حالـة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم 2022

الجزء الثالث التحول الأزرق لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030

عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (2021–2030)

الفرص العلمية لإدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية

يشكّل العلم أحد الركائز الرئيسية لتسريع التقدم في تحويل النظم الغذائية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة (الأمم المتحدة، 2019)، حيث أن الأدلة العلمية ضرورية لإيجاد حلول مستدامة. وإن وجود تفاعل قوي بين العلوم والسياسات أمر بالغ الأهمية للمساعدة في تصميم هذه الحلول والتأكد في نهاية المطاف من أن القرارات والاتفاقات والإجراءات تستند إلى أفضل الأدلة المتاحة. وتشير العديد من الأحداث الأخيرة التي يسّرتها منظمة الأغذية والزراعة إلى العلوم وتستند إليها على وجه التحديد. وعُقدت الندوة الدولية حول استدامة مصايد الأسماك (18–21 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، روما) لتحديد مسارات تعزيز التفاعل بين العلوم والسياسات في إنتاج مصايد الأسماك وإدارتها وتجارتها، بناءً على مبادئ استدامة متينة لتحسين النتائج على أرض الواقع. وضمّت الندوة مجموعة متنوعة من الخبراء والمشاركين من جميع أنحاء العالم (حوالي 1 000 مشارك من أكثر من 100 بلد) ومكّنت من إقامة حوار مفتوح وتفاهم متبادل بشأن تعزيز استراتيجيات قائمة على العلم لاتخاذ إجراءات متآزرة ووضع سياسات داعمة على جميع المستويات. وأسفرت المناقشات التي أجريت عن مجموعة من التوصيات المستندة إلى العلم والإجراءات الشاملة للمساعدة في تحقيق نظم أغذية مائية4 مستدامة ومنصفة وقادرة على الصمود، مع تعزيز الإنتاجية المستدامة لتحسين الأمن الغذائي والتغذية والمساهمة في النمو الاقتصادي ورفع مستويات المعيشة وتمكين المرأة والشباب والمجتمعات الضعيفة (منظمة الأغذية والزراعة، 2020ح).

وكان المؤتمر العالمي عن تربية الأحياء المائية خلال الألفية +20 هو المؤتمر الرابع ضمن سلسلة من المؤتمرات العقدية المخصصة للتنمية والموجهة نحو العلم والتي حددت معالم تربية الأحياء المائية العالمية. وقد استقطب المؤتمر أكثر من 1 700 مندوب من أكثر من 100 بلد ومجموعة متنوعة من القطاعات. وحدد المؤتمر السياسات الرئيسية والابتكارات التكنولوجية، والنتائج العلمية، وفرص الاستثمار ومجالات التعاون التي ستعمل على زيادة تطوير تربية الأحياء المائية المستدامة. وقد استرشد بتسع عمليات مراجعة مواضيعية علمية وستّ عمليات مراجعة إقليمية وتوليف عالمي بالإضافة إلى أكثر من 100 ملصق أكاديمي. وأخذ إعلان شنغهاي – وهو مخرج رئيسي – في الاعتبار المعلومات المستندة إلى العلم الناشئة عن عمليات الاستعراض المواضيعية والمؤتمر لتحديد رؤية مشتركة والأولويات الرئيسية ودعوة لاتخاذ إجراءات من أجل استدامة تربية الأحياء المائية.

ومع تزايد الاعتراف بأهمية الأغذية المائية، تأتي الحاجة إلى تحسين المعارف العلمية بشأن قيمتها الغذائية ومساهمتها الإجمالية في تغذية عدد متزايد من السكان ومعالجة أهداف خطة عام 2030 (الإطار 24). ويجب أن تولّد نتائج الأحداث المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى الحوار حول احتياجات البحوث الجديدة المتعلقة بالأغذية المائية، إجراءات ذات أولوية من شأنها أن تميّز المساهمات العلمية في عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (2021–2030) وأن تعزّز في نهاية المطاف الاستدامة الطويلة الأجل لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.

الإطار 24 تحديد وضع الأغذية المائية لتغذية الأمم بحلول عام 2030 وما بعده1

تم تحديد الحفاظ على الأغذية المائية من قبل المجموعة العلمية لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية باعتبارها واحدة من سبع أولويات مدفوعة بالعلم واللازمة لتسريع التحوّل إلى نظم غذائية أكثر صحة واستدامة وإنصافًا وقدرة على الصمود. وظهرت الأغذية المائية أيضًا كمجموعة من الحلول لتحقيق مقاصد محددة لأهداف التنمية المستدامة والمساهمة في الحلول الممكنة لتحويل النظم الغذائية.

