حالة الغابات في العالم 2022

الرسائل الرئيسية

العناوين الرئيسية
لن يكون هناك اقتصاد سليم على كوكب غير سليم. فتدهور البيئة يساهم في تغيّر المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وظهور أمراض جديدة. ويمكن أن تؤدي الغابات والأشجار أدوارًا حاسمة في التصدي لهذه الأزمات والانتقال إلى اقتصادات مستدامة.
يمكن لثلاثة مسارات مترابطة تتعلّق بالغابات والأشجار أن تدعم التعافي الاقتصادي والبيئي. وهذه المسارات هي (1) وقف إزالة الغابات والمحافظة على الغابات؛ (2) وإعادة الأراضي المتدهورة إلى هيئتها الأصلية وتوسيع نطاق الحراجة الزراعية؛ (3) واستخدام الغابات بطريقة مستدامة وبناء سلاسل قيمة خضراء.
سيحتاج العالم إلى مزيد من المواد المتجددة بسبب تزايد عدد السكان وضرورة الحد من الآثار البيئية. ويمكن لقطاع الغابات، لا بل يجب عليه، أن يدفع التحوّل إلى الاستخدام الدائري والأكثر كفاءة للمواد الأحيائية ذات القيمة المضافة الأعلى.
يحتاج المنتجون الحرجيون والزراعيون إلى المزيد من الحوافز لتوسيع نطاق التعافي الأخضر. وعليهم جني منافع ملموسة كبيرة من إعادة الموارد الحرجية والشجرية إلى هيئتها الأصلية وإدارتها بصورة مستدامة.
يمكن للمسارات الحرجية أن تساهم في بناء اقتصادات شاملة وقادرة على الصمود ومستدامة. وسيتطلب ذلك في الظروف المثلى، إحداث تحوّلات في السياسات من أجل تعظيم أوجه التآزر في ما بين هذه المسارات وبين الزراعة والحراجة عبر مختلف النظم الزراعية والغذائية، ومن أجل تشجيع الاستثمارات من القطاع الخاص.

