حالة الأغذية والزراعة 2024

الفصل 2 معالجة التكاليف المستترة على المستوى الوطني

المخاطر الغذائية التي تتسبّب بأمراض غير معدية بحسب فئة النظم الغذائية

يساهم العديد من الأنماط الغذائية غير الصحية في الإصابة بأمراض غير معدية. وبالتالي، فإنّ فهم عوامل الخطر الغذائية التي تسفر عن تكاليف صحية مستترة محدّدة كميًا والتغيّرات في فئات النظم الزراعية والغذائية محوري لتحديد الجوانب التي ينبغي معالجتها في أنماط الاستهلاك لتعزيز الأنماط الغذائية الصحية بقدر أكبر.

ويعرض الشكل 8 هذا التوزيع ضمن أربع لوحات تفصّل الأنماط الغذائية التي تفضي إلى نقص في استهلاك الأغذية (الفواكه والبقول والحليب والجوزيات والبذور والخضروات والحبوب الكاملة) والمغذّيات (الأحماض الدهنية غير المشبّعة وأحماض أوميغا–3)، المبيّنة على الجانب الأيمن، وفرط استهلاك الأغذية (اللحوم المجهّزة واللحوم الحمراء والمشروبات المحلاّة بالسكر) والمغذّيات (الصوديوم والأحماض الدهنية المتقابلة) المبيّنة على اليسار. وفي مسار التحوّل من النظم الزراعية والغذائية التقليدية إلى تلك الصناعية، تزداد بدايةً المعدّلات الموحّدة لسنوات العمر المعدّلة مراعاة لعامل العجز بفعل الأمراض غير المعدية المتصلة بمعظم عوامل المخاطر الغذائية ثمّ تتراجع، مظهرة نمطًا شبيهًا بمنحنى Kuznets.ح،13 ويتّضح ذلك مع الأنماط الغذائية ذات المحتوى المتدني من الحبوب الكاملة، وهي الخطر الأبرز في جميع فئات النظم الزراعية والغذائية، باستثناء فئة النظم التي تشهد أزمة طويلة الأمد وفئة النظم التقليدية (الشكل 8). ويزداد متوسّط المعدّلات الموحّدة لسنوات العمر المعدّلة مراعاة لعامل العجز (لكل 100 000 نسمة) بفعل الأنماط الغذائية ذات المحتوى المتدني من الحبوب الكاملة عند الانتقال من النظم الغذائية التقليدية إلى النظم المتنوعة، حيث يبلغ ذروته. وتتبع النمط نفسه الأنماط الغذائية ذات المحتوى المتدني من الأحماض المتعددة غير المشبعة وأحماض أوميغا–3 (اللوحة جيم) والعالية المحتوى من الصوديوم (اللوحة دال).14

الشكل 8 مخاطر الأمراض غير المعدية المرتبطة بالنمط الغذائي والناشئة عن الاستهلاك الناقص والمفرط للأغذية والمغذيات بحسب فئات النظم الزراعية والغذائية

ملاحظة: تمثّل معدلات سنوات العمر المعدّلة مراعاة لعامل العجز الواردة في الشكل متوسط قيم سنوات العمر المعدّلة لكلّ 000 100 نسمة في كلّ بلد بحسب فئة النظم الزراعية والغذائية. وتمّ تنزيل البيانات من دراسة العبء العالمي للأمراض لعام 2021 (دراسة العبء العالمي للأمراض، 2021) من خلال اختيار جميع المخاطر الغذائية والأمراض غير المعدية كسبب للوفاة أو الإعاقة.
المصدر: من إعداد المؤلّفين وGlobal Burden of Disease Collaborative Network. 2024. Global Burden of Disease Study 2021 (GBD 2021) Results. [تمّ الاطلاع على الموقع في 7 يونيو/حزيران 2024]. https://vizhub.healthdata.org/gbd-results/

وتتمثّل الاستثناءات الملحوظة لمنحنى Kuznets في الأنماط الغذائية ذات المحتوى المتدني من الخضروات والفواكه (اللوحة ألف) والأنماط الغذائية العالية المحتوى من اللحوم الحمراء والمجهّزة (اللوحة باء). وفي حين تكون معدلات سنوات العمر المعدّلة مراعاة لعامل العجز بفعل الأنماط الغذائية المتدنية المحتوى من الفواكه والخضروات الأعلى في فئتي الأزمات الطويلة الأمد والنظم التقليدية وتتراجع بشكل رئيسي في الفئات الأخرى، تسجّل هذه المعدلات نمطًا تصاعديًا باستمرار بفعل الأنماط الغذائية الغنية باللحوم الحمراء والمجهّزة. وتأتي اللحوم الحمراء، بالرغم من الاهتمام التي تلقاه في وسائل الإعلام، ضمن أعلى خمسة معدلات لسنوات العمر المعدّلة مراعاة لعامل العجز فقط في فئة النظم الصناعية.

وتمثّل المخاطر الغذائية للأمراض غير المعدية المحدّدة كمّيًا هنا مكوّنات لنمط غذائي غير صحي، ولكنّ الاختلافات النسبية في المجموعات الغذائية والمغذّيات على مستوى فئات النظم الزراعية والغذائية ينبغي ألّا تفسّر كوصفة سحرية لمواجهة تحدي إتاحة الأنماط الغذائية الصحية للجميع. ويمكن أن تتّسم التدخلات السياساتية الآيلة إلى معالجة التكاليف الصحية المستترة بفعل الأمراض غير المعدية بفعالية أكبر، في وقت تعكف البلدان على تحويل نظمها الغذائية والزراعية إن تمّت مراعاة هذه الأنماط عند تصميم مجموعة التدخّلات. ويشمل ذلك تصميم خطوط توجيهية للأنماط الغذائية على أساس الأغذية لضمان نمط غذائي صحي للجميع يكون أيضًا أكثر استدامة من الناحيتين البيئية والاجتماعية، فضلًا عن استخدام أدوات أخرى من قبيل التوسيم والمعلومات والإشارات التنبيهية والضرائب والإعانات – التي نوقشت بالتفصيل في الفصلين 3 و4 .3

ويلقي هذا الإصدار من حالة الأغذية والزراعة الضوء على أهمية الفهم المفصّل للمخاطر الغذائية التي تتسبّب بالأمراض غير المعدية مقرونًا بتقييم شامل للأنماط الغذائية الصحية ضمن نهج حساب التكاليف الحقيقية لتصميم سياسات فعّالة. وقد تحتاج عمليات تقييم المرحلة الثانية المطلوبة لتحقيق ذلك إلى تخطّي الأنماط على المستوى الوطني الموجزة هنا، وأن تمثّل أوجه التباين على مستوى المساحات الجغرافية والمجموعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، لا سيّما للشعوب الأضعف.

back to top