وفي عام 2021، كانت هناك مبادرتان علميتان رئيسيتان لتحديد وضع الأغذية المائية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة: وثيقة مناقشة صادرة عن هيئة الأمم المتحدة للتغذية بعنوان دور الأغذية المائية في الأنماط الغذائية الصحية المستدامة،2 والوثيقة التي تمت مراجعتها من قبل النظراء حول الأغذية المائية لتغذية الأمم من خلال تقييم الأغذية الزرقاء.3 وتعرض هاتان الوثيقتان نطاق الأدلة الحالية وتقترحان توصيات لتوجيه السياسات والاستثمارات والبحوث لكي تساهم الأغذية المائية بشكل أفضل في تحسين الأمن الغذائي والتغذوي في العالم.

ويُعدّ التحول في السردية العالمية من الإطعام إلى التغذية أمرًا ضروريًا من أجل التعرف على الفوائد الكاملة للأغذية المائية باعتبارها "أغذية فائقة".4 ويجب زيادة الاعتراف وتوليد البيانات حول مساهمة الأغذية المتنوعة – الحيوانات والنباتات والكائنات الحية الدقيقة – في توفير العديد من المغذّيات الدقيقة المتاحة بيولوجيًا (مثل الكالسيوم والحديد والزنك وفيتامين B12 وفيتامين A) والأحماض الدهنية الأساسية، وكذلك البروتينات. وعلاوة على ذلك، يجب البحث في تطوير منتجات غذائية مائية متنوعة ومقبولة ثقافيًا وميسورة الكلفة وملائمة، لاستخدامها في أول 1 000 يوم من الحياة لكي تساهم الأغذية المائية في تحسين الصحة والتغذية لدى النساء، والإدراك والتطور والنمو لدى الأطفال الصغار.

وهناك فجوات كبيرة في البيانات المصنفة حول أنماط الاستهلاك، والتنوع والوفرة، والبصمة البيئية، ونظم الإنتاج المستدامة للأغذية المائية المتنوعة، وهي تعيق الخطاب بشأن دمج الأغذية المائية في تحوّل النظام الغذائي وفهمه. ويجب إعطاء الأولوية للبحوث المتعددة الاختصاصات حول فوائد الأغذية المائية لمجموعات سكانية مختلفة – للأمن الغذائي والتغذوي وقدرة البيئة على الصمود واستدامتها – وللتنمية الاجتماعية والاقتصادية، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

ويجب أن يكون هناك نهج للنظم الغذائية المائية المراعية للتغذية لوضع إطار محدد لجدول الأعمال العلمي من أجل النهوض بالأغذية المائية كأغذية فائقة لتغذية الأمم. وتشمل الاحتياجات البحثية لهذا النهج ما يلي:

  • تحليل تركيبة المغذّيات وسلامة الأغذية للأغذية المائية المتنوعة من مصايد الأسماك الداخلية والبحرية وتربية الأحياء المائية؛

  • وتطوير الابتكارات للحدّ من الفاقد والمهدر؛

  • وتطوير نظم إنتاج متكاملة تشمل أغذية مائية متنوعة وأغذية نباتية مغذية؛

  • وتحديد الأساس العلمي لدمج أغذية مائية متنوعة في الخطوط التوجيهية الوطنية للأغذية.

وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي إيلاء الاهتمام لإدراج الأغذية المائية المنخفضة التغذية مثل الأعشاب البحرية وقنديل البحر وخيار البحر.

وتمثّل الاختلالات والمخاطر التي تسبّبها أزمة المناخ المتفاقمة تهديدًا متناميًا على نظم الأغذية المائية. وقد أدت جائحة كوفيد–19 إلى الكشف عن هشاشة هذه النظم بقدر أكبر، ما زاد من الآثار السلبية على الأمن الغذائي والتغذوي والدخل وسبل العيش، وخاصة بالنسبة إلى الجهات الفاعلة على نطاق صغير. وينبغي إجراء بحث بشأن حجم الاختلالات ونقاط الضعف المتعلقة بمختلف الجهات الفاعلة، بما في ذلك المستهلكون والفقراء والضعفاء، لضمان استدامة نظم الأغذية المائية.