  • يمكن للأشجار والغابات والحراجة المستدامة أن تساعد العالم على التعافي من جائحة كوفيد - 19 والتصدي للأزمات البيئية التي تلوح في الأفق، مثل تغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي. ولكنّ ذلك يتطلب من المجتمعات أن تعترف على نحو أفضل بأهمية الغابات وبأدوارها الحاسمة في بناء اقتصادات شاملة وقادرة على الصمود ومستدامة.
  • توفر مسارات ثلاثة تتعلّق بالغابات والأشجار وسائل يمكن من خلالها أن تستفيد المجتمعات والمجتمعات المحلية وفرادى أصحاب الأراضي ومستخدموها ومديروها بشكل ملموس من الغابات والأشجار مع القيام في الوقت نفسه بالتصدي لتدهور البيئة، والتعافي من الأزمات، والوقاية من الجوائح المستقبلية، وزيادة القدرة على الصمود، وتحويل الاقتصادات:
  • 1. يمكن لوقف إزالة الغابات والمحافظة على الغابات أن يحولا بطريقة فعالة من حيث الكلفة دون انبعاث ما بين 2 و3.6 جيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا بين عامي 2020 و2050، ما يعادل 14 في المائة من التخفيف الإضافي للانبعاثات اللازم تحقيقه بحلول عام 2030 لإبقاء الاحتباس الحراري العالمي دون 1.5 درجات مئوية والعمل في الوقت نفسه على حماية أكثر من نصف التنوع البيولوجي البرّي لكوكب الأرض.
  • 2. إعادة الأراضي المتدهورة إلى هيئتها الأصلية وتوسيع نطاق الحراجة الزراعية – سيستفيد 1.5 مليارات هكتار من الأراضي المتدهورة من العودة إلى هيئته الأصلية، ويمكن لزيادة الغطاء الشجري أن تعزز الإنتاجية الزراعية في مليار (1) هكتار إضافي. كما يمكن لإعادة الأراضي المتدهورة إلى هيئتها الأصلية من خلال التشجير وإعادة التحريج، أن تزيل بطريقة فعالة من حيث الكلفة ما بين 0.9 و1.5 جيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بين عامي 2020 و2050.
  • 3. من شأن استخدام الغابات بطريقة مستدامة وبناء سلاسل قيمة خضراء أن يساعدا على تلبية الطلب المستقبلي على المواد - في ظلّ توقعات ازدياد الاستهلاك العالمي لجميع الموارد الطبيعية بأكثر من الضعف من 92 مليار طن في عام 2017 إلى 190 مليار طن في عام 2060 - وأن يدعما قيام اقتصادات مستدامة.
  • تكمّل المسارات الثلاثة بعضها بعضًا. فعندما يتم تعظيم أوجه التآزر، يصبح بإمكان هذه المسارات أن توفر بعضًا من أعلى العائدات على شكل منافع مناخية وبيئية وأن تعزز في الوقت نفسه إمكانات التنمية المحلية المستدامة والقدرة على التكيّف والصمود.
  • يلزم إحداث تحوّل في السياسات من أجل تحويل التدفقات المالية بعيدًا عن الإجراءات التي تلحق الضرر بالغابات وتحفيز الاستثمار في عمليات الصون والإعادة إلى الهيئة الأصلية والاستخدام المستدام. ومن الضروري أن يزيد تمويل المسارات الحرجية الثلاثة بمقدار ثلاثة أضعاف على الأقل (إلى أكثر من 200 مليار دولار أمريكي سنويًا لإنشاء الغابات وإدارتها فقط) بحلول عام 2030 من أجل بلوغ المقاصد المتعلّقة بالمناخ والتنوع البيولوجي وتحييد أثر تدهور الأراضي.
  • يمتلك أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية والسكان الأصليون أو يقومون بإدارة حوالي نصف - 4.35 مليار هكتار - الغابات والأراضي الزراعية في العالم وسيؤدون دورًا حاسمًا في توسيع نطاق تنفيذ المسارات. ويشير أحد التقديرات إلى أن أصحاب الحيازات الصغيرة القائمة في مثل هذه الأراضي يولّدون دخلًا سنويًا إجماليًا تصل قيمته إلى 1.29 ترليون دولار أمريكي. وهناك منظمات لأكثر من 8.5 ملايين من المنتجين حاليًا لمساعدة الجهات الفاعلة المحلية على المشاركة في التعافي الأخضر ودعمه.
  • ستشكل الشركات في سلاسل القيمة القائمة على الغابات شريكًا أساسيًا في تنمية الاقتصادات الدائرية. وتقوم شركات عديدة بالفعل بتوسيع نطاق المنتجات الحرجية بوصفها بديلًا للمواد ذات الانبعاثات العالية من غازات الدفيئة، وبزيادة كفاءة تجهيزها. ويمكن لمزارعي الغابات والمجهزين المحليين أن يجنوا المزيد من المنافع من خلال تعزيز الروابط بالمشترين وتنمية القدرات عن طريق منظمات المنتجين.
  • ينطوي توسيع نطاق الإجراءات المتعلّقة بالمسارات الحرجية الثلاثة على مخاطر، لا سيما بالنسبة إلى أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يمكن أن تفشل استثماراتهم فيها في غياب السياسات والمؤسسات الداعمة. وهناك حاجة أيضًا إلى إدارة المخاطر المتصلة بتغيّر المناخ، مثل زيادة قابلية التأثر بالحرائق والآفات والجفاف.
  • يمكن أن تشمل نقاط الانطلاق للتحرّك بسرعة على طول المسارات الحرجية، ما يلي:
  • 1. توجيه التمويل المخصص للتعافي نحو السياسات الطويلة الأجل التي تهدف إلى استحداث فرص عمل مستدامة وخضراء وحشد المزيد من الاستثمارات من القطاع الخاص؛
  • 2. وتمكين الجهات الفاعلة المحلية، بما في ذلك النساء والشباب والسكان الأصليون، وتحفيزها لتأدية دور قيادي في المسارات الحرجية؛
  • 3. والمشاركة في التوعية والحوار في مجال السياسات بشأن الاستخدام المستدام للغابات بوصفه وسيلة لتحقيق الأهداف الاقتصادية والبيئية في آن واحد؛
  • 4. وتعظيم أوجه التآزر بين المسارات الحرجية الثلاثة وبين السياسات الزراعية والحرجية والبيئية والسياسات الأخرى، والتقليل من المقايضات إلى أدنى حد ممكن.
back to top أعلى الصفحة