تقدير أسطول الصيد العالمي وتوزيعه الإقليمي
اعتمدت المنظمة، في السنوات الأخيرة، أدوات محسّنة لجمع البيانات وتحليلها، ما أدى إلى تنقيح كبير لبيانات الفترة 1995–2022 بشأن أسطول صيد الأسماك، لا سيما في البلدان الآسيوية. وشهدت إندونيسيا الزيادة الأكبر نتيجة تحسّن جمع البيانات وإدراج سفن الصيد الداخلي، حيث يُقدّر إجمالي عدد السفن المبلّغ عنها بحوالي 1.1 مليون سفينة صيد في عام 2022، ما يجعلها أكبر أسطول في العالم. كما قامت الفلبين والهند بالإبلاغ عن تحديثات. وأبلغت تايلاند عن وجود سفن من دون سطح لأول مرة في عام 2021، ما أدى إلى زيادة حجم الأسطول المبلّغ عنه من 20 000 إلى 70 000 سفينة. ونتيجة لذلك، فإن الأرقام المنقحة أعلى من تلك التي تم الإبلاغ عنها سابقًا، باستثناء عام 1995. ولا ينبغي أن تعزى هذه الزيادات المبلّغ عنها في السلسلة الزمنية منذ عام 1995 إلى زيادة في حجم الأسطول.
وفي ضوء هذه المراجعات، قُدِّر أسطول الصيد العالمي بنحو 4.9 ملايين سفينة في عام 2022، وتُظهر البيانات اتجاهًا تنازليًا منذ الذروة البالغة 5.3 ملايين سفينة صيد تم الإبلاغ عنها في عام 2019. ويستمر الاتجاه التنازلي لحجم الأسطول بين العديد من دول الصيد مثل الصين واليابان والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ما يعكس الجهود المبذولة لتحسين استدامة مصايد الأسماك. غير أنه يتعين التأكيد على أن مجرد تقليل عدد السفن في الأسطول لا يكفي لضمان تحسين النتائج على صعيد الاستدامة.
وتُعتبر آسيا موطن أكبر أسطول صيد في العالم وهو يُقدّر بحوالي 3.5 ملايين سفينة أو 71 في المائة من الإجمالي العالمي في عام 2022 (الشكل 22). وتُظهر هذه النسبة انخفاضًا من نسبة 73 في المائة المسجلة في عام 2019. ويشهد أسطول أفريقيا زيادة بالمقارنة مع سائر العالم وشكّل أكثر من 19 في المائة من سفن الصيد في العالم في عام 2022، ما يمثّل ارتفاعًا من نسبة 18 في المائة المسجلة في عام 2019. ولم تتغيّر حصص أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (5 في المائة)، وأمريكا الشمالية، وأوروبا (2 في المائة) وأوسيانيا (أقلّ من 1 في المائة) منذ عام 2019.
الشكل 22نسبة سفن الصيد بحسب حالة التزويد بمحركات والمنطقة الجغرافية وفئة الدخل، 2022

ويوجد الجزء الأكبر من أسطول الصيد العالمي في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا (41 في المائة) والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (39 في المائة)، تليها البلدان المرتفعة الدخل (11 في المائة) والبلدان المنخفضة الدخل (8 في المائة).
التحليل بحسب حالة التزويد بالمحرّكات
هناك حوالي 3.3 ملايين سفينة مزوّدة بمحرّكات ويشكّل ذلك ثلثي أسطول الصيد العالمي. وقد زاد عدد هذه السفن من 2.4 ملايين وحدة في عام 1995 إلى ذروة بلغت 3.5 ملايين وحدة في عام 2020، ثم انخفض بعد ذلك بشكل طفيف إلى 3.3 ملايين سفينة في عام 2022. وخلال الفترة نفسها، شهد عدد السفن غير المزوّدة بمحرّك انخفاضًا من مليوني (2) سفينة في عام 1995 إلى 1.6 ملايين سفينة في عام 2022 (الشكل 23).
الشكل 23أسطول الصيد العالمي، السفن المزوَّدة بمحركات مقابل السفن غير المزوَّدة بمحركات، 1995–2022

ويوضح الشكل 22 أن آسيا كانت تمتلك 80 في المائة (2.6 ملايين) من السفن المزوّدة بمحرّكات في العالم و54 في المائة (0.9 ملايين) من السفن غير المزوّدة بمحرّكات في عام 2022. وتمتلك أفريقيا ثاني أكبر أسطول غير مزوّد بمحرّكات، وهو يُقدّر بحوالي 42 في المائة من إجمالي السفن في العالم. وتمثّل حصة آسيا وأفريقيا معًا 96 في المائة من الأسطول العالمي للأسطول غير المزوّد بمحرّكات. ويعرض الشكل 24 حصة السفن المزوّدة بمحرّكات والسفن غير المزوّدة بمحرّكات من إجمالي الأسطول لكل قارة، وهو يُظهر أن أفريقيا هي القارة الوحيدة التي يفوق فيها عدد السفن غير المزوّدة بمحرّكات عدد السفن المزوّدة بمحّركات. كما أنها القارة الوحيدة التي شهد فيها عدد السفن زيادة منذ عام 2019.
الشكل 24حصة السفن المزوَّدة بمحركات والسفن غير المزوَّدة بمحركات بحسب المناطق الجغرافية، 2022

