البيانات المقدَّمة في هذا القسم مستمدة من ميزانيات الأغذية لدى منظمة الأغذية والزراعة وهي تغطي الفترة منذ عام 1961. وتسمح الميزانيات بتقدير كمية الأغذية المتاحة للاستهلاك البشري (الاستهلاك الظاهري) معبّرًا عنها بمكافئ الوزن الحي بدلًا من الكمية الفعلية من الأغذية المستهلكة (الاستهلاك الفعلي).
اتجاهات الاستهلاك الظاهري الإجمالي للأغذية الحيوانية المائية
في عام 2021،ر ارتفع الاستهلاك العالمي الظاهري للأغذية الحيوانية المائية (أي باستثناء الطحالب) بشكل حاد إلى ما يُقدّر بحوالي 162 مليون طن (بمكافئ الوزن الحي) (الجدول 11)، ما يمثّل زيادة كبيرة من كمية 28 مليون طن المسجلة في عام 1961. وتاريخيًا، كانت حصة أوروبا واليابان والولايات المتحدة تمثّل جزءًا كبيرًا من الكمية العالمية من الأغذية الحيوانية المائية المتاحة للاستهلاك البشري. وفي عام 1961، بلغت حصتها الجماعية 47 في المائة من الإمدادات العالمية. غير أن حصتها المجمَّعة انخفضت بحلول عام 2021 إلى 18 في المائة. وبموازاة ذلك، شهدت الصين وإندونيسيا والهند زيادات كبيرة في حصصها من الاستهلاك العالمي للأغذية الحيوانية المائية. ففي حين كانت تمثّل مجتمعة 17 في المائة فقط في عام 1961، ارتفعت حصتها المجمَّعة بحلول عام 2021 إلى 51 في المائة، علمًا أنّ الصين وحدها تمثّل 36 في المائة. ويمكن أن يعزى الانخفاض الملحوظ في أهمية البلدان التاريخية على صعيد استهلاك الأغذية الحيوانية المائية إلى التحوّلات الهيكلية في هذا القطاع. وتشمل هذه التحوّلات تأثير البلدان الآسيوية في إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، بالإضافة إلى التوسّع الحضري المتزايد وارتفاع نسبة مواطني الطبقة المتوسطة في آسيا. وفي عام 2021، استحوذت آسيا على 71 في المائة من الاستهلاك العالمي للأغذية الحيوانية المائية، تلتها أوروبا (10 في المائة)، وأفريقيا (8 في المائة)، وأمريكا الشمالية (5 في المائة)، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (4 في المائة)، وأوسيانيا (1 في المائة). ومع أن أوروبا وأفريقيا تمثّلان حصصًا متساوية من الاستهلاك العالمي، إلّا أن حجم السكان في كل منهما يختلف إلى حد كبير، ما يؤدي إلى اختلافات ملحوظة في نصيب الفرد من الاستهلاك.
الجدول 11المجموع ونصيب الفرد من الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية بحسب الأقاليم والفئة الاقتصادية، 2021

تستند البيانات السكانية إلى شعبة السكان في الأمم المتحدة. 2022. التوقعات السكانية في العالم 2022. [تم الاطلاع عليها في 13 يناير/كانون الثاني 2023].
https://population.un.org/wpp. الترخيص: CC-BY-4.0.
وعلى مدى ستين عامًا، زادت الكمية العالمية من الأغذية الحيوانية المائية المتاحة للاستهلاك البشري بمعدل أعلى بكثير من النمو السكاني في العالم، ما أدى إلى ارتفاع نصيب الفرد من الاستهلاك (الشكل 36) بين عامي 1961 و2021، وبلغ متوسط معدل النمو السنوي للاستهلاك العالمي للأغذية الحيوانية المائية 3 في المائة، وتجاوز بذلك معدل النمو السكاني السنوي البالغ 1.6 في المائة. وشهدت أفريقيا وآسيا أعلى معدلات نمو في الاستهلاك: 3.8 في المائة و3.7 في المائة سنويًا على التوالي.
الشكل 36الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية بحسب الأقاليم، 1961–2021

المصادر: بيانات أوليّة. تُتاح البيانات النهائية هنا: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. استهلاك المنتجات المائية. https://www.fao.org/fishery/en/collection/global_fish_consump. الترخيص: CC-BY-4.0.
