في عام 2022، بلغ الإنتاج العالمي من مصايد الأسماك الطبيعية 92.3 ملايين طن (بمكافئ الوزن الحي)، وشمل 91 مليون طن من الحيوانات المائية و1.3 ملايين طن (بالوزن الرطب) من الطحالب، بالإضافة إلى حوالي 7 700 طن من المنتجات المائية الأخرى مثل المرجان واللؤلؤ والأصداف والإسفنج. وشهد إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية (91 مليون طن) انخفاضًا بنسبة 0.2 في المائة بالمقارنة مع متوسط السنوات الثلاث السابقة (انظر الجدول 1، الصفحة 4). وبلغ الإنتاج ذروته في عام 2018 بكمية 96.5 ملايين طن، بالتزامن مع تسجيل مستويات مرتفعة بشكل استثنائي من مصيد الأنشوفة (Engraulis Ringens) التي أبلغت عنها بيرو وشيلي. وشهد المصيد بعد ذلك انخفاضًا إلى مستويات أقل بشكل طفيف متأثرًا في عام 2020 بجائحة كوفيد–19. واستمر الاتجاه الثابت نسبيًا لمصايد الأسماك الطبيعية في العالم في عام 2022، حيث تراوح بين 86 مليون طن و93 مليون طن سنويًا منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي (الشكل 13).
الشكل 13إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية في العالم، 1950–2022

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. النظام الكمبيوتري للمصيد السمكي في العالم: إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في العالم 1950–2022.
[تم الاطلاع عليه في 29 مارس/آذار 2024]. في: FishStatJ. متاح على الرابط التالي: www.fao.org/fishery/en/statistics/software/fishstatj. الترخيص: CC-BY-4.0.
وحافظت الصين على موقعها كأكبر بلد منتج بواقع 13.0 مليون طن، ويمثّل ذلك 14.3 في المائة من المصيد العالمي من الحيوانات المائية في عام 2022، أي أكثر من إجمالي المصيد في البلدين اللذين يشغلان المرتبتين الثانية والثالثة مجتمعين. وتشكّل حصة أكبر سبعة بلدان منتجة للمصيد (الصين وإندونيسيا والهند وبيرو والاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية وفييت نام) أكثر من 48 في المائة من إجمالي إنتاج المصيد العالمي، في حين تمثّل حصة أكبر عشرين بلد منتج حوالي 73 في المائة.
وترد أدناه مناقشة لأحدث الاتجاهات في المناطق البحرية والمياه الداخلية، والتي تمثّل 87.5 في المائة و12.5 في المائة، على التوالي، من الإنتاج العالمي لمصايد الأسماك الطبيعية.
إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية البحرية
في عام 2022، بلغ الإنتاج الإجمالي للحيوانات المائية في المناطق البحرية 79.7 ملايين طن، ويمثّل ذلك انخفاضًا قدره 0.7 في المائة بالمقارنة مع عام 2021، وهو أقل بنسبة 5.5 في المائة من الذروة الأخيرة البالغة 84.4 ملايين طن التي تم تسجيلها في عام 2018 عندما أبلغت بيرو وشيلي عن كميات صيد عالية نسبيًا من الأنشوفة (الجدول 6).
الجدول 6إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية في المناطق البحرية بحسب المنتِج الرئيسي

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. النظام الكمبيوتري للمصيد السمكي في العالم: إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في العالم 1950–2022.
[تم الاطلاع عليه في 29 مارس/آذار 2024]. في: FishStatJ. متاح على الرابط التالي: www.fao.org/fishery/en/statistics/software/fishstatj. الترخيص: CC-BY-4.0.
ولا تزال الاتجاهات العالمية في مصايد الأسماك الطبيعية البحرية في السنوات الأخيرة مدفوعة إلى حد كبير بالبلدان المنتجة الرئيسية وكذلك بالأنواع الرئيسية، لا سيما التخفيض الجاري والمخطط له للمصيد في الصين، والتقلبات في وفرة الأنواع الرئيسية مثل الأنشوفة، وسردين المحيط الهادئ (Sardinops sagax)، والماكريل جاك في المحيط الهادئ (Trachurus metricus)، والتي تُعتبر شديدة التباين وتتأثر بأحداث ظاهرة النينيو والتغيّرات الأخرى في أحوال المحيطات (انظر آثار ظاهرة النينيو المناخية على مصايد الأسماك البحرية وتربية الأحياء المائية، الصفحة 202).
ورغم طبيعة صيد الأسماك التي تطغى على نطاق واسع على المناطق البحرية، إلّا أن الإنتاج يتركّز في عدد صغير من البلدان (الشكل 14ألف). وكما كان الحال في السنوات السابقة، مثّلت حصة المنتجين السبعة الرئيسيين في عام 2022 نسبة 50 في المائة من إجمالي مصايد الأسماك الطبيعية البحرية (الشكل 14باء). وشكّلت حصة الصين وحدها 14.8 في المائة من الإجمالي العالمي، تلتها إندونيسيا (8.6 في المائة)، وبيرو (6.6 في المائة)، والاتحاد الروسي (5.9 في المائة)، والولايات المتحدة الأمريكية (5.3 في المائة)، والهند (4.5 في المائة)، وفييت نام (4.3 في المائة) (الجدول 6).
