Synopsis (short abstract)للأغذية طابع شخصيّ أي أنها تعكس خلفيّتنا الثقافية ونمط حياتنا وقيمنا وقدرتنا الشرائيّة. والأغذية أساسيّة لبقائنا، أي أنها تؤثر إلى حد كبير في صحّتنا ورفاهنا. وفي عالمنا اليوم الذي يزداد عولمة وتحضرًا على نحو مطّرد، تشهد المواد الغذائيّة التي نأكلها أيضًا تغييرات. فالنظم الغذائيّة تتغير وتزداد تعقيدًا ما يؤدي إلى توليد الشكوك وإثارة والقلق عندنا نحن المستهلكين. فمِن الضروري أن يبحث ممثلو المجتمع المدني والحكومات مَليًّا في كيفية مشاركتهم إلى جانب المستهلكين من أجل "إزالة الغموض" الذي يكتنف النظام الغذائي العالمي، وفهم وجهات نظر المستهلكين ومخاوفهم، وتوفير معلومات موثوقة لتوجيه الخيارات الغذائيّة الصحيّة والآمنة وتهيئة الظروف التي تمكّن من إقامة حوار بنّاء ومن بِناء الثقة.
وتُعتبر الأغذية غير المأمونة والخيارات الغذائيّة غير الصحيّة من العوامل الرئيسيّة التي تتسبب بالعبء العالمي للأمراض. فقد يؤدي سلوكنا كمستهلكين إلى التخفيف من مخاطر النظم الغذائيّة غير الصحيّة أو إلى تفاقمها. ويرغب المستهلكون المطّلعون على هذه المخاطر في زيادة استهلاكهم للأغذية المغذّية بشرط أن تكون متاحة وأسعارها معقولة، ولكن لم يُحقق مستوى النجاح نفسه لدى إقناع المستهلكين بتجنّب الأغذية غير الصحيّة. وإنّ التأثير في خيارات المستهلكين لرفع مستوى الصحّة إلى الحد الأمثل مسألة تهّم الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والعناصر الفاعلة في قطاع الأغذية.
ويتمتع المستهلكون بالقدرة على إحداث التغيير. ويعتبر عدد متزايد منهم أنّ الخيارات الغذائيّة لا تتعلق بصحتهم فحسب بل بصحة الأجيال القادمة وبمستقبل كوكب الأرض أيضًا، بما يشمل تأثير هذه الخيارات على تغير المناخ. ومن خلال تحويل هذه المصلحة الجماعيّة إلى إجراءات ملموسة، سيجري تمكين عدد أكبر من المستهلكين لاختيار الأغذية الجيّدة لصحتهم ورفاههم وللعالم الذي نعيش فيه. وقد شهدت الأدوات الخاصة بالمعلومات ثورة فعليّة في السنوات الأخيرة بعدما أصبحت شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مصادر مهمة للمعلومات، وللمعلومات المضلّلة أيضًا. ويمكن استكمال الأدوات التقليديّة لتوعية المستهلكين حول الأغذية والمخاطر - مثل بطاقات التوسيم والكتيبات والبرامج الإخبارية عن طريق الإذاعة والتلفزيون وحلقات العمل - بوسائل تواصل مبتكرة تتيح أيضًا إجراء حوار ومشاركة المستهلكين وتعزيز الشفافيّة والمساءلة وتسهيل التعلّم وتغيير السلوك.