2024 حالة الغابات في العالم

الفصل 2 رغم تباطؤ إزالة الغابات، فإن الغابات تتعرّض لضغوط بسبب عوامل الإجهاد المرتبطة بالمناخ والطلب على منتجات الغابات آخذ في التزايد

2.2 تغيّر المناخ يجعل الغابات أكثر عرضة للضغوط الحيوية وغير الحيوية مثل حرائق الغابات والآفات

حرائق الغابات

يتأثر ما يقدَّر بنحو 340 إلى 370 مليون هكتار من سطح الأرض بالحرائق سنويًا (أي ما يعادل أقل بقليل من نصف مساحة أراضي القارة الأسترالية).27،26 وبحسب التقديرات، فقد أحرق نحو 331 مليون هكتار (استنادًا إلى بيانات مقياس الإشعاعية الطيفية للتصوير المتوسط الدقةي) في عام 2022، بما في ذلك أكثر من 29 مليون هكتار من الغابات.28 ولكن تجدر الإشارة إلى أن المساحة الفعلية المحروقة من المرجح أن تتجاوز الرقم المذكور، مع عدم اكتمال القياسات بسبب القيود التقنية والتحديات المرتبطة بالكشف عن الحرائق الصغيرة، والتغطية الزمنية، والغطاء السحابي. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على سبيل المثال، أشارت بيانات القمر الصناعي Sentinel-2 (بدقة مكانية تبلغ 20 مترًا) إلى إجمالي المساحة المحروقة في عام 2019 والتي كانت أكبر بنسبة 120 في المائة من تلك المقدَّرة من بيانات مقياس الإشعاعية الطيفية للتصوير المتوسط الدقة (بدقة مكانية قدرها 500 متر مربع). وهذا يؤكد أن الحرائق التي لم توضع على خرائط بواسطة مقياس الإشعاعية الطيفية للتصوير المتوسط الدقة، لم تؤخذ في الاعتبار بعد في عمليات التحليل العالمية.29

وتُعتبر الحرائق أداة تُستخدم على نطاق واسع لإدارة الأراضي لأغراض اجتماعية وبيئية مختلفة،30 ولكنّ الحرائق غير الخاضعة للسيطرة - حرائق الغابات - يمكن أن تكون لها آثار سلبية كبيرة على المستويات المحلية والوطنية والعالمية. ويتزايد تواتر حرائق الغابات وشدتها، بما في ذلك في المناطق التي لم تتأثر من قبل، لا سيما بسبب تغيّر المناخ وتغيّر استخدام الأراضي. فعلى سبيل المثال، كانت حرائق الغابات الشمالية مسؤولة في السابق عن نحو 10 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناجمة عن حرائق الغابات؛ غير أن هذه الحرائق بلغت، في عام 2021، مستوى مرتفعًا جديدًا (يُعزى ذلك إلى حد كبير إلى الجفاف لفترات طويلة، الذي تسبب في زيادة شدة الحرائق واستهلاك الوقود) وشكّلت ما يقارب ربع إجمالي انبعاثات حرائق الغابات.31 وفي عام 2023، شهد نصف الكرة الشمالي زيادة قياسية في نشاط الحرائق.32 ففي كندا، أدى حوالي 6 660 حريقًا إلى حرق 18.5 مليون هكتار (أي ما يعادل مساحة كمبوديا)،33 وهو ما يعادل سبعة أضعاف متوسط العشرين عامًا.

ويمكن أن تؤدي زيادة تواتر حرائق الغابات وشدتها، والتي هي في حد ذاتها ناجمة إلى حد كبير عن تغيّر المناخ، إلى تسريع حلقات التفاعل الإيجابية في دورة الكربون، ما يشكّل تحديًا أمام الجهود العالمية للتخفيف من تغيّر المناخ34 وتشير عمليات رصد السواتل إلى أن الحرائق أدت، في عام 2023، إلى انبعاث 6 687 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون على الصعيد العالمي،ك،28 وهو ما يمثّل أكثر من ضعف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للاتحاد الأوروبي بسبب حرق الوقود الأحفوري في ذلك العام (2.6 مليار طن).35 وإن الجمع بين النُهج المحلية وغيرها من النُهج التقليدية لإدارة الحرائق والتكنولوجيات والمعارف الحديثة يُعتبر ابتكارًا ناشئًا في مناطق مختلفة حول العالم.

الآفات

يجعل تغيّر المناخ الغابات أكثر عرضة للأنواع الغازية، ما يسبب تغييرات في توزيعها الجغرافي والظواهر الموسمية وكذلك في بعض جوانب الديناميات السكانية.36 ويمكن للآفات الحشرية ومسببات الأمراض أن تقلّل من نمو الأشجار وبقائها ونوعية الأخشاب وتوفير خدمات النظم الإيكولوجية من قبيل عزل الكربون. والغابات في جميع أنحاء العالم معرضة للغزو من الأنواع التي تنتمي إلى مجموعة واسعة من الأصناف.37 ويؤدي تغيّر المناخ والممارسات السيئة في إدارة الغابات أيضًا إلى زيادة تفشي الآفات الحشرية المحلية، مثل خنافس اللحاء.38

وإن التهديد الذي تشكّله الآفات على الغابات كبير: فعلى سبيل المثال، تسببت دودة خشب الصنوبر في أضرار كبيرة لغابات الصنوبر المحلية في جمهورية كوريا والصين واليابان، وأبلغت دائرة الغابات الكورية عن فقدان 12 مليون شجرة صنوبر بسبب الديدان بين عامي 1988 و2022. 39 وفي الولايات المتحدة الأمريكية، من المتوقع أن يتعرض 25 مليون هكتار من أراضي الغابات لخسائر تتجاوز 20 في المائة من المساحة القاعدية للأشجار المضيفة بسبب الحشرات والأمراض حتى عام 2027. 40

وإن رصد تدهور الغابات، بما في ذلك تفشي الآفات الحشرية والأمراض، لا يزال في مرحلة مبكرة على الصعيد العالمي. ومن الصعب أيضًا تحديد التكلفة الاقتصادية للأضرار، والتي تشمل خسائر الأخشاب، وتكاليف استبدال الأشجار، والتأثيرات على خدمات النظم الإيكولوجية، والنتائج الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية. 39 وهناك حاجة إلى ابتكارات تكنولوجية وفي مجال السياسات لتحسين فهم ومعالجة الدوافع المترابطة للاضطرابات الحرجية مثل الحرائق والآفات والأمراض - وتأثير تغيّر المناخ على هذه الدوافع - واتباع نُهج أكثر تكاملًا في إدارتها وتعزيز قدرة الغابات والسكان الذين يعتمدون على الغابات على الصمود.40

back to top أعلى الصفحة