الشكل 14إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية في المناطق البحرية في العالم

المصدر: شبكة الأمم المتحدة للمعلومات الجغرافية المكانية. 2020. خريطة البيانات الجغرافية.

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. النظام الكمبيوتري للمصيد السمكي في العالم: إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في العالم 1950–2022.
[تم الاطلاع عليه في 29 مارس/آذار 2024]. في: FishStatJ. متاح على الرابط التالي: www.fao.org/fishery/en/statistics/software/fishstatj. الترخيص: CC-BY-4.0.
وفي حين لا تزال الصين أكبر منتج في قطاع مصايد الأسماك الطبيعية البحرية في العالم، إلّا أن مصيدها شهد انخفاضًا بنسبة 17.9 في المائة، وذلك من 14.4 ملايين طن في عام 2015 إلى 11.8 ملايين طن في عام 2022. ومن المتوقع أن تؤدي متابعة سياسة خفض المصيد إلى ما بعد الخطتين الخمسيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة (2016–2020 و2021–2025) إلى مزيد من الانخفاضات في السنوات المقبلة، وذلك على الرغم من أن مصيد مصايد الأسماك الطبيعية البحرية في عام 2022 كان مماثلًا إلى حد كبير للمصيد المسجل في عام 2021.
ورغم قيام الصين بإبلاغ المنظمة بانتظام عن بيانات الإنتاج، إلّا أنها لم تقدّم في السنوات الأخيرة سوى معلومات جزئية بحسب الأنواع ومناطق الصيد. وفي عام 2022، أبلغت الصين عما مجموعه 2.3 ملايين طن من «مصايد الأسماك في المياه البعيدة»، ولكنها لم تقدّم إلّا التفاصيل الخاصة بالأنواع ومناطق الصيد للمصيد الذي تم إنزاله في الصين (شمال غرب المحيط الهادئ، المنطقة 61). ولاستكمال بيانات المصيد الناقصة في مناطق الصيد الأخرى، تم أخذ بيانات الصيد من المنظمات الإقليمية لإدارة مصايد الأسماك، وتم إدخال 1.3 ملايين طن إضافي في قاعدة بيانات المنظمة تحت عنوان «الأسماك البحرية غير المدرجة في أي مكان آخر» في المنطقة 61، وقامت على الأغلب بالإفراط في تقدير إجمالي المصيد الحاصل في هذه المنطقة ومجموعة الأنواع «الأسماك والحيوانات المائية الأخرى» المبينة في الشكل 15. وباعتبارها أكبر بلد منتج في قطاع مصايد الأسماك الطبيعية البحرية، فإن هناك حاجة إلى المزيد من العمل – بالتعاون الوثيق مع الوكالات الرسمية المعنية – لضمان الإبلاغ في الوقت المناسب والتخصيص الصحيح لإحصائيات الصيد في الصين بحسب منطقة الصيد.
الشكل 15إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية في المناطق البحرية في العالم بحسب مناطق الصيد الرئيسية في منظمة الأغذية والزراعة، متوسط الفترة 2020–2022

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. النظام الكمبيوتري للمصيد السمكي في العالم: إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في العالم 1950–2022.
[تم الاطلاع عليه في 29 مارس/آذار 2024]. في: FishStatJ. متاح على الرابط التالي: www.fao.org/fishery/en/statistics/software/fishstatj. الترخيص: CC-BY-4.0.
وعلى المستوى الإقليمي، شكّلت حصة البلدان الآسيويةه 50 في المائة من مصايد الأسماك الطبيعية البحرية في العالم في عام 2022، تلتها أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (15.6 في المائة)، وأوروبا (16.7 في المائة)، وأفريقيا (9.2 في المائة)، وأمريكا الشمالية (6.5 في المائة)، وأوسيانيا (2 في المائة).
وتتضمن قاعدة بيانات المنظمة لمصايد الأسماك الطبيعية البحرية في العالم المصيد الخاص بأكثر من 3 000 نوع (بما في ذلك الفئات «غير المدرجة في أي مكان آخر»)؛ وتمثّل الأسماك الزعنفية حوالي 85 في المائة من إجمالي إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية البحرية في عام 2022، وتشكّل الأسماك السطحية الصغيرة المجموعة الرئيسية تليها أسماك الغادسيات والتونة والأنواع الشبيهة بها. وترد في الشكل 15 لمحة عامة عن بيانات المصيد البحري بحسب الأنواع الرئيسية وبحسب مناطق الصيد الرئيسية في المنظمة.
