- ➔ لا يسير العالم في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أي من المقاصد العالمية السبعة الخاصة بالتغذية بحلول عام 2030. ولا يزال التقدم المحرز في مجال انخفاض الوزن عند الولادة والوزن الزائد لدى الأطفال يعاني من الركود، كما زاد معدل انتشار فقر الدم لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا.
- ➔ على الرغم من انخفاض معدلات انتشار التقزّم والهزال في العالم وارتفاع مستويات الرضاعة الطبيعية الخالصة خلال العقد الماضي، إلّا أن التقدم المحرز في هذه المؤشرات الثلاثة لا يزال يُعتبر بطيئًا للغاية بحيث لا يسمح بتحقيق مقاصد عام 2030.
- ➔ تكشف التقديرات الجديدة لمعدل انتشار السمنة لدى البالغين عن زيادة مطردة خلال العقد الماضي، وذلك من 12.1 في المائة (591 مليون شخص) في عام 2012 إلى 15.8 في المائة (881 مليون شخص) في عام 2022. ومن المتوقع أن يتجاوز العدد 1.2 مليار شخص بحلول عام 2030.
- ➔ في ما يتعلق بالتقدم المحرز نحو تحقيق المقاصد العالمية الخاصة بالتغذية لعام 2030 للأطفال دون سن الخامسة، لا يسير نصف البلدان في العالم في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد الخاص بالتقزّم، ولا يسير أكثر من ثلثي بلدان العالم في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد الخاص بالهزال، ولا يسير نحو 60 في المائة من بلدان العالم في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد الخاص بالوزن الزائد.
- ➔ لا يسير ثلاثة أرباع بلدان العالم في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي الخاص بانخفاض الوزن عند الولادة بحلول عام 2030، ولا يسير أكثر من 40 في المائة منها في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد الخاص بالرضاعة الطبيعية الخالصة. ولا تسير جميع بلدان العالم تقريبًا في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصدين العالميين لعام 2030 الخاصين بفقر الدم لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا والسمنة لدى البالغين.
- ➔ مقارنة بالتقديرات العالمية، تعاني أقلّ البلدان نموًا من مستويات أعلى بكثير من التقزّم لدى الأطفال دون سن الخامسة وفقر الدم لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا، في حين يُعتبر الهزال لدى الأطفال مماثلًا للمتوسط العالمي (لكنه يشهد انخفاضًا أسرع) ويُعدّ معدل انتشار الوزن الزائد لدى الأطفال أقلّ. وكما هو الحال في بقية أنحاء العالم، هناك ارتفاع مثير للقلق في معدلات السمنة بين البالغين في أقلّ البلدان نموًا، حتى في ظل استمرار النقص التغذوي في التأثير بشكل غير متناسب على هذه البلدان.
- ➔ على المستوى العالمي، شهد العبء المزدوج المترتب عن سوء التغذية - والذي يُعرف بأنه اقتران النقص التغذوي بالوزن الزائد والسمنة - ارتفاعًا خلال العقدين الماضيين، واتسم بزيادة حادة في معدلات السمنة وبانخفاض تدريجي فقط في النحافة ونقص الوزن. وانخفض نقص الوزن لدى البالغين والمسنين بمقدار النصف، في حين أن السمنة آخذة في الارتفاع في جميع الفئات العمرية. ويُعتبر المعدل الحقيقي للعبء المزدوج أعلى بكثير عند أخذ كافة أشكال سوء التغذية، بما في ذلك نقص المغذيات الدقيقة، بعين الاعتبار.
- ➔ تتصدى الإجراءات المزدوجة في آن واحد للنقص التغذوي، ونقص المغذّيات الدقيقة، والوزن الزائد والسمنة من خلال الاستفادة من المسببات المشتركة بين كافة أشكال سوء التغذية. وتشمل هذه الإجراءات توفير الرعاية قبل الولادة، والرضاعة الطبيعية الخالصة، وتوفير الأغذية الصحية والمغذية للأطفال خلال فترة التغذية التكميلية وما بعدها، وبرامج التغذية المدرسية، ومكمّلات المغذّيات الدقيقة، والحماية الاجتماعية، والزراعة المراعية للتغذية، وتدعيم الأغذية، والسياسات التي تحسّن البيئة الغذائية.
تُعتبر التغذية عاملًا محفزًا للتنمية ومؤشرًا عليها.36 وتؤدي منافع التغذية الجيدة إلى آثار مضاعفة واسعة النطاق، بدءًا من الأسر المعيشية وصولًا إلى المجتمعات المحلية والأقاليم والأمم. ومن ناحية أخرى، يعيق سوء التغذية التقدم الوطني ويضر بشدة بصحة وتنمية ورفاه الأجيال الحالية والمقبلة. ويشمل سوء التغذية عمومًا النقص التغذوي ونقص المغذّيات الدقيقة، فضلًا عن الوزن الزائد والسمنة. ويُعدّ القضاء على سوء التغذية أساسيًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف 2 (القضاء على الجوع)، والهدف 3 (الصحة الجيدة والرفاه)، والهدف 10 (الحد من أوجه عدم المساواة). ويمثّل القضاء على جميع أشكال سوء التغذية37 في جميع أنحاء العالم أولوية استثمارية عليا في إطار جدول الأعمال العالمي للصحة والتنمية.
ويقيّم القسم 3-2 الاتجاهات العالمية والإقليمية للمقاصد العالمية السبعة الخاصة بالتغذية حتى عام 2030، بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وهي تتضمن المقاصد الستة الخاصة بالتغذية التي أقرتها جمعية الصحة العالمية في عام 2012 لعام 2025، والتي تم تمديدها لاحقًا حتى عام 2030. 38 كما تم اختيار أربعة من مؤشرات المقاصد الستة هذه لرصد التقدم المحرز نحو تحقيق المقصد 2 من الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة، أي التقزّم والهزال والوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة، وفقر الدم لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا.39 ويتمثل المقصد السابع في وقف ارتفاع السمنة لدى البالغين، والذي اعتمدته جمعية الصحة العالمية كجزء من خطة العمل العالمية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها في عام 2013، مع تحديد عام 2025 كعام مستهدف.40 وفي عام 2016، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية (2016-2025)41 الذي عزز الإجراءات الرامية إلى القضاء على الجوع، واستئصال كافة أشكال سوء التغذية، وضمان حصول الجميع على أنماط غذائية صحية وأكثر استدامة. ويقدّم هذا القسم أيضًا تقييمًا للتقدم المحرز في البلدان الخمسة والأربعين التي تصنفها الأمم المتحدة حاليًا على أنها أقلّ البلدان نموًا، وتحليلًا للعبء المزدوج المترتب عن سوء التغذية الحاصل في مراحل مختلفة من الحياة، حيث يشهد العالم انخفاضًا تدريجيًا في النقص التغذوي بموازاة تزايد وباء الوزن الزائد والسمنة.