ويوفر إعلان الأمم المتحدة عام 2022 السنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية منصة فعالة لتعزيز جهود البحوث والاعتراف بشكل أفضل بدور الأغذية المائية المتنوعة كأغذية فائقة يمكن تسخيرها لتغذية الأمم.

ولتعزيز تكامل التطورات العلمية والاعتراف بالإنجازات والتحديات التي يواجهها القطاع منذ المصادقة على مدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد، تم اعتماد إعلان لجنة مصايد الأسماك بشأن مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية المستدامة (منظمة الأغذية والزراعة، 2021ب) بالإجماع في الدورة الرابعة والثلاثين للجنة مصايد الأسماك في فبراير/شباط 2021. ويعترف الإعلان بأن التحديات التي تعترض تنفيذ تدابير إدارة مصايد الأسماك الفعالة معقدة ومتعددة الأبعاد وخاصة بكل إقليم، ويزيد من تعقيدها تغيّر المناخ وتحمّض المحيطات، وغالبًا ما تكون بسبب عدم كفاية البيانات لدعم القرارات المستندة إلى العلم. كما يعترف الإعلان بالحاجة إلى مواجهة هذه التحديات من خلال تدابير مبتكرة وشاملة وفعالة وقابلة للتكيف لإدارة مصايد الأسماك تستند إلى أفضل المعلومات العلمية المتاحة. وهو يقرّ أيضًا بالدور الرئيسي لنهج النظام الإيكولوجي كإطار فعال لدمج أهداف الحفظ والاستخدام المستدام والحاجة إلى تعزيز الأساس العلمي لدعم قرارات إدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وينطوي ذلك على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة مع التطورات التكنولوجية الحديثة، مثل نظم معلومات مصايد الأسماك القابلة للتشغيل المتبادل، التي توفر فرصًا جديدة لتحسين مراقبة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية وتوليد بيانات ومعلومات شاملة متعددة الاختصاصات تستند إلى العلم لإعلام سياسات الإدارة وإشراك العديد من أصحاب المصلحة (الإطار 25). ومن المهم أيضًا تعزيز التعاون العلمي الدولي وبناء القدرات والتعليم والتدريب. وأخيرًا، يعترف الإعلان بإمكانات تربية الأحياء المائية في تحقيق مزيد من النمو والحاجة إلى ممارسات مبتكرة تدعم الإشراف البيئي، مع إيلاء اهتمام خاص لمناطق العجز الغذائي. وهو يوفر توجهًا استراتيجيًا لتعزيز التفاعل بين العلوم والسياسات من أجل دعم إدارة مصايد الأسماك تحت إشراف لجنة مصايد الأسماك، بوصفها المنتدى العالمي الرئيسي للمناقشات والقرارات المتعلقة بقضايا مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، من أجل زيادة تعزيز الحلول القائمة على المشاركة والأسس العلمية.5

الإطار 25الابتكار الرقمي لتحديد الأنواع

تغيّر الابتكارات التكنولوجية طريقة جمع المعلومات والمعرفة عن الأنواع المائية الحية، وتوزيعها وإتاحتها لصانعي القرار. ويمكن أن يتيح تطبيق التعلّم الآلي والأجهزة المحمولة المتصلة بشبكة الإنترنت لأول مرة مهارات علماء التصنيف وعلماء مصايد الأسماك إلى الصيادين العاملين في القطاع والمجتمع بشكل عام.

وتشمل الابتكارات التي تقدّم اكتشافات علمية من أجل التنمية المستدامة التطورات في تحديد الكائنات البحرية ذات الأهمية الفعلية والمحتملة لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وتسهّل هذه التحسينات إمكانية تحديد الأنواع، وبذلك تعزز جودة البيانات عبر سلاسل القيمة لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.

