الشرق الأدنى وشمال إفريقيا نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية 2022: إحصائيات واتجاهات

1.1 انتشار نقص التغذية

يُستخلص مؤشر انتشار نقص التغذية الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة من البيانات القُطرية الرسمية بشأن الإمدادات الغذائية واستهلاك الغذاء والاحتياجات من الطاقة، مع الأخذ في الاعتبار الخصائص الديموغرافية مثل العمر ونوع الجنس ومستويات النشاط البدني. والمؤشر مصمم في المقام الأول لقياس حالة الحرمان من إمدادات الطاقة الغذائية الممتدة لأكثر من عام، وبالتالي فهو لا يقيس الآثار قصيرة الأجل المترتبة على الأزمات المؤقتة أو عدم تناول ما يكفي من العناصر الغذائية الأساسية لفترة مؤقتة.

وتسعى منظمة الأغذية والزراعة دوماً إلى تحسين دقة تقديرات انتشار نقص التغذية من خلال أخذ المعلومات الجديدة بعين الاعتبار وتحديث السلسلة التاريخية بأكملها في كل تقرير تصدره. ولهذا السبب، يجب استخدام سلسلة التقديرات الحالية فقط، بما في ذلك القيم الخاصة بالسنوات الماضية.

ما فتئت معدلات الجوع في ارتفاع في الدول العربية¹ منذ عام 2014، ما يهدد بنسف التقدم المحرز منذ عام 2000. فقد بلغ معدل انتشار نقص التغذية 12.2 في المائة في عام 2021، وهو قريب من مستواه لعام 2001، وأعلى من المتوسط العالمي البالغ 9.8 في المائة. كما تواجه المنطقة العديد من التحديات، بما في ذلك الآثار الناجمة عن تغير المناخ ونزاعات ممتدة وكوارث طبيعية، وكلها عوامل تساهم في انتشار نقص التغذية. فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين عانوا من نقص التغذية بنسبة 55 في المائة بين عامي 2010 و2021، ليصل إلى 54.3 مليون، وهذا الرقم أكبر بمقدار 3.2 مليون عن ذلك المسجل في عام 2020، وهو نتيجة للتأثير الممتد لجائحة كوفيد-19 على اقتصادات المنطقة وسبل عيش الناس. ¹ تشير البيانات والتحليلات الواردة في هذا التقرير إلى الدول العربية: الجزائر، البحرين، جزر القمر، جيبوتي، مصر، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، موريتانيا، المغرب، عُمان، قطر، السعودية، الصومال، السودان، سوريا، تونس، الإمارات، اليمن، فلسطين.

على وجه الخصوص، سُجِّلت الزيادات في معدل انتشار نقص التغذية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل والبلدان التي تعاني من نزاعات منذ عام 2010، وكذلك في البلدان غير المتأثرة بنزاعات منذ عام 2015 (انظر مجموعات البلدان في المرفق رقم 4). وظل متوسط معدل انتشار نقص التغذية في المنطقة في ارتفاع مطرد منذ عام 2014، رغم أنه يظل أقل بقليل من المعدل المسجل سنة 2000 (13 في المائة). ووفقاً للتصنيف الفرعي لبلدان المنطقة من حيث الدخل، تعاني البلدان منخفضة الدخل من أعلى معدل لانتشار نقص التغذية، حيث تبلغ نسبته 28.9 في المائة، بينما تسجل البلدان ذات الدخل المرتفع أدنى نسبة عند 4.3 في المائة. ويتسم معدل انتشار نقص التغذية في البلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا بأنه أعلى من المعدل المسجل في البلدان ذات الدخل المنخفض بسبب الآثار المترتبة على النزاعات الممتدة في العديد من البلدان المدرجة في هذه المجموعة الفرعية. كما ظلت معدلات انتشار الجوع في البلدان التي تعاني من نزاعات أعلى بكثير منها في البلدان التي لا تشهد أي نزاعات. وفي عام 2021، بلغ معدل انتشار نقص التغذية في البلدان التي تعاني من نزاعات 23.9 في المائة مقارنة بـ 5.8 في المائة في البلدان غير المتأثرة بأي نزاعات.

تتوفر تقديرات فردية لـ 16 دولة عربية من أصل 22 دولة. وتُظهر معظم البلدان (10 من أصل 16 مدرجة في القائمة) التي تتوفر عنها بيانات زيادة في معدل انتشار نقص التغذية خلال الفترتين 2013-2015 و2019-2021. وتظهر البيانات أن معدل انتشار نقص التغذية اتجه نحو الزيادة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل (باستثناء الجمهوريّة الجزائريّة الديمقراطيّة الشعبيّة وجمهوريّة جيبوتي وجمهورية العراق)، لكنه انخفض بشكل طفيف (0.3 نقطة مئوية) في مجموعة البلدان ذات الدخل المرتفع. وسُجِلَ أعلى معدل لانتشار نقص التغذية في المنطقة للفترتين في الجمهورية اليمنية التي تعاني من نزاع وتصنف على أنها من البلدان ذات الدخل المنخفض، ليبلغ 41.4 في المائة في الفترة 2019-2021. كما تظهر أحدث التقديرات أن أدنى مستويات انتشار نقص التغذية، أي أقل من 4 في المائة، قد لوحِظَت في دولة الكويت والمملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية. وتعاني المملكة الأردنية الهاشمية من ارتفاع معدل انتشار نقص التغذية بسبب تدفق اللاجئين، بينما واجهت الجمهورية اللبنانية تحديات اقتصادية خطيرة في السنوات الأخيرة.

في عام 2021، بلغ عدد الأشخاص الذين عانوا من نقص التغذية في المنطقة العربية 54.3 مليون، مقارنة بـ 36.6 مليون في عام 2000، ما يعني زيادة نسبتها 48.3 في المائة (الجدول 2). وبالمقارنة مع عام 2020، ارتفع عدد الأشخاص الذين عانوا من نقص التغذية بمقدار 3.2 مليون. وسُجِلَت الزيادات السنوية في مجموعات البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا وأقل البلدان نمواً والبلدان التي تعاني من نزاعات والبلدان التي لا تشهد نزاعات في المنطقة. كما تظهر الأرقام انخفاضاً معتدلاً من عام لآخر في معدل انتشار نقص التغذية في عام 2021 في مجموعات البلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا والبلدان ذات الدخل المرتفع.

بلغ عدد الأشخاص الذين عانوا من نقص التغذية في البلدان منخفضة الدخل 31 مليون، مقارنة بـ 11.2 مليون في البلدان متوسطة الدخل من الشريحة العليا، و9.6 مليون في البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، و2.6 مليون في البلدان مرتفعة الدخل. وبلغ عدد الأشخاص الذين عانوا من نقص التغذية في البلدان التي تشهد نزاعات 37.8 مليون، وهو أكثر من ضعف العدد المسجل في البلدان التي لا تشهد أي نزاعات (16.5 مليون شخص).

وبالنتيجة، يوجد في المنطقة ما نسبته 7 في المائة من العدد الكلي للأشخاص الذين عانوا من نقص التغذية على مستوى العالم في عام 2021 والذي بلغ 767.9 مليون شخص.