ويسلّط تقييم سوء التغذية من منظور مسار الحياة42 الضوء على التوقيت الحرج للتدخلات التغذوية في كل مرحلة، بدءًا من مرحلة ما قبل الحمل والحمل والإرضاع مرورًا بالطفولة المبكرة والطفولة والمراهقة والرشد والشيخوخة. إن التعرّض للعوامل البيئية خلال هذه النوافذ قادر على تشكيل المسارات الصحية للأجيال القادمة. ويؤدي سوء التغذية، بما في ذلك نقص المغذّيات الدقيقة، خلال المراحل الحرجة لنمو الأجنة والرضع والطفولة المبكرة، إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض والوفيات،44،43 كما أنه يؤخر النمو البدني، ويُضعف جهاز المناعة ما يؤدي إلى تكرار الإصابة بالأمراض والعدوى؛ ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى نمو معرفي دون المستوى الأمثل وتغييرات دائمة في بنية أجهزة الأعضاء ووظيفتها، ما يمهد الطريق لقابلية الإصابة بالأمراض المزمنة في مرحلة الرشد.46،45 وأظهرت الدراسات أن تدخلات التغذية قبل الولادة يمكن أن تؤدي إلى تحسين نتائج الولادة، التي ترتبط بدورها بنتائج أفضل في التعليم ورأس المال البشري لاحقًا خلال الحياة.48،47 ويصبح الأطفال الذين يحصلون على قدر أكبر من الأغذية المغذية في مرحلة الطفولة المبكرة أكثر إنتاجية من الناحية الاقتصادية في مرحلة الرشد.49 وبالمقابل، فإن أوجه النقص التغذوي خلال مرحلة الطفولة المبكرة تضعف نمو الدماغ وتؤثر على القدرة على التعلّم والاستعداد للمدرسة، ما يكبح إمكانات الإنجاز مدى الحياة ويؤدي إلى تفاقم التفاوتات الصحية وعدم المساواة الاجتماعية.50 ويعترف رصد مؤشرات التغذية العالمية من خلال منظور مسار الحياة بالتالي بالتفرد الذي تتسم به كل مرحلة من مراحل الحياة ويدعم الجهود الوطنية والعالمية الرامية إلى معالجة مشهد سوء التغذية بصورة كلية.
الاتجاهات العالمية والإقليمية
يقدّم هذا القسم الفرعي أحدث حالة للمقاصد السبعة الخاصة بالتغذية على المستوى العالمي (الشكل 10) والإقليمي (الجدول 7).
الشكل 10 تراجعت معدلات انتشار التقزم والهزال في العالم وارتفعت مستويات الرضاعة الطبيعية الخالصة خلال العقد الأخير، ولكنّ العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق أي من المقاصد العالمية السبعة الخاصة بالتغذية بحلول عام 2030

المصادر: استمدت بيانات الوزن المنخفض عند الوالدة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية. 2023. Low birthweight. في: منظمة الأمم المتحدة للطفولة. [ورد ذكرها في 24 يوليو/تموز 2024]. https://data.unicef.org/topic/nutrition/low-birthweight؛ منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية. 2023. Joint low birthweight estimates. في: منظمة الصحة العالمية. [ورد ذكرها في 24 يوليو/تموز 2024]. https://www.who.int/teams/nutrition-and-food-safety/monitoring-nutritional-status-and-food-safety-and-events/joint-low-birthweight-estimates؛ وتستند بيانات الرضاعة الطبيعية الخالصة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة. 2024. Infant and young child feeding. في: منظمة الأمم المتحدة للطفولة. [ورد ذكرها في 24 يوليو/تموز 2024]. https://data.unicef.org/topic/nutrition/infant-and-young-child-feeding؛ وتستند بيانات التقزم والهزال والوزن الزائد إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي. 2023. Levels and trends in child malnutrition. UNICEF / WHO / World Bank Group Joint Child Malnutrition Estimates – Key findings of the 2023 edition. نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وجنيف، سويسرا، منظمة الصحة العالمية، وواشنطن العاصمة، البنك الدولي. https://data.unicef.org/resources/jme-report-2023، http://www.who.int/teams/nutrition-and-food-safety/monitoring-nutritional-status-and-food-safety-and-events/joint-child-malnutrition-estimates، https://datatopics.worldbank.org/child-malnutrition؛ وتستند بيانات فقر الدم إلى منظمة الصحة العالمية. 2021. WHO global anaemia estimates, 2021 edition. في: منظمة الصحة العالمية. [ورد ذكرها في 24 يوليو/تموز 2024]. https://www.who.int/data/gho/data/themes/topics/anaemia_in_women_and_children؛ وتستند بيانات السمنة لدى البالغين إلى منظمة الصحة العالمية. 2024. Global Health Observatory (GHO) data repository: Prevalence of obesity among adults, BMI ≥ 30, age-standardized. Estimates by country. [تمت زيارة الموقع في 24 يوليو/تموز 2024]. https://www.who.int/data/gho/data/indicators/indicator-details/GHO/prevalence-of-obesity-among-adults-bmi--30-(age-standardized-estimate)-(-). الترخيص: CC-BY-4.0.
