حالـة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم 2022

الجزء الرابع القضايا الناشئة والتوقعات

التقدّم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية

تُعدّ مشاركة النساء والرجال الكاملة والمتساوية وانخراطهم وحصولهم على فوائد – أي المساواة بين الجنسين – في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية أمرًا أساسيًا لتحقيق الاستدامة والشمولية (منظمة الأغذية والزراعة، 2020م).

ومع أن النساء يشكّلن نصف القوة العاملة الإجمالية على نطاق سلاسل القيمة الخاصة بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، ويشغلن أدوارًا بالغة الأهمية، إلا أنهن يشكلن نسبة مئوية كبيرة بشكل غير متناسب من العاملين في القطاعات غير النظامية بأجور هي الأدنى والأقل استقرارًا والأقل مهارة من القوى العاملة. وفي قطاع تربية الأحياء المائية، تمثل النساء 19 في المائة من القوة العاملة في القطاع الأولي؛ وفي مصايد الأسماك 14 في المائة؛ وفي مكونات سلسلة القيمة ما قبل الصيد وبعده 50 في المائة. وبالإضافة إلى كون المرأة العمود الفقري للاقتصادات الريفية (منظمة الأغذية والزراعة، 2020م)، فإنها تقدّم مساهمات كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي والتغذية للأسر المعيشية مع تحمّل مسؤوليات منزلية وواجبات الرعاية. وغالبًا ما تتأثر الأدوار التي تشارك فيها المرأة بشدة بالسياقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تعيش فيها وغالبًا ما تواجه قيودًا قائمة على نوع الجنس تعيق قدرتها على الفعل (أي قدرتها على اتخاذ الخيارات والتصرف بناءً عليها) وتمنعها من الاستفادة الكاملة من أدوارها في القطاع.

ولا يشير نوع الجنس إلى الذكر والأنثى (وهو الجنس، أو الخصائص البيولوجية التي تميّز الذكر/الأنثى/أحرار الهوية الجنسية)، ولكنه يشير إلى البناء الاجتماعي المحدد بالسياق والوقت. ويشير إلى السمات الاجتماعية والفرص المرتبطة بكون الشخص ذكرًا أو أنثى. وبالتالي، يشير نوع الجنس إلى الأدوار والسلوكيات والأنشطة والسّمات التي يعتبرها مجتمع معين مناسبة للرجال والنساء. وبالإضافة إلى ذلك، يشير إلى العلاقة بين الرجال والنساء ويحدد ما هو متوقع ومسموح به وذات قيمة لدى امرأة أو رجل في سياق معيّن.

وتدفع هذه التوقعات الجنسانية إلى حدّ كبير طرق مشاركة النساء والرجال ودرجة استفادتهم من مشاركتهم عبر سلسلة القيمة لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وهناك فارق بسيط حاسم لفهم هذا الدور والمزايا يسترشد بمفهوم التداخل. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن التداخلات بين الأبعاد الاجتماعية المختلفة (ليس الجنس وحسب، ولكن أيضًا الطبقة والعمر والانتماء الاثني/الاثنية والعرق والطائفة والدين والتوجه الجنسي)، والتي تمثّل المكونات المتعددة التي تتكون منها الهوية، يمكن أن تؤدي إلى عدم المساواة المضاعفة ليس فقط بين النساء والرجال ولكن أيضًا بين النساء وبين الرجال.

ويجب تضمين التداخلات هذه في التحليل، لإبلاغ الموقع الاجتماعي للأفراد ووصولهم النسبي إلى السلطة أو درجة القمع ونقاط الضعف، ما يساعد بعد ذلك في تحديد الدور الذي يؤدونه في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية (Williams وآخرون، 2012). ويمكن أن يؤدي عدم مراعاة هذه التداخلات إلى الاستبعاد غير المقصود للفئات الأكثر ضعفًا ويهدد بترسيخ عدم المساواة وتفاقمها في مجتمعات الصيد وتربية الأحياء المائية (Ferguson، 2021).

