info
close
السنغال. يعمل رجال ونساء المجتمع في Koyli Alpha في مشتل الأشجار الذي تم إنشاؤه كجزء من مبادرة الجدار الأخضر العظيم.
FAO/Benedicte Kurzen/NOOR ©

2024 حالة الغابات في العالم

الفصل 5 يجب توسيع نطاق الابتكار بشكل مسؤول لتعظيم مساهمات قطاع الغابات في تحويل النظم الزراعية والغذائية والتحديات العالمية الأخرى

الرسائل الرئيسية
  • يمكن لخمسة إجراءات تمكينية أن تشجّع الابتكار المسؤول والشامل الذي يعمل على تحسين الحلول القائمة على الغابات لمواجهة التحديات العالمية: (1) إذكاء الوعي بأهمية الابتكار وخلق ثقافة تعزز الابتكار لإحداث تغيير إيجابي؛ (2) وتعزيز المهارات والقدرات والمعارف لضمان أن يكون لدى أصحاب المصلحة في قطاع الغابات القدرة على إدارة توليد الابتكارات واعتمادها؛ (3) وتشجيع الشراكات التحويلية للحد من المخاطر المتعلقة بالابتكار في قطاع الغابات، وإتاحة الفرص لنقل المعارف والتكنولوجيا، ووضع الضمانات المناسبة؛ (4) وضمان إتاحة المزيد من الموارد المالية للجميع لتشجيع الابتكارات في قطاع الغابات؛ (5) وتهيئة بيئة سياساتية وتنظيمية تحفز الابتكار في قطاع الغابات.

1.5 يمكن لخمسة إجراءات تمكينية أن تشجّع الابتكار المسؤول والشامل الذي يعمل على تحسين الحلول القائمة على الغابات لمواجهة التحديات العالمية

عادةً ما تظهر الابتكارات نتيجة للعديد من التفاعلات المعقدة بين الجهات الفاعلة داخل النظام الإيكولوجي للابتكار. ولكن تجدر الإشارة إلى أن النظم الإيكولوجية للابتكار تتمتع بخصائص فريدة تعتمد على السياق. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التعقيد الذي يتسم به قطاع الغابات العالمي يعني أنه ينبغي توليد الابتكارات المسؤولة واعتمادها بطرق مصمَّمة ومناسبة للسياقات المحددة التي توَلّد وتُعتمد ضمنها. وعلى المستويات التنظيمية أو القضائية أو العالمية، تتطلّب النظم الإيكولوجية القوية للابتكار والتي تعمل بشكل جيّد، تقديرًا للإبداع والتعاون؛ والتمتع بالمعارف والمهارات المناسبة، ووجود نظم للتعلّم الجماعي وآليات للحوكمة وأطر لإدارة المخاطر؛ وتوفير الموارد الطبيعية والبشرية والمالية الكافية.

ومن المرجح أن تكون الابتكارات في قطاع الغابات أكثر فعالية عندما تدمج العلوم والمعارف التقليدية من خلال نُهج عملية شاملة. وهناك حاجة إلى الاستثمار في البحث والتطوير المتكاملين لدفع عجلة التقدّم التكنولوجي وتحسين العمليات وتطوير المنتجات القابلة للتكيّف؛ وبناء المهارات والمعارف؛ وإنشاء نماذج لسدّ الفجوة بين الأطر المتباينة للعلوم والمعارف التقليدية. وغالبًا ما تكون الحكومات هي الداعم الرئيسي للبحث والتطوير، لكن تطبيق الابتكارات في الواقع يعتمد إلى حد كبير على التمويل والاستثمار من جانب القطاع الخاص والمجتمع المدني، فضلًا عن التعاون بينهما واعتمادهما للابتكارات.

