن تحويل هذه التقديرات إلى أعداد من الناس يُشير إلى الأماكن التي يعيش فيها معظم الأشخاص الذين يواجهون الجوع في العالم (الجدول 2 والشكل 3). وفي حين أن معدل انتشار النقص التغذوي في آسيا أقل من نصف مثيله في أفريقيا، يعيش في آسيا غالبية الأشخاص الذين يواجهون الجوع - 402 مليون شخص، أي ما يُمثل 55 في المائة من مجموع عدد الأشخاص الذين يعانون من النقص التغذوي في عام 2022. ويعيش نحو 38 في المائة (282 مليونًا) من الأشخاص الذين يعانون من النقص التغذوي في أفريقيا، ويعيش نحو 6 في المائة (43 مليونًا) في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.

الشكل 3 في عام 2022، كانت آسيا موطنًا لما نسبته 55 في المائة (402 مليون) من الأشخاص المتأثرين بالجوع في العالم، بينما كان أكثر من 38 في المائة (282 مليونًا) يعيشون في أفريقيا

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
ملاحظات: تستند القيم المتوقعة إلى النطاقات المتوسطة المتوقعة. انظر النطاقات الكاملة للقيم المتوقعة لعام 2022 في الملحق 2. ولم يبلغ عن البيانات لأن معدل الانتشار كان أقل من 2.5 في المائة.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

التحديات الجديدة للأمن الغذائي تعيق التعافي الاقتصادي

في نهاية عام 2021، كان الأمن الغذائي العالمي في حالة تأهب قصوى بسبب التأثيرات المتبقية لجائحة كوفيد-19، وكذلك النزاعات الجديدة والجارية والصدمات المرتبطة بالطقس. وأدى مزيج من التعافي الاقتصادي غير المتكافئ في أعقاب التراجع الكبير في النشاط الاقتصادي الذي لوحظ في عام 2022، وارتفاع أسعار الأغذية والوقود والنقل بسبب التعافي نفسه، إلى الحيلولة دون إحراز أي تقدم في الأمن الغذائي.

وبينما بدت الظروف الاقتصادية العالمية مواتية أكثر في عام 2022، وبدا من الممكن الوصول بآفاق الحد من الجوع وانعدام الأمن الغذائي إلى مستويات ما قبل الجائحة، تسبب اندلاع الحرب في أوكرانيا في إلحاق صدمة أخرى بالاقتصاد العالمي. ونتيجة لذلك، ازداد في عام 2022 تباطؤ التعافي الذي لوحظ في عام 2021، ونما الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2022 بنسبة 3.4 في المائة، أي بمعدل أبطأ بما قدره نقطة مئوية واحدة مقارنة بما كان متوقعًا في مطلع عام 2023. 3

وأثرت الصدمة التي سببتها الحرب بصورة أساسية على أسواق الأغذية والأسواق الزراعية العالمية، إذ شملت اثنين من منتجي السلع الزراعية الرئيسيين في العالم، هما الاتحاد الروسي وأوكرانيا. وفي عام 2021، احتل الاتحاد الروسي أو أوكرانيا (أو كلاهما) المرتبة الأولى بين أكبر ثلاثة مصدّرين عالميين للقمح والذرة وبذور الشلجم، وأقراص بذور دوار الشمس، وزيت دوار الشمس.ج، 4 ويعد الاتحاد الروسي أيضًا مصدرًا بارزًا في مجال الأسمدة. وفي هذا السياق، تمثل أحد الآثار الرئيسية للحرب في زيادة الأسعار الدولية للأغذية. ومع أن أسعار السلع الغذائية العالمية كانت تتجه باطراد نحو الارتفاع حتى قبل اندلاع الحرب، ساهم عدم اليقين الإضافي الناجم عن الحرب في طفرة في أسعار الأغذية. وقفز مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في مارس/آذار 2022، وعلى الرغم من انخفاضه المطرد على مدار السنة، فقد ظل أعلى بكثير مما كان عليه قبل الجائحة.5 ونتيجة لأسعار الأغذية الدولية المرتفعة، ارتفعت كلفة استيراد الأغذية، مما أثر بشكل خاص على البلدان المعتمدة اعتمادًا كبيرًا على واردات الأغذية. وتُشير التقديرات إلى أن فاتورة واردات الأغذية في العالم قد بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2022، إذ سجلت 2 تريليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 10 في المائة (نحو 181 مليار دولار أمريكي) مقارنة بمستويات عام 2021، مدفوعة في الغالب بارتفاع الأسعار.6 وارتفعت أيضًا أسعار الأسمدة في العالم، وذلك أساسًا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغاز الطبيعي. وأشارت التقديرات إلى زيادة فاتورة واردات المدخلات الزراعية العالمية بنسبة 48 في المائة في عام 2022 لتصل إلى 424 مليار دولار أمريكي.7 وساهمت جميع هذه العوامل في ارتفاع أسعار الأغذية على المستويين المحلي والوطني، وساهم ذلك من جانبه بدور كبير في التضخم العام. وارتفعت معدلات التضخم طوال عام 2022 في جميع الاقتصادات تقريبًا، وتجاوز التضخم الكلي العالمي 9 في المائة خلال النصف الثاني من العام، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1995. 8