تستند البيانات السكانية إلى شعبة السكان في الأمم المتحدة. 2022. التوقعات السكانية في العالم 2022. [تم الاطلاع عليها في 13 يناير/كانون الثاني 2023]. https://population.un.org/wpp. الترخيص: CC-BY-4.0.
وعلاوة على ذلك، وفي الفترة نفسها، سجّل استهلاك الأغذية الحيوانية المائية نموًا أقوى من جميع اللحوم البريّة مجتمعة، والتي بلغ متوسط معدل نموها 2.7 في المائة سنويًا. وبالمثل، شهد نموًا أسرع من فئات اللحوم الفردية مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير. وتمثّل الاستثناء الوحيد في لحوم الدواجن التي شهدت معدل نمو أعلى يعادل 4.7 في المائة سنويًا.
الاتجاهات في نصيب الفرد من الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية
على الصعيد العالمي، قُدّر النصيب السنوي للفرد الواحد من الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية بحدود 20.6 كلغ (بمكافئ الوزن الحي) في عام 2021، وتبلغ التقديرات الأوليّة لعامي 2022 ما مقداره 20.7 كلغ. ويشكّل ارتفاع التضخم في أسعار المواد الغذائية في العديد من البلدان المستهلكة الرئيسية والنمو المحدود في إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الدافعين الرئيسيين لهذا النمو المحدود.
غير أن المتوسط العالمي يخفي اختلافات بين البلدان (الشكل 37). فمن بين 227 بلدًا وإقليمًا قامت المنظمة بتقدير نصيب الفرد من استهلاك الأغذية الحيوانية المائية فيها، سجّل 135 بلدًا وإقليمًا مستوى أقلّ من المتوسط العالمي و92 بلدًا وإقليمًا مستوى أعلى منه في عام 2021. ويمكن أن تعزى الاختلافات بين البلدان إلى عوامل متنوعة، لا سيما توافر الأغذية المائية وإمكانية الوصول إليها وإلى أغذية أخرى. ويتأثر هذا التوفر بعوامل مختلفة مثل القرب الجغرافي والوصول إلى مرافق تربية الأحياء المائية ومواقع الإنزال والأسواق. وبالإضافة إلى ذلك، تساهم الاختلافات في الأسعار، ومستويات الدخل، والوعي التغذوي، وتقاليد الطهي، والعادات الغذائية، وتفضيلات المستهلكين بشكل أكبر في هذا الاختلاف. فعلى سبيل المثال، بلغ متوسط نصيب الفرد من الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية في البلدان المنخفضة الدخل 5.3 كلغ في عام 2021، مقارنة بكمية 12.5 كلغ في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، و30.6 كلغ في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا و26.7 كلغ في البلدان المرتفعة الدخل.
الشكل 37نصيب الفرد من الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية، متوسط الفترة 2019–2021

ملاحظات: الأغذية المعدة للاستهلاك البشري من الحيوانات التي يتم تربيتها أو حصادها في الماء. ويشمل الأطعمة من جميع أنواع الحيوانات المائية باستثناء الثدييات والزواحف المائية. ويتم التعبير عن البيانات بمكافئ الوزن الحي.
المصادر: بيانات أوليّة. تُتاح البيانات النهائية هنا: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. استهلاك المنتجات المائية. https://www.fao.org/fishery/en/collection/global_fish_consump. الترخيص: CC-BY-4.0.تستند البيانات السكانية إلى شعبة السكان في الأمم المتحدة. 2022. التوقعات السكانية في العالم 2022. [تم الاطلاع عليها في 13 يناير/كانون الثاني 2023]. https://population.un.org/wpp. الترخيص: CC-BY-4.0.شبكة الأمم المتحدة للمعلومات الجغرافية المكانية. 2020. خريطة البيانات الجغرافية.