ويمكن للابتكار أن يؤدي إلى فائزين وخاسرين، وقد يؤدي، إذا صُمّم على نحو سيء، إلى تفاقم عدم المساواة والتهميش القائمَين. وللحد من هذه المخاطر، ينبغي أن تكون عمليات توليد الابتكار واعتماده شاملة ومحددة السياق، وينبغي أن تدعم مشاركة جميع أصحاب المصلحة في قطاع الغابات، وبالتالي المساعدة في ضمان أن تكون الابتكارات ملائمة للمكان والأفراد والتحديات المطروحة. ومجموعات أصحاب المصلحة الممثلة تمثيلًا ناقصًا والتي ينبغي تمكينها ودعمها في مجال الابتكار والعمليات ذات الصلة، عادة ما تشمل الفئات التالية:

  • النساء. توجد اختلالات في التوازن بين الجنسين في أجزاء عديدة من قطاع الغابات في جميع أنحاء العالم،258 غير أن المساواة بين الجنسين في منظمة ما تساعد على تسخير وجهات نظر ومواهب متنوّعة للابتكار وحلّ المشاكل وتعزيز الأداء التنظيمي (بما في ذلك الأداء المالي).195 ولذلك، يجب أن تسعى عمليات الابتكار في قطاع الغابات إلى ضمان المساواة بين الجنسين.259

  • الشعوب الأصلية وأصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات الريفية. إن التعاون الفعلي بين الباحثين والتقنيين والشعوب الأصلية وأصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات الريفية سيمكِّن من دمج العلوم والمعارف التقليدية والأصلية. ويمكن لهذا أن يقلّل من خطر أن تكون الابتكارات غير مناسبة ثقافيًا وأن يزيد من آثارها الإيجابية.260

  • الشباب. غالبًا ما يقود الشباب الابتكار،261 ويمكن أن يساعد دمجهم أيضًا على تحسين إدارة الغابات وعمليات اتخاذ القرارات.262 وتُعدّ الجهود الرامية إلى تسخير قدرات الشباب بشكل أفضل أمرًا بالغ الأهمية لعمليات الابتكار الفعالة.

وتؤدي العديد من المجموعات أدوارًا رئيسية في تمكين الابتكار، بما في ذلك الجهات التالية:

  • الحكومات الوطنية، على سبيل المثال، من خلال تنفيذ المعايير والحوافز والسياسات الوطنية للابتكار، ودعم البحث والتطوير (بما في ذلك ماليًا)، والتوعية والترويج، وتسهيل التعاون؛

  • والمنظمات الدولية، على سبيل المثال، من خلال المساعدة في وضع المعايير، وإدارة المعرفة الابتكارية، والتوعية والترويج، وتسهيل التعاون، وتوفير التمويل، وتطوير توجيهات سياساتية داعمة؛

  • والمؤسسات التعليمية، لا سيما من خلال المساهمة في البحث والتعليم والتدريب والتوعية في مجال الابتكار؛

  • وأجهزة البحث والتطوير، على سبيل المثال، من خلال توليد الابتكارات القائمة على الأدلة والنُهج والمنهجيات ذات الصلة، واختبارها وتبادلها؛

  • والقطاع الخاص، على سبيل المثال، من خلال وضع نُهج ومنتجات مبتكرة واعتمادها، وتوفير فرص التدريب، والمساهمة في البحث والتطوير (بما في ذلك ماليًا)، وتقديم الدعم في مجالي التواصل والدعوة؛

  • والمجتمع المدني، على سبيل المثال، من خلال وضع نُهج ومنتجات مبتكرة واعتمادها، والدعوة إلى التغيير، وإذكاء الوعي، وتشجيع التعاون، وتقديم الرؤى الشعبية، وتحفير ريادة الأعمال الاجتماعية وضمان المساءلة.

واستنادًا إلى الأدبيات الموجودة ودراسات الحالة المقدمة في الفصل 4، يرد أدناه وصف لخمسة إجراءات تمكينية رئيسية لتطوير نظم إيكولوجية قوية للابتكار في قطاع الغابات وتوليد ابتكارات مسؤولة واعتمادها. ويرد أيضًا اقتراح إجراءات محددة لتنظر فيها الحكومات الوطنية والمنظمات الدولية أساسًا.

1. إذكاء الوعي بأهمية الابتكار وخلق ثقافة تعزز الابتكار لإحداث تغيير إيجابي.

يتطلّب الابتكار ثقافة تمكينية تشجّع الفضول والإبداع والتساؤل والمخاطرة.186 وتعتمد كيفية تسخير هذه العناصر الثقافية والترويج لها من قبل كيان (مثل شركة أو مؤسسة أو بلد) إلى حد كبير على تراثه التاريخي ونظم القيم والمعتقدات. ولكن الهدف الأساسي يجب أن يتمثل في توفير سياق إيجابي يمكّن الكيان من تبنّي التفكير في ممارساته الحالية والتفكير في التغيير وتحديد الإجراءات اللازمة لإحداث تغيير إيجابي. وفي العديد من السياقات، سيتطلّب تطوير ثقافة الإبداع إذكاء الوعي - أي الأنشطة التي تعمل على زيادة فهم المنافع التي يمكن أن يجلبها الابتكار.