وفي هذا السياق، تُعبِّر الاتجاهات العالمية في الجوع عن توافر عاملين اثنين كان لهما تأثير على مستوى الأسرة المعيشية. أولًا، من المرجح أن يكون لتأثير الدخل الناتج عن التعافي الاقتصادي في عام 2022 دور في زيادة دخل الأسرة المعيشية المتاح للإنفاق، وتحسين فرص الحصول على الغذاء، ولا سيما بين الأُسر الأشد فقرًا التي كانت تعاني من خسائر فادحة في الدخل أثناء الجائحة. وعلى الصعيد العالمي، ازدادت فرص العمل بنسبة 2.3 في المائة في عام 2022 من نمو سنوي ضئيل بلغ 0.2 في المائة في الفترة من عام 2020 إلى عام 2021. 9 وكان نمو فرص العمل أسرع في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا مقارنة بالبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل. وفي الوقت نفسه، انخفضت البطالة بصورة كبيرة في عام 2022 إلى 205 ملايين، مقابل 216 مليونًا في عام 2021 و235 مليونًا في عام 2020، وإن كانت لا تزال أعلى من مستوياتها في عام 2019. 9

وأما العامل الثاني الذي يؤثر على اتجاه الجوع، فهو تأثير الأسعار. ويمكن أن تؤدي زيادات الأسعار والتضخم العام إلى تآكل مكاسب الدخل وتفاقم فرص الحصول على الغذاء. وعلى المدى القصير، ينطبق ذلك بصفة خاصة على الشرائح السكانية الأكثر فقرًا التي تنفق حصة أكبر من دخلها على الغذاء. ولكن على المدى البعيد، قد تتمكن بعض الأسر المعيشية من تكييف أنماط استهلاكها للتخفيف من الآثار. بل قد يستفيد سكان الريف الفقراء الذين يزاولون الزراعة من ارتفاع أسعار منتجاتهم الزراعية.د، 10

وبالتالي فإن الحالة المتعثرة في الحد من الجوع العالمي التي لوحظت في عام 2022 نتجت عن تفاعل بين هذين العاملين. وساعد التعافي الاقتصادي على كبح موجة الجوع المتصاعدة على الأقل على الصعيد العالمي. ومع ذلك، كان من الممكن أن يكون التأثير الإيجابي أكبر لولا العوامل المضادة التي أسفرت عنها التداعيات العالمية للحرب في أوكرانيا وتضخم أسعار الأغذية والمدخلات الزراعية والطاقة، إلى جانب الدوافع الأخرى الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي، مثل النزاعات والظواهر المتصلة بالطقس. ونتيجة لذلك، لا يزال الجوع أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة على الصعيد العالمي وفي جميع الأقاليم.

وعلى المستوى الإقليمي، يظهر هذا التفاعل بين تأثير الدخل والأسعار في العديد من الأقاليم الفرعية وتتفاوت نتائجه. ففي أفريقيا الجنوبية، على سبيل المثال، نشأ ارتفاع الجوع في عام 2022 عن زيادة التضخم في أعقاب طفرة أسعار السلع الدولية، وكذلك التحديات المحلية، مثل استمرار ارتفاع مستويات البطالة والتعرض للصدمات.11 وعلى الرغم من استمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، لم يُترجم ذلك في كثير من الأحيان إلى تحسن في الظروف الاجتماعية والاقتصادية للفقراء. وفي الوقت نفسه، عانى الإنتاج الزراعي من الجفاف الشديد والفيضانات، والطفرة في ارتفاع أسعار الأسمدة الدولية. وفي أفريقيا الوسطى، نجمت الزيادة في الجوع أساسًا عن تضخم أسعار الأغذية وزيادة فواتير واردات الأغذية، فضلًا عن الظواهر المناخية القصوى التي قوَّضت التأثيرات الإيجابية للنمو الاقتصادي، مدفوعة في ذلك بانتعاش عائدات تصدير النفط في بعض البلدان.11