وظلت الأنواع البحرية الثلاثة الرئيسية على حالها منذ عام 2010. ففي عام 2022، واصل المصيد من الأنشوفة شغل المرتبة الأولى بحوالي 4.9 ملايين طن سنويًا، وذلك بصورة مشابهة للسنوات الأخيرة ولكن بكمية أقل من الذروة المسجلة في عام 2018 والتي تجاوزت 7 ملايين طن. وشغلت قدية ألاسكا (Gadus chalcogrammus) المرتبة الثانية بكمية 3.4 ملايين طن، في حين شغلت التونة الوثابة (Katsuwonus pelamis) المرتبة الثالثة بكمية 3.1 مليون طن (الجدول 7). ومن بين الأنواع العشرة الرئيسية في عام 2022 – والتي كانت جميعها من الأسماك الزعنفية – كان مستوى المصيد الذي تم الإبلاغ عنه في عام 2022 لثلاثة أنواع، وهي البلشار الأوروبي (Sardina pilchardus)، والتونة الوثابة، وتونة الزعانف الصفراء (Thunnus albacares)، قريبًا من أعلى المستويات المسجلة لهذه الأنواع.
الجدول 7إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية في المناطق البحرية بحسب الأنواع الرئيسية والأجناس


المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. النظام الكمبيوتري للمصيد السمكي في العالم: إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في العالم 1950–2022.
[تم الاطلاع عليه في 29 مارس/آذار 2024]. في: FishStatJ. متاح على الرابط التالي: www.fao.org/fishery/en/statistics/software/fishstatj. الترخيص: CC-BY-4.0.
واستمر المصيد من أسماك التونة على وجه الخصوص، والتي تُعتبر من المجموعات الأعلى قيمة، في الارتفاع، حيث وصل إلى 8.3 ملايين طن في عام 2022، وهو أعلى مستوى مسجل على الإطلاق. كما بقي مصيد المجموعات الأخرى ذات القيمة العالية، مثل رأسيات الأرجل والأربيان والكركند، عند أعلى مستوياته في عام 2022. وفي حالة الكركند – وهو أحد أشد مجموعات الأنواع تأثرًا بقيود جائحة كوفيد–19 وإغلاق أسواق التصدير – شهد المصيد تعافيًا وزاد في عام 2022 إلى أكثر من 290 000 طن، وإن لم يبلغ نفس المستوى المسجل في سنوات ما قبل الجائحة مباشرة.
ويعرض الجدول 8 إحصاءات المصيد بحسب مناطق الصيد الرئيسية في المنظمة خلال السنوات الأربع الماضية، بالإضافة إلى المصيد البحري في العقود الأخيرة.
الجدول 8إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية بحسب مناطق الصيد الرئيسية في منظمة الأغذية والزراعة


يتم تحديد مناطق الصيد الرئيسية في منظمة الأغذية والزراعة على النحو التالي: المناطق المعتدلة (مناطق الصيد 21، و27، و37، و41، و61، و67، و81)؛
المناطق المدارية (المناطق 31، و51، و57، و71)؛ مناطق التيارات الصاعدة (المناطق 34، و47، و77، و87)؛ منطقتا القطب الشمالي والقطب الجنوبي (المناطق 18، و48، و58، و88).
* حتى عام 1991.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. النظام الكمبيوتري للمصيد السمكي في العالم: إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في العالم 1950–2022.
[تم الاطلاع عليه في 29 مارس/آذار 2024]. في: FishStatJ. متاح على الرابط التالي: www.fao.org/fishery/en/statistics/software/fishstatj. الترخيص: CC-BY-4.0.
وتتفاوت المساهمة في المصيد البحري العالمي بشكل كبير بين مناطق الصيد، حيث تركّز أكثر من 50 في المائة من المصيد البحري في عام 2022 في شمال غرب المحيط الهادئ (المنطقة 61)، وغرب وسط المحيط الهادئ (المنطقة 71)، وجنوب شرق المحيط الهادئ (المنطقة 87).
وواصلت منطقة شمال غرب المحيط الهادئ (المنطقة 61) تسجيل أعلى إنتاج بين مناطق الصيد الرئيسية في المنظمة، حيث جرى فيها صيد 18.6 ملايين طن (23.3 في المائة) من مصيد المناطق البحرية في العالم في عام 2022، مدفوعًا إلى حد كبير بمصيد النوعين الأعلى إنتاجية، وهما قديّة ألاسكا وسردين المحيط الهادئ (Sardinox sagax). وحتى بعد خصم الكمية البالغة 1.3 ملايين طن في عام 2022 المعاد تخصيصها من مصايد الأسماك في المياه البعيدة في الصين، فإن هذه المنطقة لا تزال تسجل أعلى إنتاج بهامش كبير بالمقارنة مع منطقة غرب وسط المحيط الهادئ (المنطقة 71) التي شغلت المرتبة الثانية بكمية مصيد بلغت 13.8 ملايين طن أو 17.3 في المائة من المصدي الإجمالي للمناطق البحرية في العالم في عام 2022.