وكما أن النساء لسن مجموعة متجانسة، فإن الأدوار المختلفة للمرأة في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية تختلف بشكل كبير، من صيد المحار والأعشاب البحرية، والصيد على نطاق صغير وإصلاح الشباك، إلى تجهيز وتسويق منتجات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية10 (الإطار 32). ومع ذلك، هناك اتساق في الديناميكيات الجنسانية التي تفضّل الرجال على النساء، والسيطرة التي تُمارَس من خلال الأدوار القائمة على نوع الجنس (منظمة الأغذية والزراعة، 2017د). وفي حين أنّ عبء العمل الثلاثي يثقل كاهل المرأة التي تواجه العنف القائم على نوع الجنس بوتيرة عالية (Siles وآخرون، 2019)، فهي غالبًا ما تعاني في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية مما يلي:

  • الوصول المحدود إلى المعلومات والإرشاد والخدمات المالية والبنية التحتية والحماية الاجتماعية والعمل اللائق؛

  • والوصول المحدود إلى الموارد المادية والرساميل؛

  • والاستبعاد عن صنع القرار والمناصب القيادية؛

  • والحصول على فوائد أقل من أنشطتها وحقوق وامتيازات أقل؛

  • وسيطرة محدودة على الأسواق، وكيفية تحديد الأسعار والتفاعلات داخل سلاسل القيمة.

الإطار 32أنشطة ريادة الأعمال الناجحة للمرأة

مشروع تربية الأحياء المائية في الفلبين: تعزيز صغار رواد الأعمال في مجال تربية الأحياء المائية: حالة إحدى الجمعيات النسائية في الفلبين

أصبح نادي تحسين الأوضاع الريفية في بينمالي، في الفلبين – وهو عبارة عن جمعية نسائية صغيرة متخصصة في تربية أسماك الخنى وتجهيزها – جهة فاعلة رئيسية في سلسلة القيمة ذات الصلة والاقتصاد المحلي. وقد أتاحت هذه الجمعية الفرصة للنساء لتنظيم أنفسهن وهي مثال فعال لريادة الأعمال التي تقودها المرأة في قطاع تربية الأحياء المائية. وقد روجت منظمة الأغذية والزراعة لدراسة الحالة هذه لدعم حلقة عمل تدريبية حول تطوير سلسلة قيمة تربية الأحياء المائية والمشاركة. ومن خلال عرض أنشطة وتنظيم النادي، أكدت كيف يمكن أن تمكّن الجمعيات المماثلة المرأة من الناحية الاقتصادية، لتنمية المجتمع ولنتائج ريادية متميزة. وكانت معرفة النساء ومهاراتهن أساسية – لتطوير قاعدة صلبة لأداء مهام متعددة بفعالية ولإنتاج منتجات مجهَّزة ممتازة من مواد خام عالية الجودة. ومن ناحية ريادة الأعمال، سَعيْن بجهد إلى تحقيق الكفاءة والربحية، باستخدام مهارتهن في الطبخ لإنتاج المنتجات ذات القيمة المضافة من الأسماك المستزرعة ولتنويع عروضهن، مع تقليل المهدر من الأغذية أيضًا. وتسنى بهذه الطريقة تمكين النساء: حيث عززن قيادتهن، وتم توفير دخل إضافي على مستوى الأسرة؛ وفي الوقت نفسه، ساهمن في تطوير مشروع قائم على تربية الأحياء المائية في القطاع المحلي والمساواة بين الجنسين في الأجل الطويل.

مشروع الأعشاب البحرية في كينيا: دعم تنفيذ الاستزراع البحري في كينيا ضمن نهج النظام الإيكولوجي (TCP/KEN/3502): مجموعات المساعدة الذاتية