وفي آسيا الغربية، استفادت بلدان كثيرة من ازدياد إيرادات النفط، ولكن هذه الإيرادات لم تُترجم دائمًا إلى تراجع في مستويات الجوع في عام 2022. واستمر عدم الاستقرار السياسي في بعض البلدان وما نشب من نزاعات في تعطيل إمدادات الأغذية وأسواقها ونظم توزيعها، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأغذية وحدوث حالات نقص في الأغذية. وبالإضافة إلى ذلك، شهدت عدة بلدان ارتفاعًا كبيرًا في التضخم المحلي، مما جعل الحصول على الأغذية أكثر صعوبة.12 وفي آسيا الجنوبية، من ناحية أخرى، من المرجح أن تكون نتائج استمرار النمو الاقتصادي، وخاصة في الزراعة، قد فاقت معدلات التضخم، وساهمت بالتالي في تحسن عام في ظروف الأمن الغذائي. وقام أكثر من بلد واحد في الإقليم بفرض تدابير على مستوى السياسات ساهمت في هذا التحسن العام، بما في ذلك توفير الأسمدة للمزارعين، وتقديم إعانات الحبوب للمجموعات السكانية الضعيفة، وخفض الرسوم الجمركية على الحبوب المستوردة.13

وفي منطقة البحر الكاريبي، عانت أكثر من دولة من الدول الجزرية الصغيرة النامية من ارتفاع معدلات التضخم في أسعار الأغذية وزيادة فواتير الواردات، نظرًا إلى اعتماد هذا الإقليم الفرعي اعتمادًا واسعًا على المنتجات الغذائية والزراعية المستوردة. وفي الوقت نفسه، انخفضت إيرادات التصدير في القطاعات الرئيسية، بما فيها السياحة، مما أسفر عن انخفاض الدخل المتاح للإنفاق وزيادة انعدام الأمن الغذائي.14 وعلى العكس من ذلك، نشأ الانخفاض الملحوظ في الجوع في عام 2022 في أمريكا الجنوبية، وهي مصدر صاف للمنتجات الغذائية والزراعية، في جانب كبير منه عن التطور الإيجابي في أسواق العمالة مما أدى إلى تبديد أثر الارتفاع في معدلات التضخم، وكذلك سياسات الحماية الاجتماعية.14 وبالإضافة إلى ذلك، استفادت بعض بلدان الإقليم من الطفرة في أسعار النفط والغاز والتي عززت إيرادات التصدير. وتُرجم ذلك إلى تحسن في موارد الميزانية العامة (التي يمكن استخدامها لتمويل برامج الحماية الاجتماعية) والاستثمار في الزراعة ونُظم توزيع الأغذية.

وعلى المستوى القطري، اتخذت هذه القوى التعويضية أشكالًا مختلفة أدت إلى آثار متباينة على اتجاهات الجوع. ويتبيّن من مقارنة التغيُّرات في معدل انتشار النقص التغذوي في ما بين عامي 2019 و2022 عبر مجموعات البلدان بحسب مستوى الدخل أن البلدان المنخفضة الدخل لا تزال تعاني أشد المعاناة من أجل التعافي. وبلغ معدل انتشار النقص التغذوي على الصعيد العالمي لدى 58 في المائة من البلدان في عام 2022 مستويات لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الجائحة. ومع ذلك، فإن النسبة المئوية أعلى كثيرًا في البلدان المنخفضة الدخل؛ ولم تتمكن نسبة 77 في المائة من البلدان المنخفضة الدخل من العودة إلى مستويات انتشار النقص التغذوي التي لوحظت في عام 2019، مقابل 47 في المائة من البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا (الشكل 4).

الشكل 4 معدل انتشار النقص التغذوي لا يزال أعلى في عام 2022 مما كان عليه قبل الجائحة في 58 في المائة من البلدان، والحالة أسوأ في البلدان المنخفضة الدخل (77 في المائة)

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

ويتسق أيضًا تباطؤ ارتفاع الجوع العالمي الذي لوحظ في عام 2022 مع توقعات الفقر المتاحة لعام 2022. 10 وتشير توقعات عام 2022 إلى أنه على الرغم من الانخفاض المتوقع في الفقر بين عامي 2021 و2022، سيزداد تباطؤ وتيرة الانخفاض نظرًا إلى توقعات النمو العالمي التي جرى تنقيحها إلى الأسفل في عام 2022 وارتفاع أسعار الأغذية والمدخلات الزراعية والطاقة. وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع سينخفض بنحو 5 ملايين شخص في الفترة من عام 2021 إلى عام 2022 استنادًا إلى سيناريو يأخذ في الاعتبار الأثر الأكبر نسبيًا الناشئ عن تضخم أسعار الأغذية بين الفقراء.

نحو القضاء على الجوع (المقصد 2-1 لأهداف التنمية المستدامة): التوقعات حتى عام 2030

على غرار الإصدارات السابقة من التقرير، أُجريت عملية لتوقع عدد الأشخاص الذين قد يواجهون الجوع في عام 2030 بالاستناد إلى ما يمكن الاستدلال عليه مما هو متاح من متغيرات ديمغرافية واقتصادية أساسية. واستُمدت التوقعات من خلال توقعات منفصلة لكل بارامتر من البارامترات التي يسترشد بها النموذج المستخدم في تقدير معدل انتشار النقص التغذوي (انظر الملحق 2، القسم باء).

