يعدّ تلوث المياه أزمة عالمية متنامية تؤثر بشكل مباشر على الصحة والتنمية الاقتصادية والأمن الغذائي. وعلى الرغم من أن الأنشطة البشرية الأخرى مثل المستوطنات البشرية (التوسع الحضري) والصناعة هي من العوامل المساهمة الرئيسية، فإن الزراعة قد أصبحت المصدر المهيمن للتلوث في الكثير من البلدان. ويشكّل تدهور جودة المياه تهديدًا كبيرًا لسلامة الغذاء والأمن الغذائي.
وتشير التقديرات حاليا إلى أن نحو 250 2 كيلومترًا مكعبا سنويا من النفايات السائلة يتم تصريفها في البيئة، و330 كيلومترًا مكعبا سنويا كمياه الصرف من المناطق الحضرية، و660 كيلومترًا مكعبا سنويا كمياه الصرف الصناعي (بما في ذلك مياه التبريد) و260 1 كيلومترًا مكعبا سنويا كمياه الصرف الزراعي.
وإن قدرة التربة على تخزين الملوّثات التي تنقلها المياه وتثبيتها وتحليلها تتجاوزها معالجة التربة البشرية المنشأ في أراضي زراعة المحاصيل والمراعي، لدرجة أن مستويات مرتفعة من النيتروجين والملوحة والطلب البيولوجي على الأكسجين في المياه العذبة تنتشر على نطاق واسع.
وزاد الاستخدام الزراعي للأسمدة النيتروجينية الاصطناعية التفاعلية بشكل مطّرد منذ عام 2000، من حوالي 81 مليون طن إلى ذروة بلغت 110 ملايين طن في عام 2017، مع وجود مؤشرات على حدوث انخفاض طفيف في عام 2018. ويشكّل إنتاج الأسمدة الصناعية والتثبيت البيولوجي للنيتروجين في الزراعة 80 في المائة من تثبيت النيتروجين البشري المنشأ. ويُعدّ معدل النمو العالمي لاستخدام الفوسفور في الزراعة متواضعا، فقد كان يبلغ 32 مليون طن في عام 2000، ثم بلغ ذروة 45 مليون طن في عام 2016، يليها انخفاض حاد. وتشير التقديرات إلى أن إجمالي مدخلات الفوسفور إلى المسطحات المائية من الاستخدام البشري يبلغ حوالي 1.47 مليون طن سنويا، يأتي 62 في المائة منها من مصادر ثابتة (منزلية وصناعية) و38 في المائة من مصادر منتشرة (زراعية). وزاد الاستخدام الزراعي للبوتاس من 22 مليون طن في عام 2000 إلى ذروة بلغت 39 مليون طن تقريبًا في عام 2018. ولم يكن التأثير على التخثث في المياه العذبة ملحوظًا، كما هو الحال بالنسبة إلى النيتروجين والفوسفور، على الرغم من أنها تساهم في الملوحة من الجريان السطحي.
وإن التلوث الناجم عن الملوّثات الكيميائية الناشئة، بما في ذلك مبيدات الآفات، والمستحضرات الصيدلانية للماشية والبلاستيك، والمقاومة المحتملة لمضادات الميكروبات التي لا يوجد لها حاليا سوى القليل من التنظيم أو المراقبة، تشكّل مسائل مثيرة للقلق بشكل خاص. وتوضح الخريطة 11 الأقاليم التي تدعو إلى القلق في ما خص مبيدات الآفات.
تنتج الزراعة البعلية 60 في المائة من غذاء العالم في مساحة قدرها 80 في المائة من الأراضي المزروعة. وتنتج الزراعة المروية 40 في المائة على 20 في المائة من الأراضي.
واحتلت المناطق الحضرية أقل من 0.5 في المائة من سطح الأرض في عام 2000. غير أن النمو السريع للمدن (في عام 2018، كان 55 في المائة من سكان العالم من سكان المناطق الحضرية) كان له تأثير كبير على الموارد من الأراضي والمياه، ما يُعدّ تعديًا على الأراضي الزراعية الجيدة.
وحوالي 33 في المائة منها متدهور بشكل يتراوح ما بين المعتدل والشديد.
ويؤدي تآكل التربة إلى التخلص من 20 إلى 37 مليار طن من التربة السطحية سنويًا، ما يقلل من غلة المحاصيل وقدرة التربة على تخزين وتدوير الكربون والمغذّيات والمياه. وتقدّر الخسائر السنوية في إنتاج الحبوب بسبب التآكل بما يعادل 7.6 ملايين طن.
وعلى الصعيد العالمي، تمثّل الزراعة 876 2 كيلومترًا مكعبًا أو 71 في المائة من جميع عمليات سحب المياه السطحية والجوفية، لأغراض الري بشكل أساسي. وتوفر المياه الجوفية 35 في المائة من المساحة المجهزة للري.
وقد ارتفع المؤشر 6-4-2 لأهداف التنمية المستدامة المعنية بالإجهاد المائي العالمي من 15.4 في المائة في عام 2017 إلى 18 في المائة في عام 2018، مع وجود اختلافات إقليمية كبيرة.
وبلغ إجمالي المصيد من الأسماك في المياه الداخلية 11.9 ملايين طن في عام 2019، وهو ما يمثّل 13 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي لمصايد الأسماك الطبيعية. وأنتج 17 بلدًا فقط 80 في المائة من إجمالي المصيد من الأسماك في العالم. وتحوز آسيا على أعلى معدل من مصيد الأسماك في المياه الداخلية، إذ يشكل 66 في المائة من إجمالي مصيد الأسماك على الصعيد العالمي.