وفي ما يلي الإجراءات المحددة التي يمكن للحكومات والمنظمات الدولية اتخاذها:

  • وضع نُهج لزيادة الابتكار التنظيمي ودعم الثقافة التي تعزز الابتكار المسؤول والشامل وإثبات جدوى تلك النُهج. ويمكن أن يشمل ذلك أمثلة توضح قوة الابتكارات التعاونية ونطاقها والدور الذي يمكن أن تؤديه ثقافة الابتكار في دعم المحافظة على الغابات وإصلاحها واستخدامها المستدام، فضلًا عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛

  • وتوفير أدوات للمؤسسات لتقييم ثقافة الابتكار الخاصة بها وتحسينها بشكل مستمر واستخدام الابتكارات، بما في ذلك إدارة البيانات والمعلومات لتوجيه عملية اتخاذ القرارات الشاملة والقائمة على الأدلة؛

  • وإجراء عمليات تقييم منتظمة للأنشطة المبتكرة في قطاع الغابات من أجل تحديد الفرص المتاحة أمام الابتكار والتحديات التي يواجهها؛

  • وتوفير الحوافز لجميع أصحاب المصلحة في قطاع الغابات للمشاركة في الجهود التعاونية التي تسعى إلى إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المشتركة.

2. تعزيز المهارات والقدرات والمعارف لضمان أن يكون لدى أصحاب المصلحة في قطاع الغابات القدرة على إدارة توليد الابتكارات واعتمادها.

يُعدّ قطاع التثقيف الحرجي الحيوي ضروريًا لتطوير المهارات والمعارف اللازمة لتعظيم مساهمات الغابات والأشجار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف العالمية للغابات، ويُعتبر فهم الابتكار عنصرًا أساسيًا في هذا السياق.262 وسيكون قطاع التثقيف الحرجي أكثر قدرة على الاستفادة من الفرص المتاحة في القطاعات الأخرى لتوسيع نطاق الابتكار إذا كان مرتبطًا بشكل جيد بالبحث واحتضان الأعمال.

وتميل المنظمات إلى التغاضي عن الحاجة إلى المهارات «الشخصية» التي تمكِّن التفاعلات البشرية الفعالة، ولكنها مكوّنات أساسية لعمليات الابتكار المسؤول والشامل.264 ولذلك، إضافة إلى تطوير المهارات التقنية، ينبغي أن يطوّر قطاع الغابات المهارات الشخصية اللازمة لإدارة عمليات الابتكار وتقنياته ومنهجياته.

وترد في ما يلي الإجراءات المحددة التي يمكن للحكومات والمنظمات الدولية اتخاذها:

  • جمع وتنظيم المعلومات والموارد المتعلقة ببرامج التعليم وشبكات المعلمين والشراكات ومجتمعات الممارسة في مجال الابتكار الواسع في قطاع الغابات؛

  • وإجراء عمليات تقييم للاحتياجات لفهم القدرات والمهارات الابتكارية التي يفتقر إليها قطاع الغابات وتحديد أولويات دمجها في المناهج التعليمية؛

  • وإعداد أدلة لتحفيز المهارات والمعارف والقدرات اللازمة للابتكار في قطاع الغابات؛

  • ودعم منصات التعلّم من الأقران والبرامج الميدانية المتكاملة لتمكين توسيع نطاق الممارسات الجيدة المتعلقة بالابتكار واختبار التقنيات والمنهجيات المبتكرة؛

  • ودعم تحسين المعارف التقنية والابتكارية في خدمات الإرشاد الحرجي وتشجيع المجتمعات على تطوير حلول مبتكرة باستخدام طرق مثل المدارس الحقلية للمزارعين وغيرها من مؤسسات التدريب المهني؛

  • ودعم البحث والتطوير لزيادة قاعدة الأدلة على جميع أنواع الابتكار لإحراز تقدّم في المحافظة على الغابات وإصلاحها واستخدامها المستدام. ومن الممكن دمج الدروس المستفادة في التعليم والتدريب في قطاع الغابات، بما في ذلك مؤسسات التعليم العالي وغيرها من مؤسسات التدريب المهني، لتشجيع الفهم الأوسع للابتكار في قطاع الغابات.