وللإعلان عن التطورات وربط المبتكرين العاملين في هذا المجال، عقدت منظمة الأغذية والزراعة المنتدى العالمي بشأن الذكاء الاصطناعي لكوكب أزرق رقمي، وقد ضمّ هذا المنتدى علماء البيانات والمحللين من مؤسسات البحوث البحرية والجامعات والقطاع الخاص لتبادل ما لديهم من معارف ومهارات وأفكار مبتكرة. واستعرض المنتدى القضايا المتعلقة بكيفية تمكّن الذكاء الاصطناعي من التعرّف على صور آلاف الأنواع المائية واستخدامها لتحديد حجم أشكال الحياة المائية وعددها ومراحل حياتها. وركزت مواضيع أخرى على كيفية عمل المشاركين العالميين معًا في بيئة افتراضية والبحث عن حلول يمكن تطويرها ونشرها على نطاق أكبر.1

وعقب المنتدى العالمي، استكشفت ندوة عبر الإنترنت استخدام الصور الثابتة وأشرطة الفيديو لتصوير أسماك القرش في المياه العميقة ومصيد النظم الإيكولوجية البحرية الضعيفة،2 ما يوضح مرحلة التطور المتقدمة لتكنولوجيات الكاميرات لدعم مراقبي مصايد الأسماك على متن السفن، خاصة من أجل تصنيف الأنواع النادرة التي يصعب على الباحثين في مجال مصايد الأسماك التعرّف إليها.

وستواصل منظمة الأغذية والزراعة أداء دور هام للجمع بين مختلف الجهات الفاعلة التي تعمل في مجال الابتكارات الرقمية لتحديد الأنواع وتعزيز استخدام نظم الكاميرات المرتبطة بالتعلّم الآلي عبر مجموعة واسعة من مصايد الأسماك على مستوى العالم. ومن خلال توفير التوجيه والمشورة الفنية بشأن تحديد الأنواع المستهدفة أو المصيد العرضي، تمكّن منظمة الأغذية والزراعة التدخلات المستهدفة لإدارة سلاسل قيمة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية وحفظها.

ما هو عقد المحيطات؟

يؤكد إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2017 لعقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (2021–2030) على الأولوية التي تعطيها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتحقيق استدامة المحيطات، وعلى قناعة تلك الدول بوجوب أن يؤدي العلم دورًا مركزيًا في هذه العملية.

ويسعى عقد المحيطات إلى تحفيز "العلم الذي نحتاجه من أجل المحيطات التي نريدها" من أجل "تحفيز الحلول التحويلية لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، وربط الناس ومحيطاتنا" (اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات، 2021، الصفحة 17 [النسخة الإنكليزية])، وهو يسعى إلى ضمان أن تدعم علوم المحيطات بشكل كامل إجراءات البلدان لإدارة المحيطات بشكل مستدام وتحقيق خطة عام 2030.

وسيتم تنفيذ عقد المحيطات على أساس الخطة (اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات، 2021)، التي تم وضعها من خلال عملية تشاركية وشاملة للغاية بقيادة اللجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات التي تضم أكثر من 1 900 من أصحاب المصلحة، بما في ذلك الدول الأعضاء والخبراء المتخصصين والمجتمع المدني، وممثلين من هيئات الأمم المتحدة، وجميعهم يقدّمون مساهمات كبيرة.

وتوفر خطة التنفيذ إطارًا غير إلزامي للإجراءات التحويلية التي ستستند إلى الإنجازات الحالية وتنفّذ عبر المناطق الجغرافية والقطاعات والاختصاصات والأجيال. وهي تركز على مواجهة عشرة تحديات تحدد الأولويات العاجلة للعقد وتهدف إلى توحيد شركاء العقد في العمل الجماعي، ما يضمن أن يكون العقد بأكمله أكبر من مجموع أجزائه.

ويُعتبر التحدي 3 لعقد المحيطات وثيق الصلة بشكل خاص بقطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، حيث يسعى إلى توليد المعرفة ودعم الابتكار وتطوير الحلول لتحسين دور المحيطات في إطعام سكان العالم بشكل مستدام في ظل الظروف البيئية والاجتماعية والمناخية المتغيّرة.

وسيكون هناك ملياري (2) شخص إضافيين في العالم ينبغي إطعامهم خلال السنوات الثلاثين القادمة. وتساهم اليوم المحيطات بشكل كبير في الأمن الغذائي والتغذية ولديها القدرة على تأدية دور أكبر في نظام الأغذية العالمي. ويوفر عقد علوم المحيطات فرصة لتعزيز الترابط بين مصايد الأسماك والعلوم والسياسات ودعم بناء الشبكات والشراكات اللازمة لتفعيل التوصيات الواردة في إعلان لجنة مصايد الأسماك لعام 2021.