الجدول 7الاتجاهات الإقليمية للمقاصد العالمية السبعة الخاصة بالتغذية

المصادر: انظر مصادر الشكل -10
لم يتحقق أي تقدّم تقريبًا في ما يتعلق بانخفاض الوزن عند الولادة بين المواليد الجدد، حيث بلغ معدل الانتشار 15 في المائة (21.6 ملايين) في عام 2012 و14.7 في المائة (19.8 ملايين) في عام 2020 - وهو آخر عام توفرت فيه البيانات. واستنادًا إلى الاتجاهات من عام 2012 إلى عام 2020، من المتوقع أن يعاني 14.2 في المائة من المواليد الجدد من انخفاض الوزن عند الولادة في عام 2030، وهو أقلّ من المقصد العالمي المتمثل في تحقيق انخفاض بنسبة 30 في المائة مقارنة بخط الأساس، أي 10.5 في المائة بحلول عام 2030. وسجلت أوسيانيا باستثناء أستراليا ونيوزيلندا أعلى معدل انتشار لانخفاض الوزن عند الولادة بين أقاليم العالم في عام 2012 (17.4 في المائة)، وهي لا تزال تسجل النسبة الأعلى حيث يبلغ معدل الانتشار فيها وفقًا لأحدث التقديرات 17.9 في المائة.
وأُحرز تقدم كبير في رفع المعدل العالمي للرضاعة الطبيعية الخالصة بين الرضع الذين تقلّ أعمارهم عن ستة أشهر. واستنادًا إلى أحدث التقديرات، ارتفع معدل الانتشار العالمي بشكل مطرد من 37.1 في المائة (25.7 ملايين) في عام 2012 إلى 48 في المائة (31.3 ملايين) في عام 2022. غير أن العالم لا يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق مقصد عام 2030 المتمثل في الوصول إلى معدل 70 في المائة من الرضاعة الطبيعية الخالصة، حيث تشير التوقعات الحالية إلى معدل انتشار يبلغ 59 في المائة في عام 2030. وسجلت أمريكا الشمالية أدنى معدل للرضاعة الطبيعية الخالصة بين أقاليم العالم (25.8 في المائة في عام 2022). وبقي التقدم في هذا الإقليم يعاني من الركود خلال العقد الماضي في حين شهدت الأقاليم الأخرى اتجاهًا تصاعديًا لهذا المؤشر.
وانخفض معدل انتشار التقزّم لدى الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم بشكل مطرد من 26.3 في المائة (177.9 ملايين) في عام 2012 إلى 22.3 في المائة (148.1 مليون) في عام 2022 - وهو آخر عام توفرت فيه البيانات. وبافتراض استمرار الاتجاه الذي تمت ملاحظته منذ خط الأساس، فمن المتوقع أن يعاني 19.5 في المائة من جميع الأطفال دون سن الخامسة من التقزّم في عام 2030. ولا يسير العالم حاليًا في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق مقصد عام 2030 المتمثل في خفض عدد الأطفال الذين يعانون من التقزم دون سن الخامسة إلى النصف بحلول عام 2030 (13.5 في المائة من الأطفال الذين يعانون من التقزّم). ويعني هذا الانخفاض البطيء أيضًا بقاء عدد الأطفال والمراهقين والبالغين الذين يعانون من عواقب التقزّم في مرحلة الطفولة المبكرة مدى حياتهم مرتفعًا. وتسجل أوسيانيا، باستثناء أستراليا ونيوزيلندا، أعلى مستويات التقزّم لدى الأطفال دون سن الخامسة (44 في المائة في عام 2022). وشهد معدل الانتشار في هذا الإقليم زيادة منذ عام 2012، في حين أظهرت معظم الأقاليم الأخرى تحسّنًا في هذا المؤشر خلال العقد الماضي.
وبقي معدل انتشار الهزال لدى الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم على حاله نسبيًا خلال العقد الماضي. وفي عام 2012، كان 7.5 في المائة من جميع الأطفال دون سن الخامسة (50.7 ملايين) يعانون من الهزال. وانخفض معدل الانتشار هذا إلى 6.8 في المائة (45 مليونًا) في عام 2022. ولا يزال العالم يسير بعيدًا عن الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي لانتشار الهزال المحدد بنسبة 3 في المائة لعام 2030 بناءً على التقدم المحرز منذ خط الأساس، حيث من المتوقع أن يعاني 6.2 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة من الهزال في عام 2030، أي أكثر من ضعف المقصد العالمي. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يرتفع معدل انتشار الهزال على المستوى الوطني في سياقات انعدام الأمن الغذائي الحاد مثل المواسم العجاف وحالات الطوارئ أو خلال فترات زيادة الإصابة بالأمراض (مثل الإسهال وحالات تفشي الحصبة). وتسجل آسيا أعلى مستويات الهزال لدى الأطفال دون سن الخامسة، ويجب مواصلة الجهود الرامية إلى الحد من هذه الحالة التي تهدد الحياة في هذا الإقليم.
وبقي معدل انتشار الوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم راكدًا، وذلك من 5.5 في المائة (37 مليونًا) في عام 2012 إلى 5.6 في المائة (37 مليونًا) في عام 2022 - وهو آخر عام توفرت فيه البيانات. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يعاني 5.7 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة من الوزن الزائد، وهو ما يعادل حوالي ضعف المقصد العالمي لعام 2030 المتمثل في الوصول إلى نسبة 3 في المائة لانتشار الوزن الزائد. ويواجه هؤلاء الأطفال مخاطر متزايدة للإصابة بالسمنة والأمراض غير المعدية في مرحلة الرشد.51 ويعاني الأطفال دون سن الخامسة الذين يعيشون في أستراليا ونيوزيلندا من أعلى معدلات انتشار الوزن الزائد لدى الأطفال بين جميع أقاليم العالم - 19.3 في المائة في عام 2022.