في عام 2015، أسفرت دعوة حكومة كينيا للحصول على المساعدة الفنية من منظمة الأغذية والزراعة عن مشروع يهدف إلى تمكين صغار المزارعين وتدريبهم على إنتاج الأعشاب البحرية وبلح البحر والمحار وسرطان البحر وسمك الخنى. وتُعتبر مجموعة Kibuyuni النسائية المعنية بالأعشاب البحرية، واحدة من خمس مجموعات استفادت من مشروع المنظمة الذي سهّل بناء أكواخ التجفيف مع رفوف مرتفعة حيث يمكن نثر المحصول المحصود حتى يجف بأمان. وتمثّل الهدف في تعزيز الحد من الفاقد ما بعد الصيد وتحسين جودة المحاصيل بهدف الحصول على أسعار أعلى في الأسواق. وربط المشروع أيضًا شركة دولية اشترت الأعشاب البحرية المجففة مع مجموعة Kibuyuni النسائية المعنية بالأعشاب البحرية، التي بلغ عدد أعضائها في نهاية دورة المشروع 52 عضوًا وتم تسجيلها لدى حكومة كينيا كمجموعة مساعدة ذاتية.

لقصة Tima Mwalimu Jasho، وهي مزارعة أعشاب بحرية استخدمت جزءًا من مدخراتها لبناء منزل مؤلف من غرفة نوم واحدة تقوم بتأجيره، صدى قوي حيث أن بيع 41 طنًا من الأعشاب البحرية جلب أكثر من 13 000 دولار أمريكي بعد أن شاركت في نشاط تدريبي لمنظمة الأغذية والزراعة حول استزراع الأعشاب البحرية في كينيا. وقالت: "كنا نعيش في حالة من الفقر غير مدركين أن لدينا شيئًا يمكن أن يساعد مستقبلنا".

وقد زاد أعضاء المجموعة من استفادتهم من زراعة الأعشاب البحرية بفضل تدريب المشروع على أفضل ممارسات إدارة الأعمال المتعلقة بالأعشاب البحرية وعلى إضافة القيمة. وتوفر المجموعة الأعشاب البحرية للمشترين في شكلها الخام وتحقق دخلًا إضافيًا من مجموعة واسعة من المنتجات ذات القيمة المضافة بما في ذلك العصائر والبسكويت والكعك وسلطات الخضار وألواح الصابون والصابون السائل ومواد التجميل الأخرى. وأدى الدخل الناجم عن بيع الأعشاب البحرية الخام والمنتجات ذات القيمة المضافة إلى تحسين مستوى معيشة المجتمعات تدريجيًا، حيث كان معظم المستفيدين من النساء: لقد وضعن الطعام على المائدة، وبنين منازل جديدة، وعلّمن أطفالهن واشترين مواد بناء أفضل لمنازلهن.

ورغم انتهاء المشروع في عام 2017، إلّا أن المكاسب لا تزال واضحة. فكانت المبادرة التجريبية لمجموعة Kibuyuni النسائية المعنية بالأعشاب البحرية تجربة ناجحة حيث انتقلت منذ ذلك الحين من مجموعة مساعدة ذاتية إلى جمعية تعاونية، هي جمعية Kibuyuni لمزارعي الأعشاب البحرية، تم تسجيلها كتعاونية للادخار والائتمان.

ولا يؤثر التمييز القائم على نوع الجنس على المرأة بشكل مباشر فحسب، بل إنه يلحق أذى كبيرًا أيضًا بقطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية من خلال الخسائر في الإنتاجية وعدم الكفاءة وفرص الابتكار وريادة الأعمال من قبل النساء.

ويُعدّ تحقيق المساواة بين الجنسين أكثر إلحاحًا في سياق جائحة كوفيد–19 التي ثبت أنها تنقل أوجه عدم المساواة وترفع النقاب عنها، ما يؤدي إلى تفاقم التمييز الموجود بالفعل في القطاع. ونظرًا لإغلاق المدارس وتزايد العبء على النظم الصحية لاحتواء تفشي الجائحة، تم تكثيف التقسيم الجنساني للرعاية غير المأجورة والعمل المنزلي الملزم للنساء والفتيات كمقدمات للرعاية. ومن التعقيدات الأخرى، تواجه النساء والفتيات قيودًا في الحصول على الرعاية الصحية وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية. وعلاوة على ذلك، لوحظت زيادة في العنف الجنساني والاعتداء والاستغلال الجنسيين في جميع أنحاء العالم. وتُعتبر النساء من الفئات السكانية الضعيفة والمعرّضة للخطر لأنهن يشاركن تقليديًا وبشكل رئيسي في أنشطة ما بعد الصيد، بما في ذلك الأنشطة مثل تجهيز المنتجات المائية11 وتخزينها وتعبئتها وتسويقها. وتزيد حاجتهن إلى مواصلة هذه الأنشطة من أجل الحفاظ على دخلهن وإطعام أسرهن من أوجه ضعفهن هذه (Misk وGee، 2020).