منظمة الأغذية والزراعة وإجراءات العقد

تُعدّ إجراءات عقد المحيطات إحدى الوسائل الرئيسية للمشاركة في عقد المحيطات؛ وهي مبادرات ملموسة سيتم تنفيذها في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات العشر القادمة للتغلب على التحديات المحددة في خطة تنفيذ عقد المحيطات. وستركز الإجراءات على التقدم وتطبيق المعرفة لدعم تطوير الحلول ومعالجة أوجه عدم المساواة بشأن القدرات والإمكانات المتعلقة بعلوم المحيطات.

ويمكن طرح إجراءات عقد المحيطات وتنفيذها من قبل مجموعة واسعة من المؤيدين بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، معاهد البحوث، والحكومات، وكيانات الأمم المتحدة، والمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، والأعمال التجارية والصناعة، والمؤسسات الخيرية والشركات، والمنظمات غير الحكومية، والمعلمين، والمجموعات على مستوى المجتمع المحلي والأفراد (على سبيل المثال من خلال المبادرات العلمية التي يقودها المجتمع) (الشكل 64).

الشكل 64اكتشفوا، تواصلوا، اتخذوا إجراءات: عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة (20212030)

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة.

وتعمل منظمة الأغذية والزراعة مع الشركاء لتنفيذ إجراءات هادفة والمساعدة في ضمان مساهمة العلم والابتكار في إطعام سكان العالم على نحو مستدام والقضاء على الفقر من خلال تعزيز تنمية مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية وتوجيه استجابات السياسات للظروف البيئية والاجتماعية والمناخية المتغيّرة. ويرد أدناه إجراءان من الإجراءات المتخذة التي تقودها منظمة الأغذية والزراعة والتي أقرها عقد المحيطات.

برنامج Nansen لنهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك

يشكل برنامج Nansen لنهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك (منظمة الأغذية والزراعة، 2021ح) شراكة طويلة الأمد بين النرويج6 ومنظمة الأغذية والزراعة. وهو يعتمد على أكثر من 45 عامًا من الخبرة وينطوي حاليًا على التعاون مع 32 بلدًا شريكًا في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، ومنظمات مصايد الأسماك الإقليمية وكيانات ومؤسسات أخرى. ويشجع البرنامج الاستخدام المستدام للموارد البحرية من خلال تحسين الحوكمة، وتوليد العلم والمعرفة، وتنمية القدرات في البلدان الشريكة، التي هي في صميم مبادرة العقد. وهناك جانب مهم آخر يتعلق بمبادئ التنمية المستدامة، وهو تنفيذ نهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك (منظمة الأغذية والزراعة، 2003)، وتعزيز النظر في الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية للاستدامة، من بين أمور أخرى.

ويهدف البرنامج إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف 14 (الحياة تحت الماء)، وتعزيز المساواة بين الجنسين للمساعدة في تحقيق الهدف 5 (المساواة بين الجنسين) من بين أمور أخرى.

ويتألف البرنامج من ثلاثة مجالات عمل رئيسية هي:

  1. 1– تحسين المعرفة بشأن مصايد الأسماك والنظم الإيكولوجية البحرية لاستخدامها في صنع القرارات ورسم السياسات؛

  2. 2– ودعم الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك من خلال تقديم دعم محدد للبلدان والمناطق في تنفيذ نهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك؛

  3. 3– وتنمية قدرة البلدان الشريكة على تحسين قاعدة معارفها لإدارة مصايد الأسماك، من خلال تنظيم حلقات عمل وبرامج تدريبية محددة.

ومن السمات الفريدة للبرنامج، الذي يتماشى بشكل وثيق مع عقد المحيطات، مساهمته في جمع البيانات العلمية من خلال بعثات سفينة الأبحاث Dr Fridtjof Nansen (منظمة الأغذية والزراعة، 2019ج). وهي سفينة الأبحاث البحرية الوحيدة التي ترفع حاليًا علم الأمم المتحدة والمكرّسة بالكامل لأعمال التنمية الدولية. ويتم جمع البيانات والمعلومات عن النظم الإيكولوجية البحرية، بما في ذلك موارد مصايد الأسماك والتنوع البيولوجي والسمات الغذائية للمنتجات المائية وتغيّر المناخ وتأثيرات التلوث أثناء عمليات المسح البحثية التي أجريت في مياه جنوب شرق آسيا وأفريقيا وفي أعالي البحار.