وعلى المستوى العالمي، ارتفع معدل انتشار فقر الدم لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا من 28.5 في المائة (520 مليونًا) في عام 2012 إلى 29.9 في المائة (571 مليونًا) في عام 2019. واستنادًا إلى الاتجاه السائد من عام 2012 إلى عام 2019 - وهو آخر عام توفرت فيه البيانات - من المتوقع أن يصل معدل الانتشار إلى 32.3 في المائة بحلول عام 2030. وبهذه الوتيرة، لن يحقق العالم مقصد عام 2030 المتمثل في خفض معدل انتشار فقر الدم بنسبة 50 في المائة (ليصل معدل الانتشار المستهدف إلى 14.3 في المائة). ويُعتبر فقر الدم حالة صحية معقدة لها العديد من المحددات الغذائية، بالإضافة إلى محددات غير غذائية مثل الالتهابات. ويجب أن تعالج الإجراءات الرامية إلى الحد من فقر الدم بشكل مباشرة هذه الأسباب المتعددة التي تختلف بحسب السياق. وتُظهر أدلة متزايدة الرابط المهم بين نقص الحديد وفقر الدم والسمنة، ويثير ذلك القلق بشكل خاص بالنظر إلى الزيادة المستمرة في فقر الدم والسمنة على حد سواء. وتشير الأدلة إلى أن هذا الارتباط البيولوجي قد يتطلب اتباع نُهج جديدة للوقاية والعلاج.52،53 ويصيب فقر الدم نسبة أكبر من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا في أفريقيا مقارنة بأي إقليم آخر في العالم، حيث بلغ معدل انتشاره 38.9 في المائة في عام 2019، ولم يتم إحراز أي تقدم تقريبًا في هذا الإقليم خلال العقد الماضي. وتبرز الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود الشاملة من أجل تسريع الحد من فقر الدم لدى النساء في سن الإنجاب حول العالم.
وتظهر البيانات الجديدة الخاصة بمعدل انتشار السمنة لدى البالغين (الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا) أنه زاد بشكل مطرد خلال العقد الماضي، وذلك من 12.1 في المائة (591 مليونًا) في عام 2012 إلى 15.8 في المائة (881 مليونًا) في عام 2022. ولا يسير العالم في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي لعام 2030 المتمثل بوقف الارتفاع، حيث يُتوقع وجود أكثر من 1.2 مليار بالغ يعانون من السمنة بحلول عام 2030 (معدل انتشار عالمي يبلغ 19.8 في المائة). ويُعتبر إقليم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الإقليم الذي يشهد أعلى معدل لانتشار السمنة، حيث سيعاني حوالي 30 في المائة من سكانه البالغين من السمنة في عام 2022، تليه مباشرة أوسيانيا (29.5 في المائة) وأمريكا الشمالية وأوروبا (27.9 في المائة).
التقدم القطري
زاد عدد البلدان التي لا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق معظم المقاصد العالمية السبعة الخاصة بالتغذية (الشكل 11). ولا تسير ثلاثة أرباع بلدان العالم كله (146 من أصل 195) في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي الخاص بانخفاض الوزن عند الولادة بحلول عام 2030. ولا يشمل ذلك 37 بلدًا لا تتوفر فيها بيانات كافية لتقييم التقدم، والتي من المحتمل أيضًا أن تكون خارج المسار الصحيح. وعلاوة على ذلك، يعيش 72.8 في المائة من المواليد الجدد في العالم في بلدان لا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد. ولا يسير أكثر من 40 في المائة من البلدان (82 من أصل 195) في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي الخاص بالرضاعة الطبيعية الخالصة لعام 2030، ولا تتوفر تقييمات للتقدم المحرز في 88 بلدًا بسبب عدم كفاية البيانات. ويعيش أكثر من نصف الرضع دون سن ستة أشهر (54.2 في المائة) في بلدان لا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد. ولا يسير نصف بلدان العالم (96 من أصل 195) في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي الخاص بالتقزّم لعام 2030، حيث يعيش ثلاثة من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة (75.1 في المائة) في تلك البلدان. ولا توجد بيانات كافية لتوفير معلومات عن التقدم نحو تحقيق المقصد الخاص بالتقزّم في 40 بلدًا. ولا يسير أكثر من ربع بلدان العالم (55 من أصل 195) في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي الخاص بهزال الأطفال، ويعيش أكثر من نصف الأطفال دون سن الخامسة (54.7 في المائة) في تلك البلدان. ولا تتوفر لدى 72 بلدًا بيانات كافية لتتبّع التقدم المحرز نحو تحقيق المقصد الخاص بالهزال، ويمثّل ذلك بالتالي 7.3 في المائة فقط من سكان العالم. ولا يسير حوالي 60 في المائة من البلدان (119 من أصل 195) في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي لعام 2030 الخاص بالوزن الزائد لدى الأطفال، ولا يمكن تقييم التقدم المحرز في حالة 37 بلدًا بسبب عدم كفاية البيانات. وتمثّل البلدان التي لا تسير في الاتجاه الصحيح وفقًا لمؤشر الوزن الزائد نصف إجمالي الأطفال دون سن الخامسة (52.5 في المائة). ولا تسير جميع بلدان العالم تقريبًا (191 من أصل 195) في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي الخاص بفقر الدم لعام 2030. وتبرز الحاجة إلى المزيد من التحليلات لفهم أسباب فقر الدم الخاصة بالسياق بصورة أفضل في البلدان كي يصبح بالإمكان تنفيذ التدخلات المستهدفة لوضع البلدان على المسار الصحيح وفقًا لمؤشر فقر الدم. وعلى نحو مماثل، لا تسير كل البلدان تقريبًا (191 من أصل 195) في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المقصد العالمي الخاص بالسمنة لدى البالغين، وهناك حاجة إلى بذل جهود عاجلة لإيقاف هذه القنبلة الموقوتة.
الشكل 11 زاد عدد البلدان التي لا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق معظم المقاصد العالمية السبعة الخاصة بالتغذية

المصادر: انظر مصادر الشكل 10.
وتم إحراز تقدم كبير في سد فجوات البيانات خلال العقد الماضي من خلال جمع البيانات بشكل متكرر، واستخدام تقنيات التحليل المتقدمة، وإدخال تحسينات في تدفق البيانات. غير أنه لا يزال هناك الكثير مما يتوجب فعله لسد الفجوة، حيث لا يزال حوالي 20 في المائة من البلدان يفتقر إلى البيانات الكافية لتقييم التقدم المحرز في خمسة من المؤشرات السبعة. وتعتمد الرضاعة الطبيعية الخالصة والهزال على البيانات الأولية التي تم جمعها في الغالب من الدراسات الاستقصائية التمثيلية على المستوى الوطني. وقد تختلف طريقة وتواتر هذه الدراسات الاستقصائية عبر البلدان والسياقات، ما يجعل توافر البيانات غير متسق وفي بعض الأحيان غير كافٍ لتقييم التقدم. وهناك حاجة ماسة إلى تحسين استخدام البيانات الموجودة لتقدير الاتجاهات باستخدام النماذج من أجل سد الفجوات في هذين المؤشرين، بالإضافة إلى مواصلة الجهود لجمع بيانات ذات جودة عالية.