تعميم مراعاة المنظور الجنساني في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية

تحدد سياسة منظمة الأغذية والزراعة بشأن المساواة بين الجنسين هدفًا واضحًا يتمثل في «تحقيق المساواة بين النساء والرجال في الزراعة المستدامة والتنمية الريفية من أجل القضاء على الجوع والفقر» (منظمة الأغذية والزراعة، 2015ب). ويتم تحديد المساواة بين الجنسين ببساطة على أنها حالة يتمتع فيها الرجال والنساء بحقوق وفرص واستحقاقات متساوية في الحياة المدنية والسياسية ويمكن دعم تحقيق ذلك باستخدام أداة منظمة الأغذية والزراعة لتعميم مراعاة المنظور الجنساني. وهذا يتطلب تقييم الآثار المترتبة على النساء والرجال في أي إجراء مخطط له، بما في ذلك التشريعات أو السياسات أو البرامج، في جميع المجالات وعلى جميع المستويات. وهي تمكّن من جعل اهتمامات وتجارب النساء والرجال على حدّ سواء بُعدًا مندمجًا متكاملًا في تصميم السياسات والبرامج وتنفيذها ومراقبتها وتقييمها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث تستفيد النساء والرجال بطريقة متساوية، فلا يدوم انعدام المساواة. ويتمثل الهدف النهائي في تحقيق المساواة بين الجنسين. ويتجسد ذلك في الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة – تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات – وهو هدف صريح قائم بحد ذاته ومسألة شاملة لعدة قطاعات، فضلًا عن كونه محركًا للتنمية المستدامة التي تراعي الفوارق بين الجنسين في جميع أبعادها. وهذا هو السبب وراء ما يُذكر مرارًا وتكرارًا من أنّ التقدم سيتعثر حتمًا ولن تتحقق خطة عام 2030 من دون دمج منهجي للمنظور الجنساني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ورصدها (هيئة الأمم المتحدة للمرأة، 2021).

وتشير الخطوط التوجيهية الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك صغيرة النطاق إلى التزام واضح بالإنصاف والمساواة بين الجنسين وتشكل سابقة كأول أداة لمصايد الأسماك تتناول المساواة بين الجنسين بشكل مباشر (مؤسسة GAF للخيارات الجنسانية البديلة، 2018). وفي عام 2018، وجه إعلان سانتياغو دي كومبوستيلا من أجل تكافؤ الفرص في قطاع صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية، دعوة واضحة لتحسين وضع النساء العاملات في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية من خلال ضمان تكافؤ الفرص للمرأة (Venugopalan، 2018). وفي العام التالي، استضافت منظمة الأغذية والزراعة الندوة الدولية حول استدامة مصايد الأسماك (منظمة الأغذية والزراعة، 2019و) التي سلطت الضوء على دور المرأة على مستوى القطاع ككلّ وشددت على الحاجة إلى تحسين هذا الدور والاعتراف الكامل به وإعطاء الأولوية لتحقيق المساواة بين الجنسين. وشهد عام 2021 إصدار إعلانين أساسيين هما إعلان لجنة مصايد الأسماك بشأن استدامة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية (انظر قسم الفرص العلمية لإدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، الصفحة 169؛ منظمة الأغذية والزراعة، 2019و) وإعلان شنغهاي بشأن تربية الأحياء المائية من أجل الأغذية والتنمية المستدامة.