وشغلت منطقة جنوب شرق المحيط الهادئ (المنطقة 87) المرتبة الثالثة، حيث أنتجت 9 ملايين طن في عام 2022، أي ما يعادل 11.3 في المائة من عمليات الإنزال في العالم. ويشير المصيد الذي تم صيده مؤخرًا في هذه المنطقة إلى انعكاس جزئي في الاتجاه التنازلي السائد منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي إلى عام 2016، ويعود السبب في ذلك في المقام الأول إلى زيادة كميات صيد الأنشوفة. كما أن تقلّب المصيد في المنطقة 87 يُعتبر أحد سمات التباين السنوي الكبير المرتبط بمناطق ارتفاع مياه القاع إلى السطح، لا سيما في حالة الأنشوفة التي تمثل نسبة تتراوح بين 50 إلى 70 في المائة من المصيد الإجمالي في هذه المنطقة، بالإضافة إلى الحبّار الطائر العملاق (Dosidicus gigas).
وكان أعلى مستوى مسجل من المصيد البحري على الإطلاق في عام 2022 ملحوظًا أيضًا في مناطق الصيد التالية:
◂ شرق وسط المحيط الأطلسي (المنطقة 34): 5.5 ملايين طن في عام 2022. وتتميز هذه المنطقة بتنوع بيولوجي كبير بما في ذلك الموارد السطحية الساحلية والبحرية وموارد القاع العميقة. وواصل مصيد عام 2022 الاتجاه التصاعدي الذي لوحظ منذ سبعينات القرن الماضي، لا سيما زيادة المصيد من أسماك البلشار الأوروبي.
◂ غرب وسط المحيط الهادئ (المنطقة 71): 13.8 ملايين طن في عام 2022. وتُعتبر أسماك التونة والأنواع الشبيهة بها هامة، وهي تمثّل أكبر نوعين من أكثر الأنواع إنتاجية في المنطقة (التونة الوثابة وتونة الزعانف الصفراء). وبالإضافة إلى ذلك، تتميز المنطقة بأنواع صغيرة من الأسماك السطحية مثل السردين والأنشوفة والكرارج. ومع ذلك، يُلاحظ في هذه المنطقة أيضًا وجود نسبة كبيرة من المصيد المبلّغ عنه على أنه «أسماك بحرية غير مدرجة في أي مكان آخر» (23 في المائة في عام 2022)، أو فئات عامة أخرى.
◂ غرب المحيط الهندي (المنطقة 51): 5.7 ملايين طن في عام 2022. وتساهم أسماك التونة والأنواع الشبيهة بها بأكبر قدر من المصيد في منطقة الصيد هذه، تليها الأسماك السطحية الصغيرة والأسماك المختلطة (المرتبطة بالشعاب المرجانية بشكل رئيسي). وزاد المصيد في المحيط الهندي بشكل مطرد عمومًا منذ خمسينات القرن الماضي، مدفوعًا بشكل خاص بالمصيد في شرق المحيط الهندي (المنطقة 57)؛ غير أن المصيد شهد انخفاضًا في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض ضغط الصيد.
وفي ضوء اتفاق عام 2023 بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بشأن حفظ التنوع البيولوجي البحري في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية واستغلاله على نحو مستدام، هناك اهتمام متزايد بإدارة موارد أعالي البحار – ويعود السبب في ذلك في جزء منه إلى المخاوف العامة المتعلقة بالصيد الجائر، ولكن أيضًا إلى فهم أفضل لحالة استغلال الأنواع في هذه المناطق (انظر مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في سياق الاتفاقات العالمية المتعلّقة بالتنوع البيولوجي، الصفحة 205). ويتم تعريف مناطق أعالي البحار على أنها تلك التي تقع خارج المناطق الاقتصادية الخالصة، أي أنها تمتد إلى ما يزيد عن 200 ميل بحري في البحر، وهي تغطي ما يقرب من ثلثي محيطات العالم. ومن المؤسف أنه من غير الممكن تقييم حالة الصيد في أعالي البحار لأن إحصاءات مصايد الأسماك الطبيعية في العالم الصادرة عن المنظمة لا تميّز بين المصيد الذي يتم صيده ضمن المناطق الاقتصادية الخالصة والمصيد الذي يتم صيده في أعالي البحار. وفي الدعوات السنوية لتقديم البيانات، يُطلب من البلدان إبلاغ المنظمة عن إنتاجها من مصايد الأسماك الطبيعية بحسب الأنواع وبحسب منطقة الصيد. وتم إنشاء مناطق الصيد الرئيسية في المنظمة في خمسينات القرن الماضي، أي قبل إنشاء المناطق الاقتصادية الخالصة بسنوات عديدة، وبالتالي لا يمكن المقارنة بين مجموعتي المناطق بشكل مباشر.