التقدم المحرز في أقلّ البلدان نموًا
تُعرِّف الأمم المتحدة أقلّ البلدان نموً54 بأنها «بلدان ذات مستويات دخل منخفضة وتواجه عوائق هيكلية جسيمة تحول دون تحقيق التنمية المستدامة.»55 ووضعت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا التصنيف إدراكًا منها بأن أقلّ البلدان نموًا ضمن البلدان النامية بحاجة إلى تدابير دعم خاصة، بما في ذلك تدابير دعم مالية وتقنية، من أجل تعزيز تنميتها الاجتماعية والاقتصادية. ويستند هذا التحليل، بما في ذلك توقعات عام 2030، إلى مجموعة أقلّ البلدان نموًا التي صنفتها الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني 2024 والتي تتضمن 45 بلدًا. ويشير الشكل 12 إلى أن أداء مجموعة أقلّ البلدان نموًا يُعتبر أفضل من المتوسط العالمي في اثنين من مؤشرات التغذية السبعة. وعلى وجه التحديد، كان معدل انتشار الرضاعة الطبيعية الخالصة لدى الأطفال دون سن ستة أشهر في أقلّ البلدان نموًا أفضل من المتوسط العالمي منذ عام خط الأساس 2012، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 61.7 في المائة بحلول عام 2030، في حين من المتوقع أن يبقى المتوسط العالمي عند نسبة 59 في المائة. وانخفض معدل انتشار الهزال لدى الأطفال دون سن الخامسة بسرعة أكبر في أقلّ البلدان نموًا مقارنة بالإجمالي العالمي، على الرغم من أن أقلّ البلدان نموًا بدأت من معدل انتشار أعلى عند خط الأساس (8.4 في المائة في أقل البلدان نموًا مقابل 7.5 في المائة على مستوى العالم في عام 2012). وبحلول عام 2030، من المتوقع أن تحقق أقلّ البلدان نموًا أداءً أفضل بشكل طفيف من المتوسط العالمي (6 في المائة في أقل البلدان نموًا مقابل 6.2 في المائة على المستوى العالمي). غير أن معدل انتشار الهزال لا يزال مرتفعًا للغاية، ويجب أن تستمر الاستثمارات العاجلة في التدخلات المنقذة للأرواح من أجل الوقاية من سوء التغذية الحاد وعلاجه.
الشكل 12 تسجل أقلّ البلدان نموًا، بالمقارنة مع التقديرات العالمية، مستويات أعلى بكثير من التقزّم لدى الأطفال دون سن الخامسة وفقر الدم لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا، وتسجل نفس الارتفاع المثير للقلق

ولا يزال النقص التغذوي يشكّل تحديًا خطيرًا في أقلّ البلدان نموًا - حيث يُعتبر التقزّم لدى الأطفال دون سن الخامسة وفقر الدم لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا أعلى بكثير في هذه المجموعة من البلدان مقارنة بالمتوسط العالمي. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يصل معدل انتشار التقزّم في أقل البلدان نموًا إلى 28.1 في المائة، مقارنة بنسبة 19.5 في المائة على مستوى العالم، وذلك على الرغم من الاتجاه التنازلي منذ تحديد خط الأساس في هذه المجموعة من البلدان. وفي المقابل، يشهد الاتجاه العالمي في فقر الدم ارتفاعًا منذ تحديد خط الأساس. وفي عام 2019 - وهو آخر عام توفرت فيه البيانات - كان معدل انتشار فقر الدم في أقلّ البلدان نموًا (39.4 في المائة) أعلى من المعدلات المسجلة على المستوى العالمي (29.9 في المائة). ولا يختلف معدل انتشار انخفاض الوزن عند الولادة في أقل البلدان نموًا عن المتوسط العالمي – إذ بلغ معدل انتشار انخفاض الوزن عند الولادة في أقلّ البلدان نموًا 16.1 في المائة في سنة الأساس 2012، مقابل 15 في المائة على مستوى العالم. وفي عام 2020، وهو آخر عام توفرت فيه البيانات، بلغ معدل الانتشار في أقلّ البلدان نموًا 15.3 في المائة، في حين كان المتوسط العالمي 14.7 في المائة تقريبًا. وبحلول عام 2030، يُتوقع أن يكون لدى البلدان الخمسة والأربعين والإجمالي العالمي مستويات مماثلة من معدل انتشار انخفاض الوزن عند الولادة، وذلك بنسبة 14.3 في المائة و14.2 في المائة على التوالي. وعلى الرغم من أن معدل انتشار الوزن الزائد لدى الأطفال في أقلّ البلدان نموًا لا يزال أقلّ من المتوسط العالمي، إلّا أن التقدم المحرز في مواصلة خفض الوزن الزائد لدى الأطفال بقي راكدًا في هذه المجموعة من البلدان، على غرار الركود المسجل عالميًا. وعلاوة على ذلك، هناك ارتفاع مثير للقلق في معدلات السمنة لدى البالغين في أقلّ البلدان نموًا، وهو ما يعكس الاتجاه العالمي، كما أن حصتها من العبء العالمي للسمنة لدى البالغين تتزايد بمرور الزمن - ويتزامن ذلك مع مواصلة النقص التغذوي في إلقاء ثقله على هذه المجموعة. ويمثّل دعم أقلّ البلدان نموًا للتغلب على العوائق الهيكلية التي تحول دون تحقيق التنمية المستدامة، ورفع مستوى الدخل، وتحقيق المقاصد السبعة الخاصة بالتغذية، أولوية إنمائية عالمية.