وخلال الفترة 1961–2021، زاد نصيب الفرد الواحد من الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية بمعدل بلغ في المتوسط حوالي 1.4 في المائة سنويًا، وذلك من 9.1 كلغ في عام 1961 إلى 20.6 كلغ في عام 2021. وباستثناء اليابان، بانخفاض من 50.2 كغم عام 1961 إلى 43.1 كغم عام 2021. غير أن معدل النمو تباين بشكل كبير بين الأقاليم (الشكل 38) والبلدان. وشهدت آسيا أعلى معدل نمو سنوي (1.9 في المائة)، تلتها أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (1.3 في المائة) وأفريقيا (1.1 في المائة). وشكّلت الصين الدافع الرئيسي لهذا النمو، ما يعكس التوسّع في إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية فيها. ونما نصيب الفرد من الاستهلاك الظاهري من 4.3 كلغ في عام 1961 إلى 41.6 كلغ في عام 2021، أي بزيادة قدرها 3.8 في المائة سنويًا في المتوسط. ورغم تسجيل معدل نمو كبير نسبيًا، بقي نصيب الفرد من استهلاك الأغذية الحيوانية المائية في أفريقيا أقل مما هو عليه في الأقاليم الأخرى. وعلى العكس من ذلك، سجّلت أوروبا وأمريكا الشمالية وأوسيانيا معدلات النمو الأبطأ في استهلاك الفرد من الأغذية الحيوانية المائية، حيث أنه ارتفع بمعدل سنوي تراوح بين 0.7 و0.9 في المائة في المتوسط. وتتمتع هذه الأقاليم بالفعل بمستويات عالية على صعيد نصيب الفرد من استهلاك الأغذية الحيوانية المائية.
الشكل 38نصيب الفرد من الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية بحسب الأقاليم، 1961–2021

المصادر: بيانات أوليّة. تُتاح البيانات النهائية هنا: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. استهلاك المنتجات المائية. https://www.fao.org/fishery/en/collection/global_fish_consump. الترخيص: CC-BY-4.0.
تستند البيانات السكانية إلى شعبة السكان في الأمم المتحدة. 2022. التوقعات السكانية في العالم 2022. [تم الاطلاع عليها في 13 يناير/كانون الثاني 2023]. https://population.un.org/wpp. الترخيص: CC-BY-4.0.
وبالإضافة إلى زيادة الإنتاج، تشمل العوامل الرئيسية الكامنة وراء الاتجاه التصاعدي الطويل الأجل في نصيب الفرد من استهلاك الأغذية الحيوانية المائية التوسّع الحضري، وارتفاع مستويات الدخل، والتغيرات الديمغرافية (مثل صغر حجم الأسر المعيشية)، وكلها عوامل تؤثر على التغيّرات في عادات الأنماط الغذائية. وبمرور الزمن، شهد العالم توسّعًا حضريًا متزايدًا، حيث ارتفع عدد سكان المناطق الحضرية من 34 إلى 57 في المائة من سكان العالم بين عامي 1961 و2021 (منظمة الأغذية والزراعة وآخرون، 2023). ويمثّل التوسّع الحضري ظاهرة متعددة الأوجه، فهو لا يشير إلى زيادة في عدد سكان المناطق الحضرية وتوسّع البنية التحتية الحضرية فحسب، ولكنه يشير أيضًا إلى إحداث تحوّلات عميقة في الأعراف المجتمعية والممارسات الثقافية وأنماط الحياة، بما في ذلك الأنماط الغذائية. وتقليديًا، يميل سكان المناطق الريفية إلى الالتزام بأنماط غذائية قائمة على النباتات وغنية بالحبوب والفواكه والخضروات، وتحتوي على نسبة منخفضة من الدهون. غير أن سكان المناطق الريفية الذين يهاجرون إلى المناطق الحضرية غالبًا ما يختبرون تحوّلًا نحو أنماط غذائية تعتمد بشكل أكبر على الأغذية المجهَّزة التي تتميز بمحتوى أعلى من الطاقة والسكريات والحبوب المكررة والدهون؛ وعلاوة على ذلك، يميل سكان المناطق الحضرية إلى استهلاك أنماط غذائية تحتوي على نسبة أكبر من البروتينات الحيوانية. والواقع أن سكان المناطق الحضرية لديهم وقت أقلّ عادةً لإعداد الطعام في المنزل، إلى جانب زيادة الدخل المتاح، ما ييسّر الوصول إلى الأغذية المريحة والوجبات الجاهزة للأكل. وفي الفترة من عام 1961 إلى عام 2021، شهد متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي العالمي نموًا مطردًا، حيث أظهرت البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل زيادات أوضح من البلدان المرتفعة الدخل.