ويمكن الحصول على مؤشرات عن الاتجاهات السائدة في المصيد في أعالي البحار من خلال تحليل المصيد من الأنواع التي تعيش في المحيطات (أعالي البحار و»المياه العميقة») الذي يُحتمل أن يحدث في مناطق أعالي البحار. ويشير المصيد الإجمالي من هذه الأنواع إلى زيادة منذ خمسينات القرن الماضي، وذلك من مليون (1) طن إلى نحو 11 مليوناً طن في عام 2022، مع نمو أكثر استدامة من التنوع البيولوجي منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، لا سيما بالنسبة لموارد المياه العميقة، بسبب التطورات التكنولوجية التي يسّرت الصيد في المياه العميقة، بالإضافة إلى الحاجة إلى استغلال مناطق صيد جديدة بعد تراجع الفرص نتيجة توسع الولايات القضائية وانخفاض موارد المناطق الساحلية.
إنتاج مصايد أسماك المياه الداخلية
في عام 2022، بلغ المصيد العالمي من المياه الداخلية 11.3 ملايين طن (الجدول 9)، ويمثّل ذلك انخفاضًا بنسبة 0.3 في المائة بالمقارنة مع عام 2021. وفي حين تأثر الصيد في المياه الداخلية بشدة أيضًا بجائحة كوفيد–19 خلال عام 2020، إلّا أن الاتجاهات الأخيرة في الإنتاج العالمي للمياه الداخلية كانت مدفوعة بشكل أكبر بالانخفاض الأخير في مصيد الصين. وبخلاف ذلك، يبدو أن المصيد العالمي من المياه الداخلية بقي ثابتًا نسبيًا – وفقًا للبيانات المبلّغ عنها رسميًا – وهو يقلّ بشكل هامشي عن أعلى مستوى تم تسجيله في عام 2018 والبالغ 12.1 مليون طن.
الجدول 9إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية في المياه الداخلية بحسب المنتج الرئيسي والأقاليم


* يشمل اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية حتى عام 1991.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. النظام الكمبيوتري للمصيد السمكي في العالم: إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في العالم 1950–2022.
[تم الاطلاع عليه في 29 مارس/آذار 2024]. في: FishStatJ. متاح على الرابط التالي: www.fao.org/fishery/en/statistics/software/fishstatj. الترخيص: CC-BY-4.0.
ومنذ عام 2020، لم تعد الصين أكبر منتج للمياه الداخلية. وتجاوزتها الهند وبنغلاديش في عام 2022 بمصيد بلغ 1.9 ملايين طن و1.3 ملايين طن على التوالي. وفي حين لا تزال الصين أحد أكبر ثلاثة بلدان منتجة في قطاع مصايد أسماك المياه الداخلية (1.2 مليون طن في عام 2022)، فإن المصيد الرسمي شهد انخفاضًا بنسبة 47 في المائة تقريبًا من 2.2 مليون طن في عام 2017 نتيجة سياسات وزارة الزراعة والشؤون الريفية في الصين، وعلى وجه الخصوص فرض حظر على الصيد في مياه نهر اليانغتسي لمدة عشر سنوات، والذي يهدف إلى الحفاظ على الموارد المائية الحية. كما جرى التعويض عن الانخفاض في مصيد المياه الداخلية في الصين من خلال التوسّع في تربية الأحياء المائية الداخلية ومصايد الأسماك القائمة على الاستزراع، ما أدى إلى زيادة عامة في إجمالي إنتاج المياه الداخلية في الصين خلال الفترة نفسها.
وفي ما خلا الصين، كان النمو المتواضع نسبيًا الذي شهده مصيد المياه الداخلية في السنوات الأخيرة مدفوعًا بزيادة الإنتاج في العديد من البلدان المنتجة الرئيسية – لا سيما بنغلاديش والهند وجمهورية تنزانيا المتحدة.
ومع ذلك، فإن تقدير الاتجاه الطويل الأجل في إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في المياه الداخلية يمثّل مشكلة. وتعزى الزيادات في المصيد خلال السنوات العشرين الماضية في جزء منها إلى التحسينات في الإبلاغ والتقييم على المستوى القطري، وليس إلى الزيادة الفعلية في المصيد الذي أبلغت عنه بعض البلدان. وقد تخفي هذه التحسينات أيضًا الاتجاهات الثابتة أو المتناقصة في مصايد أسماك المياه الداخلية. ولا تزال العديد من نظم جمع البيانات الوطنية المتعلقة بالمياه الداخلية غير موثوقة ومتدنية الجودة أو غير موجودة أصلًا في بعض الحالات، ما يؤدي إلى التقليل من تقدير مصيد المياه الداخلية – بما في ذلك بالنسبة إلى العديد من البلدان المنتجة الرئيسية. ويكون عادة المصيد في مصايد أسماك الكفاف ومصايد الأسماك الترفيهية إما أقل من المصيد المبلغ عنه أو مفقودًا تمامًا من المصيد الرسمي. كما أن العديد من البلدان لا تقوم بإبلاغ المنظمة عن مصيد المياه الداخلية أو تقوم بذلك بصورة جزئية. وبالتالي، اضطلعت المنظمة مؤخرًا بعمل يهدف إلى تقييم إمكانات الأساليب البديلة لمعالجة هذه الفجوات وتحسين إحصاءات مصايد أسماك المياه الداخلية في المنظمة (الإطار 2).