وترد المسارات في إطار ثلاثة سيناريوهات: «التوقعات الحالية» التي تهدف إلى رصد التوقعات الحالية لمعدل انتشار النقص التغذوي في عام 2030 بالاستناد إلى آفاق الاقتصاد العالمي الواردة في طبعة أبريل/نيسان 2023 من قاعدة بيانات آفاق الاقتصاد العالمي الصادرة عن صندوق النقد الدولي؛3 «التوقعات قبل جائحة كوفيد-19»، التي جرت معايرتها لكي تُعبِّر عن حالة الاقتصاد العالمي قبل تفشي الجائحة، على النحو المبيّن في تقرير آفاق الاقتصاد في العالم الذي نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2019؛15 و«التوقعات قبل الحرب في أوكرانيا»، الذي يفعل الشيء نفسه ولكن في ضوء طبعة أكتوبر/تشرين الأول 2021 من المطبوعة نفسها16 قبل اندلاع الحرب.

ويُظهر السيناريو الحالي أن ما يقرب من 600 مليون شخص سيعانون من نقص تغذوي مزمن في عام 2030، ويشير ذلك إلى التحدي الهائل الذي يحول دون تحقيق مقصد أهداف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع (الشكل 5). ويزيد عدد الأشخاص الذين يعانون من النقص التغذوي في هذا السيناريو بنحو 119 مليونًا عما في سيناريو عدم حدوث الجائحة ولا الحرب في أوكرانيا («التوقعات قبل جائحة كوفيد-19») ونحو 23 مليونًا مقارنة بسيناريو عدم حدوث الحرب في أوكرانيا («التوقعات قبل الحرب في أوكرانيا»). ويعطي هذا السيناريو الأخير مؤشرًا على الانتكاسة الإضافية التي ربما سببتها الحرب في الجهود العالمية لمكافحة الجوع.

الشكل 5 الأعداد المتوقعة للذين يعانون من النقص التغذوي تُشير إلى أن العالم يمضي في مسار بعيد كل البعد عن تحقيق القضاء التام على الجوع بحلول عام 2030

المصدر: من إعداد المؤلفين (منظمة الأغذية والزراعة).
ملاحظة: * تستند القيم المتوقعة للأعوام 2020 و2021 و2022 إلى النطاقات المتوسطة المتوقعة التي يمكن الرجوع إليها في الملحق 2.
المصدر: من إعداد المؤلفين (منظمة الأغذية والزراعة).

ويُظهر الشكل 5 أيضًا التوقعات الحالية بشأن تطور الحالة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. وتبدو المسارات المختلفة واضحة، ويدل ذلك على أن من المتوقع عمليًا تحقيق كل التقدم في مكافحة الجوع في آسيا، إذ من المتوقع أن ينخفض عدد الأشخاص الذين يعانون من النقص التغذوي من 402 مليون نسمة حاليًا إلى 242 مليونًا بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن يبقى عدد الذين يعانون من النقص التغذوي ثابتًا في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، وأن يزداد بصورة كبيرة في أفريقيا، إذ من المتوقع أن يواجه ما يقرب من 300 مليون شخص الجوع في عام 2030. ويلزم بذل جهود أقوى بكثير لمعالجة المشاكل الهيكلية الأساسية التي اُبتليت بها القارة الأفريقية.

المؤشر 2-1-2 لأهداف التنمية المستدامة معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بين السكان استنادًا إلى مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي

يتحدى المقصد 2-1 لأهداف التنمية المستدامة العالم ليس فقط في القضاء على الجوع، بل وكذلك في العمل لضمان حصول الجميع على ما يكفي من الغذاء المأمون والمغذي على مدار السنة. ويتتبع المؤشر 2-1-2 لأهداف التنمية المستدامة - معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بين السكان بالاستناد إلى مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي - التقدم المحرز نحو تحقيق هذا الهدف الطموح.

وتشير التقديرات الجديدة المتعلقة بمعدل انتشار انعدام الأمن الغذائي بالاستناد إلى مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي إلى عدم إحراز أي تقدم في ما يتعلق بانعدام الأمن الغذائي على الصعيد العالمي في عام 2022. وعقب الزيادة الحادة في الفترة من عام 2019 إلى عام 2020، لم يطرأ تغيير على معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في العالم للعام الثاني على التوالي، ويتجاوز ذلك بكثير مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19 (الشكل 6 والجدول 3). وفي عام 2022، كان ما يُقدَّر بنحو 29.6 في المائة من سكان العالم - 2.4 مليارات نسمة - يعانون من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد، ويعني ذلك أنهم لم يكونوا قادرين على الحصول على ما يكفيهم من غذاء (الجدول 3 والجدول 4). ولا يزال ذلك يزيد بمقدار 391 مليون نسمة عن مستويات عام 2019 قبل تفشي الجائحة، وبمقدار 745 مليون نسمة مقارنة بعام 2015 عندما أُطلقت خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