العبء المزدوج المترتب عن سوء التغذية
شهد العبء المزدوج المترتب عن سوء التغذية56 - الذي يُعرّف بأنه اقتران النقص التغذوي بالوزن الزائد والسمنة - ارتفاعًا في العقود الأخيرة بين جميع الفئات العمرية وفئات الدخل. وأظهرت البحوث أن البلدان تمر بثلاثة أنواع من التحولات على مستوى السكان خلال تطورها وتقدمها الاقتصادي. ويشير «التحوّل التغذوي» إلى تحوّل في الأنماط الغذائية للسكان بعيدًا عن النمط الغذائي القائم على المواد الأساسية نحو تنوع غذائي أكبر، بما في ذلك زيادة استهلاك منتجات الألبان والأسماك واللحوم والفاكهة والخضراوات، فضلًا عن الأغذية العالية التصنيع التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات والملح. وغالبًا ما يرتبط ذلك بالعولمة والتوسّع الحضري السريع وأنماط الحياة المستقرة، ما يساهم في «التحوّل الوبائي» - وهو تحوّل في عبء سوء التغذية بين السكان من هيمنة النقص التغذوي إلى الوزن الزائد والسمنة، وفي عبء الأمراض من الأمراض المعدية إلى الأمراض غير المعدية. ولا يزال انتشار نقص المغذّيات الدقيقة سائدًا في جميع أقاليم العالم، على الرغم من الأدلة على حدوث التحوّل التغذوي، وغالبًا ما تغفله تقديرات العبء المزدوج.57،43 وقد يستمر انتشار نقص المغذّيات الدقيقة طيلة الفترة الانتقالية. وعلاوة على ذلك، يتم تعديل التركيبة السكانية إلى حد كبير بسبب انخفاض معدلات الولادات وزيادة متوسط العمر المتوقع. ويتسم هذا «التحوّل الديمغرافي» بتحوّل في متوسط عمر السكان من عمر أصغر إلى عمر أكبر ويصاحبه ارتفاع متزامن في مخاطر الإصابة بالأمراض غير المعدية.58 وفي حين أن هذه التحوّلات كانت تحدث في الماضي بصورة تدريجية خلال قرون، إلّا أنها شهدت تسارعًا في العقود الأخيرة في ظل التغيرات الغذائية وعدم التجانس الغذائي، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في مخاطر الإصابة بالأمراض خلال جيل واحد فقط. ويواجه صناع السياسات بالتالي تحديات غير مسبوقة في معالجة كل من مشكلة الوزن الزائد والنقص التغذوي والآثار الصحية والاقتصادية المرتبطة بهما.
وأجرت شبكة التعاون بشأن عوامل خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية59 مؤخرًا دراسة تناولت العبء المزدوج المترتب عن سوء التغذية من عام 1990 إلى عام 2022 بين البالغين، والأطفال في سن المدرسة والمراهقين في 200 بلد وإقليم. وفي هذا التحليل، تم حساب العبء المزدوج على أنه مجموع معدل انتشار نقص الوزن أو النحافة والسمنة. ويُعتبر المعدل الحقيقي للعبء المزدوج أعلى بكثير إذا تم الأخذ بعين الاعتبار كافة أشكال سوء التغذية، بما في ذلك نقص المغذّيات الدقيقة.57 وتُظهر النتائج أن السبب وراء الانخفاض في العبء المزدوج في معظم الأقاليم يرجع إلى انخفاض نقص الوزن والنحافة، في حين أن الزيادات في العبء المزدوج كانت مدفوعة بزيادات في الوزن الزائد والسمنة. وشهدت معظم البلدان تحولًا من هيمنة نقص الوزن والنحافة إلى هيمنة الوزن الزائد والسمنة، مع بعض الاستثناءات كما هو الحال في آسيا الجنوبية، حيث لم تقابل الانخفاض في نقص الوزن زيادة في السمنة. وفي حين أن مستويات السمنة لدى السكان كانت أعلى بين البالغين في عام 1990، إلّا أن الأطفال والمراهقين في سن المدرسة يتأثرون بصورة متزايدة بالسمنة في القرن الحادي والعشرين.60
ويوضّح الشكل 13 ظاهرة العبء المزدوج العالمي لدى الأطفال في سن المدرسة (5-9 سنوات) والمراهقين (19-10 سنة) والبالغين (59-20 سنة) والمسنين (أكثر من 60 سنة) من عام 2000 إلى أحدث البيانات المتاحة (2022) والمتوقعة حتى عام 2030. ويتم قياس النحافة لدى الأطفال والمراهقين في سن المدرسة على أنها تسجيل مؤشر كتلة الجسم لقيمة تقلّ بانحرافين معياريين عن متوسط النمو المرجعي الخاص بمنظمة الصحة العالمية لعام 2007 للأطفال والمراهقين في سن المدرسة61 في حين يتم قياس السمنة في نفس الفئات العمرية على أنها تسجيل مؤشر كتلة الجسم لقيمة تزيد عن المتوسط بانحرافين معياريين. ولدى البالغين والمسنين، يتم تعريف نقص الوزن على أنه تسجيل مؤشر كتلة الجسم لقيمة أقل من 18.5 كلغ/م2 والسمنة على أنها تسجيل مؤشر كتلة لقيمة تعادل وتزيد عن 30 كلغ/م2. وبحلول عام 2030، سيبلغ عمر شخص واحد من كل 6 أشخاص في العالم 60 عامًا أو أكثر، وسيرتفع عدد هذه المجموعة السكانية من 1.1 مليار شخص في عام 2020 إلى 1.4 مليارات شخص في عام 2030. 62 ويشهد كل بلد في العالم نموًا في نسبة المسنين (أكثر من 60 سنة).63 ويجب إيلاء المزيد من الأهمية لهم في جدول أعمال التغذية العالمي في مقاصد أهداف التنمية المستدامة. وينبغي تعزيز جمع البيانات الروتينية للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا لدعم السياسات المتوافقة مع الالتزامات التي تم التعهد بها في عقد الأمم المتحدة للنهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة (2021-2030).65،64
الشكل 13 على المستوى العالمي، ارتفعت معدلات السمنة بشكل حاد وانخفضت النحافة ونقص الوزن لدى الأطفال في سن المدرسة والمراهقين والبالغين والمسنين

المصدر: منظمة الصحة العالمية. 2024. مرصد الصحة العالمية. [تمّ الاطلاع على الموقع في 24 يوليو/تموز 2024]. https://www.who.int/data/gho. الترخيص: CC-BY-4.0.