ويبيّن الشكل 22 أيضًا أن حوالي نصف السفن المزوّدة بمحرّكات في العالم توجد في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا (49 في المائة)، تليها البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (31 في المائة)، والبلدان المرتفعة الدخل (16 في المائة) والبلدان المنخفضة الدخل (3 في المائة). ويُعتبر توزيع السفن غير المزوّدة بمحرّكات بين فئات الدخل مختلفًا تمامًا: حيث يوجد أكثر من نصف هذه السفن في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا (55 في المائة)، تليها البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا (25 في المائة) والبلدان المنخفضة الدخل (19 في المائة)، في حين يوجد 1 في المائة منها فقط في البلدان المرتفعة الدخل.
توزيع السفن بحسب الحجم وأهمية القوارب الصغيرة
كانت المعلومات المتعلقة بحجم السفن متاحة بالنسبة إلى 37 في المائة فقط من إجمالي السفن المبلّغ عنها. وهذه المعلومات غير متاحة بالنسبة إلى البلدان الثلاثة التي لديها أكبر أساطيل الصيد في العالم والتي مثّلت حوالي نصف أسطول الصيد العالمي في عام 2022 – وهي إندونيسيا والصين والفلبين. ومن ضمن السفن التي توفرت معلومات عنها بالنسبة إلى الطول الكلي في عام 2022، كان 89 في المائة منها في فئة الطول الكلي الذي يقلّ عن 12 مترًا، و10 في المائة في فئة الطول الكلي الذي يترواح بين 12 و24 مترًا، و2 في المائة في فئة الطول الكلي الذي يتجاوز 24 مترًا. ويُظهر الشكل 25 والشكل 26 زيادة تدريجية في المعلومات المتعلقة بالحجم، ويشيران إلى أن حصة السفن الصغيرة آخذة في التراجع منذ عام 2010.
الشكل 25توزيع أسطول الصيد بحسب الحجم، 1995–2022

الشكل 26توزيع أسطول الصيد ذي الطول الإجمالي المعروف بحسب الحجم، 1995–2022

المصدر: بيانات أوليّة. تُتاح البيانات النهائية هنا: منظمة الأغذية والزراعة. (سيصدر قريبًا). إحصاءات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية - الكتاب السنوي لعام 2022. كتاب منظمة الأغذية والزراعة السنوي لإحصاءات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. روما. https://www.fao.org/fishery/en/statistics/yearbook
وتؤكد هذه البيانات نتائج المنظمة (Van Anrooy وآخرون، 2021) التي تؤكد الزيادات العامة في الحمولة الإجمالية والطول الكلي التي تمت ملاحظتها في الأساطيل حول العالم. ولا تزال السفن الكبيرة، وإن كانت بأعداد صغيرة، تمثّل حوالي ثلث إجمالي قوة المحرّكات لأسطول الصيد العالمي (Rousseau وآخرون، 2019). ومن المهم مراعاة الاختلافات في تغطية البيانات وجودتها بين مختلف مجموعات الحجم. وفي حين أن السفن الصناعية تخضع عادةً لمتطلبات الترخيص والتسجيل، فإن ذلك ينطبق إلى حدّ أقل على السفن الصغيرة التي قد لا يتم الإبلاغ عنها دائمًا في الإحصاءات الوطنية حتى في حال وجود سجلات.
وبالنسبة إلى السفن المزوّدة بمحرّكات، تتوفر بيانات الحجم لنسبة 30 في المائة فقط من السفن. ومن ضمن تلك السفن، تنتمي نسبة 80 في المائة إلى فئة الطول الكلي الذي يقلّ عن 12 مترًا، و18 في المائة إلى فئة الطول الكلي الذي يتراوح بين 12 و24 مترًا، و3 في المائة إلى فئة الطول الكلي الذي يتجاوز 24 مترًا. وبالنسبة إلى السفن غير المزوّدة بمحّركات، تمثّل المعلومات المتعلقة بالحجم 52 في المائة من البيانات. وينتمي حوالي 99 في المائة من هذه السفن إلى فئة الطول الكلي الذي يقلّ عن 12 مترًا، مقارنة بنسبة 1 في المائة فقط من السفن التي تنتمي إلى فئة الطول الكلي التي تتراوح بين 12 و24 مترًا وعدد قليل فقط من السفن التي تم الإبلاغ عنها في فئة الطول الكلي الذي يتجاوز 24 مترًا.
ويوضح الشكل 27 توزيع السفن المزوّدة بمحّركات ذات الطول الكلي المعروف في عام 2022 بحسب المنطقة الجغرافية. ولم يتم عرض نفس التوزيع للسفن غير المزوّدة بمحّركات لأن 99 في المائة منها تنتمي إلى الفئة الصغيرة، كما تم ذكره أعلاه. وتمثّل السفن الصغيرة الحصة الأكبر ضمن جميع السفن ذات الطول الكلي المعروف في جميع الأقاليم. وفي عام 2022، تم تسجيل الحصة الأعلى في أوسيانيا (89 في المائة) وأكثر من 80 في المائة أيضًا في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وأوروبا وأفريقيا. وفي آسيا، ينتمي 77 في المائة من السفن إلى هذه الفئة، في حين كان نصف الأسطول فقط في أمريكا الشمالية يتكوّن من سفن صغيرة. وكانت نسبة السفن الكبيرة (التي يتجاوز طولها الكلي 24 مترًا والتي عادةً ما تزيد حمولتها الإجمالية عن 100 طن) هي الأعلى في أمريكا الشمالية وأوسيانيا (6 في المائة لكل منهما)، تليهما أوروبا (5 في المائة)، وآسيا (3 في المائة)، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وأفريقيا (1 في المائة لكل منهما).
الشكل 27توزيع أسطول الصيد المزوَّد بمحركات بحسب الحجم والمناطق الجغرافية، 2022