الشكل 6 انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد لم يتغيَّر على الصعيد العالمي في الفترة من 2021 إلى 2022، مع تفاقم مستويات انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا وفي أمريكا الشمالية وأوروبا، وتحسنها في آسيا وفي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
ملاحظة: ترجع الفروق في المجاميع إلى تقريب الأرقام إلى أقرب فاصلة عشرية.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

وكان أكثر من ثلث الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد (38 في المائة) في العالم في عام 2022 - أكثر من 900 مليون نسمة - يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، مما يدل على أن الغذاء قد نفد منهم في بعض الأحيان خلال العام، وفي أسوأ الأحوال، قضوا يومًا كاملًا أو أكثر من يوم من دون تناول أي طعام. وأظهر انتشار انعدام الأمن الغذائي الشديد على الصعيد العالمي انخفاضًا هامشيًا من 11.7 في المائة في عام 2021 إلى 11.3 في المائة في عام 2022، أي ما يعادل انخفاضًا في عدد الأشخاص بمقدار 27 مليون نسمة (الشكل 6، والجدول 3، والجدول 4). وفي حين أن من المشجِّع عدم استمرار اتجاه انعدام الأمن الغذائي الشديد نحو الصعود في السنوات الماضية، لا يزال معدل الانتشار العالمي أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة - أي ما يعادل 180 مليون شخص إضافي مقارنة بعام 2019 (الجدول 3 والجدول 4). وعلى الصعيد العالمي، يُشير الانخفاض الطفيف في انعدام الأمن الغذائي الشديد وعدم حدوث أي تغيير في معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد، إلى أن خطورة حالة انعدام الأمن الغذائي لدى بعض الأشخاص ربما تكون قد انتقلت من شديدة إلى معتدلة في ما بين عامي 2021 و2022.

الجدول 3 معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي الشديد فقط، والمعتدل أو الشديد، بالاستناد إلى مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، 2015–2022

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
ملاحظات: البيانات غير متاحة سوى لعدد محدود من البلدان التي تمثل أقل من 50 في المائة من السكان في الإقليم. وتشمل التقديرات لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في الفترة من 2014 إلى 2019 بلدان البحر الكاريبي التي يمثل سكانها مجتمعين 30 في المائة فقط من سكان هذا الإقليم الفرعي، في حين تشمل التقديرات للأعوام 2020 و2021 و2022 بلدان البحر الكاريبي التي يمثل سكانها مجتمعين ما بين 60 في المائة و65 في المائة من سكان الإقليم الفرعي. وفي ما يلي البلدان المدرجة في تقديرات عام 2022 لمنطقة البحر الكاريبي دون الإقليمية: أنتيغوا وبربودا، وجزر البهاما، وبربادوس، ودومينيكا، والجمهورية الدومينيكية، وغرينادا، وهايتي، وجامايكا، وسانت كيتس ونيفيس، وسانت لوسيا، وسانت فنسنت وغرينادين، وترينيداد وتوباغو.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

وكما هو متوقع، لا تختلف الاتجاهات العالمية في معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي الشديد عن اتجاهات معدل انتشار النقص التغذوي (الجدول 1). ويرجع ذلك إلى أن من غير المرجح أن يكون الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد قادرين على الحصول على ما يكفيهم من الغذاء لتلبية احتياجاتهم من الطاقة الغذائية باستمرار، وبالتالي قد يصابون بنقص تغذوي مزمن. ويوفِّر كلا المؤشرين أدلة على نسبة السكان الذين يواجهون قيودًا شديدة في الحصول على الغذاء، وإن كان ذلك يستند إلى منهجيات ومصادر بيانات مختلفة جدًا (انظر الملحق 1 باء).

وعلى الرغم من عدم حدوث تغيير في معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي على الصعيد العالمي، تباينت الاتجاهات على المستوى الإقليمي. وقوبلت التحسينات في بعض الأقاليم بتدهور الأوضاع في أقاليم أخرى (الشكل 6 والجدول 3 والجدول 4).