وعلى المستوى العالمي وفي جميع الفئات العمرية، شهدت النحافة ونقص الوزن انخفاضًا في العقدين الماضيين، في حين ارتفعت السمنة بشكل حاد. وانخفض معدل انتشار النحافة على مستوى العالم لدى الأطفال في سن المدرسة (5-9 سنوات) من 12.3 في المائة في عام 2000 إلى 8.5 في المائة في عام 2022، ومن المتوقع أن تنخفض إلى 7.2 في المائة بحلول عام 2030. وفي الوقت ذاته، تضاعفت معدلات السمنة في هذه الفئة العمرية منذ عام 2000، وذلك من 4 في المائة في عام 2000 إلى 10.2 في المائة في عام 2022، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة بمقدار 3.6 أضعاف لتصل إلى 14.4 في المائة في عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2000. وفي حين استمر الانخفاض في انتشار النحافة لدى المراهقين (10-19 سنة) بصورة تدريجية من عام 2000 إلى عام 2022 (13.2 في المائة و10.2 في المائة، على التوالي)، زادت السمنة بمقدار 2.5 أضعاف خلال الفترة نفسها (2.8 في المائة و7.2 في المائة، على التوالي)، ومن المتوقع أن تزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 10 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بالمستويات المسجلة في عام 2000.
انخفض معدل انتشار نقص الوزن لدى البالغين (20-59 سنة) في العالم بمقدار النصف خلال عقدين من الزمن، وذلك من 12.1 في المائة في عام 2000 إلى 6.6 في المائة في عام 2022. وفي المقابل، تضاعفت السمنة خلال الفترة نفسها من 7.9 في المائة إلى 15.9 في المائة، ومن المتوقع أن تزيد بمقدار 2.6 أضعاف لتصل إلى 20.3 في المائة مقارنة بمستويات عام 2000 بحلول عام 2030. وانخفض معدل انتشار نقص الوزن لدى المسنين (أكثر من 60 عامًا) في العالم بمقدار النصف من عام 2000 إلى عام 2022 (12.4 في المائة و6.3 في المائة، على التوالي). ومن ناحية أخرى، ارتفع معدل انتشار السمنة خلال الفترة نفسها، وذلك من 13.1 في المائة إلى 18.9 في المائة، ومن المتوقع أن يصل إلى 21.6 في المائة بحلول عام 2030 - أي 1.6 أضعاف بالمقارنة مع مستويات عام 2000. وينبغي استكمال السياسات التي تواصل التصدي للتحدي الطويل الأمد المتمثل في النقص التغذوي بسياسات عاجلة للحد من الاتجاه التصاعدي للسمنة وعكسه لدى جميع الفئات السكانية.
ويُعتبر العبء المزدوج المترتب عن سوء التغذية بمثابة حافز لاتخاذ إجراءات مزدوجة.66-68 وتتصدى هذه الإجراءات في آن واحد للنقص التغذوي والوزن الزائد والسمنة من خلال الاستفادة من المسببات المشتركة التي تشترك فيها جميع أشكال سوء التغذية، بما في ذلك المسببات البيولوجية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتؤدي بالتالي إلى إيجاد مسار للسياسات والبرامج والتدخلات المشتركة. ويوضح الإطار 5 بعض الأمثلة على الإجراءات المزدوجة.
الإطار 5الإجراءات المزدوجة لمعالجة العبء المزدوج المترتب عن سوء التغذية
الإجراءات المزدوجة للرضع والأطفال الصغار (دون سن 5 سنوات)
- توسيع نطاق التدخلات لحماية وتعزيز ودعم الرضاعة الطبيعية (البدء المبكر والرضاعة الخالصة والرضاعة المستمرة).
- تعزيز التغذية التكميلية المثلى،69 وإعطاء الأولوية للأغذية ذات المصدر الحيواني الكثيفة المغذّيات والفاكهة والخضراوات والجوزيات والبقول والبذور مقابل الأغذية النشوية، وتجنب الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والملح والدهون المتحولة، والمشروبات المحلاة بالسكر، والمحليات غير السكرية.
- الأخذ بعين الاعتبار مخاطر الكثافة المفرطة للطاقة في الأغذية التكميلية، وتجنب إطعام الأطفال الصغار أغذية ووجبات خفيفة ومشروبات غنية بالطاقة والسكريات والدهون والملح.
- إدراج مناهج تدريبية جديدة للعاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية لتقديم مشورة تغذوية مزدوجة.
- الإشارة إلى مخاطر الوزن الزائد والسمنة إلى جانب التقزّم والهزال في برامج رصد النمو، لا سيما في السياقات التي يُعتبر الوزن الزائد لدى الأطفال مشكلة فيها.
- ضمان الوقاية والإدارة الكافيتين للهزال المعتدل والشديد - بما في ذلك باستخدام الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، والمكملات الغذائية والأغذية المخلوطة المحسّنة - تبعًا للحالة والسياق.70
- التأكد من استخدام معايير واضحة وخطوط توجيهية للاستهداف من أجل توزيع الأغذية التكميلية الجاهزة للاستخدام (الأغذية العلاجية والأغذية المخلوطة المدعمة المحسّنة)، بما في ذلك الوقاية من سوء التغذية المعتدل وسوء التغذية الحاد الشديد وعلاجهما، وإدارة مدة العلاج لتجنب الزيادة المفرطة أو السريعة في الوزن بما يتجاوز ما هو مطلوب للوقاية أو التعافي.
الإجراءات المزدوجة للأطفال في سن المدرسة (5-9 سنوات) والمراهقين (10-19 سنة)
- إعادة تصميم برامج التغذية المدرسية لتعزيز الوصول إلى أنماط غذائية صحية ووضع خطوط توجيهية غذائية جديدة للأغذية داخل المدرسة وفي محيط حرم المدرسة حيث يمكن للأطفال الحصول على الأغذية. ودعم هذه الجهود من خلال الأطر السياساتية، والقانونية والمؤسسية. والقضاء على الترويج التجاري للأغذية والوجبات الخفيفة والمشروبات الغنية بالطاقة والسكريات والدهون والملح وبيعها في المدارس أو على الأقل تنظيمه.