وتقضي سفن الأبحاث حوالي 270 يومًا خلال السنوات العادية في إجراء الدراسات الاستقصائية؛ وشهد عام 2019 مشاركة 215 عالمًا من 19 بلدًا شريكًا، ما يمثّل مساهمة مهمة لرعاية التعاون العلمي والإنمائي عبر الحدود الوطنية. وتستند أولويات البحث لأنشطة سفينة الأبحاث Dr Fridtjof Nansen إلى الخطة العلمية للبرنامج (منظمة الأغذية والزراعة، 2020ط) واحتياجات الشركاء الوطنيين والإقليميين في ما يتعلق بأولويات إدارة مصايد الأسماك الخاصة بهم.

ويدعم البرنامج تحليل واستيعاب البيانات والمعرفة في صنع القرارات على المستويين الوطني والإقليمي، على سبيل المثال، من خلال الأجهزة الإقليمية لمصايد الأسماك الشريكة مثل منظمة مصايد أسماك جنوب شرق المحيط الأطلسي، ولجنة مصايد أسماك شرق وسط المحيط الأطلسي، وهيئة مصايد أسماك في جنوب غرب المحيط الهندي، ولجنة بنغويلا الحالية المشتركة بين القطاعات. ويتم دعم البلدان لوضع وتنفيذ ورصد خطط إدارة مصايد الأسماك المتوافقة مع نهج النظام الإيكولوجي لمصايد الأسماك، والسياسات والتشريعات وإنشاء دورات مصايد الأسماك. وأخيرًا، تُبذل جهود كبيرة لمعالجة قضايا المساواة بين الجنسين وتعزيز المشاركة المتساوية للرجال والنساء في إدارة مصايد الأسماك.

الابتكار الرقمي ومبادرة العمل يدًا بيد والرصد العلمي لمصايد الأسماك والنظام الإيكولوجي

يهدف هذا البرنامج (منظمة الأغذية والزراعة، 2021ط) إلى إعداد أطلس يستخدم البيانات والعلوم المفتوحة لوصف النظم الإيكولوجية (بما في ذلك مصايد الأسماك)، وعند الاقتضاء، دعم رصد مقاصد التنمية المستدامة ونتائج عقد علوم المحيطات. وهو مستمد من مبادرة العمل يدًا بيد لمنظمة الأغذية والزراعة ويعززها، وهي خطة قائمة على الأدلة تقودها وتملكها البلدان لتسريع التنمية الريفية المستدامة للقضاء على الفقر والجوع وجميع أشكال سوء التغذية. وتعطي مبادرة العمل يدًا بيد الأولوية للبلدان التي تكون فيها القدرات الوطنية أو الدعم الدولي محدودة، أو حيث تكون التحديات التشغيلية، بما في ذلك الأزمات الطبيعية أو تلك التي هي من صنع الإنسان، هي الأكبر. وتشمل المبادرة نمذجة وتحليلات جغرافية مكانية متقدمة لتحديد أكثر الفرص الواعدة لزيادة الدخل وتقليل أوجه عدم المساواة والضعف لدى سكان الريف، الذين يشكلون الغالبية العظمى من فقراء العالم (الإطار 26).

الإطار 26مبادرة العمل يدًا بيد وتحليل القرارات المكانية المتعددة المعايير في نيجيريا

تدعم مبادرة العمل يدًا بيد لمنظمة الأغذية والزراعة مشاريع في أكثر من 35 بلدًا. وقام أحد هذه المشاريع بتقييم الإمكانات في نيجيريا بالنسبة إلى أسماك السلور الأفريقية وبلطي النيل.1 وكانت الدراسة حالة تجريبية لنظم المعلومات الجغرافية لتربية الأحياء المائية التي تطبق معايير متعددة لتحليل القرارات.

ودعمت مبادرة العمل يدًا بيد منهجيات تقسيم المناطق لتحديد المناطق داخل البلد التي تتمتع بإمكانات جيدة، ولكن على الأرجح غير محققة، لتربية الأحياء المائية. كما تولى البرنامج تنسيق المدخلات من مختلف الاختصاصات عبر منظمة الأغذية والزراعة وفرق المهام الفنية القطرية، بما في ذلك من خلال الموائد المستديرة للمساعدة في تحديد الأولويات. واستنادًا إلى منهجية النمذجة التي حددتها منظمة الأغذية والزراعة سابقًا، استخدم تحليل القرارات بناءً على معايير متعددة نظام المعلومات الجغرافية لتحديد النظم الزراعية من خلال تطبيق عوامل مختلفة، باستثناء – اعتمادًا على النظام الزراعي – المناطق المحمية أو الشديدة التحضّر، والمسطحات المائية الكبيرة والمناطق الواقعة على مسافة نائية جدًا من الطرقات الرئيسية.