جودة البيانات وتحسيناتها
يتواصل تحسّن جمع البيانات على المستوى القطري؛ وبالإضافة إلى ذلك، فإن المراجعة الشاملة التي تجريها المنظمة لبيانات الأسطول والتي يعود تاريخها إلى عام 1995 تتضمن اتصالات وثيقة مع البلدان لضمان التفسير الصحيح للبيانات الواردة، والكشف عن مصادر جديدة للبيانات، ومراقبة الأخطاء في البيانات، وإجراء تقديرات مستنيرة عند الضرورة. وتُبذل الجهود لتوضيح تغطية البيانات التي تشمل جميع السفن النشطة العاملة في المياه البحرية والداخلية، ومواءمتها. وتواصل المنظمة تقديم الدعم للبلدان لتحسين جمع البيانات وتطوير التصنيفات والتعاريف المحدّثة (انظر الإطار 3) وسيتضمن تحليل أسطول الصيد في نهاية المطاف بيانات تغطي الفترة من عام 1950 إلى عام 1995.
الإطار 3 توجيهات جديدة لتعزيز الإبلاغ العالمي بحسب نوع سفن الصيد
شهد التصميم والحجم والمعدات والخصائص الأخرى للأنواع الرئيسية من سفن الصيد شبه الصناعية والصناعية تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة. وقد جعل ذلك من الضروري أن تقوم المنظمة بتحديث وثيقتها الفنية عن مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية لعام 1985، تصنيف أنواع سفن الصيد وتعريفها (Thermes وآخرون، 2023). وتتضمن هذه الطبعة الجديدة معظم أنواع سفن الصيد مع رسوم توضيحية لسفن مختارة. وتم تحديث رموز تصنيف أنواع السفن المستخدمة لمواءمتها مع النسخة المنقحة (2019) من التصنيف الإحصائي الدولي الموحّد لسفن الصيد بحسب أنواع السفن الصادر عن مجموعة العمل المعنية بتنسيق الإحصاءات الخاصة بمصايد الأسماك. وبالإضافة إلى ذلك، يعرض المطبوع معلومات محدّثة عن العلاقة التقريبية بين الطول الإجمالي لسفن الصيد وحمولتها الإجمالية.
وتساعد هذه الوثيقة الفنية أعضاء المنظمة والهيئات الإقليمية لمصايد الأسماك وجميع العاملين في مجال إحصاءات مصايد الأسماك وإدارتها من خلال توفير معلومات محدّثة عن أنواع السفن وخصائصها. وهي تتضمن المعلومات اللازمة لتحديد وتصنيف جميع أنواع سفن الصيد شبه الصناعية والصناعية لأغراض الإبلاغ. وُيعتبر ذلك هامًا بشكل خاص للإبلاغ عن البيانات المتعلقة بالسفن والمصيد بحسب نوع السفينة. وبالمثل، يمكن أن تكون المعلومات مفيدة في تنفيذ خطة العمل الدولية لإدارة طاقة الصيد لعام 1999.

FAO/Sirachai Arunrugstichai ©