وعلى الرغم من هذا الاتجاه التصاعدي بالإجمال، تم تسجيل حالات قليلة من الانخفاض في نصيب الفرد من استهلاك الأغذية الحيوانية المائية منذ عام 1961. والجدير بالذكر أن هذا الانخفاض قد حدث في عام 2020 عندما تراجع استهلاك الفرد من الأغذية الحيوانية المائية بنسبة 1.3 في المائة، حيث انخفض من 20.5 كلغ في عام 2019 إلى 20.2 كلغ. ويُعزى هذا الانخفاض إلى حد كبير إلى آثار جائحة كوفيد–19 التي أدت إلى استقرار الإنتاج العالمي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية وانخفاض حجم التجارة. وكان الانخفاض نتيجة لذلك في نصيب الفرد من الاستهلاك أقوى في أوسيانيا (–5.3 في المائة)، تلتها أفريقيا (–4.0 في المائة)، وأوروبا (–3.3 في المائة)، وأمريكا الشمالية (–2.9 في المائة)، وآسيا (–0.4 في المائة)، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (–0.3 في المائة). وفي عام 2021، زاد نصيب الفرد من استهلاك الأغذية الحيوانية المائية على المستوى العالمي، غير أن حوالي نصف البلدان ظلت دون مستويات ما قبل الجائحة.
وأدت جائحة كوفيد–19 إلى انخفاض نصيب الفرد من الاستهلاك ليس فقط من الأغذية الحيوانية المائية ولكن من جميع الأغذية الحيوانية. وأسفرت الجائحة عن زيادة تُقدّر بحوالي 90 مليون شخص في عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في الفترة من 2019 إلى 2020. وكان التأثير حادًا بشكل خاص في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا وضمن الفئات السكانية المحرومة في جميع أنحاء العالم؛ ولم يقتصر السبب في ذلك على النقص الفعلي في الأغذية، وإنما أيضًا بسبب الخسائر المتكبدة في المداخيل عندما بلغت الجائحة ذروتها (منظمة الأغذية والزراعة وآخرون، 2023).
الفوائد التغذوية للأغذية الحيوانية المائية
يمكن للأغذية الحيوانية المائية، بخصائصها التغذوية المتنوعة والقيّمة، أن تساهم في الحد من انعدام الأمن الغذائي والتغذوي ومعالجة العديد من أشكال سوء التغذية، فتوفر مغذّيات عالية الجودة إلى جانب مساهمة معتدلة في تأمين الطاقة. وبإمكان كميات صغيرة من الأغذية الحيوانية المائية أن توفر العناصر الغذائية الأساسية لنمط غذائي صحي. وهي توفر بروتينات عالية الجودة وأحماضًا أمينية أساسية وفيتامينات (لا سيما B وD) والمعادن مثل الكالسيوم والزنك والحديد واليود والمغنيسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والسيلينيوم. وتُعتبر أنواع مثل السردين والماكريل والسلمون والتونة مصادر جيدة لأحماض أوميغا 3 الدهنية. وعلاوة على ذلك، فإن استهلاك السمكة بأكملها، بما في ذلك الرأس والعظام والجلد، يمكن أن يزيد من الفوائد التغذوية ويقلل من الهدر، ما يساهم في الأمن الغذائي العالمي (انظر الإطار 44، الصفحة 192 والأغذية المائية: إمكانات غير مستغلة لتوفير أنماط غذائية صحية، الصفحة 191).
وساهمت الأغذية الحيوانية المائية بما لا يقل عن 20 في المائة من نصيب الفرد الواحد من إمدادات البروتينات من جميع المصادر الحيوانية لـ3.2 مليار شخص – أي أكثر من 40 في المائة من سكان العالم. وعلى الصعيد العالمي، وفّرت الأغذية الحيوانية المائية 15 في المائة من البروتينات الحيوانية و6 في المائة من جميع البروتينات في عام 2021. غير أنّ مدى مساهمتها يختلف من بلد إلى آخر (الشكل 39)، حيث تعتمد البلدان غير المرتفعة الدخل عمومًا بشكل أكبر على البروتينات المستمدة من الأغذية الحيوانية المائية، بالمقارنة مع البلدان المرتفعة الدخل. ويعكس ذلك القدرة على تحمّل كلفتها وتوافرها وسهولة الوصول إليها، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في العديد من تقاليد الطهي. وفي عام 2021، شكّلت الأغذية الحيوانية المائية 14 في المائة من البروتينات الحيوانية في البلدان المنخفضة الدخل، و18 في المائة في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، و17 في المائة في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا، و10 في المائة في البلدان المرتفعة الدخل.