الجدول 4 عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد فقط، والمعتدل أو الشديد، بالاستناد إلى مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي، 2015–2022

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
ملاحظات: البيانات غير متاحة سوى لعدد محدود من البلدان التي تمثل أقل من 50 في المائة من السكان في الإقليم. وتشمل التقديرات لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في الفترة من 2014 إلى 2019 بلدان البحر الكاريبي التي يمثل سكانها مجتمعين 30 في المائة فقط من سكان هذا الإقليم الفرعي، في حين تشمل التقديرات للأعوام 2020 و2021 و2022 بلدان البحر الكاريبي التي يمثل سكانها مجتمعين ما بين 60 في المائة و65 في المائة من سكان الإقليم الفرعي. وفي ما يلي البلدان المدرجة في تقديرات عام 2022 لمنطقة البحر الكاريبي دون الإقليمية: أنتيغوا وبربودا، وجزر البهاما، وبربادوس، ودومينيكا، والجمهورية الدومينيكية، وغرينادا، وهايتي، وجامايكا، وسانت كيتس ونيفيس، وسانت لوسيا، وسانت فنسنت وغرينادين، وترينيداد وتوباغو.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023]. www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

وارتفع معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في أفريقيا بمقدار نقطة مئوية واحدة في عام واحد إلى 60.9 في المائة في عام 2022. وتقل الزيادة بكثير عما كانت عليه في العام السابق عندما بلغت 4 نقاط مئوية. وخلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2022، ارتفع معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في أفريقيا الشرقية وأفريقيا الوسطى وأفريقيا الجنوبية بنسبة 2.4 و3 و1.2 نقطة مئوية على التوالي. وتراوح معدل الانتشار في عام 2022 بين 25.9 في المائة في أفريقيا الجنوبية و78.4 في المائة في أفريقيا الوسطى. وترجع الزيادة في انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في أفريقيا في الفترة من عام 2021 إلى عام 2022 في معظمها إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي المعتدل، حيث كان الارتفاع هامشيًا في انعدام الأمن الغذائي الشديد في الإقليم. ومع ذلك، واجه ما يقرب من شخص واحد من بين كل أربعة أشخاص في أفريقيا (24 في المائة) انعدام الأمن الغذائي الشديد في عام 2022. وارتفع معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي الشديد في أفريقيا الشمالية وأفريقيا الوسطى وأفريقيا الجنوبية وأفريقيا الغربية بما قدره 0.8 و1.3 و1.5 و0.3 نقطة مئوية على التوالي - أي ما يعادل زيادة في عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد بما يعادل 2.4 ملايين شخص في أفريقيا الشمالية، و4.8 ملايين شخص في أفريقيا الوسطى، و1.1 مليون شخص في أفريقيا الجنوبية، و3.6 ملايين شخص في أفريقيا الغربية في عام 2022 مقارنة بعام 2021.

وسُجل انخفاض غير كبير في انعدام الأمن الغذائي في آسيا، حيث واجه 24.2 في المائة من السكان انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في عام 2022 مقابل 24.5 في المائة في عام 2021. وتحسنت هذه الحالة إلى حد ما في آسيا الوسطى وآسيا الغربية حيث انخفض معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بما قدره 2.7 و3.2 نقاط مئوية على التوالي، حتى على الرغم من الزيادة الطفيفة في معدل انعدام الأمن الغذائي الشديد في آسيا الغربية. ولم يطرأ تغيير يُذكر على معدل انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في الأقاليم الفرعية الأخرى في آسيا، على الرغم من استمرار الاختلافات الكبيرة في معدل الانتشار بين الأقاليم الفرعية. وتراوحت نسبة الأشخاص الذين كانوا يواجهون انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بين 6.2 في المائة في آسيا الشرقية و40.3 في المائة في آسيا الجنوبية التي يعيش فيها أكثر من ثلث سكان العالم الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد - أي نحو 809 ملايين نسمة. وتشهد آسيا الجنوبية أيضًا أعلى معدلات انتشار انعدام الأمن الغذائي الشديد في القارة على الرغم من تراجع هذا المعدل بنحو 1.6 نقاط مئوية في ما بين عامي 2021 و2022، أي ما يعادل 28.7 ملايين شخص.

وأظهر إقليم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تقدمًا مشجعًا في عام 2022، إذ انخفضت نسبة السكان الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد من 40.3 في المائة في عام 2021 إلى 37.5 في المائة في عام 2022، أي ما يعادل انخفاضًا في عدد الأشخاص بمقدار 16.5 ملايين شخص في عام واحد. وكان التحسن مدفوعًا بانخفاض في أمريكا الجنوبية، من 40.9 في المائة في عام 2021 إلى 36.4 في المائة في عام 2022. وانخفض أيضًا معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي الشديد في أمريكا الجنوبية، من 15.1 في المائة في عام 2021 إلى 12.7 في المائة في عام 2022. وفي أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي، من ناحية أخرى، تدهورت حالة الأمن الغذائي في الفترة بين عامي 2021 و2022. وفي منطقة البحر الكاريبي، وهي الإقليم الفرعي الأكثر تضررًا من انعدام الأمن الغذائي، ارتفع معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد من 59.5 إلى 60.6 في المائة، وازداد انعدام الأمن الغذائي الشديد من 25.7 إلى 28.2 في المائة.

وفي أوسيانيا، بلغ معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد 13 في المائة في عام 2022. وكان ما يُقدَّر بنحو 3.4 في المائة من السكان في أوسيانيا يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد في عام 2022 مقابل 4.5 في المائة في عام 2021.