وترد في ما يلي الإجراءات المحددة التي يمكن لمعاهد التعليم والبحث اتخاذها:

  • دمج الابتكار (مع التركيز على المسؤولية والشمول كعناصر أساسية) في مناهج التعليم والمواد التدريبية المتعلقة بالغابات؛

  • وتسهيل البحوث المتكاملة حول الابتكار، بالاعتماد على العلوم والمعارف التقليدية؛

  • وتطوير الأبحاث حول مختلف أنواع الابتكارات (وحزم الابتكارات)، والتي ينبغي أن تكون تعاونية للتأكد من أنها قائمة على الطلب، ومناسبة للسياق، وقادرة على توليد أدوات عملية.

3. تشجيع الشراكات التحويلية للحد من المخاطر المتعلقة بالابتكار في قطاع الغابات، وتوفير الفرص لنقل المعرفة والتكنولوجيا، ووضع الضمانات الملائمة.

هناك حاجة إلى إقامة شراكات تحويلية، تشمل الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والبحوث والأوساط الأكاديمية والنساء والشباب والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، على جميع المستويات لدعم توليد الابتكارات المسؤولة في قطاع الغابات واعتمادها.265 وتعمل مراكز الابتكار وأنماط التواصل الأخرى على تعزيز التفاعلات بين أصحاب المصلحة وتمكين التعاون ونقل المعارف والمهارات والتداعيات الإيجابية (أي الآثار غير المقصودة للتفاعلات التي تدعم توسيع نطاق الابتكارات). ويمكن للشراكات الناشئة عن المشاركة الطويلة الأجل بين مختلف أصحاب المصلحة أن تكون تحويلية؛ أي أنها يمكن أن تحقق تحولات في النظام من نظم غير مستدامة إلى نظم أكثر استدامة.266 ويُظهر النهج المتبع في عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية قوة الشراكات المبتكرة لتمكين توليد الابتكارات واعتمادها (الإطار11 ).

الإطار 11استخدام نُهج الشراكة المبتكرة للمساعدة على دفع عجلة التقدّم في عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية

تشترك المنظمة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في قيادة تنفيذ عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية في جميع أنحاء العالم. وقد حفزت فرقتا العمل اللتان تقودهما المنظمة والوارد وصفهما في دراسة الحالة 9، إقامة شراكات قوية بين مجموعة متنوّعة من أصحاب المصلحة في عملية الإصلاح لخلق رؤية مشتركة لإصلاح النظم الإيكولوجية، والمواءمة بشكل تعاوني، ومعالجة القدرات والفجوات التكنولوجية، ودفع الابتكار القائم على الأدلة. وفي غضون ثلاث سنوات، وضع الفريقان الأساس والبيئة التمكينية لعقد الأمم المتحدة، مع تحقيق الإنجازات التالية (من بين إنجازات عديدة):

  • وضع رؤية مشتركة لإصلاح النظم الإيكولوجية من خلال نشر مبادئ إصلاح النظم الإيكولوجية؛

  • ونشر معايير الممارسة لإصلاح النظم الإيكولوجية لتوجيه القائمين على التنفيذ في تطوير مشاريع إصلاح فعالة تعكس مبادئ إصلاح النظم الإيكولوجية؛

  • ووضع خطة عمل بشأن القدرات والمعرفة والتعلّم لعقد الأمم المتحدة؛

  • وتقدّم الابتكار التكنولوجي من خلال وضع إطار مراقبة إصلاح النظم الإيكولوجية (يرد وصفه في دراسة الحالة 9).

ومن خلال تمكين التعاون القوي بين جهات فاعلة شديدة التنوّع، تقوم فرقتا العمل اللتان تقودهما المنظمة، وثلاثة فرق عمل أخرى في إطار عقد الأمم المتحدة بقيادة البنك الدولي (فرقة العمل المعنية بالتمويل)، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (فرقة العمل المعنية بالعلوم)، وفريق الأمم المتحدة الرئيسي المعني بالأطفال والشباب (فرقة العمل المعني بالشباب) بالتغلّب على عدم التوافق بشأن إصلاح النظام الإيكولوجي، ونقص التمويل والقدرات، والصعوبات في توفير المراقبة والإبلاغ على نحو شفاف. وعلى هذا النحو، فإنها تمكِّن من نشر الابتكارات الناجحة على شبكة عالمية من الممارسين وصانعي السياسات، وتحتفي بالقيادة القطرية في مجال ابتكارات الإصلاح وتدعمها، ما يساعد على ترجمة الالتزامات الطموحة بشأن الإصلاح إلى إجراءات فعالة على أرض الواقع.