الإطار 2تقييمحالة إحصاءات المنظمة المتعلقة بمصايد الأسماك الداخلية
على الرغم من التحسّن الملحوظ في جودة إحصاءات مصايد المياه الداخلية واكتمالها في السنوات الأخيرة، إلّا أنه لا تزال هناك مشاكل تتعلق بجمع البيانات ذات الصلة وتقديمها إلى المنظمة.
ويسود اعتراف واضح بأهمية مصايد الأسماك الداخلية للأمن الغذائي وسبل العيش على الصعيدين الوطني والعالمي، لا سيما في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض والبلدان النامية غير الساحلية. ولسوء الحظ، لا تقوم العديد من البلدان بجمع إحصاءات الإنتاج بصورة روتينية، الأمر الذي يضر بوضع السياسات والخطط لمصايد الأسماك الوطنية والإقليمية، وإدارة الموارد والنظم الإيكولوجية والحفاظ عليها، والتي تتطلب جميعها إحصاءات محدَّثة وموثوقة. وكثيرًا ما يتم أيضًا تهميش إدارة مصايد الأسماك وأصحاب المصلحة ضمن دائرة صانعي السياسات والقرارات المسؤولين عن إدارة موارد المياه الداخلية، ويمكن أن يساعد تحسين الإحصاءات في الحد من هذا التهميش (انظر أولويات الإدارة الخاصة بمصايد الأسماك الداخلية، الصفحة 163).
وغالبًا ما تكون البيانات الرسمية المتعلقة بمصايد الأسماك الداخلية التي يتم إبلاغ المنظمة عنها غير كاملة من حيث تغطية مصايد الأسماك أو الأنواع المبلّغ عنها. ويتناقض التنوع الواسع للأنواع في مصايد الأسماك الداخلية مع العدد المنخفض نسبيًا من الأنواع التي تقوم البلدان بالإبلاغ عنها بالفعل. ونتيجة لذلك، وفي كثير من الحالات، يتم الرصد بشكل روتيني للأنواع الرئيسية أو الأنواع التجارية فقط. وبالتالي، لا يتوفر حوالي 50 في المائة من المصيد العالمي من المياه الداخلية إلّا على أعلى مستوى من التجميع، وهو ما يسمى بأسماك المياه العذبة غير المدرجة في مكان آخر (Actinopterygii). أما بالنسبة إلى مساهمة المصيد المنخفض القيمة، ولكن الهام محليًا، في مصايد الأسماك غير الرسمية أو مصايد الكفاف في المياه الداخلية، فإما أنه لا يتم الإبلاغ عنه بشكل كاف أو يتم استبعاده تمامًا. ولا تقوم البلدان التي قامت بتحسين عمليات المسح الخاصة بالمصيد أو الإبلاغ عادة بتضمين تحليل بأثر رجعي أو مراجعات للسلاسل الزمنية التاريخية، ما يؤدي إلى إنشاء فواصل في السلاسل الزمنية أو زيادات سنوية في المصيد نتيجة التحسينات في جمع البيانات.
ويعود السبب في هذه المسائل إلى حد كبير إلى التحديات العملية المتمثلة في رصد مصايد الأسماك الداخلية، والتي تكون في الغالب صغيرة النطاق وكثيرًا ما تكون شديدة التشتت وموسمية أو عرضية من حيث عمليات الصيد. كما أن الصيد في المياه الداخلية يتم في بيئات متنوعة مثل البحيرات الكبيرة والخزانات والأنهار والسهول الفيضية والجداول وحقول الأرزّ. وبالنسبة إلى العديد من مصايد الأسماك الداخلية، لا سيما تلك التي تشكّل مصدرًا حاسمًا لتغذية المجتمعات المحلية، تتفاقم هذه التحديات العملية بسبب محدودية الموارد المتاحة لرصد المياه الداخلية وإدارتها. ويعيش معظم منتجي المياه الداخلية في الاقتصادات الأقل تقدمًا، حيث تم تصنيف خمسة من أكبر عشرة بلاد منتجة في المياه الداخلية على أنها من أقل البلدان نموًا* (أوغندا وبنغلاديش وجمهورية تنزانيا المتحدة وكمبوديا وميانمار).
ونتيجة لذلك، تقوم المنظمة بتقدير أو تعديل نسبة أعلى من مصيد مصايد الأسماك الداخلية مقارنة بمصايد الأسماك البحرية − ويتم ذلك في بعض الحالات استنادًا إلى معلومات بديلة محدودة عن الاتجاهات السائدة التي تحدث ضمن مصايد الأسماك المعنية. وقد تتكرر تقديرات المصيد أيضًا على مدى عدة سنوات، ما قد يؤدي إلى نقص أو إفراط منهجيين في الإبلاغ.