وفي أمريكا الشمالية وأوروبا، ارتفع معدل انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد ارتفاعًا طفيفًا في عام 2022 إلى 8 في المائة، بينما ظل انعدام الأمن الغذائي الشديد من دون تغيير. وازداد انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بنحو نقطتين مئويتين في أوروبا الشمالية ليصل إلى 6.6 في المائة في عام 2022، في حين انخفض معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بنحو نقطة مئوية واحدة في أوروبا الجنوبية إلى 7.5 في المائة.

ومن المثير للاهتمام مقارنة مستوى أداء الأقاليم في مكافحة الجوع منذ تفشي الجائحة في أواخر عام 2019. وبعد ثلاث سنوات، يبدو أن أنحاء من آسيا وأمريكا اللاتينية تشهد انتعاشًا، بينما لا تزال أفريقيا تكافح من أجل عودة الأمور إلى طبيعتها. وبغض النظر عن ذلك، لا تزال مستويات انعدام الأمن الغذائي في جميع الأقاليم أعلى كثيرًا من مستويات ما قبل الجائحة.

ويُظهر الشكل 7 أن من بين ما مجموعه 2.4 مليارات شخص في العالم كانوا يواجهون انعدام الأمن الغذائي في عام 2022، كان ما يقرب من نصفهم (1.1 مليار) يعيش في آسيا؛ و37 في المائة (868 مليونًا) في أفريقيا؛ و10.5 في المائة (248 مليونًا) في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي؛ ونحو 4 في المائة (90 مليونًا) في أمريكا الشمالية وأوروبا. ويوضح الشكل أيضًا النسب المختلفة لانعدام الأمن الغذائي الشديد بالنسبة إلى انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد عبر الأقاليم. ويمثل انعدام الأمن الغذائي الشديد نسبة أكبر من المجموع الكلي لانعدام الأمن الغذائي المعتدل والشديد في أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي - 39.4 في المائة، و39.9 في المائة، و33.5 في المائة، على التوالي - مقابل 18.8 في المائة في أمريكا الشمالية وأوروبا.

الشكل 7 تركيز انعدام الأمن الغذائي وتوزيعه يختلف اختلافًا كبيرًا من حيث شدته عبر أقاليم العالم

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

الاختلافات بين المناطق الريفية وشبه الحضرية والحضرية من حيث انعدام الأمن الغذائي

أتاح توافر بيانات مقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي الجغرافية المرجع التي جمعتها منظمة الأغذية والزراعة في عام 2022 تقديم مقارنة لانعدام الأمن الغذائي بين سكان المناطق الريفية وشبه الحضرية والحضرية لأول مرة على المستويات العالمية والإقليمية ودون الإقليمية.ه واستُخدم تصنيف درجة التوسع الحضري، وهو معيار دولي جديد، للتمييز بين السكان الذين يعيشون في: (1) المناطق الريفية؛ (2) والبلدات والمناطق شبه الكثيفة (المناطق شبه الحضرية)؛ (3) والمدن (المناطق الحضرية)، بالاستناد إلى كثافة السكان وحجمهم، بطريقة قابلة للمقارنة عالميًا.و، 17 وتم بعد ذلك حساب معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي بين البالغين داخل كل مجموعة.

وتُظهر النتائج أن الأمن الغذائي يتحسن على الصعيد العالمي في ظل ازدياد درجة التوسع الحضري (الشكل 8).ز وأثر انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد على 33.3 في المائة من البالغين الذين يعيشون في المناطق الريفية في عام 2022 مقابل 28.8 في المائة في المناطق شبه الحضرية، و26 في المائة في المناطق الحضرية. وبلغ معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي الشديد 12.8 في المائة في المناطق الريفية، و11.6 في المائة بين سكان المناطق شبه الحضرية، و9.4 في المائة بين سكان المناطق الحضرية.

الشكل 8 انعدام الأمن الغذائي، على كلا المستويين من الشدة، أعلى في المناطق الريفية مما في المناطق الحضرية في جميع الأقاليم باستثناء أمريكا الشمالية وأوروبا

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

وتوجد على المستوى الإقليمي اختلافات مثيرة للاهتمام بين الأقاليم. ومن الواضح أن أفريقيا تتبع النمط العالمي لتدهور الأمن الغذائي عند الانتقال من المناطق الحضرية إلى المناطق شبه الحضرية وإلى المناطق الريفية. وفي آسيا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، تصل معدلات انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات أعلى بكثير عن المناطق الريفية مقارنة بالمناطق الحضرية، من حيث مستوى الشدة، ولكن الاختلافات بين المناطق شبه الحضرية والمناطق الريفية أقل وضوحًا. وفي أمريكا الشمالية وأوروبا، فإن انعدام الأمن الغذائي، على كلا المستويين من الشدة، أسوأ في المناطق الحضرية منه في المناطق الريفية.