الشكل 39مساهمة الأغذية الحيوانية المائية في نصيب الفرد من إمدادات البروتينات الحيوانية، متوسط الفترة 2019–2021

المصادر: بيانات أوليّة. تُتاح البيانات النهائية هنا: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. استهلاك المنتجات المائية. https://www.fao.org/fishery/en/collection/global_fish_consump. الترخيص: CC-BY-4.0.
تستند البيانات السكانية إلى شعبة السكان في الأمم المتحدة. 2022. التوقعات السكانية في العالم 2022. [تم الاطلاع عليها في 13 يناير/كانون الثاني 2023]. https://population.un.org/wpp. الترخيص: CC-BY-4.0.
شبكة الأمم المتحدة للمعلومات الجغرافية المكانية. 2020. خريطة البيانات الجغرافية.
ومع أن الاستهلاك الظاهري للفرد الواحد من الأغذية الحيوانية المائية كان أقلّ بكثير في البلدان المنخفضة الدخل مقارنة بالبلدان المرتفعة الدخل في عام 2021، إلّا أن الأغذية الحيوانية المائية ساهمت في حصة أكبر من إمدادات البروتينات الحيوانية في البلدان المنخفضة الدخل مقارنة بالبلدان المرتفعة الدخل (الشكل 40). وبالمثل، بلغ متوسط الاستهلاك الظاهري للفرد الواحد من الأغذية الحيوانية المائية 9.4 كلغ في أفريقيا في عام 2021، ويمثّل ذلك أدنى رقم مسجل في جميع الأقاليم، في حين وفرت الأغذية الحيوانية المائية 18 في المائة من البروتينات الحيوانية، وهو رقم أعلى بكثير من المتوسط العالمي.
الشكل 40نصيب الفرد من الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية والمساهمة في إمدادات البروتينات الحيوانية بحسب الفئة الاقتصادية، 2021

وأتاح تعزيز ميزانيات الأغذية التي أعدتها المنظمة بشأن الأغذية المائية (الإطار 4) توفير بيانات عن 22 من العناصر المغذية الكلية والدقيقة الإضافية للأغذية المائية، وتُتاح 13 منها أيضًا للمنتجات الغذائية الأخرى كافة، ما يسمح بإجراء مقارنات بين مختلف مجموعات الأغذية.
الإطار 4توجيهات جديدة لتعزيز الإبلاغ العالمي بحسب نوع سفن الصيد
منذ ستينات القرن الماضي، قامت المنظمة سنويًا بتجميع إحصاءات ميزانيات الأغذية للمنتجات المائية في 227 بلدًا وإقليمًا، ما يوفر لمحة عامة شاملة عن إمدادات كل بلد واستخدامه للأغذية المائية. وتتضمن أحدث مجموعة بيانات خاصة بميزانيات الأغذية الصادرة في عام 2023 سلاسل زمنية منقحة نتيجة التقديرات السكانية المحدّثة والبيانات المتعلقة بالتركيبة التغذوية. وتم تنفيذ عمليات المراجعة هذه أيضًا في ميزانيات الأغذية التي قامت المنظمة بحسابها للأغذية الأخرى. وتم تحديث البيانات السكانية باستخدام التوقعات السكانية في العالم التي نشرتها شعبة السكان في الأمم المتحدة في عام 2022. وأدت هذه التحديثات إلى إجراء عمليات مراجعة لسلسلة نصيب الفرد والاتجاهات التاريخية والأرقام المطلقة.