ولمعالجة هذا الوضع، شرعت المنظمة بشكل استباقي في إجراء تقييم لإحصاءات مصايد الأسماك الداخلية التي يتم نشرها على العموم. ويكمن الهدف من ذلك في تحديد البلدان التي قد تكون هناك حاجة إلى بذل الجهود والدعم المستقبلي لتعزيز جمع البيانات فيها بشأن مصايد المياه الداخلية. وتقوم المنظمة بوضع خطوط توجيهية فنية لتقييم إمكانات الأساليب البديلة على تقدير إنتاج المصيد من المياه الداخلية إلى جانب عمليات المسح التقليدية لتقييم المصيد. ويتضمن ذلك تقييم أساليب التنبؤ، مثل نماذج موائل الأسماك، ونماذج كثافة جهد الصيد، والأساليب القائمة على الاستدلال مثل نماذج استهلاك الأسماك. ويكمن الهدف من ذلك في تحسين الجودة الشاملة لإحصاءات مصايد الأسماك الداخلية الوطنية وإحصاءات المنظمة، ورفع مستوى الاعتراف في المنتديات السياساتية التي تناقش أهمية مصايد الأسماك الداخلية ومساهمتها الحاسمة في تحقيق الأمن الغذائي وسبل العيش والتخفيف من وطأة الفقر، بالإضافة إلى إدارة الموارد المائية.

FAO/Luis Tato ©
ويُعتبر الافتقار إلى تفاصيل الأنواع المتاحة لمصايد الأسماك الطبيعية في المياه الداخلية مشكلة مستمرة وطويلة الأمد. ورغم التحسينات في رصد المياه الداخلية التي أدخلتها العديد من البلدان، فإن 50 في المائة من الإنتاج العالمي في المياه الداخلية لا يتوفر إلّا على أعلى مستوى من التجميع عند ما يدعى بأسماك المياه العذبة غير المدرجة في مكان آخر (Actinopterygii) – وهو رقم بقي من دون تغيير إلى حد كبير خلال العشرين سنة الماضية. غير أن هذه النسبة من المصيد غير المحدد تتباين بشكل كبير بين البلدان والأقاليم، حيث تتراوح بين 10 في المائة في أوروبا وما يزيد عن 60 في المائة في بعض البلدان في آسيا.
وأظهرت إحدى مجموعات الأنواع الرئيسية، وهي «أسماك الشبوط والباريل وغيرها من السيبرينيدات»، زيادة مستمرة، حيث ارتفعت من حوالي 0.7 ملايين طن سنويًا في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى حوالي 1.8 ملايين طن في عام 2022، وتمثّل حصتها معظم الزيادة التي شهدها المصيد في المياه الداخلية خلال السنوات الأخيرة. كما زاد المصيد من «أسماك التيلابيا وغيرها من البلطيات» في السنوات الأخيرة من أقل من 0.7 ملايين طن إلى أكثر من 0.8 ملايين طن سنويًا. وظل المصيد من «قشريات المياه العذبة» مستقرًا عند مستوى يتراوح بين 0.4 ملايين طن و0.45 مليون طن سنويًا، ولكنه شهد انخفاضًا في السنوات الأخيرة ووصل إلى 0.27 مليون طن في عام 2022، ويرجع ذلك في الغالب إلى انخفاض مصيد المياه الداخلية في الصين.
ويُعتبر المصيد في المياه الداخلية مركّزًا بشكل أكبر بالمقارنة مع المصيد في المناطق البحرية. ويتم صيده من قبل العديد من البلاد المنتجة الرئيسية في المناطق التي تتمتع بمسطحات مائية أو أحواض أنهار هامة (الشكل 16أ والشكل 16ب). وفي عام 2022، أنتج 14 بلدًا أكثر من 75 في المائة من المصيد الإجمالي الداخلي بالمقارنة مع 19 بلدًا في حالة المصيد البحري. وتُعتبر معظم البلدان المنتجة الرئيسية في المياه الداخلية من البلدان ذات الاقتصادات الأقل نموًا – إذ يتم صيد أكثر من 90 في المائة من المصيد الإجمالي للمياه الداخلية في آسيا وأفريقيا حيث تواجه البلدان المنتجة تحديات شديدة في رصد مصايد الأسماك الداخلية التي تُعتبر بطبيعتها شديدة التشتت، ومعقدة على صعيد التشغيل، ويتطلب رصدها استخدامًا كثيفًا للموارد.
الشكل 16إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من الحيوانات المائية في المياه الداخلية

المصدر: شبكة الأمم المتحدة للمعلومات الجغرافية المكانية. 2020. خريطة البيانات الجغرافية.

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. النظام الكمبيوتري للمصيد السمكي في العالم: إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في العالم 1950–2022. [تم الاطلاع عليه في 29 مارس/آذار 2024]. في: FishStatJ. متاح على الرابط التالي: www.fao.org/fishery/en/statistics/software/fishstatj. الترخيص: CC-BY-4.0.