وأسفرت الدراسة عن مجموعة من الخرائط التي تشير إلى المناطق المناسبة للاستزراع السمكي المكثف لكلا النوعين، ومناطق مقترحة على المستوى الإقليمي وعلى مستوى الولايات موجهة نحو نظم البرك المتكاملة المفتوحة غير المكثفة، ذات التأثير المحتمل الكبير على التخفيف من حدة الفقر وتحسين التغذية والأمن الغذائي.

وبناءً على الظروف الطبيعية المثلى والوصول إلى الأسواق الحضرية، تشير نتائج الدراسة إلى وجود إمكانات كبرى لتطور نظم الاستزراع السمكي المكثف في المناطق الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية والشمالية الوسطى من نيجيريا، ولكنها تسلط الضوء أيضًا على نقص (أو عدم موثوقية) إمدادات الطاقة وضعف البنية التحتية للنقل كعوامل مقيّدة رئيسية لسلسلة القيمة بأكملها في هذه المناطق. ومع ذلك، هناك إمكانية متزايدة لتوليد الطاقة الكهروضوئية البديلة من الجنوب إلى الشمال، ما يؤدي إلى فرص التكثيف في المواقع الواقعة في المنطقة الشمالية الوسطى. إلّا أنّ أكثر المواقع الواعدة تبقى في الولايات الجنوبية الشرقية.

وتشير نمذجة نظم الأقفاص المكثفة للبلطي في المسطحات المائية الكبيرة إلى وجود إمكانات كبيرة غير مستغلّة بعد لتربية الأحياء المائية، ما يعد بعوائد عالية على الاستثمار في الجنوب الغربي والوسط والشمال (انظر الشكل ألف). وتتمتع تدخلات التنمية التي تركز على نظم الزراعة المتكاملة غير المكثفة (انظر الشكل باء) القادرة على المساهمة في العديد من أهداف التنمية المستدامة، والتي تتمتع بإمكانات وافرة، مع وجود قيود في المناطق القاحلة الشمالية والشمالية الشرقية وحسب. وفي ظلّ اعتبار الفقر عائقًا، يتضح أنّ لدى الحزام المركزي وأجزاء من الشمال والشمال الشرقي إمكانات عالية؛ ويمكن اعتبار هذه المجالات ذات أولوية لتنمية تربية الأحياء المائية.

الشكل ألف الاستزراع المكثّف للبلطي في الأقفاص (المسطحات المائية الكبيرة)، نيجيريا

روما، منظة الأغذية والزعة. وثيقة داخلية. ورد ذكرها في 13 أبريل/نيسان 2022. https://sdlc.review.fao.org/confluence/download/attachments/4752761/MCDA_NGA_FishFarming_V1.4.pdf?api=v2
ملاحظة: نتيجة الموقع هي نتيجة لمجموع مرجح حسابي لعامل الموقع الشبكي (المعايير) المقيس بقيم من 0 إلى 100، حيث يتوافق 100 مع الموقع المثالي لأنظمة الاستزراع المكثف للبلطي في الأقفاص. الأماكن غير المناسبة لونها وردي والمواقع المناسبة زرقاء. يؤدي تحديد أنسب المواقع في النهاية إلى قائمة مختصرة من السدود أو الخزانات الموصى بها مع أفضل الظروف لأنظمة الاستزراع المكثف للبلطي في الأقفاص (القائمة المختصرة ليست معروضة هنا).
المصدر: بتصرّف من الشكل 16 في Ribeiro, N. 2021. GIS Multicriteria Decision Analysis - Nigeria Fresh water fish farming.
روما، منظة الأغذية والزعة. وثيقة داخلية. ورد ذكرها في 13 أبريل/نيسان 2022. https://sdlc.review.fao.org/confluence/download/attachments/4752761/MCDA_NGA_FishFarming_V1.4.pdf?api=v2