وجرت مراجعة قيم التركيبة التغذوية المستخدمة لتحويل الإمدادات الغذائية إلى سعرات حرارية وبروتينات ودهون، كما تم توسيع نطاقها لتشمل الفيتامينات والمعادن. وأعدّت المنظمة جدول تحويل المغذّيات في العالم لحسابات استخدام الإمدادات في المنظمة (Grande وآخرون، 2024)، والذي يعرض متوسط خصائص المغذّيات التي تستمد بيانات من 13 من الجداول الوطنية والإقليمية لتركيبة الأغذية العالية الجودة. ويغطي هذا المورد العالمي ما مجموعه 530 مادة غذائية − 435 مادة غذائية للمحاصيل والثروة الحيوانية و95 مادة غذائية للمنتجات المائية. وعلاوة على ذلك، ولتحسين فهمنا للقيمة التغذوية للأغذية المائية بما يتجاوز السعرات الحرارية والبروتينات ومجموع الدهون، تم حساب عوامل التحويل التغذوي للأغذية المائية لـ22 من المغذّيات الكلية والدقيقة الإضافية. ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن الآن التعبير أيضًا عن إمدادات الأغذية المائية على صعيد الكميات المتاحة من الكربوهيدرات، والألياف الغذائية، والكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والفوسفور، والزنك، والنحاس، والسيلينيوم، والريبوفلافين، والفيتامين C، والفيتامين A (بمكافئات الريتينول ومكافئات ميكروغرام نشاط الريتينول)، والثيامين، والفيتامين B6، والفيتامين B12، ومجموع الأحماض الدهنية المشبَّعة، ومجموع الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبَّعة، ومجموع الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة، وحمض الدوكوساهيكسانويك وحمض الايكوسابنتينويك. وبالنسبة إلى جميع المنتجات الغذائية الأخرى، تتوفر قيم التركيبة التغذوية بالنسبة إلى 13 من أصل المغذّيات الكلية والدقيقة الجديدة وعددها 22، وهناك خطط جارية لإدماج المغذّيات التسعة المتبقية.

Alex Webb/Magnum Photos for FAO ©
وكان لمراجعة قيم تركيبة السعرات الحرارية والبروتينات تأثير ضئيل على مجموع السعرات الحرارية والبروتينات الذي توفره الأغذية الحيوانية المائية. ومن ناحية أخرى، لوحظت زيادة في كمية الدهون التي توفرها الأغذية الحيوانية المائية. وقد يكون ذلك مؤشرًا على التقدم في تقنيات التحليل لقياس محتوى الدهون في الأغذية، وزيادة توافر البيانات للأغذية الحيوانية المائية عبر مختلف جداول تركيبة الأغذية، والتحولات في أساليب إنتاج الأغذية الحيوانية المائية. ومن بين مجموعات الأنواع المختلفة، شهدت أسماك المياه العذبة والثنائية المجال الاختلاف الأوضح في إمدادات الدهون بعد التحديث؛ وهي تُعتبر مجموعة الأنواع التي تدخل فيها أعلى نسبة من الإنتاج الناشئ عن تربية الأحياء المائية.
ويمكن الاطلاع على هذه البيانات المحدّثة مؤخرًا ضمن مجال الأغذية والأنماط الغذائية على قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في المنظمة.* ويتم تجميع البيانات المتعلقة بالأغذية الحيوانية المائية تحت مجموعة الأغذية "الأسماك، والأسماك الصدفية ومنتجاتها" ويمكن مقارنتها بمجموعات غذائية أخرى، باستثناء المغذّيات المتوفرة حاليًا بصورة حصرية للأغذية المائية.**
** لمزيد من المعلومات عن مجال الأغذية والأنماط الغذائية على قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في المنظمة، انظر الرابط: https://www.fao.org/documents/card/en/c/cc9454en
المصدر: Grande, F., Ueda, Y., Masangwi, S. & Holmes, B. 2024. Global nutrient conversion table for FAO supply utilization accounts. Rome, FAO. https://doi.org/10.4060/cc9678en
وعلى الصعيد العالمي، كان 6 في المائة من الريبوفلافين، و6 في المائة من الثيامين، و8 في المائة من الكالسيوم، و8 في المائة من الفيتامين C، و9 في المائة من الفيتامين A، و11 في المائة من الزنك، و12 في المائة من الحديد، و13 في المائة من الفوسفور، و13 في المائة من البوتاسيوم، و17 في المائة من المغنيسيوم الذي توفره المنتجات الحيوانية من منتجات حيوانية مائية. غير أنّ هناك اختلافات ملحوظة بين البلدان. فعلى سبيل المثال، كانت مساهمة الأغذية الحيوانية المائية في إمدادات المغذّيات المستمدة من المنتجات الحيوانية في بوتسوانا منخفضة للغاية، حيث تراوحت بين 0 في المائة بالنسبة إلى الفيتامين C و1 في المائة فقط بالنسبة إلى المغنيسيوم. ومن ناحية أخرى، تراوحت مساهمة الأغذية الحيوانية المائية في إمدادات المغذّيات المستمدة من المنتجات الحيوانية في كمبوديا بين 37 في المائة للثيامين و74 في المائة للكالسيوم.