وشكّلت حصة آسيا بصورة مستمرة أكثر من 60 في المائة من إنتاج المياه الداخلية في العالم منذ منتصف تسعينات القرن الماضي (7.2 مليون طن في عام 2022) وتضم أكبر خمسة بلدان منتجة مسؤولة عن صيد أكثر من 50 في المائة من مصيد المياه الداخلية في عام 2022. إلّا أنه يتم استكمال المساهمة التاريخية لمصايد الأسماك الداخلية أو استبدالها في العديد من البلدان الآسيوية بمساهمة تربية الأحياء المائية.
أما الوضع في أفريقيا، فيُعتبر مختلفًا بشكل ملحوظ. وفي ضوء صيد 3.3 ملايين طن في عام 2022، وهو ما يمثّل حوالي 29 في المائة من المصيد الداخلي في العالم، تشكّل مصايد الأسماك الداخلية بالنسبة إلى العديد من البلدان الأفريقية مصدرًا هامًا للأمن الغذائي مقارنة بالمساهمة الصغيرة نسبيًا التي توفرها تربية الأحياء المائية. وبالنسبة إلى العديد من البلدان غير الساحلية في أفريقيا، تمثّل مصايد الأسماك الطبيعية في المياه الداخلية نسبة تتراوح بين 80 و100 في المائة من إجمالي إنتاج الحيوانات المائية (الشكل 17). ويُعتبر هذا الإنتاج هامًا ولكنه أيضًا غير مضمون إلى حد كبير بالنسبة إلى العديد من هذه البلدان (مثل تشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا)، ما يؤكد الحاجة الملحة لرصد هذا القطاع وإدارته بشكل فعال.
الشكل 17حصة مصايد الأسماك الطبيعية في المياه الداخلية من إجمالي إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية للحيوانات المائية من حيث الحجم، متوسط الفترة 2020–2022

المصادر: منظمة الأغذية والزراعة. 2024. النظام الكمبيوتري للمصيد السمكي في العالم: إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية في العالم 1950–2022.
[تم الاطلاع عليه في 29 مارس/آذار 2024]. في: FishStatJ. متاح على الرابط التالي: www.fao.org/fishery/en/statistics/software/fishstatj. الترخيص: CC-BY-4.0.
شبكة الأمم المتحدة الجغرافية المكانية. 2020. خريطة البيانات الجغرافية.
جودة بيانات إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة المتعلقة بمصايد الأسماك الطبيعية
تشكّل التقارير الوطنية المصدر الرئيسي، وإن لم يكن الوحيد، للبيانات المستخدمة لصيانة قواعد بيانات مصايد الأسماك الطبيعية وتحديثها في المنظمة. وبالتالي، فإن جودة إحصاءات المنظمة تعتمد بشكل كبير على دقة البيانات التي تقوم مؤسسات مصايد الأسماك الوطنية بجمعها وتقديمها سنويًا إلى المنظمة، واكتمالها وتوقيتها.
وفي كثير من الأحيان، تكون البيانات المقدَّمة غير كاملة أو غير متسقة أو لا تمتثل لمعايير الإبلاغ الدولية، وتعمل المنظمة على تنسيق البيانات قدر الإمكان بالتعاون مع الأعضاء. ولسوء الحظ، لا تستجيب البلدان المعنية في كثير من الحالات لنداءات المنظمة الرامية إلى معالجة المسائل المحددة للبيانات الرسمية. وفي مثل هذه الحالات، وفي حال وجود أوجه عدم اتساق في البيانات، يجوز للمنظمة إجراء تقديرات أو تعديلات على أساس أفضل البيانات المتاحة من مصادر البيانات الرسمية البديلة (بما في ذلك البيانات التي تنشرها المنظمات الإقليمية لإدارة مصايد الأسماك أو من خلال المنهجيات القياسية).
ولا تزال هناك أيضًا مسائل تتعلق بالتوقيت المناسب أو عدم قيام الدول الأعضاء بإبلاغ المنظمة بالبيانات، ما يؤثر على الجودة الشاملة لتقديرات المنظمة لإجمالي إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية. ويجعل التأخر في تقديم الاستبيانات من الصعب على المنظمة معالجة الإحصاءات والتثبت من صحتها ومراجعتها – على وجه الخصوص بالنسبة إلى السنة الأخيرة – قبل الإصدار السنوي الرسمي للبيانات الذي يتم عادة في منتصف شهر مارس/آذار.
وفي حين أنه يتم الإبلاغ عن معظم إحصاءات إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية من قبل كبار المنتجين، ما يضمن موثوقية تقديرات المنظمة للإنتاج العالمي من مصايد الأسماك الطبيعية، إلا أن المنظمة تواصل الإعراب عن قلقها بشأن مسائل تقديم البيانات أو جودتها بالنسبة إلى بعض البلدان الهامة.