ويسعى قطاع الغابات بشكل متزايد إلى التعاون مع القطاعات الأخرى (بما في ذلك داخل الحكومات والمنظمات وفي ما بينها)،267 جزئيًا للوصول إلى معارف القطاعات الأخرى ومهاراتها. ويمكن أن يؤدي هذا التعاون (على سبيل المثال، تبادل البيانات وتحديد المشاكل وتصميم البرامج بشكل مشترك) إلى تطوير ابتكارات قد لا تنشأ لولا ذلك.

وترد في ما يلي الإجراءات المحددة التي يمكن للحكومات والمنظمات الدولية اتخاذها:

  • تقييم المنصات الحالية لتبادل المعارف بين العلوم والسياسات والممارسات لضمان أن تكون المعارف الناشئة في متناول الجميع؛

  • والاستخدام الأمثل للمنتديات الإقليمية والعالمية القائمة، مثل هيئات الغابات الإقليمية ومنصات أصحاب المصلحة المتعددين، لتحديد الاحتياجات والفرص لتشجيع وتوسيع نطاق الابتكار المسؤول والشامل في قطاع الغابات.

4. ضمان إتاحة المزيد من الموارد المالية للجميع لتشجيع الابتكارات في قطاع الغابات.

يمكن أن تكون المخاطر المرتبطة بتوليد الابتكار واعتماده كبيرة. وينطبق ذلك بشكل خاص على بلدان الجنوب، حيث غالبًا ما تكون المفاضلات بين الأهداف المتنافسة كبيرة أيضًا، ما يحدّ من الاستثمارات المتاحة.268 وتُعدّ زيادة الوصول إلى التمويل - بما في ذلك للمنتجين أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات الريفية - شرطًا أساسيًا لبناء نظم إيكولوجية ابتكارية قوية، وتوسيع نطاق الابتكار في قطاع الغابات. ويمكن أن تساعد زيادة توافر التمويل على معالجة القضايا النظامية التي تعيق عملية توسيع النطاق (على سبيل المثال من خلال معالجة العوامل الخارجية في الإدارة المستدامة للغابات) وتحفيز دورات الاستثمار الحميدة التي تعزز المزيد من الابتكار.

وترد في ما يلي الإجراءات المحددة التي يمكن للحكومات والمنظمات الدولية اتخاذها:

  • مساعدة البلدان في الحصول على التمويل للابتكارات التي تدعم بشكل مباشر المحافظة على الغابات وإصلاحها واستخدامها المستدام؛

  • وتقديم حوافز مالية لتطوير الابتكارات التي تولّد منافع عامة وتفيد بشكل خاص الشعوب الأصلية والنساء والشباب والمنتجين أصحاب الحيازات الصغيرة؛

  • والحد من المخاطر المرتبطة بالابتكار من خلال تشجيع المنظمات والجامعات على العمل معًا كفرق من خلال التمويل الجزئي لعمليات البحث والتطوير التعاونية.269

5. تهيئة بيئة سياساتية وتنظيمية تحفز الابتكار في قطاع الغابات.

يمكن لمجموعات السياسات التكميلية والمتماسكة أن تساعد أصحاب المصلحة على التغلّب على التعقيدات وتبعيات المسار داخل النظام الإيكولوجي للابتكار من خلال تعزيز قدراتهم. وهناك حاجة إلى وضع سياسات تساعد على تقليل المخاطر في عمليات الابتكار وتقليل التفاوتات المحتملة والمنافع غير المتساوية للابتكار. ووصف Cirera وMaloney (2017)270 «سلّم القدرات»، الذي يتطوّر من خلاله النظام الإيكولوجي للابتكار ليدعم بشكل متزايد القدرات ذات المستوى الأعلى داخل النظام الإيكولوجي. ويقدّم هذا المفهوم أساسًا لتوجيه عملية تطوير سياسات راسخة وداعمة. وتشمل المراحل الثلاث للسلم المتحرك تطوير المهارات العلمية والتكنولوجية والهندسية والرياضية، والقدرات الإدارية والتنظيمية، والبنية التحتية الأساسية (المرحلة 1)؛ وتحسين جودة البحث والابتكار، وتعزيز القدرات التكنولوجية وتشجيع البحث والتطوير (المرحلة 2)؛ والبحث والتطوير على المدى الطويل، والبرامج التكنولوجيا ومشاريع الابتكار التعاوني (المرحلة 3). ويدعم المزيج الصحيح من السياسات الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثالثة.