وتشكّل المنتجات الحيوانية المائية أيضًا مصادر قيّمة للدهون، وتحديدًا للأحماض الدهنية غير المشبَّعة، التي تُعدّ عنصرًا أساسيًا في النمط الغذائي الصحي. وتُعدّ المنتجات الحيوانية المائية غنية بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبَّعة والمتعددة غير المشبَّعة (مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية). وتُعتبر أحماض أوميغا 3 الدهنية، لا سيما حمض الايكوسابنتينويك وحمض الدوكساهيكسانويك، حيوية لصحة الإنسان، لا سيما للتركيب الهيكلي لأغشية الخلايا، والتطور الأمثل لدماغ الطفل وجهازه العصبي، والأداء الصحي لنظام القلب والأوعية الدموية. وبما أن جسم الإنسان لا يستطيع إنتاج هذه الأحماض الدهنية بمفرده، فإن عليه الحصول عليها من خلال النمط الغذائي.
وتكشف البيانات المتاحة عن نصيب الفرد من الدهون الأحادية غير المشبَّعة والمتعددة غير المشبَّعة المستمدة من الأغذية الحيوانية المائية عن وجود اختلافات كبيرة بين البلدان والأقاليم. فعلى سبيل المثال، احتلت آيسلندا وبالاو وكيريباس المرتبة الأولى في نصيب الفرد من إمدادات هذه الدهون، في حين سجلت أفغانستان وإثيوبيا وإريتريا مستويات قريبة من الصفر. وعلى المستوى الإقليمي، شغلت أفريقيا وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وأمريكا الشمالية المرتبة الأدنى من حيث نصيب الفرد من إمدادات هذه الدهون، في حين شغلت آسيا وأوروبا وأوسيانيا المرتبة الأولى. وفي حين أن الاختلافات في كميات الأغذية الحيوانية المائية المستهلكة تفسر هذه الاختلافات جزئيًا، إلّا أن أنواع الأغذية الحيوانية المائية تؤدي دورًا في ذلك أيضًا. فعلى سبيل المثال، قُدّر الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية بنحو 23.4 كلغ للفرد في أمريكا الشمالية، وهو أعلى من المستوى المسجل في أوروبا (المقدّر بحوالي 22.2 كلغ). ومع ذلك، فإن الإمدادات من الدهون الأحادية غير المشبَّعة والمتعددة غير المشبَّعة من الأغذية الحيوانية المائية في أمريكا الشمالية كان 0.7 غرامات للفرد الواحد يوميًا – وهو أقل من المستوى المسجل في أوروبا (المقدّر بكمية 1 غرام للفرد الواحد يوميًا).
تطور تركيبة الأنواع في الأغذية الحيوانية المائية
منذ أواخر تسعينات القرن الماضي، ظلّ إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية راكدًا نسبيًا، في حين سُجّلت زيادة كبيرة في إنتاج تربية الأحياء المائية، ما أدى إلى زيادة كبيرة في الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية. ونتيجة لذلك، ارتفعت نسبة الأغذية الحيوانية المائية المستمدة من إنتاج تربية الأحياء المائية بشكل كبير، حيث ارتفعت من 6 في المائة في ستينات القرن الماضي إلى 56 في المائة في عام 2021، ما أدى إلى تحوّل في تركيبة الأنواع. وتشير البيانات الأوليّة إلى استمرار النمو ليصل إلى 57 في المائة في عام 2022. وتمثّل هذه الأرقام الأغذية المتاحة بمكافئ الوزن الحي ولا تأخذ بعين الاعتبار كون الرخويات ذوات المصراعين والقشريات، والتي تحتوي على كميات كبيرة من الأجزاء غير الصالحة للأكل، تمثّل حصة أكبر من تربية الأحياء المائية مقارنة بإنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية (32 في المائة مقابل 8 في المائة في عام 2022). ولذلك، فمن المرجح أن تكون مصايد الأسماك الطبيعية لا تزال تشكل المصدر الرئيسي للأغذية الحيوانية المائية الصالحة للأكل.ش
وحاد الاستهلاك بعيدًا عن الأسماك الزعنفية لصالح الأسماك الصدفية (الشكل 41). فشهدت حصة الأسماك الزعنفية في استهلاك الأغذية الحيوانية المائية انخفاضًا من 86 في المائة في عام 1961 إلى 74 في المائة في عام 2021. وضمن الأسماك الزعنفية، زادت حصة أنواع أسماك المياه العذبة والأسماك الثنائية المجال من 20 في المائة من استهلاك الفرد من الأسماك الزعنفية في عام 1961 إلى 55 في المائة في عام 2021. ويعكس ذلك الزيادة في إنتاج السلمونيات المستزرعة والبلطي والشبوط والسلور مع مرور الوقت. وبالتوازي مع ذلك، انخفضت حصة أنواع الأسماك البحرية من 80 في المائة من استهلاك الفرد من الأسماك الزعنفية في عام 1961 إلى 45 في المائة في عام 2021، وتم تسجيل أكبر الانخفاضات في الأسماك القاعية والسطحية.