ويمكن تفسير هذه الاختلافات في الأنماط الإقليمية جزئيًا من خلال النظر إلى الاختلافات بين المناطق الريفية والحضرية من حيث انعدام الأمن الغذائي تبعًا لدرجة التوسع الحضري من خلال عدسة مجموعة البلدان بحسب مستوى الدخل (الشكل 8) وفي البلدان المنخفضة الدخل، يعاني سكان المناطق الريفية والمناطق شبه الحضرية من انعدام الأمن الغذائي بدرجة أكبر من سكان المناطق الحضرية، في حين أن انعدام الأمن الغذائي في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا يبلغ أعلى مستوياته في المناطق الريفية، ولكنه أسوأ بدرجة هامشية في المناطق شبه الحضرية مقارنة بالمناطق الحضرية. وتختلف الحالة بصورة ملحوظة في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان المرتفعة الدخل. ومن بين البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا، يبلغ معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي، على المستويين من الشدة، أعلى مستوياته في المناطق الريفية ويبلغ أدنى مستوياته في المناطق شبه الحضرية. وفي البلدان المرتفعة الدخل، من ناحية أخرى، فإن سكان المناطق الحضرية هم الأكثر عرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد، ومن دون فروق تُذكر عن انعدام الأمن الغذائي الشديد.

الاختلافات بين الجنسين من حيث انعدام الأمن الغذائي

تكشف البيانات الجديدة المتعلقة بمقياس المعاناة من انعدام الأمن الغذائي عن استمرار عدم المساواة بين الجنسين. وينتشر انعدام الأمن الغذائي بمعدل أكبر لدى النساء البالغات مقارنة بالرجال في كل إقليم من أقاليم العالم. واتسعت الفجوة بين الجنسين من حيث انعدام الأمن الغذائي على الصعيد العالمي بصورة كبيرة في عامي 2020 و2021 في أعقاب جائحة كوفيد-19 إذ كانت النساء أكثر تأثرًا بفقدان الوظائف والدخل، وتحملت النساء مسؤولية أكبر عن واجبات تقديم الرعاية الإضافية غير المدفوعة الأجر. 19،18 وكانت النساء اللاتي يعشن في المناطق الريفية أكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي،20 حيث كانت خسائر الوظائف والدخل أعلى بكثير بالنسبة إلى النساء مقارنة بالرجال، ولا سيما في النُظم الزراعية والغذائية.21 وفي عام 2021، بلغت الفجوة بين الجنسين 3.8 نقاط مئوية، وتعاني نسبة 28.6 في المائة من النساء في العالم من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد مقارنة بما نسبته 24.8 في المائة من الرجال (الشكل 9).

الشكل 9 معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي لدى النساء أعلى منه بين الرجال على الصعيد العالمي وفي كل إقليم

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2023. قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية: مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي. في: منظمة الأغذية والزراعة. [ورد ذكره في 12 يوليو/تموز 2023] www.fao.org/faostat/ar/#data/FS.

ويبدو أن فجوة انعدام الأمن الغذائي بين الرجال والنساء قد ضاقت بشكل كبير على الصعيد العالمي في عام 2022، ويُعبِّر ذلك في جانب منه عن عودة المرأة إلى الأنشطة الاقتصادية في ظل تخفيف القيود المرتبطة بالجائحة، وضعف الآثار غير المتناسبة للجائحة على انعدام الأمن الغذائي لدى المرأة. وفي عام 2022، كانت نسبة 27.8 في المائة من النساء البالغات تعاني من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد مقابل 25.4 في المائة من الرجال، وكانت نسبة النساء اللاتي يواجهن انعدام الأمن الغذائي الشديد 10.6 في المائة مقابل 9.5 في المائة من الرجال. وانخفض الفرق في معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد بين الرجال والنساء من 3.8 نقاط مئوية في عام 2021 إلى 2.4 نقطة مئوية في عام 2022، وضاقت الفجوة في انعدام الأمن الغذائي الشديد من 2.4 إلى 1.1 نقطة مئوية (الشكل 9).ح

وتحققت تحسينات مشجعة في الفجوة بين الجنسين في كل من آسيا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، في الفترة من عام 2021 إلى عام 2022. وضاقت الفجوة بأكثر من نقطتين مئويتين بالنسبة إلى انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في كلا الإقليمين، وبنحو نقطتين مئويتين و1.3 نقطة مئوية بالنسبة إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد في آسيا وفي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي على التوالي. غير أن الفجوة ازدادت بنسبة هامشية في أفريقيا وفي أمريكا الشمالية وأوروبا بالنسبة إلى انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد، وبقيت على حالها تقريبًا بالنسبة إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد.

back to top