- إنشاء نهج داعم «للمدرسة بأكملها» يفضي إلى تناول أغذية صحية، مثل دمج التغذية في المناهج الدراسية في الفصول الدراسية/دروس التثقيف الصحي. وتعزيز البيئات المدرسية النشطة؛ وزراعة الحدائق المدرسية؛ وبناء المعرفة والمهارات لإذكاء الوعي، وتشكيل الأذواق، وتطوير العادات الغذائية الصحية؛ وإشراك الوالدين في تخطيط الوجبات؛ والتأثير على الموقف من تناول الأغذية الصحية في المنزل.
- استخدام أدوات ومنصات تواصل مبتكرة موجهة للشباب لتغيير السلوك الاجتماعي من أجل الوصول إلى الأطفال والمراهقين برسائل أساسية حول الأغذية المغذية والأنماط الغذائية الصحية.
- في البيئات التي يبلغ فيها معدل انتشار فقر الدم لدى النساء غير الحوامل 20 في المائة أو أكثر، توفير مكملات الحديد وحمض الفوليك على فترات متقطعة للفتيات المراهقات الحائضات وغير الحوامل. وإذا كان معدل الانتشار يبلغ 40 في المائة أو أكثر، توفير مكملات حديد يومية.71
الإجراءات المزدوجة للنساء الحوامل
- توسيع نطاق توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن الرعاية السابقة للولادة للنساء الحوامل (تمتد أيضًا لتشمل المراهقات الحوامل) من خلال النظام الصحي، مع التركيز على تقديم المشورة بشأن تناول الأغذية الصحية والحفاظ على النشاط البدني أثناء الحمل للبقاء في صحة جيدة ومنع الزيادة المفرطة في الوزن.
- رصد مكملات البروتين والطاقة المستهدفة لمنع الزيادة المفرطة غير المقصودة في الوزن أثناء الحمل.
- توفير قسائم نقدية و/أو قسائم غذائية لتحسين الأنماط الغذائية للأمهات بموازاة رصد الزيادة في الوزن أثناء الحمل للكشف عن الزيادة غير الكافية في الوزن إلى جانب الزيادة المفرطة في الوزن.
- توفير مكملات الحديد وحموض الفوليك اليومية للنساء الحوامل أثناء الرعاية الروتينية السابقة للولادة. وفي البيئات التي يقلّ فيها معدل انتشار فقر الدم لدى النساء الحوامل عن 20 في المائة أو التي تُعتبر فيها كمية الحديد اليومية غير مقبولة بسبب الآثار الجانبية، توفير مكملات الحديد وحمض الفوليك على فترات متقطعة. وفي البيئات التي ترتفع فيها معدلات انتشار النقص التغذوي، يمكن النظر في الاستعانة بمكملات المغذّيات الدقيقة المتعددة التي تحتوي على الحديد وحمض الفوليك.71
- بالنسبة إلى المجموعات السكانية التي تعاني من النقص التغذوي، استخدام الاتصالات لتغيير السلوك (مثل المحادثات العامة، وحملات الاتصال الجماهيري، والاستشارة الفردية أو على مستوى الجماعة الصغيرة، وأدوات الاتصال المرئي) لزيادة إجمالي المتناول اليومي، بما في ذلك البروتينات، من أجل الحد من خطر انخفاض الوزن عند الولادة؛ والمكملات الغذائية المتوازنة من الطاقة والبروتين للحد من مخاطر حالات الإملاص وحديثي الولادة صغار الحجم بالنسبة إلى عمر الجنين.
الإجراءات المزدوجة لجميع المجموعات
- زيادة مراعاة التغذية في برامج الحماية الاجتماعية لجميع الفئات العمرية أو الفئات المستهدفة (على سبيل المثال للحوامل والمرضعات والأطفال الصغار أو المسنين) من خلال طرائق تتسم بحجم وإمكانات كافية لتحسين التغذية - مثل الإعانات أو قسائم المواد الغذائية المرتبطة بتجار التجزئة الذين يوفرون الأغذية المغذية، مع استبعاد الأغذية والوجبات الخفيفة والمشروبات الغنية بالطاقة والسكريات والدهون والملح؛ واستحداث مكافآت مقابل التحويلات أو القسائم التي يتم إنفاقها على الأغذية المغذية؛ وتنفيذ استراتيجيات الاتصال لتغيير السلوك التي تركّز على الأنماط الغذائية الصحية، والنشاط البدني، والاستخدام الوقائي للخدمات الصحية (الكشف المبكر عن الوزن الزائد، والسمنة والأمراض غير المعدية).
- توسيع نطاق البرامج الزراعية المراعية للتغذية والتي تشجع الإنتاج والاستهلاك المتنوعين للأغذية، لا سيما بين الأسر المعيشية الفقيرة التي تعيش في المناطق النائية وتعاني من محدودية الوصول إلى الأسواق. وتصميم ودعم الزراعة الحضرية وشبه الحضرية لتلبية الطلب المتزايد على الأغذية المغذية في المناطق الحضرية.
- مواءمة الإجراءات في جميع أنحاء النظم الزراعية والغذائية لضمان إتاحة الأغذية المغذية والمتنوعة لجميع الأشخاص، بما في ذلك الفئات السكانية الضعيفة عبر سلسلة القيمة - من المزرعة إلى المائدة.
- تحويل بيئات الأغذية عبر تنفيذ السياسات والتشريعات التي تقضي على استخدام الترويج المضلل لبدائل حليب الأم (بديل حليب الأم، بديل حليب الأم للمتابعة). وتعزيز القيود المفروضة على تسويق الأغذية والوجبات الخفيفة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الطاقة والسكريات والدهون والملح، بما في ذلك تلك المدعمة؛ واعتماد التوسيم التغذوي على واجهة العبوات؛ وفرض ضرائب مستهدفة على الأغذية والوجبات الخفيفة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الطاقة والسكريات والدهون والملح، ودعم الأغذية المغذية لتشجيع أنماط شراء صحية.
- يمكن تحفيز منتجي الأغذية وتجار التجزئة والتجار على تحسين الجودة التغذوية للإمدادات الغذائية من خلال إعادة تركيب الأغذية غير الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات والملح، ومن خلال تعزيز الأغذية الأساسية (أي إضافة اليود إلى الملح على مستوى العالم، وتعزيز دقيق الذرة، وسميد الذرة، والأرزّ، ودقيق القمح، والزيت النباتي بالفيتامينات والمعادن).