وترد في ما يلي الإجراءات المحددة التي يمكن أن تتخذها الحكومات والمنظمات الدولية:

  • تقديم المشورة حول أفضل الممارسات بشأن الأطر السياساتية والتنظيمية والقانونية لتحسين البيئة التمكينية للنظم الإيكولوجية للابتكار، وتعظيم النتائج الإيجابية المتوقعة، وتقليل المقايضات، ووضع ضمانات حيثما توجد مخاطر كبيرة؛

  • واعتماد سياسات وممارسات تنظيمية مناسبة اجتماعيًا وثقافيًا وقائمة على الأدلة، وأفضل الممارسات التي تدعم تطوير الابتكارات السريعة الاستجابة والشاملة في قطاع الغابات، مع ضمان وضع ضمانات لتقليل الفوارق والتوزيع غير العادل للمنافع.

إطلاق العنان لقوة الابتكار

يهتم مليارات الأشخاص بالفعل بالغابات والأشجار بسبب المنافع التي تجلبها، بدءًا من توفير المنتجات الخشبية والمنتجات الحرجية غير الخشبية، إلى خدمات النظم الإيكولوجية مثل تنظيم المناخ وتوفير الموائل، وصولًا إلى أدوارها الإيجابية في صحة الإنسان ورفاهه. وتشير الأدلة إلى أن العالم يقف على حافة تغيّرات بيئية كبيرة، مع ما يترتب عن ذلك من آثار سلبية للغاية على الفقر والجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. ومن الضروري إيجاد حلول سريعة وعلى نطاق واسع، وللغابات والأشجار دور واضح تؤديه من خلال المحافظة عليها وإصلاحها واستخدامها المستدام. ولتحقيق إمكانات الغابات والأشجار، لا بدّ من تسليط الضوء على قوة الابتكارات المسؤولة والشاملة والاستثمار فيها.

وتوفر الإجراءات التمكينية المذكورة أعلاه نقطة انطلاق للعمل على تقليل العوائق التي تحول دون تحقيق التأثيرات الإيجابية للابتكارات المسؤولة والشاملة وتعظيمها. وقد صُمّمت ليعزز بعضها بعضًا ولا تُنفّذ بشكل منفصل. فعلى سبيل المثال، يعتمد تعزيز المهارات والمعارف على الموارد المالية والسياسات المستهدفة، والتي بدورها يمكن أن تعزز التعاون الذي يؤدي إلى التغيير الثقافي نحو تقدير أكبر للابتكار المسؤول والشامل.

وإن فرص الابتكارات في قطاع الغابات هائلة، مع وجود آفاق مثيرة لتحسين جميع أنواع الابتكارات الخمسة. وهناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتوفير قاعدة الأدلة لزيادة المعرفة حول آثار الابتكار وأولوياته في قطاع الغابات.

ولا بدّ من أن يكون اعتماد أي ابتكار في قطاع الغابات مصحوبًا برصد وتقييم قويين وإدارة تكيفية قائمة على التعلّم. وتعمل التكنولوجيات الناشئة والتقدّم في العلوم السلوكية على زيادة الخيارات المتاحة لفهم آثار الابتكار.

ويتطلّب تسخير إمكانات الابتكار في قطاع الغابات ضمانات لضمان تنفيذها على نحو مسؤول وشامل. وفي نهاية المطاف، يعني ذلك اعتماد الابتكارات الصحيحة في المكان المناسب للأسباب الصحيحة. ويجب أن تعكس الابتكارات احتياجات المستخدمين النهائيين والمستفيدين الآخرين وتطلعاتهم وظروفهم الفريدة، وأن تراعيها. وإن إطلاق العنان لقوة الابتكار يوفر وسيلة لإحراز تقدّم أسرع في تحقيق الأهداف الجماعية في ما يتعلق بالغابات وبناء مستقبل أكثر استدامة.

back to top أعلى الصفحة