ويقرّ إعلان لجنة مصايد الأسماك بالدور الحاسم للمرأة كعامل رئيسي في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويتضمن التزامًا قويًا من أعضاء منظمة الأغذية والزراعة «بضمان تمكين المرأة من خلال تعزيز وصولها الكامل إلى مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية وتكافؤ الفرص فيها من خلال السياسات القائمة على المساواة بين الجنسين.» ويعزز إعلان شنغهاي، الذي اعتمده المشاركون في المؤتمر العالمي لتربية الأحياء المائية الألفية +20، المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في تنمية تربية الأحياء المائية. ويجري حاليًا وضع الخطوط التوجيهية لاستدامة تربية الأحياء المائية من أجل توجيه أعضاء المنظمة وجميع أصحاب المصلحة في الحوارات وعمليات السياسات والعمل من أجل تحقيق تنمية مستدامة وعادلة لتربية الأحياء المائية. وتم إدراج المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة كوحدة مواضيعية وكمسألة شاملة، ما يعكس الحاجة إلى معالجة هذه القضايا الأساسية على وجه التحديد وتعميمها في جميع أبعاد تربية الأحياء المائية (منظمة الأغذية والزراعة، 2022).

النهج التحويلية المراعية للمساواة بين الجنسين

تم تصميم النهج التحويلية المراعية للمساواة بين الجنسين كأداة تسمح بالكشف عن الأسباب الكامنة وراء عدم المساواة بين الجنسين ومداها، ومن ثم معالجة هذه الأسباب الكامنة عن طريق معالجة اختلالات القوى على المستويين الفردي والمجتمعي. وهي أداة قوية لتمكين النساء والفتيات ولإحداث تغييرات عميقة في مجتمعات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن هذه التغييرات تحدث ببطء وفقط بمشاركة ومساهمة الرجال والأسرة والمجتمع بأسره. ويمثّل هذا النهج طريقًا للمضي قدمًا يمكن تكييفه مع سياقات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بما يمكّن القطاع من استغلال إمكاناته الكاملة عن طريق تحقيق المساواة بين الجنسين.

المرأة كعامل تغيير

يتبع عمل المنظمة بشأن تعميم مراعاة المنظور الجنساني في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية أساليب النُهج التحويلية المراعية للمساواة بين الجنسين ويتماشى مع الأهداف الأربعة التي حددتها استراتيجية المنظمة للمساواة بين الجنسين (منظمة الأغذية والزراعة، 2020):

  • تتمتع النساء والرجال بصوت متساوٍ وبقدرة متساوية في صنع القرارات في المؤسسات والمنظمات الريفية لرسم ملامح الأطر القانونية والسياسات والبرامج ذات الصلة؛

  • وتتمتع النساء والرجال بحقوق متساوية، وبإمكانية الحصول على الموارد الطبيعية والإنتاجية والتحكم بها، والمساهمة في الزراعة المستدامة والتنمية الريفية والاستفادة منها؛

  • وتتمتع النساء والرجال بحقوق متساوية والحصول المتكافئ على الخدمات، والنفاذ إلى الأسواق وفرص العمل اللائق والتحكم المتساوي بالمداخيل والمنافع الناجمة عنها؛

  • وبالإمكان خفض عبء عمل المرأة عن طريق تعزيز وصولها إلى التكنولوجيات والممارسات والبنية التحتية وتشجيع التوزيع المتكافئ للمسؤوليات، بما في ذلك على مستوى الأسرة المعيشية.

ويهدف هذا المسعى إلى تعزيز الإمكانات والقدرات الموجودة لدى المرأة في مجتمعات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في جميع أنحاء العالم مع الاعتراف بدورها كعنصر رئيسي للتغيير لتحقيق التحوّل الأزرق.12 وكما ذكر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة:

بوسع النساء والفتيات أداء دور حاسم في الاستجابة لجائحة كوفيد–19، بخاصة على صعيد تحويل نظمنا الزراعية والغذائية. ويتعين علينا جميعًا أن نعمل معًا من أجل إحداث التغييرات الضرورية لتمكين النساء والفتيات، لا سيما في المناطق الريفية (منظمة الأغذية والزراعة، 2021ش).

back to top عد إلى الأعلى