الشكل باء نظم الاستزراع غير المكثّفة المفتوحة (الأحواض/المسطحات المائية الصغيرة)، نيجيريا

روما، منظة الأغذية والزعة. وثيقة داخلية. ورد ذكرها في 13 أبريل/نيسان 2022. https://sdlc.review.fao.org/confluence/download/attachments/4752761/MCDA_NGA_FishFarming_V1.4.pdf?api=v2
1 حدود المستوى الإداري الثاني (لجنة الخبراء لإدارة المعلومات الجغرافية المكانية العالمية https://ggim.un.org)
ملاحظة: نتيجة الموقع هي نتيجة المجموع الحسابي المرجح لعامل الموقع الشبكي (المعايير) مع قيم من 0 إلى 100، مع 100 يتوافق مع الموقع المثالي لأنظمة الزراعة المفتوحة غير المكثفة (الأحواض وغيرها من المسطحات المائية الصغيرة). المواقع غير المناسبة حمراء والمواقع المناسبة بنفسجية.
المصدر: بتصرّف من الشكل 5 في Ribeiro, N. 2021. GIS Multicriteria Decision Analysis - Nigeria Fresh water fish farming.
روما، منظة الأغذية والزعة. وثيقة داخلية. ورد ذكرها في 13 أبريل/نيسان 2022. https://sdlc.review.fao.org/confluence/download/attachments/4752761/MCDA_NGA_FishFarming_V1.4.pdf?api=v2

وفي حين تشير دراسة مبادرة العمل يدًا بيد إلى وجود إمكانات، فإن دمج معايير إضافية من شأنه أن يعطي صورة مكتملة. وعلى سبيل المثال، لم تأخذ الدراسة التجريبية في الاعتبار الجوانب البيئية التي قد تؤثر على الاستدامة الطويلة الأجل. وبالمثل، من المرجح أن تصبح مراقبة الصحة والأمراض وإدارتها أكثر أهمية مع تطور القطاع. وينبغي النظر فيها في المستقبل، إلى جانب المؤشرات البيئية من مخاطر الفيضانات إلى مخاطر المناخ على المدى الطويل.

وفي المستقبل، يجب أن يقرّ تنفيذ أي إجراء في تربية الأحياء المائية في المياه العذبة الدافئة بالتنوع العرقي والثقافي والنظر في قضايا التنافس الموجود مسبقًا على الموارد في البلاد. ومن المهم ملاحظة أن النماذج التي تمت مناقشتها أعلاه توفر اتجاهات العمل في إطار مبادرة العمل يدًا بيد، بدلًا من حلول متكاملة. ومن شأن زيادة التعاون المحلي لتغطية التطلعات الممكنة للمنهجية – بما في ذلك سيناريوهات القيمة، والسيناريوهات الاجتماعية والاقتصادية، وإنتاج مزارع الأسماك – أن يعزز هذه الدراسة.

وسيستفيد البرنامج من المنصة الجغرافية المكانية لمبادرة العمل يدًا بيد التي توفر الوصول إلى المعلومات عن مصايد الأسماك والخرائط البيئية الموضعية المبنية على بيانات مختارة تم وضعها بواسطة منظمة الأغذية والزراعة (بما في ذلك كتالوجات خرائط مجالات اختصاص الأجهزة الإقليمية لمصايد الأسماك، وتوزيع الأنواع، والأرصدة ومصايد الأسماك)، وكذلك مع شركاء عقد علوم المحيطات. وسيسمح البرنامج للبلدان والأجهزة الإقليمية لمصايد الأسماك بنشر بيانات مفتوحة شاملة عن حالة مصايد الأسماك والنظم الإيكولوجية وتأثيرها وإدارتها ودعم رصد التقدم المحرز نحو أهداف التنمية المستدامة ونتائج عقد علوم المحيطات. وسيعمل البرنامج أيضًا على: (1) توطيد التعاون، حيث تحتاج البلدان والأقاليم إلى التوصّل إلى اتفاقات بشأن معايير نشر البيانات المفتوحة؛ (2) والمساعدة في سدّ الفجوة الرقمية، حيث ستستند إلى جهود المنظمة المستمرة لتسهيل التصميم المشترك لمنتجات معلومات مصايد الأسماك مع الدول الساحلية لغرب وشرق أفريقيا، ودول جنوب شرق آسيا، والدول الجزرية الصغيرة النامية.

back to top عد إلى الأعلى