الشكل 41الاستهلاك الظاهري للأغذية الحيوانية المائية بحسب مجموعة الأنواع الرئيسية، 1961 و2021

وارتفعت نسبة الأسماك الصدفية بمرور الزمن، ويتم حاليًا استزراع معظم الأسماك الصدفية، لا سيما الرخويات وبدرجة أقلّ القشريات. وشكّلت الأسماك الصدفية 14 في المائة من استهلاك الأغذية الحيوانية المائية في عام 1961، مقارنة بنسبة 26 في المائة المسجلة في عام 2021. وضمن الأسماك الصدفية، ارتفعت حصة القشريات على حساب رأسيات الأرجل، في حين حافظت الرخويات على حصة ثابتة، حيث شكّلت حوالي نصف استهلاك الأسماك الصدفية.
الطحالب
لا يتم إدراج الأعشاب البحرية والطحالب الأخرى حاليًا في ميزانيات الأغذية التي أعدّتها المنظمة للأغذية المائية بسبب عدم كفاية البيانات حول استخدامها في معظم البلدان. ومع ذلك، تُعتبر الأعشاب البحرية منذ قرون ذات أهمية في الأنماط الغذائية اليومية لبلدان مختلفة، لا سيما في شرق آسيا. ويمكن للأعشاب البحرية أن تمثّل خيارًا غذائيًا مغذيًا وصحيًا وغنيًا بالألياف ومنخفض السعرات الحرارية. وفي ضوء تزايد عدد سكان العالم وتفاقم التحديات البيئية، تبرز الأعشاب البحرية كحل مستدام لتعزيز الأمن الغذائي واستعادة النظم الإيكولوجية المائية. وخلافًا للمحاصيل الأرضية، فإن زراعة الأعشاب البحرية تستخدم مياه البحر، وبالتالي فإنها تؤدي إلى تجنب التنافس على الأراضي الصالحة للزراعة وموارد المياه العذبة. وفي جميع أنحاء آسيا وفي أقاليم أخرى، تتمتع الأعشاب البحرية مثل النوري وعشبة البحر اليابانية وطحلب أوكيما البحري بأهمية ثقافية وتغذوية كبيرة. ولا تُعتبر هذه الأعشاب البحرية عناصر أساسية في المأكولات المحلية فحسب ولكنها تُعدّ أيضًا ذات قيمة عالية بالنظر إلى محتواها الغني بالمغذّيات الدقيقة. وهي بالتالي تؤدي دورًا حاسمًا في تشكيل تقاليد الطهي الوطنية وتتمتع بإمكانات واعدة كمساهِمة قيّمة في الجهود العالمية لتحسين الأمن الغذائي.
- رينبغي النظر إلى بيانات الاستهلاك الخاصة بعام 2021 على أنها بيانات أوّلية. وقد تختلف هذه القيم بعض الشيء عن القيم التي سيجري إصدارها في القسم المتعلق بميزانيات الأغذية في كتاب منظمة الأغذية والزراعة السنوي عن إحصاءات الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية لعام 2022، وفي مجال العمل الخاص بنظام إحصاءات الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية FishStatJ الذي سيتم تعميمه في عام 2024. وستُتاح البيانات المحدَّثة من خلال الموقع الإلكتروني للمنظمة، وهي متاحة على الرابط التالي: https://www.fao.org/fishery/ar/fishstat.
- شللاطلاع على مزيد من المعلومات، يرجى الرجوع إلى طبعة 2022 من هذا التقرير (منظمة الأغذية والزراعة، 2022ب، الصفحة 88 [النسخة العربية]).